قطر الخيرية تفتتح 4 مدارس جديدة في غانا
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
بدعم من أهل الخير في قطر وتزامنا مع إطلاق حملتها المتواصلة «بالتعليم.. أستطيع» أسدلت قطر الخيرية الستار على معاناة مئات الطلاب في عدد من المناطق الريفية بغانا كانوا يعانون نتيجة عدم الحصول على مقاعد للدراسة بسبب ازدحام المدارس والفصول بأعداد فوق المعدل المطلوب، مما اضطرهم لكتابة واجباتهم المدرسية وقوفاً، وجلوساً على الأرض خارج الفصول الدراسية القديمة المتهالكة.
مرافق تعليمية مجهّزة
وأنهت قطر الخيرية صفحة تلك المعاناة ببناء مدارس جديدة في غانا لأولئك التلاميذ خلال النصف الأول من العام الجاري، وافتتح مكتب قطر الخيرية في غانا خلال الأشهر الماضية أربع مدارس على التوالي، في وقت اكتمل فيه بناء مدرستين جديدتين أصبحتا جاهزتين للافتتاح.
وأعرب عدد من الطلاب الذين أخذوا مواقعهم التي تليق بهم في المدارس والفصول الدراسية الجديدة التي تم تأثيثها، عن شكرهم وتقديرهم لقطر الخيرية وأهل الخير في قطر لوضع حد لمعاناتهم، وتهيئة الأجواء للتحصيل في أجواء مناسبة وكريمة.
وقد حظيت المشاريع التعليمية لقطر الخيرية أيضا بترحيب كبير على المستويين الحكومي والشعبي في غانا، حيث أشاد الشيخ صالح سيلمان ممثل الإمام العام في منطقة دودوا بالمستوى المتطور الذي تبني به قطر الخيرية مدارسها، وقال إن الفصول مجهزة بكل متطلبات العملية الدراسية وبشكل يضمن التحصيل التعليمي الجيد لتحقيق الحياة الطيبة لأبنائنا.
وهدفت قطر الخيرية من بناء المدارس والفصول الدراسية للمراحل التعليمية المختلفة إلى إعداد مرافق تعليمية وتهيئة بيئة تعليمية فعالة ومأمونة تراعي الفروق بين الجنسين، واحتياجات ذوي الإعاقة مما يساعدهم على التخلص من الأمية وضمان استمرار الطلاب في مواصلة تعليمهم ورفع مستوى جودة التعليم والمساهمة في تحسين أداء النظام التعليمي في غانا.
تقدير المعلمين
الأثر الكبير لمشاريع قطر الخيرية التعليمية جعلت العديد من المسؤولين والمعلمين في غانا يعبرون عن شكرهم وتقديرهم لجهود لقطر الخيرية ولكل من تبرع لإنشائها من أهل الخير في قطر. وتقول نسيبة باهر المعلمة بإحدى المدارس التي أنشأتها قطر الخيرية في غانا، إن المدرسة التي تعمل بها تخدم منطقة فقيرة جداً، وتعتبر صرحاً تعليمياً مميزاً تم إنشاؤه في الوقت المناسب لمعالجة الاكتظاظ الكبير في اعداد الطلبة ووفرت اثاثاً جديداً وشيدت كل المرافق الضرورية وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على مستوى أداء وتحصيل الأطفال. وأشارت نسيبة إلى عودة بعض الطلبة الذين تركوا الدراسة في مدارس قديمة لم تكن مهيأة، لمواصلة دراستهم في المدارس الحديثة التي أنشأتها قطر الخيرية، وأضافت ان فرحة أمهات الأطفال لا توصف بعودة أبنائهم للمدرسة.
كثافة عددية
وشكر الأمين العام لوحدة التعليم الإسلامي بوزارة التعليم في غانا منير طه قطر الخيرية على بناء عشرات المدارس النوعية التي ترفع مكانة التعليم وتُرغِب الطلاب في الإقبال عليه، ونوه بمعاناة الطلبة في الفصول الدراسية بالمدارس التي تعاني من الزيادة العددية للتلاميذ حتى في العاصمة والمدن الكبيرة، حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد لنحو 90 طالبا وطالبة.
تشغيل المدارس
واستبق مكتب غانا بناء المدارس الجديدة بإجراء دراسة قطاعية أوضحت أن هناك نقصاً شديداً في عدد الفصول بالمناطق المستهدفة في الأقاليم الأقل نموا وفقاً لاستراتيجية الدولة التعليمية كما أوضحت الدراسة أن جودة التعليم لا تزال دون المستوى المعياري للتعليم وأن التكاليف الدراسة مرتفعة على الأسر الفقيرة مع وجود نقص شديد في التسهيلات التعليمية ونوعيتها حيث يستخدم الطلاب فصولا خشبية لا تشجعهم على التعليم ولا ترفع درجة الحماس إلى التحصيل خاصة في مواسم الأمطار، لذلك جاءت التدخلات التعليمية لقطر الخيرية لمعالجة كل تلك المشكلات كما قامت قطر الخيرية بجانب ذلك بتشغيل المدارس من خلال توفير المعلمين والعاملين لضمان استدامة الاستفادة من المدارس.
عطاء تعليمي متواصل
الجدير بالذكر أن قطر الخيرية أنشأت (23) مدرسة منذ افتتاح مكتبها رسمياً في غانا عام 2017 بينما يجري العمل في تنفيذ (4) مدارس جديدة وذلك بتكلفة إجمالية حوالي 4,992,598 ريالا قطريا. فيما وصل إجمالي عدد المستفيدين (4710) طلاب وطالبات. وتعمل المدارس التي أنشأتها قطر الخيرية في غانا على فترتين صباحية ومسائية لتوسعة عدد المستفيدين منها.
حملة «بالتعليم.. أستطيع»
يذكر أن قطر الخيرية مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، أطلقت حملة «بالتعليم أستطيع»، لدعم المشاريع التعليمية داخل قطر وخارجها، التي يُنتظر أن يستفيد منها حوالي 100 ألف طالب في 38 دولة حول العالم. وتهدف الحملة إلى مساعدة وتغطية التكاليف التعليمية التي تشكل احتياجات الطلاب داخل وخارج قطر، من الزي المدرسي، وتأمين الرسوم الدراسية وتوفير أجهزة لابتوب لطلاب التعليم الأساسي والجامعي، وتمليك دراجات هوائية للطلاب في اليمن، وتوفير منح دراسية جامعية للطلاب في كل من جيبوتي وجامبيا، إضافة لبناء وصيانة وتأهيل 66 مدرسة ابتدائية وثانوية ومراكز تدريب مهني.
دعوة للتبرع
وتحث قطر الخيرية أهل الخير في قطر على التفاعل مع حملة «بالتعليم أستطيع» حيث يمكنهم التبرع لها عبر موقع قطر الخيرية وتطبيقها الالكتروني عبر الروابط التالي: qch.qa/edu
موقع قطر الخيرية: www.qcharity.org
تطبيق قطر الخيرية: www.qch.qa/app
كما يمكن طلب خدمة «المحصل المنزلي» عبر تطبيق قطر الخيرية qch.qa/APP، أو من عبر الاتصال بمركز الاتصال على الرقم: 44920000، أو عبر فروع قطر الخيرية ومحصّليها الموجودين في المجمّعات التجارية داخل الدولة.
الطالبان الصغيران إيمانويل وهيربت.. ثنائية الأمل والأثر
كانا على مشارف الخروج المبكر من المدرسة والسير في دروب ومنعطفات قد تودي بهم نحو المجهول. فلم يكن هناك ما يغري الطالب الصغير هيربت أمبونساه، وزميله إيمانويل دنكا بالاستمرار في مدرسة متواضعة لم يحظيا فيها بمجرد مقعد يجلسا عليه بسبب الزحام حيث يوجد بالفصل الدراسي الصغير نحو (100) طالب أو يزيدون في بعض الأحيان، فكان خيارهم أن يدرسا في الرمال وتحت ظلال الأشجار حتى في مواسم الأمطار.
الفصول المتهالكة والضيقة، وقبول طلاب بها أضعاف طاقتها الاستيعابية، جعل بعض الأطفال هناك يدرسون في أوضاع صعبة للغاية افتقدوا معها الرغبة في التعليم، بينما تسرب البعض من المدارس في تلك الأجواء، وغادرها آخرون بدون عودة إثر ضيق الفصول واكتظاظها لدرجة جعلت بعضهم يكتبون واجباتهم المدرسية إما وقوفاً، أو جلوساً في الهواء الطلق خارج الفصول.
يقول الطفل هيربت أمبونساه من مدرسة أجرينجانور في غانا: (كنت أدرس تحت الأشجار لأنه لم يكن لدينا أي فصل ندرس فيه حيث كان يتم توزيعنا على الفصول الأخرى كمستمعين ولا نتعلم شيئاً في الواقع.. ولأنه لا يوجد لدينا فصل، فقد كنت في الفترة الأولى، ولكن كنت أجلس مستمعاً في الفترة الثانية.. كنا نتمنّى ونترجى أي أحد كي يساعدنا حتى نأتي للمدرسة وندرس كباقي الطلبة في مكان نظيف وآمن، الى أن جاءت قطر الخيرية وبنت لنا مدرسة جميلة).
