باستثناء دولتين في الشرق الأوسط.. ذعر بعد تجميد أمريكا كافة المساعدات الخارجية تقريبا
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
(CNN)-- جمدت وزارة الخارجية الأمريكية جميع المساعدات الخارجية تقريبًا في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أيام من إصدار الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا شاملاً، الاثنين، بتعليق هذه المساعدات لمدة 90 يومًا.
وأرسل وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، برقية، اطلعت عليها شبكة CNN، إلى جميع البعثات الدبلوماسية الأمريكية توضح هذه الخطوة، التي تهدد بتمويل بمليارات الدولارات من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبرامج في جميع أنحاء العالم.
وتدعو البرقية إلى إصدار أوامر فورية بـ "وقف العمل" بشأن المساعدات الخارجية الحالية وإيقاف المساعدات الجديدة مؤقتًا، ويبدو في الأساس أن جميع المساعدات الأجنبية قد تم استهدافها ما لم يتم تحديد استثناء باسم الدولة، وهذا يعني أن المساعدات الصحية العالمية المنقذة للحياة، والمساعدات التنموية، والمساعدات العسكرية، وحتى توزيع المياه النظيفة يمكن أن تتأثر جميعها.
وتنص البرقية على استثناء فقط من المساعدات الغذائية الطارئة والتمويل العسكري الأجنبي لكل من إسرائيل ومصر، ولم تذكر البرقية على وجه التحديد أي دولة أخرى تتلقى تمويلًا عسكريًا أجنبيًا، مثل أوكرانيا أو تايوان، إن كانتا قد شملهما الاستثناء من التجميد.
وقالت البرقية إن الإدارة ستعمل في الشهر المقبل على وضع معايير لمراجعة ما إذا كانت المساعدة "تتماشى مع أجندة السياسة الخارجية للرئيس ترامب"، وجاء في البرقية: "سيتم اتخاذ القرارات بشأن مواصلة البرامج أو تعديلها أو إنهائها بعد هذه المراجعة"، مشيرة إلى أن مثل هذه المراجعة يجب أن تكتمل في غضون 85 يومًا.
وفي بيان عام، قال روبيو إن "كل دولار ننفقه، وكل برنامج نموله، وكل سياسة ننتهجها، يجب تبريرها بالإجابة على ثلاثة أسئلة بسيطة: هل يجعل ذلك أمريكا أكثر أمانا؟ هل يجعل أمريكا أقوى؟ هل يجعل أمريكا أكثر ازدهارا؟"
ويذكر أن هذا سيكون له تأثير كبير فتجميد المساعدات الأمريكية باعتبار أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح إنساني في العالم سيثير صدمة وارتباكا في الكثير من الدول والمنظمات، وقال مسؤول إنساني، السبت، إن "حالة من الذعر العالمي تنتشر في الوقت الحالي".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس دونالد ترامب الإدارة الأمريكية البيت الأبيض الخارجية الأمريكية المساعدات الإنسانية بنيامين نتنياهو دونالد ترامب عبدالفتاح السيسي
إقرأ أيضاً:
لوموند: ترامب يثير الفوضى والذعر عالميا بتجميد المساعدات الخارجية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً سلّطت فيه الضوء على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق جميع برامج المساعدات الدولية لمدة تسعين يومًا، باستثناء بعض البرامج مثل المساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" ومصر، واعتُبر هذا القرار خطوة جذرية ذات تأثيرات ضخمة على مستوى العالم، حيث بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية في عام 2023 نحو 64.7 مليار دولار.
وأوضحت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن القرار الذي يعد مثيرًا للجدل في الولايات المتحدة والعالم، يهدف إلى إعادة تقييم البرامج الحالية، وفرض سيطرة على الموظفين الأمريكيين العاملين في هذه البرامج بناءً على معايير أيديولوجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار أدى إلى حالة من الفوضى والذعر في أنحاء مختلفة من العالم، خاصة في الدول الضعيفة التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية.
