انتصارات الجيش.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
خلال الساعات القليلة الماضية حقق الجيش السوداني العديد من الانتصارات المهمة في مدينة الخرطوم حيث أعلن الجيش السيطرة على القيادة العامة ومصفاة الجيلي والعديد من المناطق الأخرى.
لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول آخر تطورات الأوضاع في السودان.
مصفاة الجيلي
تعرضت مصفاة الجيلي، أكبر منشأة لتكرير النفط في السودان بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يوميًا، لحريق هائل بسبب تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأظهرت بيانات من الأقمار الصناعية تصاعد دخان أسود كثيف فوق العاصمة الخرطوم نتيجة الحريق الذي اندلع يوم الخميس الماضي.
أعلن الجيش السوداني يوم السبت استعادة السيطرة على المصفاة الواقعة شمال الخرطوم، والتي تديرها مؤسسة البترول الوطنية الصينية الحكومية.
ووجه الجيش اتهامات لقوات الدعم السريع بالتسبب في الحريق، بينما زعمت الأخيرة أن المصفاة دمرت نتيجة قصف جوي نفذه الجيش باستخدام "قنابل برميلية"، ولم يقدم أي طرف أدلة تثبت صحة ادعاءاته.
وفي الوقت نفسه، أكد الجيش أنه تمكن من كسر حصار فرضته قوات الدعم السريع لعدة أشهر على مقر سلاح الإشارة شمال الخرطوم، بينما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تضيق الخناق على المنطقة.
زيارة البرهان وتعهدات بإعادة الإعمار
زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، المصفاة يوم الجمعة لتفقد حجم الدمار.
وتعهد بإعادة إعمار المصفاة واستئناف عملياتها الطبيعية باعتبارها موردًا اقتصاديًا حيويًا للدولة.
وأشاد بجهود المهندسين والعاملين الذين بدأوا العمل على إصلاح الأضرار.
وأكد البرهان خلال زيارته أن ما وصفه بـ "الدمار والتخريب الذي مارسته مليشيا آل دقلو" لن يمر دون محاسبة، مشددًا على التزام الجيش بمواصلة عملياته العسكرية لتطهير البلاد من التمرد.
الهجمات على المرافق الإنسانيةوفي تطور خطير آخر، استهدفت طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع مستشفى السعودي بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 70 شخصًا، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور في السودان.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير في السودان، محذرًا من التداعيات الاقتصادية والبيئية الخطيرة التي قد تترتب على تضرر مصفاة الجيلي.
ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من الأعمال التي تهدد استقرار السودان والمنطقة.
أزمة إنسانية متفاقمة
أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تخصيص 20 مليون جنيه إسترليني إضافية لدعم اللاجئين الذين فروا من الحرب الدائرة في السودان.
وتشمل المساعدات تعزيز إنتاج الغذاء وتوفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المنقذة للحياة، بهدف مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
جاء ذلك خلال زيارة لامي إلى الحدود التشادية السودانية، حيث وصف الأوضاع هناك بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ودعا الوزير البريطاني المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمعالجة الأزمة، مشيرًا إلى أن تجاهل الوضع الحالي سيكون له عواقب وخيمة على السودان والمنطقة بأكملها.
وأكد لامي أن بريطانيا ملتزمة بالوقوف إلى جانب اللاجئين والمجتمعات المضيفة، مشددًا على أهمية تضافر الجهود الدولية لتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية في ظل استمرار تدهور الأوضاع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أخر تطورات الأوضاع في السودان مصفاة الجيلي سلاح الإشارة السودان عبدالفتاح البرهان الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
كينيا والدعم السريع.. تحركات تثير القلق في السودان
كل يوم يتأكد لنا أن الحرب التي اندلعت في السودان قبل ما يقرب من العامين لم تكن حدثًا طارئًا، ولا هي من طبيعة الانقلابات العسكرية التي تعودنا عليها، بل ثمّة قوة خارجية متآمرة ظلت تنفخ في أوارها لتحرق مركز الدولة، حتى تتداعى البلاد، وتقوم بعد ذلك بإعادة هندستها، وتقسيمها وفقًا لتصورات غربية قديمة.
كينيا مخلب المصالح الغربيةكينيا والغة ظاهريًا في الصراع السوداني، وهي أقرب إلى مناصرة مليشيا الدعم السريع، لكنها في حقيقتها مجرد دولة مأمورة، أو بالأحرى مقاول يقوم بواجبات الضيافة، وتهيئة طاولة الرمل لإعادة رسم المنطقة الأفريقية ليسهل للغرب ابتلاعها، أو بالأحرى هي واحدة من مخالب الحكومات الأميركية في المنطقة.
بالرغم من التحذيرات العربية، وتلويح السودان بالمقاطعة التجارية، مثل التوقف عن استيراد الشاي والبُن الكينيَين، وحرمان الخطوط الجوية الكينية من التحليق في الأجواء السودانية، فمع ذلك أصرّ الرئيس الكيني ويليام روتو على استضافة حكومته للمليشيا المتمردة، وتجميع بعض الواجهات السياسية المصنوعة للتوقيع على ما عرف بـ (الميثاق التأسيسي)، الذي يدعو صراحةً لإقامة دولة عِلمانية ديمقراطية غير مركزية في السودان.
تناقضات تحت منصة التأسيسمطلب الدولة العلمانية يخص القائد عبدالعزيز الحلو رئيس "الحركة الشعبية شمال"، الذي أُلحق بالاتفاق مؤخرًا، وقد ظلّ -على الدوام- يزرع شرط "علمانية السودان أو تقرير مصير جبال النوبة" كاللغم تحت كافة طاولات التفاوض، مما كان يتسبب في نسفها.
إعلانلكنه هذه المرة لم يصطدم بأي اعتراض، لا من رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وريث الثورة المهدية بكل تمظهراتها الدينية، ولا من بعض حركات دارفور، التي تنتمي إلى مجتمعات شديدة الاعتزاز بدينها وثقافتها الإسلامية، أهل "التقابة" والقرآن.
فضلًا على أن ذلك التحالف التأسيسي "اللقيط" تعيش أطرافه حالة من القطيعة الجماهيرية، فكل ما يجمعهم هو البحث عن سلطة ترد لهم اعتبارهم، وتحفظ لهم امتيازاتهم، فمعظم أعضاء النادي السياسي في بلادي، أسرى لمصالحهم الشخصية، وآخر ما يهمهم هو الوطن والمواطن.
كما أن معظم الوجوه التي رقصت على أنغام حفل التأسيس في نيروبي تنتمي للدولة القديمة التي صنعها أبطال الاستقلال، ويريد الدعم السريع دفنها!
متغيرات عسكرية هائلةولذلك فإن هذا التحالف محكوم بجملة من التناقضات، ويؤسس لدورة جديدة من الصراعات لا أكثر، لا سيما أن الأرض تتناقص أمام الطرف الرئيس فيه، وهو الدعم السريع، حيث انتفضت القوات المسلحة السودانية وحررت معظم المناطق التي خسرتها بداية الحرب، بل إن القصر الجمهوري، بكل رمزيته السياسية، تم تحييده بالكامل، وهو حاليًا تحت مرمي نيران قوات الجيش السوداني، التي سيطرت على أغلب الجسور والنقاط الحاكمة في الخرطوم، ما يعني أننا أمام متغيرات عسكرية هائلة.
حتى ولايات دافور لن تكون خاضعة لسيطرة قوات التمرد، ولذلك فإن المشهد برمته سوف يتبدل نتيجة لتلك التطورات.
وهنا، أو بالأصح فإن دخول القائد عبدالعزيز الحلو في هذا التحالف تم بعد معافرة، مقابل أن يمنحهم مدينة كاودا في أقصى جنوب كردفان، لتصبح عاصمة لهم، لأن مدينة الفاشر لا تزال تقاوم، ولذلك اضطرت عائلة دقلو لبذل الكثير من التنازلات، على رأسها فكرة دولة العطاوة الكبرى، الحُلم الذي ضحى من أجله مئات الشباب من عرب دارفور، والعقبة الكؤود أيضًا أنّ أبناء جبال النوبة الذين قبلوا على مضض برئاسة الحلو لحركتهم، واختطافها لصالح أجندة خارجية، لن يسمحوا بالسطو على مناطقهم التاريخية لصالح عدوهم، مليشيا الجنجويد، فكاودا هي المدينة العصية على التدجين، ما يعني – إن لم تكن تلك مجازفة بالظن- إطاحة الحلو نفسه من منصبه وتنصيب نائبه جقود مكوار، أو رئيس أركان الجيش الشعبي عزت كوكو بديلًا له، لتتبخر أحلام قاعة جومو كينياتا، مرة واحدة وإلى الأبد.
