وسط مشهد مليئ بالتحديات الإنسانية والسياسية، تتواصل الجهود لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الذي يمثل بارقة أمل لأسرى الحرية وأهاليهم، شهد العالم إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني مقابل 4 مجندات إسرائيليات، لتسجل المقاومة الفلسطينية إنجازًا جديدًا يعكس صمودها وإرادتها في مواجهة الاحتلال، ومع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”، تبدو أجواء الفرح ممزوجة بألم الفقدان وأعباء الدمار، خصوصًا في قطاع غزة، الذي يحاول لملمة جراحه.

طوفان الأحرار

ورغم التحديات، تُعد صفقة تبادل الأسرى خطوة مهمة نحو استعادة الحقوق وفتح آفاق جديدة لتحقيق الحرية لأسرى آخرين في المستقبل، إلا أن القطاع ما زال يواجه واقعًا إنسانيًا صعبًا؛ من رفع الأنقاض إلى مواجهة التهديدات الصحية، في مشهد يوضح أن الطريق نحو التعافي يتطلب مزيدًا من الجهود المحلية والدولية لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.

في اطار اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، أفادت قناة القاهرة الإخبارية في بيان عاجل لها إن مصر استقبلت 70 أسيرًا فلسطينيًا من المحكوم عليهم بالمؤبدات والأحكام العالية بعد إطلاق سراهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

أعلن مكتب الشهداء والأسرى في حركة حماس، وهيئة شئون الأسرى والمحررين عن القائمة الثانية من أسماء الأسرى المحررين في المرحلة الأولى لعملية التبادل اليوم السبت، مؤكدا أن القائمة تتضمن 200 من الأسرى أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية.

وبحسب بيان لمكتب الشهداء والأسرى في حركة حماس، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، تتضمن القائمة  70 من الأسرى المبعدين.

ووصل المفرج عنهم إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، فيما أكد إعلام فلسطيني أن تركيا تستقبل جميع الأسرى المبعدين وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومن المقرّر أن تقوم فرق طبية مصرية بفحص المبعدين بمستشفيات في مدينة العريش، وهناك حالات من الأسرى المبعدين يتم علاجها بمستشفيات مصرية، والحالات الطارئة طبيًا ستبقى في مصر لحين العلاج، فيما سيتم علاج بعض الحالات في الدول المستضيفة.

ويغادر بعض المبعدين من الأسرى مصر خلال 72 ساعة، بعد التنسيق مع الدول المستضيفة، ويتم تسليمهم وثائق رسمية بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، لتسهل دخولهم إلى الدول الأخرى التي تستضيفهم.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن عائلات الأسيرات الإسرائيليات المجندات توجهت لمنطقة رعيم استعدادا للقائهن، وانتشرت عناصر الفصائل الفلسطينية بميدان فلسطين وسط غزة قبيل بدء تسليم الأسيرات الإسرائيليات.

من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، استلام 4 مجندات محتجزات لدى حركة حماس، وذلك ضمن الجولة الثانية من تنفيذ المرحلة الأولى لتطبيق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل.

وذكر بيان مشترك من المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتحدث باسم جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أنه جرى تسليم المجندات الأربع المُفرج عنهن إلى قوة من الجيش الإسرائيلي والشاباك في قطاع غزة.

وأفاد بأن وحدة نخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوة من الشاباك ترافقن المجندات في طريقهن إلى إسرائيل، حيث سيخضعن لتقييم طبي أولي.

فيما أعلن مكتب الشهداء والأسرى التابع لحماس، السبت، القائمة الثانية من أسماء 200 من الأسرى المحررين وفقاً لاتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأضاف المكتب أن القائمة تضم أسماء 70 معتقلا من الأسرى المقرر إبعادهم إلى الخارج وفقاً للاتفاق.

وأكد مكتب إعلام الأسرى أن المقاومة الفلسطينية حققت، السبت، إنجازًا جديدًا بتحرير 200 أسير فلسطيني ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة "طوفان الأحرار".

وشملت الدفعة الجديدة الإفراج عن 121 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، و79 أسيرًا بأحكام مختلفة، مع إبعاد 70 أسيرًا للخارج، مقابل إطلاق سراح 4 مجندات إسرائيليات.

وأوضح المكتب في تصريح صحفي، أن هذا الإنجاز يعكس إرادة المقاومة الباسلة وقدرتها على انتزاع حقوق الأسرى رغم قسوة الاحتلال، وهو ثمرة للصمود والتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني.

ودعا المكتب أبناء الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات إلى استقبال الأسرى المحررين بفرح وحفاوة، تأكيدًا على التلاحم الوطني ودعمًا لنضالهم وتضحياتهم التي تمثل رمزًا للحرية والكرامة في وجه الاحتلال.

وفي 19 يناير الجاري، أُفرج الاحتلال الاسرائيلي عن 90 أسيرة وطفلًا فلسطينيًا من الضفة الغربية والقدس، ضمن الدفعة الأولى من المرحلة الأولى، لتكون هذه الدفعة هي البداية المؤثرة لمسار التحرير ضمن صفقة التبادل.

وتشمل صفقة "طوفان الأحرار" في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدار ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.

