هدير السرد وسيرة الأديب أشرف الخمايسي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
خليل المعلمي
في وقت الفراغ أعود إلى مكتبتي البسيطة، اقلب رفوفها واتفقد محتوياتها التي تأخذنا الحياة بعيدة عنها، وجدت كتاباً يتحدث عن سيرة أحد الأدباء بطريقة أخرى، طريقة شيقة وجاذبة للقراء.
هدير السرد هو الكتاب الذي يروي سيرة الأديب “أشرف الخمايسي” المثير للجدل الذي نجد في سيرته العناد والتمرد وعدم المبالاة والتغيير من حال إلى حال آخر، وقد رصد هذه السيرة ورتبها في شكل حوار الصحافي “مصطفى عبدالله”، مدعماً الكتاب بعدد من الكتابات الصحافية عن “الخمايسي” خاصة بعد نشر روايته “منافي الرب” بعد انقطاع عن الكتابة الأدبية لعدة أعوام انضم خلالها إلى التيار السلفي.
يقول المؤلف مصطفى عبدالله: “لكنني لا أضع هذا الكتاب حول إبداع أشرف الخمايسي باعتباره صاحب قصص وروايات عجيبة فحسب بل لأنه في حد ذاته رواية، فشخصيته خروج عن المألوف ورفض لرتابة الحياة اليومية وهذا سر تقلباته التي تدهش الكثيرين”.
والناظر إلى حياة الخمايسي يجدها سلسلة لا تنقطع من المغامرات، فهو ينزح في مستهل حياته الأدبية إلى القاهرة ليعيش هو وأسرته الصغيرة في منطقة شعبية عشوائية يصعب على الكثير من القاهريين مجرد الولوج إليها، وتقع هذه المنطقة على سفح جبل المقطم، فيعايش الدهماء من اللصوص والنصابين والبلطجية في حياتهم اليومية بين بسطاء الناس.
كانت أول مجموعة قصصية لأشرف الخمايسي تحت عنوان “الجبريلية” تلك المجموعة التي منحته مكانة متميزة في عالم القصة القصيرة، حيث تسلم جائزة “أخبار الأدب” من يد الأديب الكبير الحاصل على جائزة نوبل في الأدب “نجيب محفوظ”، لقد كان فوزه بالمركز الأول يرسم له طريقاً محدداً، فقد كان وقتها نجماً صغيراً يسطع بقوة والنجوم لا تسطع في الأقاليم، وإن سطعت فالسطوع خافت، وبحسب اعتقاد الأديب الخمايسي نفسه فإن فوزه بالجائزة لم يكن بداية الطريق كما يعتقد الكثيرون ولكنه لافتة دالة على أنه في الطريق الصحيح، لأن البداية كما يؤكد كانت قبل عام من حصوله على الجائزة حين بدأ بالنشر في مجلة “أخبار الأدب” وفي جريدة “الجمهورية” ومجلة “القاهرة”، ومجلة “القصة”.
وقد ألقى هذا الفوز أضواء كثيفة على كتاباته، في نفس التوقيت كانت هيئة قصور الثقافة قد أصدرت سلسلة جديدة اسمتها “إبداعات” وكان يتولى إدارة تحريرها الروائي “حمدي أبو جليل” الذي اتصل به ويطلب منه مجموعة قصصية أو رواية لينشرها في سلسلته، فكانت “الجبريلية” هي الجاهزة، فرأت النور ونزلت الساحة الأدبية فعملت ضجيجاً وصنعت حراكاً لم تصنعه مجموعة قصصية لكاتب أو كاتبة من جيله.
