الصّورة التي ظهر فيها القائد الشهيد يحيى السينوار يتقدم صفوف الجهاد، سلاحه على كتفه يقارع عدوا ركن دبّابته بالقرب منه..
والصّورة التي ظهر فيها رفاقه وهم يقومون، في انضباط تام، بتسليم أسرى العدو، أقدامهم على رموز قادة الصهيونية…
والصّورة التي بدت فيها الرّاية الفلسطينية شامخة ترفرف أعلى تلك البناية، شاهدة على صمود غزة وتحدّيها لكل حمم القصف الصهيوني طيلة أكثر من 15 شهرا.
والصّورة التي ظهرت فيها تلك المرأة السيّدة على أرضها، تنثر أوراق الورد على رؤوس المقاومة الباسلة، معبّرة عن حب الناس ودعمهم اللاّمحدود لكل عنصر منهم..
والصورة التي تبرز الجماهير الفلسطينية وهي تلَوّح بالرّاية الفلسطينية وأعلام جميع فصائل المقاومة، في مشهد مهيب يؤكد وحدة الشعب في الدفاع عن قضيته..
والصّورة التي استقبلت بها العائلات الفلسطينية أبناءها وبناتها واضعة على رؤوسهم أكاليل الغار، رافعة رياهم على الأكتاف، مثمّنة تضحياتهم العظيمة بسنوات وبعقود وأحيانا بكل أعمارهم في الأسر…
والصّورة التي لوّحت فيها أسيرات العدو بأيديهن لكل الحضور، مبتسمات، لم يؤذيهن أحد، ولا حرمهن من غذاء أو لباس أو دواء أو رعاية رغم الحصار والتدمير…
تبيّن هذه الصور جميعها للعالم، بلا مجال للشك، أن الدولة الفلسطينية دولة بحق، بشعب منسجم مع قيادته، وبقيادة تتقدم صفوف الدفاع عن الشعب، وبقيم وأخلاق ووفاء بالعهود والعقود واحترام لحقوق الأسرى والتزام بقواعد الحرب وشروط السّلم…
وهذه الدولة، وإن كانت محاصرة اليوم، وإن كان معظم إقليمها محتلا من قبل الأعداء، وإن تم شن حرب إبادة ضدها، وإن مازال الآلاف من أبنائها يقبعون في سجون الاحتلال، وإن كان الغرب بالتحديد يرفض قيامها ويناور بكافة الوسائل لكي لا تكون، هذه الدولة موجودة بالفعل، في قلوب الناس وفي الميدان، تحميها مقاومة بطلة ويحميها قادة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقبل ذلك، يحميها شعب قدّم المثال في التضحية والصبر على كافة المصائب…
في المقابل، في الجهة الأخرى، قادة كيان صهيوني دمويون متناحرون من أجل السلطة، تدعمهم قوى أجنبية كانت هي الأخرى مستعمرة للشعوب الإفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية، ومنها من بنى أمجاده على إفناء شعب بأكمله مثلما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر، أو إفناء قرابة نصف شعب بأكمله مثلما فعل الفرنسيون بالجزائريين، أو على ملايين من غير مواطنيه مثلما فعل الإنجليز بالهنود، أو على حروب عالمية حصدت هي الأخرى ملايين البشر مثلما فعل الألمان مع شعوب العالم ومع اليهود بالذات…
في المقابل، كيان عسكري، لم يتوقف عن فرض وجوده بالقوة، ولا يملك غير لغة القوة العسكرية والجوية بالتحديد يهدّد بها، لا يتردّد حلفاؤه من الغربيين على مدّه بما يحتاج من الذخيرة والعتاد والتكنولوجية العسكرية، لأجل مواصلة إبادته للشعب الفلسطيني، بل لا يتردّدون في شن العمليات العسكرية المشتركة معه للقيام بكل الأعمال الوحشية ضد أي شعب يتطلع إلى استعادة حريته أو يكافح لكي يبقى حرا…
في المقابل، كيان ينكّل بالأسرى تنكيلا، يجهر مفتخرا بأنه يمنع عنهم الماء والغذاء والدواء وحتى ضوء الشمس، يتلاعب بقوائم المفرج عنهم ليضاعف عذابهم، يؤخّر ساعة الإفراج عنهم قدر ما استطاع، يهدّد أهاليهم إن هم فرحوا لعودة أبنائهم، يفرض إبعاد بعضهم خارج فلسطين ليمنعهم من رؤية أبنائهم وأهاليهم، لا يكتفي بحكم المؤبّد على الواحد منهم بل يجعلها مؤبدات تصل إلى مئات السنين حقدا وتنكيلا، يهدّد بأنه سينكث عهده ويجدّد اعتقالهم متى رأى ذلك، في تعبير واضح عن مرض يسكنه وشعور باللاّأمن لا يفارقه…
في المقابل أيضا، قيادة جيش إبادة منبوذة حتى ممّن تزعم الدفاع عنهم، متناحرة فيما بينها يطيح بعضها ببعض، تلاحقها الجنائية الدولية عبر العالم، وعساكر بالآلاف يعانون كافة الأمراض الجسدية والنفسية نتيجة الظلم الذي ارتكبوه، ومدنيين بعشرات الآلاف يعارضون هذا الكيان المرعب القائم على تخويف الآخرين وإبادتهم، بل ويرفضون العودة إلى مساكنهم بعد أن فرّوا منها وقد فقدوا الأمن والأمان الذي وعدوا به…
أليست فلسطين دولة بمعنى الكلمة؟ أو أليس الكيان كيانا مصطنعا، مهما زعم أنه دولة؟
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة الاحتلال حماس غزة الاحتلال المقاومة السنوار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المقابل مثلما فعل
إقرأ أيضاً:
أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون
لا شك أنه ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ لتجنبها ، حيث إن الدعاء هو سبيل النجاة من البلاء ومصائب الدنيا، كما أنه بوابة الخيرات والبركات والأرزاق والعيش الهنيء، ومن ثم ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ للبعد عنها.
