في ذكرى يناير.. هل تكشف استعانة السيسي برجال مبارك فشل ثقته بالجيش؟
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
بعد نحو 12 عاما من سيطرة رأس النظام في مصر عبدالفتاح السيسي على حكم البلاد، وبالتزامن مع الذكرى الـ14 لثورة 25 يناير 2011، عادت حكومته الأطول عمرا (منذ 2018) لتستعين بأهم رجال أعمال ورموز السياسة في عهد حسني مبارك بمجالات السياسة والاقتصاد والصناعة والسياحة والتنمية والإعلام، وغيرها.
تلك الحالة وإصرار السيسي، على هذا التوجه، أثارا التساؤلات حول أسباب فشل السيسي في صناعة رجاله وقوته الصلبة والناعمة، وحول ما تكشفه استعانة السيسي برجال مبارك من فشل نظريته طيلة السنوات الماضية حول الاستعانة بالمقربين والثقات ورجال الجيش، دون الكفاءات والخبرات؟.
والخميس الماضي، أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، قرارا بتشكيل 6 لجان استشارية متخصصة لتعزيز التواصل مع القطاع الخاص، وهي الاقتصاد الكلي، وتنمية الصادرات، والاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، وتطوير السياحة، والشؤون السياسية، والتنمية العمرانية وتصدير العقار.
تلك اللجان الاستشارية التي يتولى مدبولي، رئاستها جميعا، مقرر أن تجتمع مرة واحدة شهريا، بحسب نشرة "إنتربرايز" الاقتصادية، لكنه غلب على تشكيلها رموز لجنة سياسات "الحزب الوطني" الحاكم إبان عهد الرئيس حسني مبارك.
وأيضا بعض أهم أصدقاء علاء، وجمال مبارك، نجلي الرئيس الأسبق، من الذين طالتهم اتهامات بالفساد والاستيلاء على المال العام وحكم عليهم بالسجن، وخرج بعضهم باتفاق مع نظام السيسي مقابل التنازل عن ممتلكات أو دفع أموال، بل وأحد الذين هربوا خارج البلاد قبل توقيفهم بقضايا مشابهة.
وبحسب بيان مجلس الوزراء، من أهم الأسماء التي جرى الاستعانة بها وأثارت الكثير من الجدل في عهد مبارك وإثر ثورة يناير وعادت للمشهد رويدا رويدا في عهد السيسي، رجل الأعمال أحمد عز الذي جرى تعيينه بلجنة تنمية الصادرات.
إلى جانب ضم لجنة تطوير السياحة لرجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، ورجلي الأعمال محمود الجمال وياسين منصور للجنة التنمية العمرانية، وإلى لجنة الاقتصاد الكلي رجل الأعمال حسن هيكل.
ومن السياسيين والأكاديميين الذي كان لهم دورا بارزا في عهد مبارك، أستاذ العلوم السياسية والوزير السابق علي الدين هلال والدكتور عبد المنعم سعيد، اللذين حظيا بعضوية لجنة الشؤون السياسية، بجانب القيادي البارز في الحزب الوطني وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد كمال.
وهناك أسماء بارزة أخرى مثل: ياسين منصور رئيس مجلس إدارة "بالم هيلز"، وأحمد السويدي الرئيس التنفيذي لـ"السويدي إليكتريك"، ونجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة "أورا ديفيلوبرز"، وكريم عوض الرئيس التنفيذي لمجموعة "إي إف جي" القابضة، وحلمي غازي نائب الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي"، ورياض أرمانيوس الرئيس التنفيذي لـ"إيفا فارما"، وحامد الشيتي مؤسس مجموعة "ترافكو"، والخبير الاقتصادي مدحت نافع، وغيرهم.
"إلحاقا بما سبق"
بداية قصة تشكيل تلك اللجان جاء في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مع اجتماع تحت عنوان "تحفيز النمو الاقتصادي ودعم الاستقرار"، جمع مدبولي، برجال أعمال محسوبين على نظام مبارك، مثل أحمد عز، وهشام طلعت مصطفى، وأحمد هيكل، وغيرهم، ما أثار جدلا وتساؤلات حول ما يجري من تحولات داخل نظام السيسي.
