أطلق المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح اليوم الأحد، تهديدا جديداً إلى “سكان لبنان، ولا سيما سكان الجنوب اللبناني، يحظر عليهم الاقتراب من خط القرى ومحيطها في هذه المرحلة حتى إشعار آخر، وأن كل من يقترب من خط القرى يعرض نفسه للخطر”.

تحذيرات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جاءت متماشية في سياقها مع ما أعلنه رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الأول، الجمعة، أن إسرائيل لن تكمل انسحابها من جنوب لبنان بحلول مهلة الـ 60 يوما المحددة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن "عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وفعال، بينما ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".

مخالفة صريحة للاتفاق

ويعتبر القرار الإسرئيلي مخالفا لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر الماضي، والذي بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي، والذي يقضي بانسحابه من الجنوب اللبناني خلال مدة 60 يوما.

وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في منطقة جنوب لبنان، وسحب إسرائيل قواتها تدريجيا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق الحدودي مع إسرائيل خلال فترة تصل إلى 60 يوماً. وتنتهي فترة إلى 60 يوما، فجر الاثنين المقبل.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بعد واحدة من أشرس الحروب التي شنتها إسرائيل على لبنان، والتي راح ضحيتها نحو 4069 شهيدا و16 ألفا و670 جريحا بينهم أمين عام الحزب حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين.

اتهامات بسبب حزب الله

وتماطل الحكومة الإسرائيلية في تنفذ عملية الانسحاب الكاملة من الجنوب اللبناني بزعم أن لبنان لم تلتزم بتنفيذ أحد شروط الاتفاق والتي تنص على "انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان" وفرض "انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".

وتعمل الدولة اللبنانية على مواجهة القرار الإسرائيلي من خلال اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية الراعية لاتفاق وقف إطلاق لمطالبة واشنطن، باعتبارها الضامنة لتطبيقه، بإلزام تل أبيب بوجوب التقيُّد بحرفيته، خصوصاً وأنها تولت رعايته وترأس اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذه، وهذا ما يعرض مصداقيتها للاهتزاز في حال سماحها لإسرائيل بالتفلت منه.

أما حزب الله، فكان قد استبق قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ببيان قال فيه إن "أي تجاوز لمهلة الستين يوما يعتبر تجاوزا فاضحا للاتفاق وإمعانا في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلا جديدا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها جميع لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال" ويؤشر الرد إلى تراجع الحزب عن معاملته الندية للجيش الإسرائيلي كما كان يفعل قبل الحرب.

خروقات إسرائيلية مستمرة

ومنذ  الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان ودخوله حيز التنفيذ، لم تتوقف إسرائيل عن شن عمليات على مناطق مختلفة في الجنوب اللبناني من خلال عمليات النسف والتفجيرات في البلدات الحدودية بالجنوب وآخرها في بلدتي حولا وكفركلا، حيث نفذ فيها عمليتي نسف لما تبقى من منازل فيها.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية وصحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل "طلبت من إدارة ترامب بقاء الجيش في جنوب لبنان فترة غير محدّدة" وطلبت كذلك " الحفاظ على 5 نقاط عسكرية في الجنوب اللبناني"،  في حين جزمت يديعوت أحرونوت بأن "نتنياهو يحاول تأخير تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان بسبب ضغوط وزير المالية سموتريتش".

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت الأطراف المعنيين باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، كما رحّب أيضاً "بالتقدم الذي تم إحرازه خلال الشهرين الماضيين، ولا سيما بفضل الانخراط المتواصل للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ الشروط لتحقيق وقف إطلاق النار".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حزب الله رئيس الوزراء الإسرائيلي جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنوب اللبناني نهر الليطاني الجنوب اللبنانی وقف إطلاق النار فی جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

انتهاء مهلة وقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب لبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من بيروت، بانتهاء المهلة الزمنية المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من البلدات الجنوبية اللبنانية صباح اليوم، إلا أن قوات الاحتلال لا تزال تسيطر على عدد من بلدات القطاع الشرقي للجنوب اللبناني.

وأوضح سنجاب خلال رسالته على الهواء، أن جيش الاحتلال يواصل تواجده في المناطق اللبنانية إما ميدانياً أو من خلال النيران، ورغم ذلك، قرر عدد من سكان البلدات الجنوبية العودة إلى منازلهم، متحدّين تحذيرات الاحتلال الإسرائيلي ودعوات الجيش اللبناني بالتريث حتى انتهاء أعمال إزالة آثار العدوان.

وأشار المراسل إلى تجمعات للأهالي منذ السابعة صباحاً عند مداخل العديد من البلدات الحدودية، وشهدت بلدة كفر كلا، على وجه الخصوص، محاولات من السكان للدخول إلى منازلهم سيراً على الأقدام، وتمكن البعض من اجتياز الحواجز الترابية التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النيران عليهم، ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تؤجل انسحابها من جنوب لبنان.. تصاعد التوتر مع اقتراب نهاية مهلة وقف إطلاق النار
  • 15 شهيدا بجنوب لبنان والعدو الصهيوني يرفض الانسحاب رغم انتهاء مهلة الـ60 يوما
  • انتهاء مهلة وقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب لبنان
  • ‏الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي يواصل الاعتداء على المواطنين ورفض الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية
  • عاجل. إسرائيل تواصل إغلاق محور نتساريم بغزة وتستهدف المدنيين جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الانسحاب
  • الجيش اللبناني: الاحتلال يواصل خروقاته ويماطل في الانسحاب من الجنوب
  • الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة في سحب قواته من الجنوب
  • الجيش اللبناني يحمّل إسرائيل مسؤولية المماطلة في الانسحاب من الجنوب
  • إسرائيل ترفض الانسحاب وتستمر في احتلال الجنوب اللبناني!