الوطن:
2025-01-27@04:56:59 GMT

أشرف غريب يكتب: في عيد ميلاد السندريللا

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

أشرف غريب يكتب: في عيد ميلاد السندريللا

فى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يناير 1943 قبل اثنين وثمانين عاما، أنجبت السيدة جوهرة محمد حسن لزوجها محمد حسني البابا، فنان الخط العربي الأشهر في زمانه، طفلة صغيرة لم يكن أحد يتوقع لها أنّها التى سوف تلون بلونها سينما الستينيات وما بعدها لتصبح النجمة السينمائية الأكثر حضورا في تاريخ فن التمثيل العربي وحتى هذا اليوم، رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على رحيلها المأساوي في يونيو عام 2001، إذ لم تكن نجومية سعاد حسني من النوع التقليدي، أو ما يمكن تسميته بالنجومية الهادئة.

. إنها من الأسماء القليلة في تاريخ السينما العربية التي صنع الجمهور نجوميتها الطاغية من اللحظة الأولى التي أطلت فيها علينا فى مارس 1959 بطلة لفيلم «حسن ونعيمة» من إخراج هنري بركات، ووصل بها هذا الجمهور في الستينيات إلى أقصى درجات العشق والتفضيل التي يمكن أن يمنحهما جمهور لفنان، فمع نجاح فيلميها التاليين «إشاعة حب» أمام عمر الشريف، و«البنات والصيف» أمام عبدالحليم حافظ، أكبر نجمين في ذلك الزمان، والفيلمان من إخراج فطين عبدالوهاب، تأكد للجميع أنّ نجمة بمواصفات خاصة قد أظلنا زمانها، وهو ما برهنت عليه لاحقا تجربة سعاد حسني الممتدة عبر اثنين وثمانين فيلما وعشرات الشخصيات الإنسانية التي نقلتها إلى الشاشة.

فلماذا إذن كانت سعاد نجمة بمواصفات خاصة أهّلتها لتلك المكانة المتميزة؟

في أجواء فنية واجتماعية متعطشة للجديد بفعل المتغيرات التي أحدثتها ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952 ظهر جيل كامل من الممثلات أخذ على عاتقه التعبير عن فتاة مجتمع ما بعد الثورة ضم، بحسب ترتيب الظهور على الشاشة منذ سنة 1957، كلا من زبيدة ثروت ولبنى عبدالعزيز وليلى طاهر ونادية لطفي وزيزي البدراوي ثم.. سعاد حسني، ورغم أنّ سعاد كانت الأخيرة زمنا والأصغر عمرا إلا أنها استطاعت أن تتقدم السباق بسرعة، ليس لأن الأخريات لم يواكبن ما كان باديا من تطور اجتماعي، وإنما لأن شيئا ما كان ينقص تلك العلاقة بين الجمهور وأي من هؤلاء الأخريات بعكس ما حدث مع سعاد ومن أفلامها الأولى، فزبيدة ثروت وزيزي البدراوي كانتا أقرب إلى النموذج الذي صنعه تيار الميلودراما التقليدي بقيادة فاتن حمامة منذ منتصف الأربعينيات، بينما تراجعت ليلى طاهر سريعا إلى الأدوار الثانية والمساعدة.

وفي الوقت نفسه لم يقترب الناس وجدانيا حتى لو اقتنعوا فكريا من النموذج الذي قدمته لبنى عبدالعزيز وخاصة في فيلمي «هذا هو الحب» و«أنا حرة» لصلاح أبوسيف عامي 1958 و1959، فضلا عن الحاجز النفسي التلقائي الذي خلقته ملامح لبنى عبدالعزيز غير المألوفة، وبقيت نادية لطفي الشقراء ذات الملامح غير المصرية بحاجة إلى مزيد من الأدوار كي تؤكد وجودها الفني، وهو ما تحقق لها لاحقا بعد مجموعة من التجارب السينمائية.