وفي ذات السياق، وإثر الإطاحة باللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم العقيد أحمد شعبان الذين قادا ملفات الإعلام والصحافة والفن والإعلانات والإنتاج السينمائي والدرامي بمصر منذ عام 2016، استعانت حكومة السيسي بشخصيات من عهد مبارك لإدارة ملف الإعلام والصحافة، وقيادة "الشركة المتحدة" المسيطرة على الإعلام والتي تأسست في 2017، ويعمل بها 8 آلاف و700 موظف، وتملك 40 شركة، و10 منصات إخبارية، و17 قناة تلفزيونية.
وفي 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أُعلن عن ترأس رجل الإعلانات الشهير طارق نور، وأحد أهم رموز إعلام مبارك وصاحب فضائية "القاهرة والناس"، للإدارة الشركة، في قرار تبعه في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الاستعانة بأحمد المسلماني وهو رمز آخر من رموز الصحافة في عهد مبارك لرئاسة "الهيئة الوطنية للإعلام"، المشرفة على التلفزيون المصري (ماسبيرو).
وفي 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، عاد الكاتب والإعلامي عبداللطيف المناوي، إلى قيادة المشهد الصحفي والإعلامي، بعد 14 عاما من طرده من مبنى "ماسبيرو"، في 22 شباط/ فبراير 2011، بعد 11 يوما من كتابته خطاب تنحي حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير من ذات العام.
"سير ملوثة وانتقادات"
وانتقد متابعون بشكل خاص حضور كلا من رجل الأعمال علاء عرفة بلجنة تنمية الصادرات، مشيرين إلى أدواره في التطبيع مع إسرائيل عبر اتفاقية "الكويز" 2004، وحضور رئيس مجموعة "ترافكو" للسياحة حامد الشيتي، بلجنة تنشيط السياحة، ملمحين إلى اتهامه في قضايا فساد إبان ثورة يناير 2011، وهروبه من البلاد قبل توقيفه.
وإثر إدانة رجل الأعمال أحمد عز بقضايا فساد مالي وإداري وتربح، إلا أنه في آذار/ مارس 2018، أنهت محكمة مصرية قضية "تراخيص الحديد" المتهم فيها تصالح مع السلطات وسداد 1.70 مليار جنيه (96.8 مليون دولار)، ثم رفع اسمه من قوائم السفر 12 آب/ أغسطس 2018.
وجرت محاكمة رجل الأعمال حسن هيكل، نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، إلى جانب نجلي حسني مبارك مدة 8 سنوات على ذمة قضية "التلاعب بالبورصة"، التي انتهت بالبراءة في شباط/ فبراير 2020، ضمن ما يطلق مصريون: "مهرجان البراءة للجميع".
وأشار البعض إلى اتهام بعض أعضاء تلك اللجان بقضايا جنائية، وأنه في حزيران/ يونيو 2017، أصدر السيسي قرار عفو صحي عن هشام طلعت مصطفى، المحكوم بـ15 عاما بجريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في دبي عام 2008.
ورغم حضور أسماء سياسيين وأكاديميين لامعين من عهد مبارك مثل الدكتور علي الدين هلال وعبدالمنعم سعيد، إلا أنه غاب بشكل مثير للتساؤلات اسم الأمين العام للحزب الوطني المنحل، الدكتور حسام بدراوي.
بداروي، كان قد طالب عبر فضائية "صدى البلد"، ومع المذيع أحمد موسى، المعروف بالتأييد الشديد لسياسات السيسي، في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، بحكم مدني يسمح بتداول السلطة في إطار من القانون والدستور، وبحرية الرأي.
وتأتي استعانة الحكومة المصرية برموز عهد مبارك، في ظل أزمات هيكلية مزمنة يعاني منها الاقتصاد المصري، مع سياسات السيسي، منذ العام 2014، وتوجهه نحو إنشاء مشروعات عملاقة دون تحقيق عائد.