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن استجابة الدعاء قد تتأخر لأسباب متعددة، ولكن ذلك لا يعني عدم حب الله لعباده أو عدم استجابته لهم.
وأكد “ شلبي” في إجابة سؤال : ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟، على أهمية "حسن الظن بالله"، ويجب أن نثق تمامًا بأن الله يستجيب لدعائنا، وأنه يحب عباده الذين يدعونه بصدق.
وشدد على ضرورة تحقيق شروط الدعاء، مثل أن يكون "مطعم الشخص وشرابه من حلال" وأن يكون مؤمنًا بالله ويؤدي الطاعات، منوهًا بأنه من الضروري أيضًا عدم الاعتداء في الدعاء، بمعنى أن يكون الدعاء مقبولًا ومعقولًا.
وتابع: على سبيل المثال، الدعاء بتفريق بين الأزواج يعد تعديًا، مشيرًا إلى أهمية "التفاؤل والرجاء"، لافتًا إلى أن الشخص يجب أن يكون متفائلًا بأن دعاءه مقبول، وأن الصبر مهم في هذا السياق.
ذنوب تمنع استجابة الدعاء1- أكل المال الحرام بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّ الكسب الحرام من أسباب عدم إجابة الدُّعاء؛ كالتعامُل بالربا، أو أكل أموال النّاس بغير وجه حق؛ كالغش والخِداع والظُلم، فهذا كُلّه من المال الحرام، وهي من الذُنوب التي تمنع إجابة الدُّعاء وتحبسه.
وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مُسلم: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟)، فبيّن الحديث أنّ المطعم والمشرب والغذاء الحرام سببٌ لمنع استجابة الدُّعاء.
2- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من الذُنوب التي تحبس الدُعاء وتمنع إجابته؛ وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ، أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)، حيث ذكر أهل العلم أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر سببٌ في إجابة الدُعاء، وتركه من أسباب رد الدُّعاء، وعدم استجابته.
3- التوجه لغير الله بالدعاء نهى الله -تعالى- عباده المؤمنين عن دُعاء غيره؛ لقوله -تعالى-: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)، وذلك لأن دُعاء غيره هو من أنواع الشرك، وهو مُحبطٌ للعمل، كما أنّه من الذُنوب التي تحبس الدُعاء.
وبيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن الدُعاء عبادة، ولا يجوز التوجه بالعبادة لغير الله -تعالى- أو إشراك أحد معه فيها، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قالَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
4- الدعاء بإثم ، فبينت عددٌ من الأحاديث أنّ من الأسباب المانعة لإجابة الدُعاء ما كان فيه إثم؛ كالدُّعاء على النّفس بالموت أو السُّوء، أو الدُّعاء على الآخرين؛ كالأولاد أو الأموال، أو تمنّي مُلاقاة الأعداء، وورد النهي عن هذه الأدعية في عددٍ من الأحاديث.
وقال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الدُعاء على النفس بالموت أو غيره: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).
ونهى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن الدُّعاء على الأولاد أو الأموال بقوله: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).
5- الدعاء بقطيعة رحم، حيث ذكر العُلماء أنّ من الأسباب التي تمنع إجابة الدُعاء ما كان فيه قطيعة الرحم، كأن يُقال في الدّعاء: اللهم فرّق بين فُلانٌ وأهله، أو فرّق بينه وبين أُمه أو أبيه، وقد يكون الدُّعاء بالقطيعة بين المُسلمين، كأن يقول: اللهم فرق بين المُسلمين، وفرق كلمتهم أو شملهم، ونحو ذلك من هذه الأدعية.
وورد النهي والتحذير من ذلك في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا، وإمَّا أن يُدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ؟ قالَ: يقولُ: دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي).
6- تعجل الإجابة، فقد ذكر الإمامُ ابن القيم أنّ من الأسباب التي تحبس الدُعاء أن يتعجّل المُسلم الإجابة، أو يستبطئها؛ فيقوم بالتحسُّر والندم على دُعائه، وذلك كمن يقوم بالغرس أو الزرع ولكنه يستبطئ كماله، فيقوم بتركه وإهماله، وعلى المُسلم أن يثق بالله -تعالى- عند دُعائه. حيث إنّ شُروط الإجابة أن يكون المُسلم على ثقة بربّه، وبأنّه الوحيد القادر على إجابة دُعائه، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
وجاء في الحديث القُدسيّ الذي يُبين الله -تعالى- فيه كمال قُدرته ومُلكه، وأنّ خزائنه لا تنفد أو تنقُص بالإجابة والعطاء: (يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ).