الجزيرة:
2025-01-27@04:01:17 GMT

هل يرفض السوريون استقبال الذهب التركي في أسواقهم؟

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

هل يرفض السوريون استقبال الذهب التركي في أسواقهم؟

دمشق– أيهما أفضل الذهب السوري أم التركي؟.. سؤال توجهنا به قبل 4 سنوات لصاغة أتراك وسوريين في أسواق الذهب بإسطنبول بعد رصد ظاهرة إعراض الصاغة الأتراك عن التعامل مع ما سموه "بالذهب السوري" لتمييزه عن التركي باعتباره "درجة ثانية".

فمع بدء اللجوء السوري الكبير إلى تركيا عام 2011 ولدت أزمة غير متوقعة وهي أن معظم الصاغة الأتراك لا يتعاملون مع الذهب الذي كان يحمله بعض السوريين عند قدومهم ولجوئهم إلى تركيا رغم أن سعره أرخص بنحو 5% مقارنة بالتركي.

الخلاف نشأ بسبب نظرة الأتراك إلى عيارات وأشكال الذهب غير المعتادين عليها، فبالنسبة لعامة الأتراك الذهب القياسي (الستاندرد) هو من عيار 22 قيراطا وهو فاتح اللون، في حين أن الذهب السوري الستاندرد من عيار 21 قيراطا وهو مائل للحمرة قليلا، مما جعل الأتراك لا يحبذون التعامل معه كونهم غير معتادين على العيار "الدخيل" وكذلك على لون وشكل المشغولات الغريبة عليهم.

واليوم بعد سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد وبدء عودة نحو 4 ملايين سوري من الجارة الشمالية تركيا، يتوقع أن تدخل كميات من الذهب التركي إلى الأسواق السورية سواء على سبيل التجارة أو كمدخرات وممتلكات شخصية لعدد كبير من السوريين الذين استحوذوا عليها خلال إقامتهم بتركيا على مدار 14 عاما.

الذهب القياسي التركي هو من عيار 22 قيراطا وفاتح اللون (الجزيرة-أرشيف)

والسؤال المطروح هل سيتعامل الصاغة السوريون بالمثل مع الذهب التركي برفض التعامل معه خاصة أنه من عيار مختلف وغير متداول في الأسواق السورية وكذلك مختلف في الشكل واللون، أم سيدخل كمنافس قوي في السوق خلال الفترة المقبلة؟.

إعلان

وهو ما توجهنا به إلى الصاغة في سوق الحريقة الشهير وسط دمشق والذي يضم تجمعا لعدد كبير من محلات الصاغة وكذلك مقر نقابة الصاغة لدمشق وريفها المسؤولة عن تنظيم المهنة والتعامل مع الذهب القادم من الخارج.

لا مشكلة كبيرة

يقول الصائغ محمد السلوم "من الممكن أن تكون الأزمة أو المشكلة محدودة خاصة أن السوريين افتتحوا منذ سنوات محلات خاصة بهم في تركيا لبيع الذهب تتعامل مع ما يسمى بالذهب السوري من عيار 21 ومن الممكن أن تكون الفئة الأقل هي من تعاملت مع الذهب التركي من عيار 22 واشترت منه".

وتوقع السلوم في تصريحه للجزيرة نت أن لا يسبب الذهب التركي القادم من تركيا أزمة كبيرة في السوق وقد يتم لاحقا إدراج سعر خاص بهذا الذهب على الواجهات مثل عيار 21 و18 المعتمدين بشكل أساسي في الأسواق السورية وذلك مع تزايد التعامل به وبذلك يتم حل الأمر، وفق رأيه.

كما توقع أن يشهد الذهب والمشغولات التركية إقبالا من بعض الزبائن كونها بضاعة غريبة عن السوق المحلي ولديها موديلات مختلفة قد تعجب الكثيرين، وهذا ينطبق على من يشتريه للزينة أما من يشتريه كمدخرات فهو يفضل الذهب السوري لأنه يسهل التعامل به وبيعه لاحقا دون خسائر غير متوقعة.

معظم الصاغة في سوق الذهب السوري لم يتعاملوا سابقا مع الذهب التركي (الجزيرة) سعر غير معروف

وتباينت الآراء في سوق الحريقة حول طريقة التعامل مع الذهب التركي خاصة أن معظم الصاغة الذين التقيناهم ليس لديهم تجربة في التعامل معه، يقول محمد النجار "سنتعامل معه كأي نوع آخر من الذهب حيث سيتم أخذ عياره ومن ثم تذويبه وعمل مشغولات منه بعياراتنا المعتمدة ولكن حتى الآن لم أتعامل شخصيا مع مثل هذا الموقف لكن باعتقادي أن الأمر يكون بالتراضي بين البائع والمشتري".