إلى جانب اقتراض خارجي وصل 155.2 مليارا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع مواصلة بيع الأصول العامة وأراضي ذات قيمة استراتيجية، في ظل معاناة 107 ملايين مصري من الغلاء والفقر.
"عربي21"، تحدثت إلى خبراء حول ما قد تكشفه تلك الاختيارات عن فشل نظرية السيسي في الاعتماد على المقربين والثقات ورجال الجيش والشرطة طوال 12 عاما، وبشأن ما إذا كانت تلك الاختيارات تعني تراجعا منه عن رؤيته السابقة البحث عن أصحاب الخبرات في مجالاتهم.
وكذلك الحديث عن مدى أهمية اختيارات السيسي، تلك، والتي من بينها متهمين سابقين بالفساد، وحول ما إذا كانت تأتي في إطار إرضاء السيسي لكبار رجال القطاع الخاص، بعد انتقادات متتابعة منهم لسياسات الحكومة وفي ظل هروب بعضهم باستثماراته للخارج.
"لا تغيير في مجموعات المصالح"
ويعتقد الخبير الاقتصادي والأكاديمي المصري الدكتور أحمد ذكرالله، أنه "لا تغيير فيما يمكن أن نسميه مجموعات المصالح الملتفة حول النظام منذ العام 2013"، مؤكدا لـ"عربي21"، أن "النظام يحمي نفسه بالجيش عن طريق تقديم كل الدعم الاقتصادي وكل المشروعات الاقتصادية له".
ولفت استشارى التدريب ودراسات الجدوى، إلى أن "هناك ضغوطا متزايدة من قبل مؤسسات دولية في مقدمتها صندوق النقد الدولي للدفع بالعودة بالقطاع الخاص المصري إلى واجهة الصدارة كبديل للجيش أو موازي له".
وأضاف: "وبالتالي كان السيسي يحتاج لتوجيه بعض التطمينات لصندوق النقد الدولي للإفراج عن الدفعات الباقية من القروض، ومن بين هذه التطمينات كان بيع شركات الجيش مثل وطنية وصافي وخلافه للقطاع الخاص أو مستثمرين أجانب وهذا لم يحدث حتى الآن".
وتابع: "بل وهناك تباطؤ كبير جدا في اتمام هذه الصفقة، وربما يدل الأمر على أنه ليس هناك جدية في هذا الطرح وأنه عبارة عن تطمينات".
ولذا يعتقد ذكرالله، أيضا أن "البحث في جعبة النظام عن رجال أعمال لجنة سياسات مبارك والدفع بهم للواجهة مرة أخرى وظهورهم الإعلامي مؤخرا، والحديث عن المشكلات والأزمات الاقتصادية التي تواجههم وتواجه المجتمع ككل؛ جميعها أيضا نوع من أنواع التطمينات والرسائل لصندوق النقد الدولي".
لكن الخبير المصري يرى أنه "في ظل الظروف الحالية، وفي ظل المتغيرات الإقليمية ولاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه لروسيا أنه من الصعب جدا أن يفرط السيسي في الداعم الرئيسي الذي يقف خلفه وهو الجيش، وأنه من صعب جدا أن يخصم من رصيد الجيش الاقتصادي لصالح فئات أخرى من رجال الأعمال أو غيرهم".
وقال إن "السيسي لم يبن من جديد، وهو لم يبن قبل ذلك، ولم يقدم على أي خطوة نحو بناء شبكة من رجال الأعمال موالية للنظام، بل حتى بعض المشروعات الصغيرة يتم القضاء عليها".
وأوضح أنه "بالتالي لا أعتقد أن هناك نوع ما من أنواع التغيير في السياسات بقدر ما هو مجموعة من التطمينات والرسائل للمؤسسات الدولية والمجتمع الأوروبي لكي يفرجوا عن القروض التي تحتاجها مصر بشدة خلال الفترة الحالية، لاسيما وأننا أمام احتياجات لسداد خدمة قروض في 9 شهور من العام الجاري نحو 43 مليار دولار".