في غزة، قالت وزارة الداخلية، السبت، إنها أنهت كافة الاستعدادات لتسهيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله الأحد، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

أكدت الداخلي في غزة في بيان لها، أنه سيتم فتح شارع الرشيد الساحلي للمشاة فقط بالاتجاهين ذهاباً وإياباً، كما سيتم فتح شارع صلاح الدين باتجاه واحد أمام عودة المركبات فقط بكافة أنواعها من الجنوب إلى الشمال، حيث ستخضع للفحص قبل السماح لها بعبور الحاجز، مضيفة: سيتم فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين بالاتجاهين بشكل كامل للمشاة والمركبات في اليوم الثاني والعشرين من اتفاق وقف حرب الإبادة.

وقبل نحو أسبوع، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، وسلمت الحركة بموجبه 3 أسيرات إسرائيليات مقابل الإفراج عن سراح 90 معتقلًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال.

وقال الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن غزة رغم توقف الحرب وهدوء أصوات المدافع، لا تزال تعيش ارتدادات المأساة.. صحيح أن مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن تعمّ الأجواء، لكن الواقع على الأرض أشدّ قسوة.

وأضاف الرقب لـ صدى البلد، أن أهالي غزة يحاولون البحث عن أحبّائهم وسط الأنقاض، حيث لا تزال جثث الشهداء مدفونة تحت الركام، تُقدَّر بالعشرات، وربما بالمئات، مؤكدا أن الجميع يحاول التماسك واستيعاب ما حدث، لكن من المبكر القول إن الحياة عادت إلى طبيعتها.

وأكد أن التقارير الدولية تشير إلى أن رفع الأنقاض يشكل خطراً كبيراً، بسبب احتمال وجود متفجرات غير منفجرة بين الركام، مما يهدد بإحداث أزمات إضافية، ووجود آلاف الجثث تحت الأنقاض قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، التي ستفاقم من معاناة السكان.

وتابع: غزة تقف اليوم على حافة تحديات صحية وإنسانية جسيمة، تحاول النهوض رغم كل ما يثقل كاهلها من دمار وآلام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس إسرائيل غزة طوفان الأحرار جیش الاحتلال الإسرائیلی اتفاق وقف إطلاق النار المرحلة الأولى طوفان الأحرار ا فلسطینی ا الثانیة من من الأسرى أسیر ا

إقرأ أيضاً:

وفد أمني مصري إلى الدوحة لمواصلة المباحثات بشأن غزة وصفقة الأسرى.. مؤشرات إيجابية

توجه وفد أمني مصري توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة لمواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة والتحرك نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء ذلك بحسب ما أفادت "قناة القاهرة الإخبارية" التابعة للنظام المصري مساء الخميس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أن مصر، إحدى الوسطاء في مفاوضات غزة، تقدمت باقتراح جديد الاثنين الماضي بهدف العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.

وتقدمت مصر بالاقتراح بعد استئناف حرب الإبادة وعمليات القصف الجوي والتوغل البري في 18 آذار/ مارس لتنتهي بذلك فترة هدوء نسبي دامت شهرين.


وذكر مصدران أمنيان أن الخطة المصرية تدعو حماس إلى إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين كل أسبوع على أن ينفذ الاحتلال المرحلة الثانية من الاتفاق بعد أول أسبوع.

وفي ذات السياق، نقلت "رويترز" أيضا عن مصادر أمنية بأن مصر تلقت مؤشرات إيجابية من "إسرائيل" بشأن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار الذي يشمل مرحلة انتقالية.

وعند سؤاله عن الاقتراح الأخير، قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة "هناك بعض العروض التي تبدو أفضل من العروض السابقة".

وعندما سئل عما إذا كان يتوقع الإعلان عن تحقيق انفراجة اليوم قال إن الأمر لم يستكمل بعد.
ولم يصدر بعد أي رد من مكتب نتنياهو على الاقتراح، لكن متحدثا باسمه قال إنه لا يوجد حاليا أي وفد إسرائيلي في الدوحة.


وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الاتفاق الذي صمد إلى حد كبير منذ يناير كانون الثاني ومنح سكان غزة فرصة لالتقاط الأنفاس من الحرب.

وتقول "إسرائيل" إنها مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار مؤقتا إذا أطلقت حماس سراح المزيد من الأسرى، لكن دون الانتقال بعد إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي ستتفاوض خلالها على إنهاء الحرب تماما.

وقالت إسرائيل أيضا إنها لن تقبل بوجود حماس في القطاع، وأضافت أنها تريد تمديد المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار، وهو اقتراح أيده المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، قتلت "إسرائيل" 855 فلسطينيا وأصابت 1869 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت "إسرائيل" هجماتها على قطاع غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت "إسرائيل" عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري.

ورغم التزام حركة حماس ببنود الاتفاق، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

مقالات مشابهة

  • الشهيد أبو حمزة يوجه التحية لليمن وللسيد القائد
  • الشهيد أبو حمزة يظهر في كلمة مسجلة بمناسبة يوم القدس العالمي / فيديو
  • غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • إعلام عبري: مقترح جديد بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة
  • الاحتلال يفرج عن خمسة عمال فلسطينيين اعتقلهم سابقًا في غزة
  • السيسي ونظيره السيراليوني يبحثان مستجدات الأوضاع فى غزة ووقف إطلاق النار
  • وفد أمني مصري إلى الدوحة لمواصلة المباحثات بشأن غزة وصفقة الأسرى.. مؤشرات إيجابية
  • نتنياهو يجري مشاورات بشأن إبادة غزة ومفاوضات تبادل الأسرى
  • حماس تصرح حول مستجدات مفاوضات الصفقة ووقف إطلاق النار.. هل ينجح الاتفاق؟
  • حماس: نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى