سي.آي.إيه يرجح نشوء جائحة كورونا داخل مختبر
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
قالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" أمس السبت إن الوكالة خلصت إلى أنه من المرجح أن جائحة كوفيد-19 قد نشأت في مختبر وليس في الطبيعة، وهو تقييم يشير بأصابع الاتهام إلى الصين.
وقال متحدث باسم الوكالة في بيان إن " سي آي إيه" " تواصل تقييم أن كلا السيناريوهين المتعلقين بالأصل البحثي والطبيعي لجائحة كوفيد-19 لا يزالان محتملين".
وأضاف: "لدينا ثقة منخفضة في هذا الحكم، وسنواصل تقييم أي تقارير استخبارية جديدة موثوقة أو معلومات متاحة من المصادر المفتوحة قد تغير تقييم الوكالة".
وبحسب وكالة اسوشيتدبرس، فإن هذا الاستنتاج ليس نتيجة لأي معلومات استخبارية جديدة، لكن مسؤولا أميركيا كبيرا قال إن مدير الوكالة السابق ويليام بيرنز طلب من المحللين والعلماء بوكالة المخابرات في الأسابيع الأخيرة لإدارة جو بايدن اتخاذ قرار واضح بهذا الشأن، مشددا على الأهمية التاريخية للوباء. وتم رفع السرية عن التقرير ونشره يوم السبت بناءً على أوامر جون راتكليف، الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب لقيادة " سي آي إيه"، وأدى اليمين يوم الخميس كمدير لها.
ويشير هذا الاستنتاج الدقيق إلى أن الوكالة تعتقد أن مجمل الأدلة يجعل من أصل المختبر احتمالاً أكثر ترجيحًا من الأصل الطبيعي. ومع ذلك، فإن تقييم الوكالة يخصص ثقة منخفضة بأن "الأصل البحثي لجائحة كوفيد-19 هو الأكثر احتمالية"، مما يشير إلى أن الأدلة غير كافية أو غير حاسمة أو متناقضة.
إعلانوأشارت الوكالة في بيانها إلى أن كلا الاحتمالين – المختبر والطبيعة – لا يزالان قائمين.
وكانت الوكالة قالت لسنوات إنها لا تستطيع استنتاج ما إذا كانت الجائحة نتيجة لحادث في مختبر أو أنها نشأت في الطبيعة.
ولم يتضح عمق المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي جمعتها الوكالة حول أصل كوفيد-19 وما إذا كان هذا الدليل الجديد قد استُخدم لصياغة التقييم الأحدث.
ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.
وتقول حكومة الصين إنها تدعم وتشارك في الأبحاث لتحديد أصل كوفيد-19، واتهمت واشنطن بتسييس المسألة، خاصة بسبب الجهود التي تبذلها وكالات الاستخبارات الأمريكية للتحقيق.
وقالت بكين إن الاتهامات بأن تسربا من أحد المختبرات ربما تسبب في الجائحة ليس لها مصداقية.
وفي مقابلة مع منصة بريتبارت الإخبارية بعد تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيينه أمس الجمعة، قال مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف إن من أول أولوياته إجراء الوكالة تقييما
عاما لأصل الجائحة.
وأضاف "هذا شيء يجب أن يحدث في اليوم الأول بالنسبة لي. سبق وأن قلت أنني أعتقد أن استخباراتنا وعلمنا وحسنا السليم جميعها تقول إن أصول كوفيد كانت من تسرب في معهد ووهان لعلم الفيروسات".
يشار إلى أن التقارير السابقة حول أصول كوفيد-19 انقسمت بشأن ما إذا كان الفيروس قد نشأ من مختبر صيني، ربما عن طريق الخطأ، أو ما إذا كان قد ظهر بشكل طبيعي. ومن غير المرجح أن يحسم التقييم الجديد هذا الجدل. في الواقع، يقول المسؤولون الاستخباريون إنه قد لا يتم التوصل إلى حل نهائي أبدًا، نظرًا لعدم تعاون السلطات الصينية.
وبينما لا يزال أصل الفيروس غير معروف، يعتقد العلماء أن الفرضية الأكثر ترجيحًا هي أنه انتشر بين الخفافيش، مثل العديد من فيروسات كورونا، قبل أن ينتقل إلى نوع آخر من الحيوانات، ربما الكلاب الراكونية أو قطط الزباد أوالفئران. ومن هناك، انتقلت العدوى إلى البشر الذين تعاملوا مع تلك الحيوانات أو قاموا بذبحها في سوق بمدينة ووهان، حيث ظهرت أولى الحالات البشرية المصابة بالفيروس في أواخر نوفمبر/ تشرين الأول 2019.
إعلانومع ذلك، أثارت بعض التحقيقات الرسمية تساؤلات حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر في ووهان. قبل عامين، خلص تقرير صادر عن وزارة الطاقة إلى أن تسربًا مختبريًا كان هو الأصل الأكثر احتمالاً، على الرغم من أن التقرير أشار أيضًا إلى ثقة منخفضة في هذا الاستنتاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ما إذا کان سی آی إیه کوفید 19 إلى أن
إقرأ أيضاً:
الوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافية
طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، السلطات الإيرانية على تقديم توضيحات حول ما وصفه بـ"أنفاق غامضة" قرب منشأة نطنز النووية، مشددًا على ضرورة احترام قواعد الإبلاغ والشفافية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأنشطة النووية.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها جروسي الأربعاء من العاصمة الأمريكية واشنطن، في أعقاب تقارير كشفت عن وجود إنشاءات جديدة تحت الأرض في المنطقة.
وكان "معهد العلوم والأمن الدولي"، وهو مركز بحثي مقره واشنطن، قد نشر صورًا التقطتها أقمار اصطناعية، تُظهر أعمال حفر لنفق عميق جديد بالقرب من نفق قديم في محيط منشأة نطنز، إلى جانب وجود تحصينات وإجراءات أمنية إضافية، ما أثار شكوكًا حول طبيعة الأنشطة الجارية في الموقع، واحتمال أن يكون مرتبطًا بتخزين مواد غير مصرح بها.
وفي تصريحاته، أشار جروسي إلى أن الوكالة سبق وأن أثارت هذه المسألة مع الجانب الإيراني أكثر من مرة، لكنه أوضح أن الردود كانت دائمًا "بأن الأمر لا يعني الوكالة"، ما دفعه إلى تجديد مطالبته لطهران بالإفصاح عن طبيعة هذه الأنشطة. وأضاف: "لا يمكننا استبعاد احتمال استخدام هذه الأنفاق لتخزين مواد غير معلنة، لكنني لا أرغب في إصدار أحكام مسبقة أو تخمينات بشأن النوايا".
كما أكد جروسي أن إيران لا تمتلك حاليًا أسلحة نووية، وفق تقييمات الوكالة، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن طهران أجرت في الماضي أنشطة قد تكون على صلة بتطوير مثل هذه الأسلحة، ما يجعل من الضروري تعزيز الرقابة الدولية على برامجها النووية، ومنع أي تجاوزات قد تُعيد فتح هذا الملف الشائك.
ورغم القلق من التصعيد المحتمل، أبدى جروسي تفاؤله حيال الجولة الجديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرًا إلى عقد جولتين سابقتين بين الطرفين، والاستعداد لجولة ثالثة "فنية" يتوقع أن تُعقد نهاية الأسبوع الجاري. وأعرب عن أمله بأن تجري هذه المحادثات في أجواء بنّاءة، بما يسمح بالوصول إلى اتفاق يمكن للوكالة الدولية التحقق منه ميدانيًا وبصورة مستقلة.
وتعكس تصريحات جروسي حالة التوتر المتزايد بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، لا سيما في ظل انقطاع طويل للتعاون التقني بين طهران والوكالة، وعدم السماح للمفتشين بدخول بعض المواقع أو الاطلاع على سجلات المراقبة، وهو ما دفع عواصم غربية عدة إلى التحذير من "الخطوات التصعيدية" التي قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.