"قمة الإفلاس"
وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري مجدي الحداد، "هذا موضوع الساعة، وحديث الناس الآن، وربما أكثر من أي وقت مضى"، متسائلا: "ماذا يعني استعانة السيسي برجال مبارك المتهمون بالفساد، والصادرة ضد أغلبهم أحكام نافذة تم تبرئتهم منها فيما كان يسمى بمهرجان البراءة للجميع؟".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "حتى من لم يُتهم بالفساد فقد ثبت فشله الذريع فيما كُلف فيه، كوزير الشباب السابق مثلا وصاحب صفر المونديال الشهير"، مشيرا لوزير الشباب الأسبق علي الدين هلال.
وأضاف: "لا يعني ذلك سوى تحديه إرادة شعب قام بثورة حقيقية هي الأولى بتاريخ مصر من حيث زخمها وتأثيراتها وتداعياتها، ومن ناحية أخرى يعني إفلاس نظامه، وبما فيهم من عسكر وأمنجية، من وجود كوادر حقيقية يمكن الاعتماد عليها بمجالات اتضح من اختيارته أنها صفرا".
ومن ناحية ثالثة أكد أنه "لا يلجأ إلا لرموز يمكن، وبكل أسف شرائها، وتلبية، والتماهي مع ما يأمرهم به، وهذا يتضح من أن جلهم من أصحاب السوابق، وحتى الجنائية، والتي وصلت لقتل اللبنانية سوزان تميم"، ملمحا إلى رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.
وفي جانب آخر، يعتقد الحداد، أنه "رأى حديث البعض عن أيام مبارك قياسا لما يجدونه ويواجهونه، ونلمسه جميعا من مصاعب الحياة وشظف العيش بهذا العهد، فرأى أن يساير الناس في تمنياتها وتطلعاتها وتعاطفها مع عهد مبارك بأن يستعين برجاله السابقين، ويكلفهم بمهام يفتقر إليها حتما فريقه المقرب من العسكر".
ويرى أن "هذا إن حدث فيمثل في الحقيقة قمة وأوج إفلاس النظام، وإن كان يظن أن ذلك سيطيل بقاءه فقد يحدث العكس على ما يأمل جل الناس".
وعن دور هذه المجموعة المحتمل في الاستثمار الداخلي، قال: "نتمنى كل خير لهذا البلد، ونرجو لها انتعاش اقتصادي يخفف معاناتنا؛ لكن ليس بهذه الطريقة، فأي تشجيع للاستثمار والمستثمرين بالداخل والخارج وعالق بأذهانهم اعتقال صاحب شركة (جهينة) وابنه وشقيقه ووفاة زوجته كمدا، في مشهد كاد أن يتكرر مع ورثة (النساجون الشرقيون) الذين وعوا درس (جهينة) واحتاطوا للأمر".
ولفت إلى أنه "سبق محاولة السيطرة على جهينة، حديث للسيسي، قال فيه حرفيا أن الجيش يريد ويجب أن يسيطر على صناعة الألبان في مصر، وبعدها حدث ما حدث لجهينة"، متسائلا: "من يضمن لأي مستثمر داخلي إذا نجحت مشروعاته، وتوسعت وحقق نتائج فاقت الحد ألا يتعرض لمحاولة السيطرة والاستيلاء على شركته؟".
وأضاف: "إذا كان المستثمر الداخلي غير مطمئن، فكيف سيكون المستثمر الخارجي مطمئنا، وهو يعلم كل صغيرة وكبيرة بهذا الشأن، ما يشي بأن محاولة جذب الاستثمار الداخلي مجرد (بروباغندا)، ربما لصيد وجذب استثمار خارجي، يوقف نزيف بيع الأصول المربحة والأراضي التي بمثابة ثغور، وهم يسمون ذلك البيع استثمار بالمناسبة".
وختم بالقول: "وفي كل الأحول فإن المعيار الذي يعتمد عليه في اختياره لأي مسؤول هو من يمكن شراؤه وتلبية كل ما يأمر ويوجه به، مثل علي المصيلحي وزير التموين السابق والذي كان أيضا وزيرا في عهد مبارك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مصر السيسي مبارك الاقتصاد مصر السيسي مبارك الاقتصاد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس التنفیذی فی عهد مبارک رجل الأعمال حسنی مبارک طلعت مصطفى حول ما
إقرأ أيضاً:
فتح باب الترشح لجائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة 2025
مراد المصري (أبوظبي)
أعلنت أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، عن فتح باب الترشح لجائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة في دورتها التاسعة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وبدعم واهتمام الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة الأكاديمية، ورئيسة ناديي أبوظبي والعين للسيدات.
وتم الإعلان عن تفاصيل النسخة الجديدة من الجائزة -التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، ومن أبرز الجوائز التي تحظى باهتمام كبير في الأوساط الرياضية العربية- خلال مؤتمر صحفي أُقيم صباح اليوم بمقر أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية في أبوظبي، بحضور عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، والدكتورة نجوى الحوسني رئيس لجنة التحكيم، وشمسة سيف الهنائي، عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وعدد كبير من القيادات الرياضية والمهتمين وممثلي الوسائل الإعلامية.
ويقام حفل توزيع الجوائز في نوفمبر المقبل، فيما تم الإعلان عن فتح باب الترشح رسمياً اعتباراً من 28 أبريل ويستمر حتى 10 سبتمبر 2025.
وتهدف الجائزة إلى تمكين المرأة في القطاع الرياضي، وتسليط الضوء على إنجازاتها على مدار عام كامل، كما تسعى لتعزيز التنافسية والتميز في الرياضة النسائية، وخلق بيئة داعمة ومحفزة تُمكّن المرأة الرياضية من الارتقاء بأدائها إلى مستويات متقدمة.
ويبلغ إجمالي قيمة الجوائز مليوني درهم موزعة على 8 فئات فردية وجماعية، وتشمل الفئات الفردية: أفضل رياضية عربية - أفضل رياضية إماراتية - أفضل رياضية ناشئة - أفضل رياضية بارالمبية - أفضل مدرب/ مدربة - أفضل مؤثرة اجتماعية في المجال الرياضي - أفضل أم رياضية، أما على المستوى الجماعي، فتتضمن: فئة أفضل فريق، كما تُمنح جائزة خاصة لشخصية العام الرياضية العربية، والتي تختارها لجنة التحكيم، تكريماً لشخصية عربية ساهمت بشكل فاعل ومؤثر في مجال الرياضة النسائية.
وأكد عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، أن الجائزة تمثل امتداداً لتوجهات تمكين المرأة وإبراز إنجازاتها في مختلف القطاعات، لا سيما المجال الرياضي، مشدداً على أن هذا التوجه يحظى برعاية ودعم كريم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، ومتابعة حثيثة من الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، ما أسهم في تطور وازدهار رياضة المرأة في الإمارات وعلى مستوى العالم العربي.
وقال العواني: «تُعد الجائزة ركيزة محورية في دعم وتطوير الرياضة النسائية محلياً وعربياً، كما تشجّع الإماراتيات على مواصلة التميز وتحقيق الإنجازات في المحافل الدولية، ويواصل المجلس من خلالها التزامه بدعم المرأة الرياضية، انسجاماً مع رؤيتنا نحو مجتمع نشط وصحي».
واختتم العواني: «لقد شهدت الجائزة تطوراً ملحوظاً خلال النسخ السابقة، حيث زاد إجمالي قيمة الجوائز إلى مليوني درهم، وارتفع عدد الطلبات المستلمة في عام 2024 إلى 258 طلباً، مقارنة بـ191 طلباً في عام 2023. كما بلغ عدد المشاركات من الإماراتيات 155 طلباً في عام 2024، بعد أن كان 116 طلباً في عام 2023، وتصدّرت فئة أفضل رياضية إماراتية قائمة الفئات الأكثر ترشحاً بواقع 119 طلباً في 2024، فيما جاءت أغلب المشاركات من دولة الإمارات، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، مما يعكس مكانة الجائزة وتأثيرها المتنامي على المستوى العربي».
