كتاب "الطريق إلى عقل ديني مستنير" يقدم قراءة في مشروع الخشت لتجديد الخطاب الديني
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
صدرت حديثًا الطبعة الأولى من كتاب "الطريق إلى عقل ديني مستنير: قراءة في مشروع الدكتور محمد الخشت لتجديد الخطاب الديني"، وهي دراسة من إعداد الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وأحد أبرز الباحثين في مجال تحليل الخطاب والإعلام في العالم العربي حيث يُعرف بدقته العلمية وقدرته على تحليل الخطاب بمنهجية عميقة، كما يتمتع بخبرة أكاديمية وعملية واسعة.
ويشارك الكتاب الجديد ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 56، حيث يعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بقضايا التجديد الديني، كما يمثل إضافة قوية إلى المكتبة العربية في ظل الحاجة الملحة إلى خطاب ديني مستنير يتلاءم مع متطلبات العصر.
دراسة تسلط الضوء على مشروع تجديد الخطاب الدينيويأتي هذا الكتاب كدراسة أكاديمية معمقة تسلط الضوء على مشروع تجديد الخطاب الديني الذي قدمه المفكر المجدد الدكتور محمد عثمان الخشت على مدار عدة عقود، حيث يعتمد الكتاب على تحليل شامل لمؤلفات الدكتور الخشت وأوراقه البحثية ومقالاته الصحفية ومقابلاته الإعلامية، بهدف استخلاص الرؤية الحاكمة لمشروعه، ورسم خريطة واضحة لمعالمه وأهدافه.
ويركز الكتاب على التكاملية التي يتميز بها مشروع الدكتور الخشت مقارنة بمشروعات تجديد الخطاب الديني الأخرى التي قدمتها النخبة الجامعية في العقود الماضية، وتتجلى هذه التكاملية في المنطلقات النظرية والمنهجية التي يستند إليها المشروع، بالإضافة إلى شبكة المفاهيم والأطروحات التي تشكل أساس أفكاره. كما ينطلق مشروع الدكتور الخشت من تعريف دقيق ومنضبط لمفهوم التجديد، مما يجعله إضافة نوعية إلى الجهود الفكرية الرامية إلى إصلاح الخطاب الديني.
وخلال فصول الكتاب، يتناول الدكتور محمود خليل مساحات التجديد التي انشغل بها الدكتور محمد الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، والأدوات التي استخدمها في مشروعه، بالإضافة إلى القوى الفاعلة (أفراداً ومؤسسات) التي يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في إنجاز مهمة التجديد، كما يناقش الكتاب المعوقات التي قد تواجه هذه الجهود، ويقدم رؤية شاملة حول الأدوار المطلوبة لتحقيق أهداف المشروع.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت صاحب إنتاج فلسفي وأكاديمي غزير، حيث بلغت مؤلفاته : 98 كتابا وتحقيقا وبحثا علميا محكما، منها: 43 كتابا منشورا، و 24 كتابا محققا من التراث الإسلامي، وله 31 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة. وصدر أول كتاب تحقيق منشور له عام 1982 ومن أهم مؤلفاته: نحو تأسيس عصر ديني جديد، تطور الأديان، مدخل إلى فلسفة الدين، للوحي معان أخرى، الإسلام والوضعية في عصر الأيديولوجية، المعقول واللامعقول في الأديان، أخلاق التقدم، أسس بناء الدولة الحديثة، صراع الروح والمادة في عصر العقل، العقل وما بعد الطبيعة، مفاتيح علوم الحديث، الدليل الفقهي، ومن أهم تحقيقاته للتراث: تمييز الطيب من الخبيث فيما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث، والفرق بين الفرق، وكتاب المنهيات. وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى (الألمانية والإنجليزية والفرنسية والأندونيسية وبعض اللغات الأفريقية). وتم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في "موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين" الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017، كما أصدر اليونسكو مجلدا كاملا عن فلسفته 2020. تحت عنوان ( فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم: دراسات في فلسفة الخشت النقدية)، إعداد: مجموعة من كبار المفكرين والأكاديميين من جامعات العالم العربي والعالم، الصادر عن كرسي اليونسكو للفلسفة بتونس، 2020. وتم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخطاب الديني لتجديد الخطاب الديني محمد الخشت محمود خليل الخطاب الدینی الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
الدكتور عبد الله دراز.. شخصية جناح معرض الكتاب 2025: مدرسة فكرية فريدة
بعد الإعلان عن اختيار العالم والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عبد الله دراز شخصية جناح معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025، يعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أهم الملامح لسيرة العالم، وهذا التكريم يأتي تقديرًا لإسهاماته الفريدة في الفكر الإسلامي الوسطي ودوره البارز في نشر القيم الأخلاقية والإنسانية على المستويين المحلي والدولي.
ملامح مدرسته الفكريةاشتهر الدكتور محمد عبد الله دراز بتقديم مدرسة فكرية متفردة، تمتزج فيها عمق الأصالة الإسلامية مع دقة التحليل العقلي، ركزت أفكاره على الأخلاق باعتبارها جوهر الدين، ودعا إلى فهم الآخر وإيجاد القواسم المشتركة التي تقوم على الإنسانية والأخلاق، وكانت رؤيته تدعو إلى التعايش السلمي بين الثقافات والأديان، مما جعل أفكاره مرجعًا أساسيًا لدراسة القيم الإسلامية في العصر الحديث.
جهوده الدولية وتمثيله للأزهر
تميز الشيخ بحضوره المميز في المحافل العلمية والمؤتمرات الدولية، حيث كان صوتًا للأزهر في قضايا الأمة الإسلامية، متحدثًا بفكر وسطي معتدل يعكس صورة الإسلام الحقيقية.
ومن أبرز محطاته الدولية مشاركته في مؤتمر الأديان الكبير الذي عقد في لاهور بباكستان عام 1958، حيث وافاه الأجل أثناء أداء رسالته العلمية والإنسانية.
وظائفه وإسهاماته العلميةشغل الدكتور محمد عبد الله دراز العديد من المناصب العلمية والإدارية، فقد كان عضوًا في هيئة كبار علماء الأزهر، واللجنة العليا لسياسة التعليم، والمجلس الأعلى للإذاعة، كما عمل في اللجنة الاستشارية للثقافة بالأزهر، وانتُدب لتدريس عدد من المواد في جامعتي الأزهر والقاهرة.
إرثه الفكرييُعد الدكتور محمد عبد الله دراز من أبرز العلماء الذين تركوا بصمة خالدة في الفكر الإسلامي، أعماله وكتاباته لا تزال مرجعًا أساسيًا للباحثين، خاصة تلك التي تناولت الأخلاق كجوهر للدين، ومن خلال نشاطاته المتعددة، نجح في ترسيخ دعائم الفكر الوسطي ونشر قيم التسامح والإنسانية.
معرض الكتاب 2025 وتكريمهاختيار الدكتور محمد عبد الله دراز شخصية جناح معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 يُعد رسالة واضحة لتسليط الضوء على قيم الاعتدال والتسامح التي دعا إليها طوال حياته، هذا التكريم يبرز أهمية جهوده في تعزيز الأخلاق وإرساء أسس الحوار بين الأديان والثقافات.