وعن طريقة التراضي التي يتحدث عنها يضيف النجار "من الممكن أن يضع الصائغ سعرا أعلى بقليل من سعر عيار 21 ثمنا لعيار 22 لكن عموما نحن كصاغة نضع عادة أسعار الذهب على واجهاتنا لعياري 21 و18 كونها الأكثر تداولا أما عيار 22 فمعظمنا لم نتعامل معه".

إعلان

أما الصائغ إلياس شلهوب فيرى أن معظم الصاغة السوريين سيتعاملون مع الذهب التركي على أنه من عيار 21 ومن الممكن أن يكسروه بالسعر كما يقال.

لكن عموما، والكلام لشلهوب، لا يستطيع الصائغ شراء الذهب الأجنبي إلا بعد الرجوع إلى النقابة ودمغ القطع بدمغتها لكي تصبح صالحة للبيع لأن الذهب القادم من الخارج ممنوع وضعه على الواجهات للبيع دون معايرته ودمغه من قبل النقابة وذلك لأسباب مثل الجودة والمصدر.

صحناوي يرى أن سوق الذهب السوري مرن ومنفتح بشكل كامل على جميع أنواع الذهب وعياراته المختلفة (الجزيرة) سوق مرن ومنفتح

المسؤول عن مكتب الدمغة بنقابة الصاغة في دمشق وريفها فادي صحناوي قال إن سوق الذهب السوري مرن ومنفتح بشكل كلي على جميع أنواع الذهب وعياراته المختلفة والنقابة متعاونة مع الصاغة بشكل كامل لتسهيل عمليات الشراء والبيع.

وأضاف للجزيرة نت أنه بشكل عام عيار الذهب 22 قيراطا "نادر التعامل به في سوريا لكن في السابق كنا كصاغة نصنع ليرات ذهبية من هذا العيار إضافة الى العيار الستاندرد 21 قيراطا وهو الأكثر طلبا حسب العادات الشرائية للسوريين".

وعموما كصاغة "نأخذ القطع الذهبية المراد بيعها والمشتراة من الخارج سواء من تركيا أو غيرها ونعمل لها معايرة ونتأكد من عيار الذهب ونشتريه بسعره. والنقابة هنا مهمتها تسهيل أعمال الصاغة وليس البيع والشراء في الأسواق".

وعن طريقة بيع الذهب الدخيل إلى الأسواق، أوضح صحناوي أن الصائغ الذي يرغب بشراء قطعة ذهب من الخارج عليه أن يلجأ إلى ما يسمى "بمعيّر" منتدب من النقابة كي يفحص له عيار الذهب القادم من الخارج وإذا عياره مضبوط يقوم الصايغ بالشراء بسعر العيار بعد التأكد منه.

وعن مصير هذا الذهب خاصة أنه غير متداول في الأسواق السورية أو منسجم مع العادات الشرائية للسوريين، يوضح المسؤول في النقابة أنه بعد الشراء أمام الصائغ عدة خيارات إما أن يقوم بتذويب القطعة المشتراة وإعادة تصنيعها أو تسديدها كقيمة ذهب لورش التصنيع، أو إذا كانت صالحة للبيع فيقوم بدمغها من قبل النقابة وإعادة بيعها وفق العيار المصادق عليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأسواق السوریة الذهب السوری من الممکن أن فی الأسواق التعامل مع من الخارج القادم من خاصة أن من عیار عیار 22 عیار 21

إقرأ أيضاً:

اللاجئون السوريون في تركيا أمام معضلة المغادرة أو البقاء

منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عاد أكثر من 50 ألف سوري إلى بلادهم قادمين من تركيا، التي لا تزال تستضيف نحو 2.9 مليون لاجئ يعرب جزء كبير منهم عن مخاوفه من العودة إلى سوريا.

في ألتنداغ إحدى الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة التركية أنقرة حيث يعيش كثير من السوريين، قالت السورية راضية محرابي وهي أم لـ3 أولاد، بينهم طفل حديث الولادة، إنها لا تفكر في العودة إلى سوريا في الوقت الراهن، معلّلة الأمر بأن "كلّ شيء هناك غير مؤكد".

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فرغم استقرارهم في تركيا، فلا تزال الحياة اليومية صعبة بالنسبة إلى السوريين الذين يتعرّضون للعنصرية والتمييز والعنف في بعض الأحيان، كما يستهدفهم سياسيون بانتظام ويهدّدونهم بالطرد من البلاد.

وفي أغسطس/آب 2021، طالت موجة عنف متاجر ومنازل يسكنها سوريون في ألتنداغ، ويتذكر باسل أحمد -وهو ميكانيكي دراجات نارية يبلغ من العمر 37 عاما- الخوف الذي اعترى طفليه عندما حطّم مهاجمون نوافذ منزله في تلك الأزمة. ومع ذلك، قال إنه لا يفكّر في العودة فورا إلى سوريا.