توقف العمليات الإنسانية
منذ دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ، توقفت العديد من العمليات الإنسانية في مناطق الأزمات مثل أوكرانيا وأفغانستان والسودان، كما أثر القرار على الموظفين الأمريكيين العاملين في العديد من بعثات المساعدة، حيث باتوا مهددين بالفصل.
كما بيّنت الصحيفة أن هذا القرار قوبل بانتقادات شديدة من قبل المنظمات الإنسانية، وأكد ناثانيال ريموند مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة "ييل"، أن نظام المساعدات العالمية انهار بسبب هذا المرسوم، مبيناً أن العديد من البرامج الإنسانية التي كانت تهدف إلى تقديم الدعم في مناطق مثل أوكرانيا وأفغانستان توقفت.
وفي ظل الاعتراضات الواسعة، قام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 28 كانون الثاني/ يناير بتوسيع قائمة الاستثناءات، لتشمل الأدوية الأساسية والخدمات الطبية والطعام والمأوى، لكن لا تزال صياغة هذه الاستثناءات غامضة مما يزيد من حالة الارتباك.
وحسب الصحيفة، فإن القرار الأمريكي الأخير أدى إلى تعليق العديد من الأنشطة الإنسانية في أفغانستان، مما أثر على الخدمات الصحية والتعليم والغذاء والبرامج التعليمية للفتيات. وشمل القرار أكثر من 40,000 أفغاني من طالبي اللجوء، ومنهم جنود ومسؤولون في النظام السابق، واعتبرت بعض الأطراف أن القرار الأمريكي يسبب ضررًا أكبر من المراسيم التي أصدرتها طالبان ضد النساء.
خطر على مكافحة الإيدز
أضافت الصحيفة أن القرار يؤثر بشكل كبير على برامج مثل مكافحة الإيدز، حيث يعتمد أكثر من 20 مليون شخص حول العالم على علاج فيروس نقص المناعة البشرية الممول من البرنامج الأمريكي "بيبفار".
وقد حذر خبراء من أن هذا القرار قد يؤدي إلى زيادة عدد الإصابات والوفيات، ويعيد العالم إلى أيام الثمانينات والتسعينات عندما كان فيروس الإيدز يحصد أرواح الملايين سنويًا.
أثر سلبي على الأمن
ترى "لوموند" أن القرار له أيضاً تبعات أمنية، حيث تسبب في زعزعة الاستقرار في مراكز الاحتجاز التي تضم عناصر تنظيم "داعش" وعائلاتهم، والبالغ عددهم حوالي 50,000، مما يؤثر على الأمن في منطقة شمال شرق سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع كان فوضويا لعدة أيام في تلك المراكز، إذ توقف بعض الحراس عن العمل وعادوا إلى مهامهم في 28 كانون الثاني/ يناير، بعد أن حصلت المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة على تمديد التمويل لمدة أسبوعين.
ووفقًا لمصدر أمني في مخيم "الهول" شمال شرقي سوريا، لا تزال الخدمات الأساسية في المخيم تعاني من تأثيرات القرار الأمريكي.
انتقادات ومخاوف
أكدت الصحيفة أن العديد من المحافظين في الولايات المتحدة يرون أن المساعدات الخارجية تشكل رمزًا للإسراف، وأنها برامج غير ضرورية، لكن قرار الرئيس الأمريكي أثار موجة هائلة من الانتقادات والمخاوف.
وانتقدت سارة ياغر مديرة مكتب "هيومن رايتس ووتش" في واشنطن، القرار معتبرةً أنه سيؤدي إلى زيادة المعاناة والغضب حول العالم ويضر بصورة ومصداقية الولايات المتحدة.
واختتمت لوموند بأن هذا المرسوم الذي وقعه دونالد ترامب من شأنه أن يعزز نفوذ الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين، والتي يمكن أن تملأ الفراغ الذي تتركه المساعدات الأمريكية.