للمرة الثانية، منذ بدء الهدنة في غزة، تمت بسلام عملية إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن والأسرى، لتسجل نقطة إضافية لنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، والتزام الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بضوابطه العامة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل النسبي بأن حصاد أسبوع من الهدنة يمكن البناء عليه في المفاوضات المرتقبة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي قد تقود إلى توافق على إنهاء الحرب.
مشاهد عودة المجندات الإسرائيليات الأربع، وهن بلباسهن العسكري، وبصحة جيدة كسابقاتهن، ثم تحرير نحو 200 أسير فلسطيني، أغلبهم من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، تقدح بارقة أمل في وضع شديد القتامة بسبب المأساة الفظيعة في غزة جراء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 15 شهراً وما نجم عنه من تداعيات مروعة، وقد يشجع جميع الأطراف على الذهاب إلى خيارات سياسية تسمح باستعادة التهدئة والأمن، وهو ما يجب العمل عليه في الفترة المقبلة، بعد أن تبين أن الخيار العسكري لا يحقق شيئاً غير سفك الدماء وتدمير البنى التحتية وإنهاك الاقتصاد، ولم يحسم شيئاً من الأهداف المعلنة طوال هذه الحرب.
مازال قطاع غزة يعج بالمشاهد الصادمة، من نسف مدن بكاملها، ووجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وفقدان آخرين، وعائلات فلسطينية أبيدت من السجلات المدنية، وجيوش من الأرامل والأيتام، لكن هذه الحرب لم تبح بعد بكل أسرارها، ويظل كثير من تفاصيلها أشبه بالألغاز، ومن ذلك بقاء العشرات من الرهائن الإسرائيليين أحياء، في وقت زار فيه الموت كل حي وبيت ونفق في القطاع المنكوب.
والرهينات السبع اللواتي أطلق سراحهن من غزة توحي ملامحهن بأنهن لم يَكُنَّ في غزة المدمرة التي عرفها العالم، وإنما في مكان آخر. كما أن عشرات الأسرى الفلسطينيين المحررين، والذين عانى أغلبهم التعذيب والإهمال الطبي، جاء إطلاق سراحهم ليشكل فرصة للضغط من أجل تحرير كل الأسرى والدفع مجدداً إلى منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته على الأراضي المحتلة عام 1967.
من المؤسف أن الانفراجة التي تشهدها غزة، يحدث عكسها في الضفة الغربية، حيث تستبيح قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها، وقتلت عدداً من الفلسطينيين وهجَّرَت آلاف النازحين، ونفذت عمليات تدمير ممنهجة للبنى التحتية والمرافق العامة في عدوان شامل يحاكي ما حدث في غزة خلال 471 يوماً، وقد ينتقل إلى مناطق أخرى من الضفة المحتلة.
ومن شأن هذا التصعيد أن يحبط كل المحاولات الجارية لإنهاء التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة ككل، ولذلك فهو يأتي في التوقيت الخطأ، وقد يفجر دوامة جديدة من العنف تهدد المساعي الرامية إلى إحلال السلام وإعادة إعمار ما دمرته الحروب والصراعات خصوصاً في العام المنقضي، ولا سيما في غزة التي أصبحت أثراً بعد عين بسبب الحرب الحاقدة والانتقام الإسرائيلي الذي تجاوز حدود الجنون.
ومع ذلك وبعد مشاهد تحرير الرهائن والأسرى، لا بد أن يكون للعقل مكان في هذا الصراع المرير، وأن تكون هنا عبرة من ذلك بإنهاء الحرب وحماية الأرواح، حتى لا تتكرر المآسي، ولا يعود الصراع إلى التفجر مرة أخرى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
من هم المجندات الإسرائيليات الأربع التي أفرجت عنها حماس في صفقة تبادل الأسرى؟
أعلنت حركة حماس اليوم السبت عن إفراجها عن 4 مجندات إسرائيليات بموجب صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل، في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 200 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي. فما هي تفاصيل هؤلاء المجندات الأسيرات؟
المجندات الإسرائيليات الأربعليري إلباج:
العمر: 19 عامًا.تم احتجاز ليري إلباج في 7 أكتوبر 2023، وكان آخر ما قالته قبل احتجازها أنها كانت في ملجأ ميداني، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".دانييلا جلبوع:
العمر: 20 عامًا.ظهرت دانييلا جلبوع في مقطع فيديو خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قالت لـ "نتنياهو": "لقد كدت تقتلني ذات مرة بقنابلك"، وهو ما يسلط الضوء على تجربتها الصعبة أثناء الهجوم.كارينا أرئيف:
العمر: 20 عامًا.أرسلت كارينا أرئيف رسالة إلى والدها صباح 7 أكتوبر 2023، تخبره عن "وابلا من الصواريخ بجانبها"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".نعمة ليفي:
العمر: 20 عامًا.أرسلت نعمة ليفي رسالة نصية إلى والدها في صباح 7 أكتوبر 2023، تخبره بأنها في مكان آمن، وتصف الصواريخ والرصاص قائلة: "لم أسمع قط شيئًا كهذا في حياتي".التفاصيل حول الأسرى الفلسطينيينفي إطار صفقة التبادل، سيتم إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني، من بينهم 120 ناشطًا فلسطينيًا كانوا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد.
يعد هذا التبادل جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد فترة طويلة من العدوان على غزة.
اتفاق وقف إطلاق الناركما تم الاتفاق بين إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، وهو ما يتيح تنفيذ عملية التبادل، ويقضي الاتفاق بأن تتم العملية على ثلاث مراحل، كل منها 42 يومًا، بعد جهود كبيرة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة.