«الحراني» يكشف خبايا في تاريخ مصر بكتابه الجديد «ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر»
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب في الدورة 56 صدر للكاتب الصحفي والباحث السياسي السيد الحراني كتاب "ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر"، الصادر عن دار كنوز للنشر والتوزيع، والذي يعد وثيقة تحليلية شاملة ترصد أحد أهم المنعطفات في تاريخ مصر الحديث، وذلك عبر 400 صفحة من القطع الكبير، تتناول 300 حدث وواقعة شكلت مسار المشهد المصري خلال العقدين الأخيرين.
ويؤكد الحراني أن كتابه ليس مجرد تأريخ للأحداث، بل هو محاولة لتقديم رؤية سوسيولوجية شاملة لفهم طبيعة الثورات والصراعات السياسية، وكيفية تأثيرها على المجتمعات، مشيرًا إلى أن المعرفة والوعي الجمعي هما السبيل الوحيد لحماية الدولة المصرية من أي محاولات لاختطافها مجددًا.
التحولات السياسية والاقتصادية قبل 30 يونيوينطلق الحراني في كتابه من مرحلة التمهيد السياسي للتوريث التي بدأت مع عبث الرئيس الأسبق حسني مبارك بالدستور عام 2005، سعيًا لتمكين نجله جمال مبارك من وراثة الحكم، مستعرضًا شبكة المصالح والامتيازات المالية والسياسية التي استفادت منها شخصيات نافذة، وحتى لا تسقط بالتقادم أو النسيان تلك المرحلة وأسماء أبطالها من الذاكرة.
وتناول الكتاب خريطة أصدقاء الوريث وما تحصلوا عليه من مزايا ومنافع مالية وسياسية بدون وجه حق وعلى رأس تلك الظواهر كان المهندس «أحمد عز» -الذي يبلغ من العمر الآن 66 عامًا- وكان أحد قيادات الحزب الوطني المنحل والذي بالفعل قدم لأسباب كثيرة للمحاكمة في 6 مارس 2013 وقضت محكمة جنايات الجيزة بسجنه 37 عامًا ثم خرج في 7 أغسطس 2014 بكفالة مالية قدرها 250 مليون جنية، وانتهى الأمر بتصالحه في نهاية عام 2018.
ويكشف الكتاب تفاصيل فساد مراكز القوى في عهد مبارك، مؤكدًا على أن تفشي الفساد المالي والسياسي الذي وصل -آنذاك- للركب، كما قال الراحل الدكتور زكريا عزمي أحد أركان نظام مبارك ورئيس ديوانه، أدى إلى تراكم الغضب الشعبي، مما أسهم في اندلاع ثورة 25 يناير 2011، التي استغلتها جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أهدافها الخاصة.
المخططات الإخوانية.. من التلاعب بالثورة إلى محاولة السيطرةيخصص المؤلف فصولًا متعددة لتفكيك دور الإخوان في استغلال أحداث يناير، متتبعًا تفاصيل إطلاق محمد مرسي يد التنظيم المسلح لنشر الفوضى والعنف، إلى جانب تحركاته لتمكين جماعته من السيطرة على مؤسسات الدولة، مثل الجيش، الشرطة، القضاء، الأزهر، الكنيسة، مجلس الوزراء، النقابات، والأندية الرياضية، تحت توجيه مباشر من خيرت الشاطر، مهندس مشروع التمكين الإخواني.
ويكشف الحراني كيف حاولت الجماعة السيطرة على مراكز الشباب في القرى والمدن، وتحويلها إلى ساحات لتجنيد وتدريب مقاتلي التنظيم المسلح، بإشراف أسامة ياسين، أحد قيادات الإخوان، في إطار خطة كانت تستهدف إشعال حرب أهلية داخل مصر.
وخاض كتاب في تفاصيل وكواليس كثيرة كان من بينها محاولات الإخوان الهيمنة على صناعة دستور يتوافق مع اغراضهم ويسهل لهم التمكين من الدولة ومؤسساتها والتفافهم على احلام الشباب الغاضب والشعب الحالم وأيضًا أقرانهم وشركائهم المنتمين للتيار السلفي وتيارات إسلامية وسياسية اخرى، واقتناص انتخابات مجلس الشعب وصناعة أحداث خبيثة في شوارع القاهرة وخاصة شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير من أجل الوقيعة بين الشعب والجيش والقفز بحيل كثيرة حتى وصل التنظيم المحظور إلى كرسي الرئاسة بأحد أعضاء التنظيم الذي ثبت أنه لم يفي بالقسم الدستوري للشعب ولكنه وفى ببيعته لعشيرته ومرشد الاخوان والتنظيم الدولي.
الدور الأمريكي والمؤامرات الخارجيةيتناول الكاتب في فصول أخرى الضغوط الأمريكية والغربية التي مورست على مصر منذ عهد الرئيس بيل كلينتون وحتى عهد باراك أوباما، الذي دعم بقوة وصول الإخوان إلى الحكم، ضمن مشروع "الفوضى الخلاقة"، الذي كان يستهدف إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وفق رؤية تحقق المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
كما يتطرق الكتاب إلى تفاصيل تدريب بعض الشباب المصري في الخارج على تقنيات الثورات السلمية، وفق برامج دعمتها جهات أجنبية، حيث يعرض الكاتب على لسان عالم الاجتماع الراحل الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي أقرّ بدوره في تدريب عدد من الشباب في صربيا وأوكرانيا.