إعلان لماذا علينا أن نقلق؟مع ذلك يجب علينا أن نقلق من محاولة تأسيس حكومة بديلة، حتى وإن كانت حكومة منفى، لأن وضعية السودان الحالية هشة، ولا تحتمل مشادة المركز والهامش، كما أنه يمكن أن تتولد من ذات الفكرة المطالبة بدولة في دارفور، فالتربة الحالية مهيأة لأي بذرة انفصالية، قد تجد من يسقيها فتنمو.
وربما كان الهدف الآخر إيجاد موطئ قدم لحكومة تبحث عن صيغة شرعية تحصل بها على طائرات حربية وأسلحة ثقيلة، خصوصًا أن الذي حرّض الدعم السريع على التمرد، وابتلاع الدولة، وقام بتسخير كل شيء له ليكسب هذه الحرب، لن يتردد في تمويل صفقات جديدة لشراء المزيد من الأسلحة، والضغط على بعض الدول للاعتراف بتلك الحكومة الافتراضية.
قد يبدو من الطبيعي أن تداعيات الحرب هي التي صنعت هذه اللحظة الحرجة من تاريخ السودان، وما نتج عنها من مخاض صعب أفضى للاستقطاب الجهوي والإثني، ومع ذلك من غير المستبعد أن تلك السيناريوهات المخيفة القصد منها ممارسة المزيد من الضغط على الجيش ليذهب إلى التفاوض، ويوقع على مشروع الخضوع الكامل لمن يقف وراء الدعم السريع.
عاصفة من التحدياتبنظرة أعمق فإن كل هذه المشاهد تبدو مصنوعة، ويتعين علينا أن نتعامل معها بنوع من التحليل السياسي والعسكري، وقراءة ما وراء السطور، وهي مشاهد بالضرورة وليدة هزائم على الميدان تعرضت لها قوات آل دقلو.
إذ كيف بدأت الأزمة وتطورت على مدى عامين؟ كانت عبارة عن حرب مباغتة وضعت قيادة الجيش تحت الحصار العنيف، ثم توسعت رقعتها الجغرافية وابتلعت النيران ولايات الوسط، والخرطوم والجزيرة وسنار، وتحت ذلك الضغط اضطر الجيش للذهاب إلى التفاوض.
كان حميدتي وقتها يرفع لافتة واحدة تطالب البرهان بالاستسلام، موقنًا بالنصر. لكن الأمور تغيرت بوتيرة سريعة، وانتقلت القوات المسلحة والقوى المساندة لها من الدفاع إلى الهجوم، وانتظمت في عمليات تحضير واسعة لاجتياح الخرطوم، وقام الجيش فعليًا بربط ولايات الوسط، وتعزيز السيطرة على الأجواء، وتضييق الخناق على بقايا المليشيا في ولايات النيل الأبيض وكردفان، ومن الراجح أن يعلن البرهان -خلال أيام قليلة- خطاب النصر من داخل القصر الرئاسي، ذلك المبنى التاريخي السيادي، الذي لم يتمكن الدعم السريع من إعلان حكومته فيه، لكن هذا أيضًا ليس كافيًا لتجنب إنتاج النموذجين: الليبي واليمني في التقسيم، فبلادنا مهددة بالفعل بعاصفة من التحديات الوجودية.
إعلان الذهاب إلى الانتخاباتمن المهم والضروري اجتراح حلول عملية تردم فجوة الفراغ الدستوري والسياسي الحالي، والمسارعة بإعلان حكومة مدنية تقودها شخصية وطنية لديها القدرة على اختراق الصعاب، وأن يتفرغ الجيش لمعركة الحفاظ على وحدة البلاد، وحراسة الفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات، لتشارك فيها كل القوى السياسية، دون إقصاء، وأن تقبل كذلك بخيار الشعب، فالذي يريدُ السلطة عليه أن يستوفي حقها الديمقراطي، وأن يقنع الجماهير بما يمتلكه من أفكار وبرامج تخاطب أحلامه وتطلعاته.
وقبل كل شيء على الجميع أن يفهموا أننا دولة حرة ذات سيادة، وأن مصالحنا الوطنية الحيوية تتطلب التضحية، ولا مساومة فيها، ولا يمكن أبدًا أن نتسامح مع من يريد أن يعبث بخارطة السودان، فهذا الوطن الكبير المكتنز بالموارد ليس ملكية خاصة، ليكونَ معروضًا للبيع والتقسيم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline