(CNN)— أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت، إلى أنه تحدث مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، حول إمكانية بناء مساكن ونقل أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى الدول المجاورة.

وقال ترامب إنه طلب من العاهل الأردني، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، استقبال المزيد من الفلسطينيين في مكالمة هاتفية، السبت، مضيفا للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: "قلت له إنني أحب أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وأرى أنه في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية".

وتواصلت CNN بالعربية مع السلطات الأردنية والمصرية للتعليق، دون رد حتى كتابة هذا التقرير.

وتابع ترامب إنه يود أن تقوم كل من الأردن ومصر بإيواء الناس، وأنه سيتحدث مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حول هذا الأمر، الأحد، مضيفا: "أنت تتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن فقط سنزيل هذا الأمر برمته"، مضيفًا أن هناك صراعات مستمرة منذ قرون في المنطقة.

واستطرد ترامب قائلا: "لا أعلم، يجب أن يحدث شيء ما، لكنه حرفيًا موقع (غزة) هدم في الوقت الحالي. لقد تم هدم كل شيء تقريبًا والناس يموتون هناك، لذا أفضل التعاون مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف حيث أعتقد أنه ربما يمكنهم العيش بسلام من أجل التغيير"، وكذلك أشار ترامب، وهو مطور عقاري سابق، إلى أن ن الإسكان المحتمل "قد يكون مؤقتا" أو "قد يكون طويل الأجل".

وأوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا المكالمة الهاتفية مع ترامب، لكنها لم تذكر نقل الفلسطينيين، وتستضيف المملكة بالفعل أكثر من 2.39 مليون لاجئ فلسطيني مسجل، وفقًا للأمم المتحدة.

ويذكر أنه وبالإضافة إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، فقد حولت الحرب التي دامت 15 شهراً بين إسرائيل وحماس قسماً كبيراً من قطاع غزة إلى أنقاض. وألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية أضرارا أو دمرت حوالي 60% من المباني، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وحوالي 92% من المنازل، وفقا للأمم المتحدة، وقد تم تهجير ما يقرب من 90% من سكان غزة، واضطر العديد من السكان إلى النزوح بشكل متكرر، وبعضهم أكثر من 10 مرات، وفقًا للأمم المتحدة.

ويبدو أن تعليقات ترامب تتناقض مع عقود من السياسة الخارجية الأمريكية، التي ركزت منذ فترة طويلة على حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين، وقد كان هناك خوف في المنطقة منذ فترة طويلة من رغبة إسرائيل في إخراج الفلسطينيين من غزة إلى الدول المجاورة، وهو الافتراض الذي ترفضه إسرائيل، ولكنه يدعمه الفصائل اليمينية المتشددة في ائتلافها الحاكم.

وانتقد السيسي تحرك إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون ساكن من شمال غزة في أكتوبر 2023، ووصفه بأنه جزء من خطة أكبر لتخليص المنطقة بأكملها من الفلسطينيين، وقال السيسي جينها إن "تهجير أو طرد الفلسطينيين من قطاع (غزة) إلى مصر يعني ببساطة أنه سيحدث أيضا وضع مماثل، وهو طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن"، مضيفا أنه لن يكون هناك أي جدوى من ذلك، وفي الوقت نفسه تقريباً، وصف الملك عبدالله فكرة انتقال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر بأنها "خط أحمر"، ويوجد حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء العالم، معظمهم من نسل الأشخاص الذين فروا مع قيام إسرائيل في عام 1948

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني غزة أزمة اللاجئين الإدارة الأمريكية البيت الأبيض الخارجية الأمريكية الفلسطينيون القاهرة القضية الفلسطينية الملك عبدالله الثاني دونالد ترامب عبدالفتاح السيسي عمان غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

مصر والأردن تُسقطان مخطط تهجير الفلسطينيين بـ«الدبلوماسية الهادئة»

أبدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تراجعه عن خطته للاستيلاء على قطاع غزة، بعد تهجير ما يزيد على مليونى فلسطينى من أراضيهم وما تبقى من بيوتهم وممتلكاتهم، بحجة إعادة إعمار القطاع المدمر، وإقامة مشروعات عقارية ضخمة تستهدف تحويل الشريط الساحلى فى جنوب شرق البحر المتوسط إلى مركز سياحى واقتصادى، أطلق عليه اسم «ريفيرا الشرق الأوسط»، مؤكداً أن رفض كل من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين المهجّرين من غزة، يجعل فكرته «غير قابلة للتنفيذ».

وبينما قال «ترامب»، فى وقت سابق من الشهر الحالى، إنه يريد الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة، فى مقدمتها مصر والأردن، حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على القطاع وتطويره، رصد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» تراجعاً من جانب الرئيس الأمريكى عن مطلبه بترحيل أهالى غزة بشكل دائم، خاصة أن كلاً من مصر والأردن رفضتا المقترح بشكل قاطع، كما وصفت الصحيفة الأمريكية فكرة «ترامب» للاستيلاء على غزة بأنها «أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية، التى قدّمها رئيس أمريكى على الإطلاق».

ومنذ طرح مقترحه، الذى أثار جدلاً دولياً واسعاً، عمد الرئيس الأمريكى إلى تجاهل الاعتراضات على الفكرة، ورد على «الرفض القاطع»، الذى أبدته كل من القاهرة وعمان، بقوله إنه واثق من قدرته على إقناع قادة الدولتين، وربما دول أخرى فى المنطقة، بقبول الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم من غزة. وأضاف: «يقولون إنهم لن يقبلوا، وأنا أقول إنهم سيقبلون». واعتبر أنه سيتمكن من تحقيق فكرته «بقوة إرادته»، كما رد على سؤال حول «السلطة» التى سيستند إليها للاستيلاء على قطاع غزة، بقوله: «سلطة الولايات المتحدة الأمريكية»، الأمر الذى أثار موجة انتقادات دولية واسعة.

