معجزة الإسراء والمعراج، واحدة من النفحات الربانية التي التي خص الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد استعرض الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية جوانب من هذه المعجزة، وسعيا للإجابة على سؤال ما الذي حدث في ليلة الإسراء والمعراج، سواء من خلال محتوى مكتوب أو عبر فيديوهات، يستعرض التقرير التالي جانبا منها بمناسبة ذكرى حلولها مساء اليوم الأحد 26 رجب 1446، حتى فجر غد الاثنين 27 رجب 1446 هجريا.

وتناولت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي اختلاف العلماء في تحديد هذه الليلة، حيث تراوحت الآراء بين عدة شهور مثل ربيع الأول، وربيع الثاني، ورجب، ورمضان، وشوال، إلا أن الدار رجحت أن الإسراء والمعراج وقعا ليلة السابع والعشرين من رجب.

 

ما معنى الإسراء والمعراج؟

وبخصوص معجزة الإسراء والمعراج أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الإسراء هو: السير ليلًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس بالشام، بينما المِعْراجُ هو: عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصى إلى السماوات، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.

وأكدت الدار عبر موقعها الرسمي أن الإسراء والمعراج رحلتان قدسيتان من المعجزات الكبرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي من الحجج الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتي يجب الاعتقاد بوقوعها.

رحلة إلهية ومعجزة نبوية 

وتابعت الدار: ورحلة الإسراء والمعراج رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تقاس بمقاييس البشر المخلوقين وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل تقاس على قدرة من أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله، فإذا اعتقدنا أن الله قادر مختار لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سهل علينا الإيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يخلق ما شاء على أي كيفية.

وأشارت الإفتاء إلى أن الإسراء والمعراج قد ثبتا بالقرآن، وقد ورد في ذلك آيات بينات منها قول الله تعالى في سورة الإسراء «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)»، فضلا عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد حدَّث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وأربعون صحابيًا، فاستفاض استفاضة لا مطمع بعدها لمنكر أو متأول، وقد تواتر ذلك تواترًا عظيمًا؛ حتى لم يعد لمنكر مطمع ولا لمتأول مغمز.

الإسراء والمعراج بالروح والجسد 

وأكدت الدار أنه قد ذهب جمهور العلماء سلفًا وخلفًا على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأن الإسراء حدث بالروح والجسد معًا.

فيلم وثائقي عن ذكرى رحلة الإسراء والمعراج 

ملخص ما وقع من أحداث في ليلة الإسراء والمعراج

وحول سؤال ماذا حدث في ليلة الإسراء والمعراج؟ أوضحت دار الإفتاء المصرية أن أحداث الرحلة تتلخص في أن الرسول سار ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا البراق، وهي دابة يقال إن طولها يكون بمقدار أن يضع قدمها في مكان ما يصل إليه بصرها، وقد كان معه جبريل عليه السلام، أو كان معهما ميكائيل عليهم السلام.

خط سير رحلة الإسراء

وتضمن خط سير رحلة الإسراء وفقا لدار الإفتاء المصري ما يلي: «فأخذ سمت الطريق إلى المدينة، ثم إلى مدين، ثم إلى طور سيناء؛ حيث كلم الله موسى عليه السلام، ثم إلى بيت لحم؛ حيث ولد عيسى عليه السلام، ثم انتهى إلى بيت المقدس، وقد جاء في روايات ضعيفة أنه نزل في كل موضع من هذه المواضع وصلى بإرشاد جبريل عليه السلام، وقد أطلعه الله تعالى أثناء ذلك المسير على أعاجيب شتى من الحكم والحقائق التي ينتهي إليها ما يجري في عالم الظاهر من شؤون الخلق وأحوال العباد».

فيديوعن قصة المعجزة الربانية

الصلاة بالأنبياء بالمسجد الأقصى في بيت المقدس

وتابعت دار الإفتاء: «كان صلى الله عليه وآله وسلم يسأل جبريل عليه السلام عن مغازيها فيجيبه عنها، ولما انتهى به السير إلى بيت المقدس دخله، فجمع الله له حفلًا عظيمًا من عالم القدس من الأنبياء والمرسلين والملائكة، وأقيمت الصلاة فصلى بهم إمامًا، وفي قول أن صلاته بهم كانت بعد رجوعه من السماء».

فيديو للشيخ الشعراوي للحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج

ملامح من معجزة المعراج

أما ما يخص معجزة المعراج، قالت دار الإفتاء: «يتلخص في أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صعد إلى السماوات السبع واخترقها واحدة فواحدة، حتى بلغ السابعة، وفي كل واحدة يلتقي واحدًا أو اثنين من أعلام الأنبياء، فلقي في الأولى سيدنا آدم عليه السلام، وفي الثانية سيدنا يحىي وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة سيدنا يوسف عليه السلام، وفي الرابعة سيدنا إدريس عليه السلام، وفي الخامسة سيدنا هارون عليه السلام، وفي السادسة سيدنا موسى عليه السلام، وفي السابعة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ثم إلى ما فوقها إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام تجري في ألواح الملائكة بمقادير الخلائق التي وُكِّلُوا بإنفاذها من شئون الخلائق يَسْتَمْلُونَها من وحي الله تعالى، أو يستنسخونها من اللوح المحفوظ الذي هو نسخة العالم، وبرنامج الوجود الذي قدره الله سبحانه وتعالى». 

فيديو لشيخ الأزهر متحدثا عن معجزة الإسراء والمعراج

واستطردت الإفتاء في حديثها عن معجزة رحلة المعراج: ثم كلمه الله في فريضة الصلاة، وكانت في أول الأمر خمسين، فأشار عليه موسى عليه السلام بمراجعة ربه وسؤاله التخفيف، فما زال يتردد بينهما ويحط الله عنه منها حتى بلغت خمسًا، فأمضى أمر ربه ورضي وسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج ماذا حدث في الإسراء والمعراج ماذا حدث في الإسراء دار الإفتاء الأزهر الشريف فی لیلة الإسراء والمعراج صلى الله علیه وآله وسلم أن الإسراء والمعراج رحلة الإسراء علیه السلام دار الإفتاء بیت المقدس إلى بیت ثم إلى

إقرأ أيضاً:

هل يجب صيام ليلة الإسراء والمعراج؟ دار الإفتاء المصرية تجيب

هل يجب صيام ليلة الإسراء والمعراج؟ تعرف على الإجابة..فضل صيام ليلة الإسراء والمعراج وشهر رجب.

إقرأ أيضًا..ماهي ليلة الإسراء والمعراج؟ تعرف على أعظم معجزة في تاريخ الإسلام وفضلها

   هل يجوز صيام يوم الإسراء والمعراج الذي يوافق 27 رجب

 حيث يُعد صيام يوم 27 رجب وليلة الإسراء والمعراج من الأعمال المستحبة، ولا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يمنع الصيام في هذا اليوم أو يُخصّصه بالنهي. 

فقد وردت أحاديث عديدة تحث على صيام التطوع وبيّنت فضله الكبير. 

ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». 

صيام 27 رجب هذا العام يصادف يوم الاثنين، وهو من الأيام التي اعتاد النبي صلى الله عليه وسلم صيامها، كما جاء في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان يتحرى صيام يوم الاثنين والخميس».

 ومعنى "يتحرى" أنه كان يحرص على صيامهما طلبًا للثواب.

ليلة الإسراء والمعراج رد دار الإفتاء المصرية على حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج 

 

وقد أكد علماء الأزهر ودار الإفتاء المصرية أن صيام يوم الإسراء والمعراج جائز ومستحب، استنادًا إلى النصوص الشرعية التي تثبت فضل الصيام عمومًا، خاصة في الأيام المباركة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

فضل  الإسراء والمعراج وشهر رجب شهر رجب

 

 من الأشهر الحرم التي حثّ الإسلام على تعظيمها وزيادة الأعمال الصالحة فيها.

 قال تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» (التوبة: 36).

 كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بالصيام في هذه الأشهر بقوله: «صم من الحُرُم واترك».

 وقد وردت أقوال العلماء في استحباب صيام شهر رجب؛ فمنهم من أكد فضله لكونه من الأشهر الحرم، بينما نصّ البعض الآخر على أن الصيام فيه ليس بدعة، بل هو من العبادات المستحبة.

 ويُعد صيام التطوع تقربًا إلى الله من أعظم القربات، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه».

 إحياء ليلة الإسراء والمعراج 

إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالطاعات كالصيام، والدعاء، وقراءة القرآن من الأعمال التي يُرغّب فيها الإسلام.

 كما يُستحب فيها الإكثار من الاستغفار، الصدقة، وصلة الرحم، لما لهذه الليلة من مكانة عظيمة في الإسلام كونها شهدت معجزة الإسراء والمعراج التي أكرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • ماذا رأى الرسول ليلة الإسراء والمعراج؟.. 3 مخلوقات عجيبة وبيت وشجرة
  • ماذا طلب الرسول من الله عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج
  • أدلة حدوث رحلة الإسراء والمعراج .. معجزة حيَّرت العقول وطمأنت قلب النبي
  • معجزة الإسراء والمعراج .. مزاعم المشككين فيها والرد عليها بالأدلة
  • هل يجب صيام ليلة الإسراء والمعراج؟ دار الإفتاء المصرية تجيب
  • «الإفتاء» تكشف أسرار معجزة الإسراء والمعراج.. هل كان بالروح أم بالجسد؟
  • ماذا رأي النبي في رحلة الإسراء والمعراج؟.. مشاهد عجيبة
  • الأحداث التي وقعت في رحلة الإسراء والمعراج
  • الإسراء والمعراج.. معجزة خالدة ومنحة ربانية