إسرائيل تنشئ موقعاً محصناً في العمق اللبناني للإشراف على شمال الليطاني
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": أكد أكثر من مصدر ميداني وعسكري، أن القوات الإسرائيلية بدأت قبل أيام، بتحويل تلة العويضة الشاهقة الواقعة بين بلدتي الطيبة والعديسة بالقطاع الشرقي، إلى موقع عسكري محصّن، وتجهزه بتجهيزات إلكترونية،
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن موقع إنشاء المركز، ليس ملاصقاً للحدود، ويستدعي الانتقال عبر قرية العديسة أو كفركلا للوصول إليه، أو يفرض الانتقال إليه عبر المروحيات جواً، وهو ما أثار الخشية منه.
وأوضح العميد المتقاعد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة لدى «اليونيفيل»، أن تلة العويضة تلة استراتيجية شاهقة، وتعدّ الأعلى في القطاعين الأوسط والشرقي، وهي مشرفة على أودية مثل السلوقي والحجير، وعلى قرى واقعة شمال الليطاني مثل يحمر وزوطر وقاقعية الجسر، فضلاً عن أنها تشرف على كامل القطاع الشرقي، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنها «قريبة من العديسة وكفركلا ودير ميماس والطيبة، وتطل على معظم مستعمرات إصبع الجليل وقسم كبير من الجنوب اللبناني»، مضيفاً: «من هنا يعدّ موقعها استراتيجياً، ما يجعل إسرائيل راهناً تسعى للتمترس فيها». ويضيف: «لكن مشكلة إسرائيل بالتموضع فيها أنها لا تستطيع دخولها من الأراضي المحتلة، وستضطر لدخولها من الأراضي اللبنانية».
ولفت شحادة إلى أنه «منذ عام 1975 كانت تلة العويضة أهم مربض مدفعية للجيش اللبناني، وقبل التحرير في عام 2000 كان هذا الموقع مهبط طوافات إسرائيلية لنقل الجنود من إسرائيل إلى الداخل اللبناني، إما للانتقال إلى مراكزهم أو لإخلاء جرحى، كما كانت صلة وصل بين المراكز، وبخاصة تلة الشقيف وجبل الطهرة وتلة علي الطاهر».
من جهته، أشار رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إلى أن «تلة العويضة التي تقع بالقطاع الشرقي، جنوب مرجعيون وغرب الخيام، كانت موقعاً عسكرياً أساسياً للجيش اللبناني منذ عام 1948، وكان يشرف على فلسطين وعلى كامل القطاع الشرقي»، موضحاً في تصريح أنه وفق المعلومات «فقد بدأ الجيش الإسرائيلي بتجهيز الموقع عسكرياً للبقاء فيه بشكل دائم»، متحدثاً عن «خشية من سعيه لاحتلال 5 مواقع حدودية؛ هي إلى جانب العويضة، تلة الحمامص بالقطاع الشرقي التي تشرف على كامل القطاع، إضافة إلى كفركلا ومارون الراس، ومواقع أخرى مرتفعة يعدّ الإسرائيلي أنها قد تشكل خطراً عليه باعتبارها مشرفة على فلسطين المحتلة». وأكد جابر أنه سيكون هناك من الجهة اللبنانية تصدٍ لأي محاولة لإنشاء حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية. وتقع في مرمى العويضة معظم قرى ومستوطنات الجليل ومدن الشمال الإسرائيلي، وأهمها كريات شمونة وبرك سهل الحولة، امتداداً حتى طبريا، وفي العمق حتى هضبة الجولان. وبحسب المعلومات المتداولة، فقد قام الجيش الإسرائيلي قبل انسحابه من «العويضة» عام 2000 بتفجير الموقع بعد إخلائه، وهو حاول السيطرة عليه مجدداً خلال حرب تموز 2006، لكنه فشل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب: إسرائيل سترسل فريقا للدوحة أو القاهرة للتفاوض
كشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن إسرائيل ستقوم بإرسال فريق إلى كل من الدوحة أو القاهرة في محاولة للتفاوض بشأن اتفاق غزة.
وأوضح أن المفاوضات ستبدأ قريبًا، وإذا سارت الأمور بشكل إيجابي، فإنه سوف يقوم بزيارة المنطقة يوم الأحد المقبل.
وتحدث ويتكوف عن الوضع السياسي في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لن يقبل مجددًا بالحلول السياسية القديمة التي فشلت في الماضي في المنطقة.
وأكد أن "حماس" لا يمكن أن تكون جزءًا من أي هيكل حكم في غزة، واصفًا ذلك بأنه "خط أحمر" بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى ضرورة إيجاد طريقة أفضل للتعامل مع غزة، التي تم إعادة بنائها ثلاث أو أربع مرات في السنوات الماضية، في ظل الظروف المعقدة التي تشهدها المنطقة.
من جانبه، أكد ويتكوف أن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة يدركون أهمية تحقيق الاستقرار، وأن استمرار الحرب ليس مقبولًا في ظل المخاطر التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأضاف أنه يأمل أن يتمكن الفريق المفاوض من وضع المرحلة الثانية من التفاوض على المسار الصحيح، من أجل إطلاق سراح الرهائن وتحقيق تقدم في مسار السلام.