وعن أبيه يقول الخمايسي وهو يحكي عنه: ثمة مشاكل كانت بيني وبين أبي من أهمها عدم اقتناعه بحكاية الأدب هذه، وأن الأفضل لي أن أجد وظيفة حكومية تضمن لي دخلاً ثابتاً بالإضافة لطريقته القاسية في تربيتي وإخوتي بخاصة أنا رغم أني أبنه البكر وأول فرحته كما يقولون، أبي صعيدي حتى النخاع، من إحدى القرى التابعة لـ”جهينة” في “سوهاج” يحتفظ بقسوة طبع العربي القديم الذي وفد إلى “مصر” وزاد هذا الطبع قسوة عمله في الشرطة بدأ من “عريف” وحتى خرج على المعاش “مساعد أول” أي أضيف إلى طبعه البدوي طبع عسكري ليصير ديكتاتوراً في البيت يفرض إملاءاته التي لا تتواءم حتى مع مراحلنا العمرية، لم يكن قصده مجرد السيطرة وإنما حاول أن يضعنا على الطريق التي راءها صحيحة، بالقوة وكثيراً ما كان يمارس نصحه لي تحت لسعات الضرب بقطعة خرطوم مطاطة بعد أن يقيد يدي إلى رجلي مثل أسير حرب كل هذا وأنا لم أزل طفلاً.
لقد كانت شهادة وإشادة الأديب والناقد “محمد محمود عبدالرزاق” عن إبداعات الخمايسي وقد وجه إليه الكلام بقوله: “أنت أول من جدد في القصة القصيرة بعد يوسف أدريس”، تعطيه دفعة قوية نحو الكتابة والإبداع والتجديد.
ويسرد الخمايسي سيرته وقصة حياته وأبرز المحطات التي مر بها وهو يجيب على أسئلة الصحافي مصطفى عبدالله بلغة أدبية رائعة وجاذبة للقارئ متوقفاً عند بعض المحطات التي عبر من خلالها إلى الشهرة وكذا بعض المواقف التي كانت لها أثر في تغيير حياته وتوقفه عن العمل الأدبي لمدة تصل إلى ثمانية عشر عاماً، بعدها يعود إلى مزاولة العمل الإبداعي والأدبي فيكون نتاج ذلك روايته “منافي الرب” التي لاقت جدلاً واسعاً وكتب عنها أبرز النقاد المصريين في تلك الفترة.
يقول في إحدى الفقرات: “سنة ۲۰۰۰ تقريباً، وقتها كنت أترك الحركة الأدبية بعد صدمتي في الأدباء لصمتهم عما جرى في انتفاضة فلسطين، ليتمدد في داخلي فراغ شاسع، ولم يكن ممكناً بالنسبة لي أن أبقى فارغاً هكذا، كنت قد تركت وظيفتي الحكومية احتراماً للإبداع، بمعنى أنني كنت وقتها قد خسرت ركائز الحياة العادية، ومطلوب مني أموال لإدارة مطلوبات البيت والمعيشة، فاتجهت لتعلم حرفة تتناسب مع روحي، وكانت «الأركيت»، صنعة الجمال والفن، فتميزت في هذه الحرفة جداً، وحققت لي حريتي، واكتفائي المادي، لكنها لم تحقق لي شيئاً هو المكون الأساسي لروحي، الرسالة، الأدب كان يحقق لي ذلك، فالكتابة رسالة، ودعوة للإصلاح، لكن «الأركيت» فن صامت وعمل في أغلبه أكل عيش، ظل هذا يؤرقني جداً، حتى حدث أمر عجيب”، ويقصد بذلك التحاقه بالتيار السلفي.
ومن خلال تجربته مع التيار السلفي وعودته للقراءة واستنتاجاته العقلية فقد بنى رؤيته حول الفكر الإسلامي على “فقه الواقع” وبدأ ينظر للنص المقدس القديم بعيون عقل عصري، لا يرفض القديم، ولكن يرفض ما يكبل انطلاقه وتحديثه.
وعن جدوى الكتابة يقول الأديب أشرف الخمايسي: “الكتابة الصادقة تؤثر بالتأكيد لكن المشكلة تكمن في أن هذه الكتابة ليست إلا بذرة ، هذه البذرة لن تصير شجرة مثمرة أبداً طالما لم تزرع في الأرض، ويصب عليها الماء، الكتابة تحتاج لعامل واحد فقط كي تنبت وتصير مؤثرة، عامل نصفه عند المبدع نفسه، ونصف عند المؤسسات الثقافية، هو الرغبة الأكيدة في الوصول للشارع، وما لم يتخلص المبدع، أو المثقف المنتج عموماً من نظرية موت القارئ أو فكرة الفن للفن ، فسيبقى دائماً مع كتاباته على هامش العقل الجمعي عند الناس ولن يحقق لنفسه قيمة حقيقية بينهم وسيظل الكاتب مجرد منتج لبضاعة ليست لها سوق ليبقى يعاني من قلة دخله”.
ويضم الكتاب في الجزء الثاني منه قصتين قصيرتين من إبداعاته في أولى مجموعته القصصية “الجبريلية”، وكذلك شهادات لعدد من الكتاب والأدباء والنقاد، ومما قيل عنه أنه أديب من زمن العمالقة، رجل أتقن الغوص في بحار الأدب فعثر على أصدافها وأخرج لآلئها، حتى صارت الرواية في يده عقداً يزين جيد حسناء.
وقيل عن روايته “منافي الرب” أنها واحدة من روايات الصحراء النادرة في أدبنا العربي، وهي الرواية الثانية له الذي استطاع منذ البداية أن يكتشف صوته الخاص، حيث أنصت لنبض الحياة في البيئة الراكدة في صعيد مصر وأخذ يغوص في المناطق المسكوت عنها، فكتب القصية القصيرة أيضاً باقتدار وسلاسة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل أدبنا العربي متخلّف لعدم خرقه المحظورات الثلاث الشهيرة؟
يرى بعض الأدباء العرب الذين هاجروا في السنوات العشر الأخيرة بسبب الحروب في بلادهم، إن الأدب العربي متخلّف بالقياس بالأدبين الأوروبي والأمريكي اللاتيني، بسبب عدم استطاعته خرق المحظورات الثلاث ( الدين، الجنس، السياسة)، إلاّ فيما ندر.
فعرضنا تلك المقولة على ثلاثة نقاد من مصر والمغرب وسوريا، لنعرف رأيهم بهذا الاتهام، ولنعرف إن كان الأدب يتطوّر بالمضمون أم بالمقاربة والشكل أيضاً.
كشف المسكون عنه
أشارت أولاً الناقدة المصرية د. أماني الصيفي إلى أنه من الضروري النظر إلى تطور الأدب من منظورين أساسيين: المضمون والشكل. فالمضمون يمثّل تعبيراً عن تفاعل الأدب مع التحولات الاجتماعية والهموم المعاصرة، بينما يسعى الشكل إلى تقديم تقنيات سردية وأساليب رمزية جديدة، مما يمكّن الأدباء من تناول المحظورات بطرق إبداعية وعميقة.
ووظيفة الأدب في نظر د. أماني ليست مجرد نقد المحظورات في المجتمع لذاتها، بل هي وسيلة نقدية تهدف إلى كشف المسكوت عنه والمكبوت في المجتمع، لتحقيق واقع اجتماعي أكثر عدالة وتعددية. لذلك، من المهم التأمل في وصف الأدب العربي بأنه "متخلف" لعدم تجاوزه المحظورات الثلاث (الدين، الجنس، السياسة) مقارنة بالأدب الأوروبي وأدب أمريكا اللاتينية.
قيود ثقافية واجتماعية
وعطفاً على ذلك التأمل، ترى الناقدة د. أماني أننا من جهة، يجب الاعتراف بالقيود الثقافية والاجتماعية والقانونية، بالإضافة إلى سياسات النشر وتأثيرات السوق، التي تحد من قدرة الأديب على التعبير بحرية وانتقاد المسكوت عنه، على الرغم من أن حرية التعبير تُعتبر من أهم سمات العمل الأدبي.
ومن جهة أخرى، فإن هذا الوصف للأدب العربي لا يعكس تعقيد التجربة الأدبية وثراءها في مواجهة التحديات. فقد استطاع العديد من الأدباء استغلال طرق غير تقليدية للتعبير عن القضايا الشائكة، مثل اعتماد تقنيات الرمزية والتجريب، مما أتاح لهم تناول قضايا إنسانية وسياسية معقدة بأساليب غير مباشرة تراعي الواقع الثقافي وتتفادى الاصطدام بالقيود المفروضة.
تجليات
ومضت د. أماني بالإشارة إلى تجليات ذلك في أعمال أدبية بارزة، فأشارت إلى روايات نجيب محفوظ التي تتناول قضايا سياسية واجتماعية برمزية فنية، و"الخبز الحافي" لمحمد شكري، و"عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني، بالإضافة إلى العديد من الأعمال المعاصرة للأدباء العرب داخل المجتمع العربي وخارجه، التي تعتمد على الترميز لتمرير رسائل أخلاقية وسياسية. هذه الأعمال تعد أمثلة واضحة على قدرة الأدب العربي على معالجة قضايا حساسة بأسلوب يتجاوز القيود المفروضة على الكاتب ويثري الحوار الاجتماعي.
وتختتم د. أماني مساهمتها بالقول: لكن، لتقدير هذا العمق وفهم طبقات المعاني المتعددة في العمل الأدبي، يحتاج الأدب إلى تلقي نقدي جاد يدرك التعقيد والإبداع الكامن فيه، ويساهم في خلق حوار ونقاش حول الرسائل المطروحة. هذا الوعي يُثري تجربة القارئ العادي بطريقة لا تستدعي التصادم بالضرورة، مما يخلق تحدياً إضافياً أمام الأديب.
الهوية السردية لروايتنا
ورأى من المغرب الناقد د. عبد المالك أشهبون أنه: "في كل هذا المسار المتحول لأدبنا العربي، ظلت الرواية العربية ـــ على سبيل المثال ـــ تسعى إلى تحقيق هويتها الخاصة، كما هو الشأن في تجارب روائية عالمية مأثورة، ولكنه حتى اليوم ما يزال يبحث عن تحقيق مفهوم "الهوية السردية".
وتابع: "فمن منظورنا الشخصي إن هذه الخصوصية لم تمتلكها بعد الرواية العربية، بكل ما راكمته من نصوص وتجارب وأسماء، فمنذ نشأتها حتى يومنا هذا لم تصل بعد إلى فرض ذاتها، كما هو حال الرواية في أمريكا اللاتينية مع تيار "الواقعية السحرية"، أو في فرنسا مع موجة "الرواية الجديدة"، أو في روسيا مع تيار "الرواية الواقعية ذات النزوع الاشتراكي".
روايتنا ليست تياراً
والناقد د. عبد المالك يرى بكل صراحة أننا لم نصل بعد إلى مستوى تأصيل تيار روائي عربي، له جمالياته التي تميزه. رغم أن هناك كل سنة روايات جديدة تُنشر. وفي ظل ذلك يرى أن الرواية العربية ما تزال رواية مشاريع، ومغامرات أفراد كنجيب محفوظ وغيره، وليست تياراً أو حركة روائية لها تميزها وبصمتها على الصعيد العالمي، بحيث لا توجد لدينا دينامية روائية جماعية، تسمح بأن تصبح الرواية العربية لها فرادتها على المستوى الجمالي، ولها سوق على المستوى التلقي، ولها صدى مسموع على المستوى العالمي... إلخ.
غياب أو صمت
أما على مستوى المغامرة في تمثيل الثالوث المحرم (الدين والسياسة والجنس) روائياً، فإن حالة الكاتب العربي في نظر د. عبد المالك تبدو غالباً مزرية، ويمضي قائلاً: "ففي بلدانٍ مأسورةٍ بين حواجز الحرمان والقهر والاستبداد، فإنه لن يجدي أمام هذه الوضعية إلا احتمالين: إما الغياب أو الصمت، حيث يَكبِت الكاتب روحَه ولا يصرُخَ أو يحتجَّ، فتغدو حالته كحالة "النعامة تدفن رأسها في الرمال"؛ وإن تجرأ الواحد منهم فعمد إلى المساس بهذه التابوهات والنبش في تفاصيلها، فإنه عادة ما يجرّ على نفسه الويلات، وهو يغامر في عملية فضح المسكوت عنه، وهذا ما تجليه الحياة الاجتماعية للإنسان العربي، وهي حياة يمارس فيها الأفراد كثيراً من الأشياء سراً.
لغة القضاة
أمّا الشاعر والناقد السوري د. سعد الدين كليب فقد استهجن فحوى الاتهام لصيغة التعميم فيه، وقد أشار إلى أن الأدب العربي الحديث ليس جنساً أدبياً واحداً حتى نستطيع الحديث عنه بوصفه نمطاً محدّداً، وكذا هي الحال في الأدبين الغربي والأمريكي اللاتيني، اللذين يتنوّعان أجناساً وبلداناً في الوقت نفسه، وهو ما يجعل الاتهام فارغاً من المعنى، أو يجعله مردوداً شكلاً وموضوعاً بحسب لغة القضاة.
لكن أليس ثمة اختلافات؟ يقول د. سعد الدين: نعم إنّ ثمة اختلافات بدهية بين الآداب عموماً، تفترضها طبيعة اللغة وطبيعة المشاغل الاجتماعية والأذواق الجمالية والاهتمامات الثقافية، وهي جميعاً ذات تأثير حاسم في الميول الأدبية لكلّ أمة من الأمم، ولكلّ مرحلة من المراحل الثقافية- الجمالية لكلّ أمة على حدة. وهو ما يعني أنّ الاختلاف أو التنوّع بين الآداب ليس شأناً عرضياً يمكن تلافيه أو غضّ النظر عنه، إنه ضرورة مجتمعية وثقافية وجمالية، صحيح أنّ ثمة مشتركات إنسانية عامة، كما أنّ ثمة مشتركات فنية لها علاقة بطبيعة الأجناس الأدبية، ولكن صحيح أيضاً أنّ الخصوصية إثراء للمشترك العام لا العكس، وما من أدب لا يتمتّع بخصوصية تميّزه من سواه تحت الفضاء الإنساني العام.
يختلف ولا يتخلّف
وإشارته تلك يريد د. سعد الدين منها القول: إنّ الأدب العربي الحديث يختلف بدهياً عن سواه وفق ما ذكرناه، ولكنه ليس متخلّفاً على الإطلاق. إنه يختلف ولا يتخلّف. أما مسألة التابوهات أو المحظورات الثلاثة (الدين والجنس والسياسة) فهي مسألة نسبية بحسب كلّ أديب على حدة، فمن الأدباء من يميل إلى خرق المحظورات كلها، ومنهم من يميل إلى خرق هذا أو ذاك منها، ومنهم من لا يميل إلى الخرق إطلاقاً، وليس خرق المحظورات في ذاته أمراً مهمّاً على الصعيد الأدبي، وإنما المهم هو الكيفية الفنية والجمالية في تناول تلك المحظورات. فالذي يجعل الأدب فنّاً هو الكيفية التي يتعامل بها مع الظواهر والأشياء والمسائل والقضايا المختلفة.
حرية الإبداع
ويتقاطع د. سعد الدين مع ما قالته د. أماني حول حرية الإبداع إذ يقول: "لا شكّ في أنّ الحرية أصل مكين في الأدب والإبداع عامة، وبدونها لا نكون إلا أمام قوالب شكلية وتقليدية جاهزة، وأيّ محاولة لتحجيم الحرية في الأدب هي محاولة لنفي الأدب من أساسه، ولكن من الحرية أيضاً أن لا نشترط على الأدب اشتراطات مسبّقة، فنفرض عليه رغباتنا وأيديولوجيتنا الخاصة، وإلا فقد فشل في الامتحان!
تقدير عالمي
ويختتم د. سعد مساهمته قائلاً: لست في مجال الدفاع عن الأدب العربي بأجناسه المختلفة، ولكن أستطيع الزعم أنّ هذا الأدب يمتلك من الخصوصية الفنية والجمالية، ما يجعله جديراً بالتقدير العالمي، وإن تكن صفة العالمية غالباً ما ترتبط بالهيمنة الاقتصادية- السياسية وأجهزتها الثقافية والإعلامية.