من خلف النافذة
ويضيف زميل الطفل هيربت في الفصل، أو بالأحرى في الشجرة، إيمانويل دنكا، إنهم كانوا يتغيّبون كثيرا بسبب الأمطار الغزيرة في غانا، لكن بعد أن أصبح لدينا فصل ندرس فيه بدعم قطر الخيرية أصبح التزامنا أكبر وحماسنا للتعليم أكثر. وتابع ضاحكاً: (الآن عندما يأتي المطر ننظر من خلف النافذة ونضحك ثم نُكمل دراستنا).
مديرة مدرسة أجرينجانور رابيكا عيسى قالت انها ممتنة جداً لقطر الخيرية التي أتاحت لطلاب فقراء الجلوس على مقاعد دراسة في مبان وفصول مهيأة تماماً للتعليم وليس كما سبق حيث كانوا يجلسون على الرمال وتحت الأشجار.
التحول اللافت الذي أحدثه تدخل قطر الخيرية بإنشائها لمدارس وفصول على أعلى المعايير التعليمية في غانا، جذب الطلاب الذين كانوا يتسربون من الدراسة في الفصول الضيقة والقديمة، وجعلهم يتسابقون للالتحاق بالمدارس التي تم إنشاؤها حديثاً، حيث تقاسم الكثير من الطلاب مع هيربت وإيمانويل التعبير عن ارتياحهم وسعادتهم بالدراسة في فصول جميلة وجيدة التأثيث بصورة لم يشاهدوها من قبل.
وكان للدعم الكريم من أهل الخير في قطر، أثر واضح في مجال التعليم بغانا، فقد أدخلوا السرور والأمل إلى نفوس هيربت وإيما والمئات غيرهما بالطبع، خاصة في المناطق الريفية الغانية الفقيرة، كما كان لدعم المحسنين القطريين السخي أثر بالغ في مواصلة كثير من الأطفال الفقراء والأيتام في غانا ـ ومنهم هيبرت وإيما ـ لمسيرتهم التعليمية بشغف وروح وثابة، والمضي بخطى واثقة نحو المستقبل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطر الخيرية غانا بناء مدارس الفصول الدراسیة المدارس التی قطر الخیریة الطلاب فی فی غانا
إقرأ أيضاً:
وحدات صحية في مدارس العراق: تحسين أم تغطية للفشل؟
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- في خطوة وصفتها وزارة الصحة بأنها ثورية لتحسين الخدمات الصحية للطلبة، تستعد الوزارة بالتعاون مع وزارة التربية لافتتاح 400 وحدة صحية في المدارس العام المقبل. وبينما تبدو هذه الخطوة إيجابية على الورق، تثار تساؤلات حول الجدوى الحقيقية لهذه المبادرة في ظل تحديات الواقع الصحي والتربوي في العراق.
تحسين الخدمات أم ترميم الفشل؟مدير الصحة العامة في الوزارة، رياض عبد الأمير الحلفي، أشار إلى أن هذه الوحدات ستتضمن ملاكات متخصصة من أطباء وصيادلة وتقنيين صحيين. لكن هل ستنجح هذه الوحدات في مواجهة التحديات الكبرى مثل نقص الأدوية، سوء بيئة المدارس، وانتشار الأمراض؟
الواقع الصحي في المدارس: أرقام تُثير الشكوكرغم إعلان الوزارة عن زيارة أكثر من 10,000 مدرسة وفحص حوالي مليوني طالب، يتساءل مراقبون عن مصداقية هذه الجهود في ظل تقارير متكررة عن تدهور البنية التحتية الصحية وضعف الرقابة البيئية في المدارس.
المشاكل التي لا يمكن تجاهلها نقص التمويل والمستلزمات: تجهيز 400 وحدة صحية يتطلب ميزانيات ضخمة، في حين تعاني المدارس من نقص في الأساسيات مثل المقاعد والمياه الصالحة للشرب. غياب الكوادر المتخصصة: هل ستتمكن الوزارة من توفير الكوادر المدربة بشكل فعلي؟ أم ستكون مجرد أسماء على الورق؟ الفساد الإداري: المبادرات السابقة لتحسين الصحة المدرسية غالبًا ما اصطدمت بعقبات الفساد وسوء الإدارة. خطوات إيجابية أم محاولة لامتصاص الغضب؟يرى البعض أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لامتصاص الضغط الشعبي المتزايد بسبب تردي الخدمات الصحية في البلاد. ومع ذلك، يشدد آخرون على أن التنفيذ الفعلي والإشراف الجاد قد يحولان هذه المبادرة إلى نقلة نوعية.
السؤال الكبيرهل ستصبح الوحدات الصحية الجديدة حلاً حقيقيًا لمشاكل الصحة المدرسية؟ أم ستكون مجرد حملة دعائية أخرى تضيع وسط الفساد والتخبط الإداري الذي طالما عانت منه المؤسسات الصحية والتربوية في العراق؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن العراقيين باتوا يشككون في كل مبادرة حكومية ما لم يروا نتائج حقيقية على أرض الواقع.