إلا أن «ترامب» اعترف بفشله فى إقناع كل من مصر والأردن بفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال فى مقابلة هاتفية مع قناة «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، إن «رفض مصر والأردن قبول الفلسطينيين المهجّرين، سيجعل الفكرة غير قابلة للتنفيذ». وتابع بقوله: «حسناً، نحن ندفع لمصر والأردن مليارات الدولارات سنوياً، لقد فوجئت قليلاً بأنهم قالوا ذلك، لكنهم قالوه». وأضاف: «سأخبرك، طريقتى هى الطريقة الصحيحة، أعتقد أن هذه هى الخطة التى ستنجح حقاً، لكننى لن أفرضها، سأكتفى بطرحها كتوصية».

واعتبرت «نيويورك تايمز» أن تصريحات «ترامب» للقناة الأمريكية تشكل تراجعاً ملحوظاً عن فكرة الاستيلاء على قطاع غزة، والتى تُعد أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية على الإطلاق». وأشارت إلى أن هذا التراجع جاء بعد أسابيع من التناقضات داخل الفريق الرئاسى، حيث حاول عدد من المسئولين البارزين فى إدارة «ترامب» التقليل من أهمية المقترح، بينما أصر الرئيس على جدية الفكرة.

وأثار ترامب فكرته علناً لأول مرة أوائل فبراير الحالى، عندما أعلن أن «الولايات المتحدة ستُسيطر على قطاع غزة»، وخلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض، مؤخراً، قال «ترامب» إن الولايات المتحدة «ستمتلك قطاع غزة»، وستتولى مسئولية إزالة الذخائر غير المنفجرة، وإعادة بناء القطاع الفلسطينى، وتحويله إلى مركز اقتصادى وسياحى، بل وتعهد بأن يصبح قطاع غزة «ريفيرا الشرق الأوسط».

وبعد قليل من إعلان الرئيس الأمريكى فكرته، التى قُوبلت بانتقادات دولية حادة وموجات رفض واسعة، قال وزير الخارجية الأمريكى، ماركو روبيو، وكذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أى عملية لإعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة ستكون «مؤقتة»، لكن ترامب نشر لاحقاً تعليقاً عبر صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى، استبعد فيه احتمالات عودة الفلسطينيين إلى غزة مرة أخرى، بقوله إن «الفلسطينيين سيتم نقلهم إلى مجتمعات سيكونون فيها سعداء وآمنين وأحراراً».

وفى مقابلته مع «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، وصف ترامب خطته بأنها «النهج الأفضل»، قائلاً: «إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين أمر غير عملى، جزئياً، بسبب وجود مسلحى حماس، الذين يُسيطرون على غزة منذ عقود». وتابع أن «السيطرة الأمريكية على القطاع، وتهجير سكانه الفلسطينيين، سيكون النهج الأفضل». وجدّد تمسكه بالفكرة، قائلاً: «الولايات المتحدة كانت ستملك المنطقة، ولن يكون هناك وجود لحماس، وسيتم تطويرها، وستبدأ الأمور من جديد بصفحة نظيفة». وأضاف: «أحببت خطتى، اعتقدت أنها كانت جيدة، تخرجهم وتنقلهم وتبنى لهم مجتمعاً جميلاً ودائماً»، قبل أن يختتم تصريحه بقوله: «اعتقدت أن الفكرة كانت رائعة، لأن الموقع مذهل كما تعلمون، سنرى ما يحدث». وتساءل قائلاً: «لا أعرف لماذا تخلت إسرائيل عن ذلك، لماذا تخلوا عنه؟».

وفى تعليقها على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى، قالت «نيويورك تايمز» إنه كان يتحدّث عن الخطة بصيغة الماضى، مما يشير إلى أنه تخلى عنها، مشيرة إلى أنه بدا «مستسلماً» لحقيقة أن غزة سيتم إعادة إعمارها دون أن تكون تحت سيطرة الولايات المتحدة، أو ترحيل سكانها. وأضافت الصحيفة أنها لم تتلقّ رداً على رسائلها إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، عبر البريد الإلكترونى، عما إذا كانت تصريحات الرئيس ترامب تعنى أنه تخلى تماماً عن فكرة إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى اجتماع القمة غير الرسمية، الذى عُقد فى العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة رؤساء وملوك عدة دول عربية، من بينها مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى، لمناقشة بدائل محتملة لخطة ترامب. وأضافت أن الاجتماع الذى جاء قبل قمة عربية موسعة تستضيفها مصر فى الرابع من مارس المقبل، انتهى دون إصدار بيان رسمى حول ما جرت مناقشته أو الاتفاق عليه.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: خطط الضم وتهجير الفلسطينيين تهدد المنطقة
  • مبعوث ترامب: إسرائيل سترسل فريقا للدوحة أو القاهرة للتفاوض
  • مصر والأردن تُسقطان مخطط تهجير الفلسطينيين بـ«الدبلوماسية الهادئة»
  • لافروف: نقل الفلسطينيين من غزة سيكون قنبلة موقوتة
  • سياسي أردني: نرفض التهجير.. والمبادرة المصرية مهمة لتحديد مصير الفلسطينيين
  • خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي
  • مصر: تهجير الفلسطينيين يهدد الأمن القومي لدول المنطقة
  • وصاية مصرية على غزة..لابيد يكشف خطته للقطاع بعد الحرب
  • ملك الأردن يجدد رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين ويدعو لإعمار غزة 
  • ستكون حربًا إقليمية.. برلماني ينقل ما قاله ملك الأردن عن تهجير الفلسطينيين