أما سعاد حسني فكانت شيئا مختلفا.. لم تستكن أو تستسلم مثل شخصيات زبيدة ثروت وزيزي البدراوي، ولم تتمرد أو تتفلسف مثل شخصيات لبنى عبدالعزيز.. كانت متطلعة ومنطلقة ولكن ببساطة ودون تكلف، لم تكن تبحث عن الحرية بمعناها التجريدي.. كانت تبحث عن الحياة بمفهومها البسيط، لم تكن تفتش عن ذاتها بقدر ما كانت تريد أن تشعر بوجودها، وهذا كله في توافق تام مع ملامح مصرية صميمة شكلا وروحا وقدرة عالية على التوظيف الدرامي لأدواتها كممثلة، سواء بالتلوين الصوتي أو الأداء الحركي أو التعبير بالوجه والعين.

لذلك لم يكن غريبا بعد هذا كله أن تلغى سعاد حسني تماما المسافة بينها وبين الجمهور، وتزيل الحائط الوهمي بين الشاشة وصالة العرض في حالة أظنها فريدة في تاريخ السينما العربية، ليس هذا فقط بل إنها استطاعت أن تلون عقد الستينيات وإلى منتصف السبعينيات بلونها، وأخذت معها حتى بنات جيلها فيما عُرف بتيار أفلام الشباب والمغامرات من نوعية: العزاب الثلاثة والأشقياء الثلاثة والمغامرون الثلاثة، وللرجال فقط، والثلاثة يحبونها، وحكاية ثلاث بنات وحلوة وشقية والزواج على الطريقة الحديثة، إلى آخر هذه القائمة الطويلة.

وحتى وهي تتحول في السبعينيات وما بعدها إلى التراجيديا والدراما العاطفية كانت بمواصفات خاصة بها ومختلفة عما كان سائدا في الخمسينيات، فضلا عن نجاحها الطاغي كأبرز من قدمت السينما الاستعراضية ومثالها البارز فيلم «خلّي بالك من زوزو» أكثر الأفلام جماهيرية ونجاحا في تاريخ السينما المصرية.

لقد استطاعت السندريللا أن تفرض كلمتها على السينما التي قدمتها، وطبعتها بطابعها الخاص جدا اختيارا وأداء، تمثيلا وغناء ورقصا، فلم تعد فقط العلامة الفارقة في تاريخ فن التمثيل السينمائي فحسب، وإنما أضافت إلى ذلك كله النجومية والشهرة والحظوة الجماهيرية التي لم تصل إليها دونها من الممثلات وربما حتى بين الرجال باستثناء عبدالحليم حافظ، ولا عجب أن تجمع الاثنين قصة حب ظلت فصولها غامضة رغم ما تكشّف من حقائق ومعلومات، وخاصة بعد رحيل العندليب الأسمر عام 1977 وتصريح سعاد حسني الشهير بأنّها تزوجته عرفيا لمدة ست سنوات كاملة، ثم حدث الانفصال على أثر رفض عبدالحليم الإعلان عن تلك الزيجة خشية أن تنفضّ المعجبات من حوله.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفن الشاشة العربية سعاد حسنی فی تاریخ

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلادها.. أهم 10 معلومات عن السندريلا سعاد حسني | دخلت الفن «صدفة»

تحل اليوم الأحد 26 يناير، ذكرى ميلاد  الفنانة سعاد حسني، سندريلا الشاشة العربية وأيقونة الجمال والفن التي أسرت قلوب الجماهير في الوطن العربي بأعمالها الاستثنائية وشخصيتها الساحرة.


 

طفولة سعاد حسني

 ولدت سعاد حسني في 26 يناير 1943، في حي بولاق بالقاهرة، لعائلة فنية. والدها محمد حسني البابا كان من أعظم الخطاطين العرب، كانت سعاد الأخت العاشرة بين 16 أخاً وأختاً، معظمهم غير أشقاء من والدها ووالدتها، ومن أشهر أشقائها الفنانة نجاة الصغيرة.