من جانبها، أعربت الدكتورة نجوى الحوسني، رئيسة لجنة التحكيم في جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة، عن بالغ شكرها وامتنانها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، على رعايتها الدائمة والداعمة لمسيرة تمكين المرأة في مختلف المجالات، لا سيما في القطاع الرياضي.
كما ثمّنت الحوسني الاهتمام الكبير والدعم المتواصل من الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، ورئيسة ناديي أبوظبي والعين للسيدات، مشيدةً برؤيتها الملهمة في تعزيز مكانة المرأة الرياضية على المستويين المحلي والعربي.
وأكدت الحوسني على الدور الريادي الذي تلعبه الجائزة في دعم وتمكين الرياضيات وتسليط الضوء على قصص نجاحهن الملهمة، مشيرةً إلى أنه تم توسيع لجنة التحكيم لتضم خمسة أعضاء من نخبة الكفاءات والخبرات في مجالات الرياضة والإعلام والإدارة. وأوضحت أن أعضاء اللجنة يجمعون بين الخلفية الأكاديمية والخبرة العملية، ما يضمن تقييماً مهنياً وشفافاً قائماً على معايير دقيقة تعكس مكانة الجائزة وسمعتها المرموقة.
وشددت الحوسني على أهمية استيفاء جميع متطلبات الترشح للجائزة، بما في ذلك الحصول على الاعتمادات الرسمية اللازمة، مؤكدة أن الالتزام بهذه الإجراءات يُسهم في تعزيز نزاهة عملية التقييم وضمان تكافؤ الفرص بين كافة المرشحين.
من جهتها، تقدمت شمسة سيف الهنائي، عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة، بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، تقديراً للجهود الداعمة والمحورية في النهوض برياضة المرأة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما العربي أيضاً.
وأضافت: «نثمّن تعديل فئة جائزة أفضل إعلامية رياضية إلى جائزة أفضل مؤثرة اجتماعية في المجال الرياضي، لما يعكس ذلك من أهمية لدور المنصات الرقمية في تعزيز مكانة المرأة الرياضية وتوسيع دائرة الممارسات للرياضة في المجتمع، حيث تهدف الجائزة من خلال هذه الفئة إلى تكريم المؤثرات اللواتي استخدمن وسائل الإعلام الرقمي لتقديم رسائل إيجابية، وتعزيز الحوار حول تمكين المرأة في المجال الرياضي، وتسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة».
الموقع الإلكتروني الرسمي للجائزة:
www.fbmwomensportsaward.ae
أخبار ذات صلة
فئات الجائزة
المستوى الفردي
أفضل رياضية عربية - 600 ألف درهم
أفضل رياضية إماراتية - 300 ألف درهم
أفضل رياضية ناشئة - 150 ألف درهم
أفضل رياضية بارالمبية - 250 ألف درهم
أفضل مدرب/مدربة - 150 ألف درهم
أفضل مؤثرة في المجال الرياضي - 100 ألف درهم
أفضل أم رياضية - 150 ألف درهم
الاتحادات والمؤسسات الرياضية:
أفضل فريق - 300 ألف درهم
دعم ورعاية
تحظى جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة برعاية شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، ودولفين للطاقة، وشبكة أبوظبي للإعلام، وقنوات أبوظبي الرياضية، حيث يأتي هذا الدعم في إطار التزام هذه الجهات الوطنية الرائدة بدعم الرياضة النسائية وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
ويشكّل هذا التعاون المستمر عاملاً أساسياً في تحقيق أهداف الجائزة، والمساهمة في تمكين المرأة الرياضية، وتسليط الضوء على إنجازاتها على المستويين المحلي والعربي.