الأسبوع:
2025-04-30@02:35:40 GMT

الاختيار الصعب (1)

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

الاختيار الصعب (1)

أدرك أنني ربما أُتهم بالغباء لاختياراتي التي دمرت حياتي وحياة أبنائي، لكنني في أمس الحاجة لأن يسمعني أحد، في أمس الحاجة "للفضفضة" بعد أن تحملت أكثر مما أطيق وأكبر من قدرتي على حمله.

أنا سيدة في السابعة والثلاثين من عمري، تزوجت منذ تسعة عشر عامًا، وأنجبت ولدًا وبنتًا، كان زواجي تقليديًا، حيث تقدم لخطبتي ولم نكن نعرف شيئًا عنه وعن أسرته إلا أننا اكتفينا برأي جارتنا التي أشادت به وبأخلاقه وبأسرته، وتم الزواج سريعًا نظرًا لظروف سفره وعمله خارج مصر، إلا أنه سافر ولم أسافر معه، بقيت أنا في منزل عائلته مع أبيه وأمه وأخته التي تصغره بسنوات، ورغم أنني كانت لي شقتي المستقلة داخل منزل العائلة إلا أني لم أشعر بخصوصيتي يومًا ما، فمنذ تزوجت ومفتاح شقتي توجد منه نسخة أخرى مع أمه التي من حقها هي وأبوه وأي من إخوته أن يدخلوا شقتي في أي وقت دون استئذاني سواء في حضوري أو غيابي، كنت صغيرة حينما تزوجت ولم أستطع أن أتحدث في هذا الأمر أو أعترض عليه رغم تضرري منه وعدم رغبتي في حدوثه، لكنني سكت.

وكما سكت عن هذا فقد سكت أيضًا عن أشياء أخرى كثيرة جدًا حتى لا تحدث مشاكل بيني وبين أسرته، والحقيقة أنني كنت أخاف من أبيه، نعم، أخاف من والد زوجي، كان رجلاً قاسيًا حاد الطباع لا يرضيه شيء، وكنت مهما فعلت لإرضائه أتعرض للوم الذي كثيرًا ما كان يصل لحد السباب، لكني تحملت..

قلت ربما حين يعود زوجي ينصلح الحال ويدافع عني فمن الطبيعي ألا يقبل أي رجل أن تهان زوجته حتى ولو من أبيه أو أمه خاصةً إن لم تكن على خطأ إضافةً لذلك لو كانت زوجة مثلي تخدم أهله في صمت ورضا يصل إلى حد الخوف.

وصبرت، وعاد زوجي، لكنها كانت المفاجأة حينما كان يصمت أمام أي تجاوز يحدث بحقي، وحينما كنت أشكو له كان يستهين بالأمر، لأنه ليس لديه القدرة على الدفاع عني، صدقيني سيدتي لم أكن في حاجة أن يدخل في أي صدام أو مواجهة مع أبيه، أو أن تحدث بينهما أي مشاكل وإلا كنت فعلت ذلك في غيابه، كل ما كنت أرجوه هو أن يتدخل ليفهم أباه أن قسوته معي وسوء معاملته لي أمر لا يرضاه دين ولا شرع ولا عرف، كان عليه أن يلفت انتباهه أنني أتحمل هذا لأني أود الحفاظ على بيتي وزوجي وأني امرأة طبيعية ترفض أن يعاملها أحد بمثل هذه الطريقة مهما كان وضعه، ولكن يبدو أن صمتي وصبري منذ البداية زاد الجميع طمعًا وتجبرًا خاصةً مع ضعف شخصية زوجي التي لم أنتبه لها منذ البداية، فالوقت لم يسمح لي بمعرفة شخصيته بما يكفي، والآن، فات الأوان لذلك، فعلى مدار هذه الأعوام التي لا أعرف كيف مرت أنجبت اثنين من الأبناء، كانا سببًا قويًا يدفعني للاستمرار في زواجي رغم ما اكتشفته عن زوجي فيما بعد حيث توالت المفاجآت حين علمت بالصدفة أن زوجي تورط في العديد من المشاكل في البلد العربي الذي يعمل فيه لدرجة أنه تم ترحيله ومنعه من العودة لهذا البلد مرةً أخرى!!

عاد زوجي بكارثة لم تكن في الحسبان بعد اتهامه بالاستيلاء على أموال كانت عهدة لديه ولولا تدخل وسطاء لتم سجنه هناك، عاد باكيًا ونادمًا، صدقته حين وعدني أن هذا الأمر لن يتكرر وأنه سيسعى للحصول على عمل جديد داخل مصر وأن يتقي الله فيّ أنا وابنيه.

وحرصًا على سمعته وسمعة أبنائي كتمت الأمر حتى عن أهلي، لم أقص تلك الحكاية على أحد حتى أمي..

ومرت سنوات وأنا أعاني ضعف شخصية زوجي ليس أمام أبيه وأمه فقط بل مع كل أخوته رغم أنه أخوهم الكبير، فقد كانت شخصيته ضعيفة بالشكل الذي صرت أنا معه مهانة حتى من إخوته وكلما شكوت له حاول تهدئتي وإنهاء المشكلة حتى لو كان ذلك على حساب كرامتي ونفسيتي، وازداد الأمر سوءًا حينما علمت أن زوجي يقوم بالنصب على الناس واختلاق قصص عن مشروعات زائفة وأموال يمتلكها مقابل الحصول على أموالهم التي ينفق بها على أبنائي، اكتشفت ذلك حينما بدأ الدائنون يطاردونه ويأتون إلى البيت فينكر وجوده أو يتهرب من الرد على الهاتف وعندما أقوم بالرد أجد من يتشاجرون معي ويهددونني بإيذائي وأبنائي إذا لم يرد لهم أموالهم.

حينما وصلت إلى هذا الحد من الانهيار النفسي اضطررت لأن أحكي ما يحدث لأسرتي، في البداية لم يصدقوا ما قلت لأن ما حكيته كان على عكس الصورة التي كنت أصدرها لهم عنه، كان الأمر صادمًا حينما عرفوا مأساتي التي أخفيتها عنهم لسنوات طوال، وقد وصلت إلى هذه القناعة أن الحياة بيننا صارت مستحيلة وأنني لن أستطيع الاستمرار مع هذا الرجل الذي دمر حياتي وحياة أبنائي وأطعمنا من مال حرام، لقد تحملت أكثر من طاقتي من أهله لكي تستمر الحياة، وتحملت وجودي وحدي لسنوات ومسئولية أطفالي وخدمة أسرته وسوء معاملتهم لي في غيابه وفي حضوره أيضًا، إلا أن الكثير من الأحداث جرى بعد ذلك.. .

أصدقائي..

نظرًا لأهمية تلك الرسالة وما تحويه من تفاصيل كثيرة ربما تكون عبرة وعظة للكثيرين فضلنا أن ننشرها كاملة، إلا أنه التزامًا بالمساحة المحددة للباب نعدكم بنشر "البقية في العدد القادم"..

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!

تعاني زوجات كثيرات من صمت أزواجهن، لدرجة لا تطاق، وفي الوقت الذي يبدأن رحلة المطاردة بالأسئلة لمعرفة الأسباب تزداد الهوة اتساعا، فلماذا يا ترى ينفر الرجل من الحديث مع شريكة حياته؟ وما سبب تهربه منها ومن الإجابة عمّا يشغل بالها؟

بحسب خبراء فإنّ الرجال في الغالب يستخدمون “الصمت العقابي” كوسيلة لإثارة مشاعر المرأة وجعلها رهينة مخاوفها، لكن هذا النوع من السلاح لديه مدة محددة ويعود الشريك بعدها ليحاور زوجته بشكل عادي، وإن طال أمده فإن المسألة لديها أسباب أخرى.

ويشير مختصون في التحليل النفسي والسلوكي، إلى أن هنالك عدة أسباب تدفع للصمت الطويل بين الزوجين، مثل الإهمال والإيذاء النفسي وإدمان استخدام الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يدفع إلى غياب الحوار التام بين الطرفين.

وما لا تعلمه المرأة حسب كثير من الدراسات العلمية، هو أن ثرثرتها الزائدة في أشياء بلا أهمية هي ما يجعل زوجها ينفر منها ولا يستمع لها، بل ويخرج من الغرفة إن أكثرت الرغي ورفضت السكوت حتى تستنطقه!

والصمت الطويل ليس حلا بتاتا لعلاج أي مشكلة بين الزوجين، فهو يفرض جوا من الكآبة والتوتر، وهذا مرفوض في العلاقة؛ وكلما طال يزداد الأمر سوءا، وهنا ينبغي على الزوجة أن لا تلقي بكل أحمالها على الرجل وأن تدرك أنه هو الآخر يتعرض لضغوطات كثيرة وأن كلامها الكثير وغير المبرر يخلق نفورا وفتورا.

في تعريف الطلاق الصامت قالت مستشارة قانونية، خلال استضافتها على إحدى الفضائيات، إن هناك اختلافا جذريا بين الطلاق الشرعي الذي يتم وفق إجراءات الانفصال النهائي بين الزوجين، والطلاق العاطفي “الصامت”، وهو استمرار العلاقة الزوجية بين الطرفين مع انعدام مقومات الحياة الزوجية.

وأضافت أن الطلاق العاطفي يتم عن طريق انعدام لغة التواصل بين الزوجين، وانعدام الحوار، وفتور المشاعر والعواطف الذي يؤدي إلى إنهاء العلاقة الزوجية في أسرع وقت، وفي حين أن الظاهر أمام المحيطين بهما أنهما يعيشان “تحت سقف واحد”، فإنهما منفصلان عاطفيا ويستمران فقط من أجل تربية الأبناء.

وأوضحت أن أهم أسباب الطلاق الصامت انعدام الاحترام والمسؤولية والمشاركة الثنائية، وغياب الحب المُبطَّن بانعدام الرحمة والقسوة وجفاء المشاعر، مستنكرة اقتصار مفهوم المسؤولية عند البعض على الإنفاق فحسب، رغم أنها تشمل فتح جسور الحوار والحب والتواصل مع الزوجة.

ووفقا لمختصين في العلاقات الأسرية والزوجية فإن المرأة ينبغي أن تركز في حديثها مع زوجها على ما يهم علاقتهما ومستقبلهما، وليس على ما فعلته جارتها وما اشترته قريبتها، وما قام به الأطفال من مشاغبات.

وأيضا أكدوا على أهمية عمل المرأة على حماية أسرتها من الانهيار، وإيجاد مساحة أكبر للحوار مع شريك حياتها، ومشاركته ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، مع تجنب مقارنته بأشخاص آخرين لأن الرجل بطبعه يحب التقدير، وتقليل المرأة من قيمته من خلال حديثها عن ميزات أزواج قريباتها وصديقاتها يجعله لا شعوريا يكرهها وبعمق.

وفي مقال سابق نشره موقع (marriage) للمدونة الخبيرة راشيل باس ناقشت فيها كيفية التعامل مع حالة الصمت بين الأزواج؟ وهل الصمت علاج ضار في العلاقة الزوجية؟

تقول باس إن الكل يعتقد أن الزواج مثالي، وأن أي ثنائي سيعيشان بسعادة تامة، لكن في الحياة الواقعية، هنالك المئات من القضايا والأمور التي يتشاجر الأزواج بشأنها، وأحيانا لأسباب تافهة، لدرجة أن بعض الأشخاص يختارون المعاملة الصامتة، للحد من الخلافات والمشاكل، ومنهم من يستخدم هذا الأسلوب للضغط على الآخر.

الشروق الجزائرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • شروط ذبح الأضحية 2025 وتوزيعها.. الإفتاء توضح المعايير وكيفية الاختيار عند الشراء
  • «السلامة الغذائية» تغلق «مطعم الاختيار» في أبوظبي لخطورته على الصحة العامة
  • زوجي لم ينسها يوما حتى وأنا على ذمته
  • الكظية.. حينما ترتدي البلادة العقلية ثقل الدم!
  • وقوع الأدب في سحر الذكاء الاصطناعي ماذا يحدث حينما يتخذ الكتاب من الذكاء الاصطناعي إلهاما؟
  • زوجي لا يحترم خصوصيتي ويحاول أن يتلصص على هاتفي وحساباتي بمواقع التواصل؟
  • مصطفى الشيمي يكتب: شبه أبيه
  • دينا مشرف تتوج بذهبية زوجي السيدات ببطولة فيدر الدولية لتنس الطاولة