نداء من القومي إلى سكان الجنوب: عودوا إلى منازلكم وبلداتكم مرفوعي الرّأس
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
دعا الحزب السوري القومي الاجتماعي اليوم الأحد، سكان القرى الجنوبية كافة للتوجه إلى بلداتهم وقراهم لتفقدها والعودة إلى منازلهم مرفوعي الرأس، وذلك رغم وجود العدو الإسرائيلي فيها. وفي بيان له، قال القومي: "مع انقضاء مهلة الستين يومًا من هدنة وقف إطلاق والنار ومهلة انسحاب جيش العدوّ من جنوب لبنان، يهمّ الحزب التأكيد على أنّ العدوّ لم يتمكّن فعلًا من دخول البلدات اللبنانية سوى مع سريان بدء تنفيذ الاتفاق، حيث عجز أثناء حربه البرّية من الدخول والتثبيت بفعل بطولات المقاومين وإرادتهم القتاليّة العالية وخطّتهم الدقيقة والفعّالة التي أفشلت خطط العدوّ ومنعته من تحقيق أهدافه المعلنة والمبيتة".
وأكمل: "مع انقضاء المهلة، يدعو الحزب، أبناء شعبنا من أهالي القرى الجنوبية كافّة، التوجّه إليها لتفقّدها والعودة إلى منازلهم، مرفوعي الرؤوس، شامخين شموخ المنتصرين، فهم الذين أُريد لهم البقاء مهجّرين بعيدين عن أرضهم وها هي تناديهم، ليعيدوا المجد والحياة لها ويبعدوا دنس المحتلّ عن طهر دماء الشهداء والجرحى من أبنائهم الأبطال الذين استبسلوا بالدفاع والمواجهة حتى الرمق الأخير". وطالب "القومي" الدولة اللبنانية تحميل كامل المسؤوليّة لرعاة الاتفاق بالالتزام التامّ بانسحاب العدوّ الفوري من جنوب لبنان، وحماية حقّ المواطنين الطبيعي بالعودة الآمنة إلى قراهم وبيوتهم تمهيدًا لإعادة إعمارها وإزالة كلّ آثار العدوان عنها.
وأكد الحزب "أنّ المقاومة على أتمّ الجهوزيّة للدفاع عن الأرض وحمايتها وتحريرها"، محذراً "العدوّ في حال قرّر التمادي بعدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كاملًا، أنّ للمقاومة ومعها الجيش اللبناني وأهالي القرى، كامل الحقّ والمشروعيّة في الدفاع عن لبنان".
وأردف: "يحيّي الحزب عائلات الشهداء والجرحى والمقاومين على طريق القدس وكلّ فلسطين، في فصائل نسور الزوبعة، وفي حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وكلّ فصائل المقاومة على كلّ ما قدّموه من تضحيات وأعمال بطوليّة دفاعًا عن لبنان وإسنادًا لغزّة والضفّة".
مع هذا، فقد حيّا الحزب "قيادة المقاومة في فلسطين ويخصّ حركة حماس، على إخراجها مشهد النصر بما يليق بتضحيات أبناء شعبنا وإلزام العدوّ بالخضوع لشروط المقاومة في عمليّة تبادل الأسرى".
وختم: "إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وإيمانًا منه أنّ الصراع مع العدوّ هو صراع وجودي، يؤكّد أنّه باقٍ حيث يجب أن يكون، في طليعة صفوف المقاومة، سعيًا لتحرير كافّة أراضينا المحتلّة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نصر الله شهيدًا.. والمقاومة أشدّ بأسًا
حمزة محمد الحماس
لم يكن يوم تشييع السيد حسن نصر الله حدثًا عاديًا في تاريخ المنطقة بل لحظة مفصلية أثبتت أن المقاومة ليست مُجَـرّد زعيم أَو فرد، بل هي نهج ممتد، راسخ الجذور، عصيٌّ على الاجتثاث. ملايين المشيّعين الذين احتشدوا في لبنان، والوفود التي جاءت من أكثر من 70 دولة، لم يكونوا فقط في وداع قائد، بل في تجديد عهدٍ لمشروعٍ ما يزال حيًّا، رغم رهان الأعداء على زواله.
الرسالة الأولى: المقاومة لم تنكسر
منذ اللحظة الأولى لإعلان استشهاد السيد نصر الله، ساد الصمت الثقيل في تل أبيب وواشنطن. كانوا يراقبون المشهد، يتوقعون انهيارًا أَو ارتباكًا، لكن ما رأوه كان عكس ذلك تماماً. حزب الله بقي متماسكًا، قراراته مدروسة، قيادته موحدة، وجمهوره أكثر صلابة من أي وقت مضى.
بخلاف ما راهن عليه العدوّ، لم تتأثر بنية الحزب التنظيمية، ولم تتراجع عمليات المقاومة، بل ازداد زخْمها. الرسالة كانت واضحة: “نصر الله قائد استشهد، لكن المقاومة لا تُهزم”.
الرسالة الثانية: الردع لم يتغير
كان العدوّ يراهن على أن غياب نصر الله سيُضعف القدرة الردعية للحزب، لكن الوقائع جاءت بعكس ذلك. المقاومة، التي صنعت معادلة الردع على مدار عقود، لم تُبنَ على شخص واحد، بل على منظومة متكاملة تمتلك القرار والإرادَة والقدرة.
لم تمر سوى أَيَّـام حتى أثبتت المقاومة أن الحسابات لم تتغير، وأن يدها لا تزال على الزناد، وأنها مستعدة لردّ الصاع صاعين. وبالتالي، فإن اغتيال السيد نصر الله، رغم أهميته بالنسبة للعدو، لم يحقّق أي مكسب استراتيجي، بل زاد من منسوب التحدي، وفتح مرحلة قد تكون أكثر خطورة على الكيان الإسرائيلي.
الرسالة الثالثة: محور المقاومة أكثر تماسكًا
كان السيد نصر الله ركنًا أَسَاسيًّا في مشروع محور المقاومة، ورحيله بلا شك خسارة كبيرة، لكن المحور لم يُبنَ على الأفراد وحدهم، بل على نهج عابر للحدود والجغرافيا. لهذا، جاءت ردود الفعل من طهران، بغداد، دمشق، صنعاء وغزة لتؤكّـد أن المعركة مُستمرّة، وأن المشروع الذي قاده نصر الله بات أكبر من أية محاولة لإيقافه.
الرهان الخاسر:
لقد راهن العدوّ كَثيراً على أن غياب السيد نصر الله سيُحدث تصدّعًا في بنية الحزب، أَو أنه سيُضعف الروح المعنوية لجمهوره. لكن المشهد كان واضحًا: حزب الله خرج من هذه اللحظة أكثر قوة، وأكثر تماسكًا، وأكثر استعدادًا لخوض المعركة القادمة.
من بين الحشود المليونية التي شيّعته، كان هناك آلاف الشباب الذين لم يعرفوا نصر الله إلا عبر الشاشات، لكنهم حملوا رايته في يوم وداعه، وأقسموا على أن طريقه لن ينتهي. وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يدركه العدوّ الآن: “نصر الله استشهد، لكن المقاومة أصبحت أكثر تجذرًا، وأكثر استعدادا للمواجهة”.
قبل سنوات، قال السيد نصر الله في إحدى خطاباته: “أنا واحد من هؤلاء الناس، قد أكون في أي لحظة شهيدًا بينهم، لكن المقاومة ستبقى، والمشروع سيستمر”، واليوم، بعد أن ودّعته الجماهير، لم يكن السؤال عن الحزب أَو المقاومة، بل كان السؤال الأهم: كيف سيتعامل العدوّ مع واقع جديد أدرك فيه أن رصاصة الاغتيال لم تقتل الفكرة؟