أكثر من 50 ألف سوري في تركيا عادوا إلى بلادهم (الفرنسية) "لم تعد سوريا نفسها"

يشير الباحث المتخصّص في مجال الهجرة مراد أردوغان إلى أن السبب الرئيس الذي دفع السوريين إلى الفرار من بلدهم كان نظام بشار الأسد، مضيفا "بعد سقوطه، أصبح كثيرون متحمّسين للعودة، لكن سوريا التي غادروها لم تعد نفسها".

إعلان

ويوضح أنه "لا أحد يمكنه أن يتوقع كيفية تطور الإدارة السورية الجديدة، لا نعرف كيف سيتم ضمان سلطتها وإلى أي مدى ستذهب إسرائيل أو كيف ستتطور المواجهات قرب الحدود التركية"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "غياب الأمن يشكل عائقا كبيرا"، على حد قوله.

ويُضاف إلى حالة عدم اليقين هذه، الدمار الذي لحق بالمناطق والبنى التحتية خلال حرب استمرت 13 عاما، بينما يبقى التيار الكهربائي مقطوعا معظم الوقت، ومن الصعب الحصول على الرعاية الصحية.

في مكاتب جمعية التنمية الاجتماعية التي تنظم ورش عمل ومشورات للاجئين، تعرف رهسه مهروز (16 عاما) أنها لن تتمكن من متابعة دروس الموسيقى في حلب بعدما كانت قد بدأتها في أنقرة.

"لا روابط"

وفي حين قرّر والداها العودة إلى حلب، تقول متأسفة "كلّ ذكرياتي وعاداتي موجودة هنا، لا يوجد شيء هناك، لا يوجد تيار كهربائي أو إنترنت حتى، لا أريد أن أغادر، ولكن عائلتي قررت ذلك".

يوضح مدير الجمعية إبراهيم فورغن كافلاك أن "من بين 2.9 مليون سوري في تركيا، هناك 1.7 مليون شخص دون الـ18". ويضيف أن "معظم هؤلاء ليست لديهم روابط عاطفية ونفسية واجتماعية مع سوريا"، مشيرا إلى أن "أفكارهم عن سوريا تكوّنت بناء على ما ترويه عائلاتهم".

من جانبه، يشير مراد أردوغان إلى جانب آخر من المعضلة التي يواجهها السوريون في تركيا في حال قرروا العودة إلى بلادهم، وهي أن "نحو 816 ألف طفل سوري يتلقّون تعليمهم في تركيا باللغة التركية".

عدم يقين

خلال زيارة الثلاثاء الماضي إلى تركيا في إطار جولة إقليمية، قالت المفوضة الأوروبية المسؤولة عن إدارة الأزمات حجة لحبيب إنها تدرك "حالة عدم اليقين التي يشعر بها اللاجئون".

وأوضحت لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الوضع غير مستقر، إنّه متغيّر، لا أحد يعرف كيف سيتطوّر"، مضيفة "أحضرت مساعدات بقيمة 235 مليون يورو للاجئين السوريين، في سوريا وفي الدول المجاورة بما في ذلك تركيا والأردن، وجئت للقائهم ومعرفة ما يقلقهم وكيفية الاستجابة لذلك".

إعلان

من جهة أخرى، يثير احتمال مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين قلقا في القطاعات التي يعلمون فيها غالبا بأجور زهيدة أو بطريقة غير قانونية، مثل قطاع المنسوجات والبناء.

ولكن مراد أردوغان يشير إلى أن الصدمة التي قد يتعرّض لها الاقتصاد التركي في حال مغادرة أعداد كبيرة من السوريين، قد تؤشر إلى نهاية "استغلال هذه القوى العاملة ذات التكلفة المنخفضة"، الأمر الذي سيكون مفيدا لتركيا. ويقول "لا يمكننا الاستمرار وفق نموذج عمل مبني على الاستغلال".

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

مقالات مشابهة

  • عيار 18 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاحد 26-1-2024 في محافظة قنا
  • عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاحد 26-1-2024 في محافظة قنا
  • عيار 18 بكام؟.. سعر الذهب في تركيا اليوم الأحد 26 يناير 2025
  • عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاحد 26-1-2024 في محافظة قنا
  • تحديث جديد.. سعر جرام الذهب عيار 21 الآن في سوق الصاغة والمحال
  • آخر تحديث.. سعر جرام الذهب عيار 21 الآن في سوق الصاغة
  • سعر الذهب اليوم السبت 25-1-2025 في محلات الصاغة.. تحديث عيار 21 الآن
  • اللاجئون السوريون في تركيا أمام معضلة المغادرة أو البقاء
  • سعر جرام الذهب اليوم الجمعة في محلات الصاغة.. استقرار في عيار 21