لم تتلق سعاد التعليم في المدارس، واكتفت بتعلّم أساسيات القراءة والكتابة في المنزل، لكن موهبتها الفطرية كانت كافية لتجعلها نجمة فريدة في عالم الفن.


 

البداية الفنية


بدأت سعاد حسني رحلتها الفنية من خلال برنامج الأطفال الإذاعي “بابا شارو”، واشتهرت بأغنية “أخت القمر”، أما دخولها عالم السينما فكان عن طريق الصدفة، عندما اكتشفها الكاتب عبد الرحمن الخميسي، الذي تنبأ لها بالنجومية قائلاً: “هذه البنت نجمة!”.

حسن ونعيمة.. شهادة ميلاد فنية

خطت سعاد أولى خطواتها السينمائية بدور “أوفيليا” في مسرحية هاملت، قبل أن تُرشح لدور البطولة في فيلم “حسن ونعيمة” مع المخرج هنري بركات،كان هذا الفيلم انطلاقة حقيقية لها، حيث أسس لمكانتها كواحدة من أعظم نجمات السينما المصرية.


 

محطات سينمائية 

قدمت سعاد حسني خلال مسيرتها الفنية ما يزيد على 91 فيلماً و8 مسلسلات إذاعية، ومن أبرز أعمالها السينمائية:

• “حسن ونعيمة”

• “الزوجة الثانية”

• “صغيرة على الحب”

• “أين عقلي”

• “شفيقة ومتولي”

• “الكرنك”

• “خلي بالك من زوزو”

تميزت في الأفلام الغنائية، وكان فيلم “خلي بالك من زوزو” علامة فارقة في مشوارها، حيث حقق نجاحًا كبيرًا واستمر عرضه في دور السينما لفترات طويلة.


 

آخر أعمالها


كان آخر أفلامها هو “الراعي والنساء” عام 1991، الذي شاركت فيه مع أحمد زكي ويسرا. كما تألقت في المسلسل الشهير “هو وهي”، الذي جمعها مجددًا بأحمد زكي في ثنائي ساحر.


أخر مناسبة حضرتها سعاد حسني قبل الرحيل

وكشفت جيهان شقيقة سعاد حسني عن أخر مناسبة حضرتها سعاد حسني قبل رحيلها كان عيد ميلاد ابنتها ، حيث جائت وقتها سعاد من باريس لحضور الحفل.

وأضافت جيهان خلال حلوها ضيفة على الإعلامية منى الشاذلي أن سعاد حسني وقتها كانت فى باريس وحرصت على القدوم إلى القاهرة لحضور حفل عيد ميلاد والاطمئنان على والدتها والتى كانت تعيش فترة مرضها الأخيرة.

وفاة سعاد حسني 

امتلأت حياة سعاد حسني بالأسرار، وكانت نهايتها صدمة للكثيرين، توفيت في  في لندن عام 2001، تاركة خلفها إرثًا فنيًا خالدًا وقصة حياة استثنائية لن ينساها الجمهور.


 


 

مقالات مشابهة

  • في ذكراها .. علاقة سعاد حسني بقرار اعتزال أحمد مظهر
  • في مثل هذا اليوم.. 82 عاما على ميلاد السندريلا سعاد حسني
  • في ذكرى ميلاد سعاد حسني.. عمرو الليثي يكشف عن بدايتها الفنية الحقيقية
  • في ذكرى ميلاد السندريلا.. شرط أصرت عليه سعاد حسني في عقود جميع أفلامها
  • سعاد حسني.. سندريلا رفضت النهاية السعيدة
  • ذكرى ميلاد السندريلا.. شرط أصرت عليه سعاد حسني في عقود جميع أفلامها
  • ذكرى ميلاد سعاد حسني|من الأضواء إلى الظلال.. بداية مشوارها الفني وأسرار رحيلها المفاجئ
  • سعاد حسني.. السندريلا التي لم تُطفأ أنوارها بروفايل
  • في ذكرى ميلادها.. أهم 10 معلومات عن السندريلا سعاد حسني | دخلت الفن «صدفة»