30 يونيو أنقذت الدولة المصريةيركز الكتاب على تفاصيل ثورة 30 يونيو 2013، التي شكلت نقطة فاصلة في إنقاذ الدولة المصرية من مخطط الإخوان للهيمنة على البلاد، حيث يشرح دور الجيش المصري بقيادة الراحل المشير حسين طنطاوي والرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب دور القضاء، الشرطة، الصحافة، الأحزاب، والنقابات في مواجهة مخططات التنظيم الدولي للإخوان.
ويستعرض الحراني كيف وقفت الملايين من المصريين في مواجهة المشروع الإخواني، الذي كان يهدف إلى إقامة دولة دينية تابعة لتنظيمات الإسلام السياسي، مما دفع الشعب إلى النزول في ثورة تاريخية غير مسبوقة في 30 يونيو، نجحت في إسقاط حكم الإخوان وإنقاذ الدولة من الانهيار.
التحديات بعد الثورة.. والعبور إلى المستقبليركز الكاتب في الفصول الأخيرة على الضغوط والتحديات التي واجهتها مصر بعد 30 يونيو، مستعرضًا محاولات الخارج لفرض حصار سياسي واقتصادي على الدولة المصرية، وكيف تمكنت القيادة السياسية من تحقيق الاستقرار، وإطلاق مشروعات قومية ضخمة نقلت البلاد إلى مرحلة النمو والتنمية المستدامة، في إطار خطط رؤية مصر 2030 و2050.
كما يتناول الفصل الأخير تحليلًا للعلاقات المصرية-الأمريكية، في ضوء سياسات واشنطن تجاه مصر خلال العقود الأخيرة، مشيرًا إلى كيف تصدى الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤامرات الخارج، وقاد مشروعًا وطنيًا يهدف إلى استعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية، وسط منطقة تعج بالحروب والصراعات.
الشأن الوحدوي العربيفي تصريح خاص، قال السيد الحراني إن الكتاب يفكك أزمات الشأن الوحدوي العربي، وينفرد بكشف مخططات جديدة لأعدائه وفي مقدمتهم إسرائيل. ويطرح سؤالا في غاية الأهمية ويجيب عنه حول لماذا حاليًا يتم تنفيذ حرب الإبادة البشرية على قطاع غزة؟! بعد ذريعة عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر 2023 التي أكدت على حاجتنا الملحة من أجل تشكيل «وحدة ردع» حقيقية لانتزاع المواقف الغربية الراعية لمصالحنا العربية.
وأكد الحراني أن علم الاجتماع شرح باستفاضة أسباب اشتعال الثورات ومدى ارتباطها بصعوبة التجمد وتعمد تعطيل التحرك الإيجابي للمجتمعات نحو المستقبل وما يترتب على ذلك حيث تأتي أيضًا فترات ما بعد الثورات لتكون الأشد صعوبة. لذلك، يقر الكتاب «سوسيولوجيا المعرفة» من أجل خلق وعي جمعي مصري وعربي وشرق أوسطي يعيد بوصلة الرؤية إلى صالح الإنسان القادر على بناء دولة قوية، خاصة بعد الدرس النموذجي في ثورة 30 يونيو الذي لُخِّص في قول الشاعر أبو القاسم الشابي «إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تاريخ مصر 25 يناير 30 يونيو الدولة المصریة ثورة 30 یونیو
إقرأ أيضاً:
الرئيس عون: اجراء الإصلاحات هو توجه العهد الذي حددته في خطاب القسم
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس جمعية "لابورا" الاب طوني خضرا مع وفد، ضم ممثلين عن "اتحاد أورا" المؤلف من اربع جمعيات: "لابورا" والاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة و"أصدقاء الجامعة اللبنانية" و"نبض الشباب"، "المؤتمر المسيحي الدائم"، تجمع "لبنانيون من اجل الكيان"، فريق المحامين في اتحاد "أورا"، فريق "المشروع الزراعي"، فريق "الاستثمار في المناطق"، ومندوبي الأحزاب والجامعات والكنائس في "لابورا" ومجلس أمنائها المؤلف من 13 كنيسة.
في مستهل اللقاء، تحدث الاب خضرا، فأكد "الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية ودعمه لقيادة البلاد الى بر الأمان وتحقيق آمال اللبنانيين بإعادة الوطن الى جميع أبنائه"، وقال: "نثق انكم ستبقون العماد جوزاف عون الذي عرفه اللبنانيون ابن المؤسسة العسكرية، مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء"، واكد ان "المجموعات الممثلة في اللقاء اليوم تعمل من اجل هدف واحد، وهو الحفاظ على لبنان الرسالة والتنوع والحضارة وتجذر أبنائه".
وعدد الاب خضرا التحديات التي تواجهها الجمعية، وهي: "اختلال التوازن في وظائف الدولة، التغيير الديموغرافي الخطير في الدولة حيث خسر المسيحيون وغير المسيحيين من حضورهم فيها، تحدي إيجاد مشاريع استراتيجية وعملية للشباب لكي يبقوا في وطنهم ويعودوا اليه، تحدي تحقيق انماء متوازن لوقف نزيف النزوح من الريف الى المدينة، تحدي الحد من خسارة الأرض سواء عن طريق البيع او الإهمال وتحدي إعادة الامل بالغد بعد سنوات من اليأس والإحباط، وهو امل بدأ يعود بوصول فخامتكم الى سدة الرئاسة".
وتمنى الاب خضرا على الرئيس عون "إيلاء الاهتمام الخاص بموضوع التوازن في الدولة لانه يشكل صمام الامن والأمان الحقيقيين. فهناك محاولات خطيرة لضرب هذا التوازن خصوصا في الجمارك وقوى الامن الداخلي"، طالبا "متابعة السهر على احترام القوانين واعتماد معايير الكفاية في وظائف الدولة وليس على الواسطة والزبائنية الدينية والسياسية والمناطقية، ونحن على يقين بانكم تسهرون على ذلك".
وطالب الاب خضرا بـ"دعم المؤسسات النقابية والمنتجة في الدولة، كي لا تبقى حكرا على المستفيدين من السياسيين والطائفيين، بالإضافة الى إعادة هيكلة الإدارة العامة لتصبح منتجة وفاعلة، وقد اعددنا الخطط لذلك وننتظر تشكيل لجنة مشتركة لنعمل معا على هذا الموضوع، وبجامعة لبنانية حاضنة للجميع متطورة، تخرج قادة ووزراء ونوابا وعلماء ومتخصصين على مستوى الوطن وطموحات شعبه، وبتطبيق صحيح للدستور اللبناني يعيد انتظام الأداء السياسي على أسس التوازن في الأدوار والصلاحيات".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا ان "لبنان طائر بجناحين المسيحي منه والمسلم، الذي يتعذرعليه الطيران اذا ما كسر احد اجنحته"، وشدد على "ضرورة تمسك الشباب والشابات اللبنانيين بجذورهم والتشبث بالأرض من خلال إقامة المشاريع الزراعية والاستثمار فيها وانمائها"، ونبه من "تلاشي ثقافة الإرادة الصلبة لحساب قيام ثقافة الاستسلام لدى الشباب اللبناني، وهي ثقافة سنعمل على تغييرها"، واعتبر ان "الحق لا يصان الا من خلال التمسك به والعمل على جعله غير قابل للتجزئة".
وإذ دعا الرئيس عون الى "انخراط الشباب والشابات اللبنانيين في المؤسسة العسكرية والدولة اللبنانية لما تمثله من فرص تساهم في تعزيز ثقافة التمسك بالأرض"، لفت الى ان "مهمة الوفد بما يمثله من نبض الشباب في لبنان، ان يرشدهم ويوجههم الى هذه الخيارات، والفرص مفتوحة امامهم"، وتساءل: "في المقابل، لماذا لا يريد اللبناني ان يعمل في وظائف وقطاعات من حقه العمل بها وترك الفرص المتوافرة ليشغلها عمال أجانب؟".
وختم مؤكدا أن "مهمتي في موقعي هي خدمتكم وخدمة الشعب اللبناني وإصلاح الأخطاء في كل القطاعات، لكن عليكم انتم القيام أيضا بدوركم تجاه الشباب اللبناني لما فيه خير ومصلحة البلد"، مجددا تأكيد "الدور الرئيسي للقضاء في إعادة النهوض بلبنان من جديد".
الى ذلك، استقبل الرئيس عون وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي – "UNDP" HAOLIANG XU ومديرة مكتب بيروت BLERTA ALIKO، حيث هنأ المسؤول الاممي رئيس الجمهورية بانتخابه واطلعه على المشاريع التي ينوي البرنامج القيام بها في لبنان، مشددا على "أهمية الإصلاحات والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد"، لافتا الى ان "توافر هذه العناصر يؤمن تمويلا للاستثمار"، مؤكدا "جهوزية برنامج الأمم المتحدة للعمل مع رئاستي الجمهورية والحكومة على تنفيذ الإصلاحات المنشودة ومضمون خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة".
ورحب الرئيس عون بالمسؤول الاممي، شاكرا "ما يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - UNDP من مساعدات للبنان ودعم لمؤسساته واداراته"، مقدرا خصوصا "ما قدمه للجيش اللبناني ولافراده من دعم ومساعدة".
واكد الرئيس عون ان "اجراء الإصلاحات هو توجه العهد الذي حددته في خطاب القسم بهدف إعادة الثقة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها في الداخل والخارج"، شاكرا "المساهمة التي يمكن ان يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا السياق".
وفي قصر بعبدا، مدير الشؤون الإدارية والمالية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير كنج الحجل.