الثورة  / محمد الروحاني

ليس الإرهاب بمنظور الأمريكيين ما يمارسه كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة جماعية وممارسات قمعية، وتهجير، بحق الفلسطينيين، ولكن الإرهاب هو أن يقف الشعب الفلسطيني بوجه الكيان الإسرائيلي ويدافع عن حقوقه وأرضه .

الإرهاب بنظر الأمريكيين هو مناهضة سياسيات أمريكا الاستعمارية الرامية إلى تدمير الشعوب العربية والإسلامية من أجل خدمة الكيان الإسرائيلي التي تقف أمريكا وراءه بكل ما أوتيت من قوة .

ولأن الشعب اليمني وقف مناهضاً لسياسات أمريكا ورفض كل الإغراءات التي قدمتها واشنطن مقابل التخلي عن غزة، واصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى وواجه الكيان الإسرائيلي وأمريكا، وانتصر عليها، قررت واشنطن معاقبته عن طريق إعادة إدراج أنصار الله إلى قوائم الإرهاب الأمريكية وهي ورقة طالما أشهرتها واشنطن في وجه الشعب اليمني منذ بداية العدوان عليه في العام 2015م .

ولا يستهدف هذا التصنيف أنصار الله كمكون يمني أصيل ملتزم بأداء واجباته الوطنية والقومية والإسلامية بقدر ما يشكل استهدافاً للشعب اليمني، ويأتي في إطار الانتقام من اليمن على مواقفه الثابتة والتزامه الديني والأخلاقي في إسناد ودعم القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 15 شهراً.

ويعكس التصنيف انحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة الداعمة والمساندة لكيان العدو الإسرائيلي المحتل وشراكته في كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان والعراق وبحق الشعب اليمني .

وليس أنصار الله أول المدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية، فواشنطن لها باع طويل في هذا المضمار، فهي قد أدرجت قبله جميع حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، والعديد من الحركات المقاومة في المنطقة إلى قوائم الإرهاب الخاصة بها .

فصائل المقاومة الفلسطينية

لقد كانت فصائل المقاومة الفلسطينية أول المستهدفين من واشنطن، ففي العام 1997م، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية حركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى قوائم الإرهاب، وفي نفس العام أدرجت الخارجية الأمريكية حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى قوائم الإرهاب الخاصة بها .

ولم تكتف واشنطن بتصنيف حركات المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية، بل عملت على الضغط على العديد من الدول التي تدور في فلكها لاتخاذ إجراءات مماثلة، ففي العام 2003م، وافق الاتحاد الأوروبي على تصنيف حركة المقاومة حماس منظمة إرهابية بضغط من واشنطن، ولكن محكمة الاتحاد الأوروبي قررت إزالة حركة حماس من هذه القائمة في العام 2014م .

وبناءً على التوجيهات الأمريكية أدرجت كلا من نيوزلندا، وكندا، واليابان، ومصر، والأردن، والسعودية، حركة حماس ضمن قوائم الإرهاب خلال الأعوام من 2003 إلى 2014م.

حزب الله اللبناني

وعلى غرار ما فعلته واشنطن مع حركات المقاومة الفلسطينية صنفت الخارجية الأمريكية في العام 1997م، حزب اللبناني إلى قوائمها الخاصة بالإرهاب .

كما عملت على الضغط على الدول العربية بإدراج حزب الله إلى قائمة الإرهاب حيث صنفت السعودية، ومصر حزب الله إلى قوائم الإرهاب استجابة للتوجيهات الأمريكية .

رعاية الإرهاب في اليمن

وعلى عكس اتهاماتها للآخرين بالإرهاب تعتبر واشنطن هي راعية الإرهاب الأول في العالم حيث أكدت العديد من التقارير علاقتها الكبيرة بإنشاء التنظيمات الإرهابية ورعايتها ، وتمويلها لتنفيذ أجندتها في كل بقاع الأرض ومنها اليمن حيث وقفت التنظيمات الإرهابية ومرتزقة العدوان منذ بداية العدوان في خندق واحد ومعركة واحدة باعتراف التنظيمات الإرهابية، التي أقرت صراحة بمشاركة عناصرها لمرتزقة العدوان في عدة جبهات في اليمن، وهو الاعتراف الذي وضع حداً لنفي تحالف العدوان المستمر مشاركة التنظيمات الإرهابية في معاركه التي يديرها في اليمن وأزاح الستار عن حقيقة الدور الذي يقوم به تحالف العدوان برعاية أمريكية في تمويل وتسليح الإرهاب على الأراضي اليمنية .

صفقات واتفاقات

منذ إعلان تحالف العدوان حربه على اليمن في مارس 2015م، عمد تحالف العدوان وبرعاية أمريكية إلى إبرام صفقات مع التنظيمات الإرهابية للانخراط في صفوف قواته التي تقاتل في اليمن وهو ما أكدته تقارير الصحف والوكالات الغربية، حيث كشفت وكالة ” أسيوشيتد برس ” في اغسطس 2018م، في تقرير مطول عن إبرام تحالف العدوان برعاية أمريكية لاتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة تضمن للتنظيم الحصول على مواقع جديدة يقيم عليها معسكراته مقابل انخراطه في المعركة التي يديرها في اليمن .

وحسب التقرير، فقد انسحبت القاعدة في 2016م، من مدينة المكلا الساحلية الجنوبية وسبع مناطق في محافظة أبين المجاورة، بموجب صفقات تم التوصل إليها مع تحالف العدوان برعاية أمريكية .

وأوضح التقرير الذي قال إنه يستند إلى شهادات ومقابلات مع أكثر من 20 مسؤولاً، بينهم ضباط أمن يمنيون وقادة جماعات ووسطاء قبليون وأربعة أعضاء في القاعدة، أن تلك الصفقات تضمنت ضم 10 آلاف من رجال القبائل المحليين، بما في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة إلى الحزام الأمني، القوة اليمنية المدعومة إماراتياً في المنطقة .

انخراط مباشر

شاركت “القاعدة” منذ انطلاق العدوان على اليمن في الكثير من المعارك جنباً إلى جنب مع مرتزقة العدوان، حيث أكدت ” أسوشيتد برس ” في تقريرها انها أجرت مقابلة من خلال صحفي محلي مع خالد باطرفي قبل أن يصبح الأخير أميراً لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، والتي اعلن خلالها باطرفي، “أن مقاتلي القاعدة يتواجدون على جميع خطوط المواجهة الرئيسية التي تقاتل المتمردين الحوثيين”، حسب تعبيره.

ووفق التقرير فإن مقاتلي القاعدة، انضموا إلى المعارك بشكل مستقل في بعض الأماكن، لكن في العديد من الحالات يقوم قادة المليشيات من الطائفة السلفية المتشددة وجماعة الإخوان المسلمين بإحضارهم مباشرة إلى صفوفهم حيث يستفيدون من تمويل تحالف العدوان .

رعاية أمريكية

تقرير ” أسوشييتد برس”، أكد أن الصفقات بين تحالف العدوان والتنظيمات الإرهابية كانت تجري بتنسيق ورعاية أمريكية وهو ما اعترف به مشاركون بارزون في تلك الاتفاقيات، حيث قالوا إن الولايات المتحدة كانت على علم بالترتيبات وعلقت أي هجمات بطائرات بدون طيار.

كما أورد التقرير تعقيباً لـ “مايكل هورتون” في مؤسسة “جيمستاون”، وهي مؤسسة تحليلات أمريكية تتعقب الإرهاب قال فيه: إن عناصر الجيش الأمريكي يدركون بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن هو مساعدة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

لم تكن الأسوشييتد برس وحدها من كشفت عن قتال التنظيمات الإرهابية إلى جانب تحالف العدوان في اليمن، بل تعدى الأمر إلى اعتراف وسائل إعلام أمريكية بذلك ومنها قناة الـ CNN التي كشفت في فبراير 2019م عن وصول أسلحة أمريكية زوّدت بها واشنطن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن إلى مقاتلين مرتبطين بتنظيم “القاعدة”.

دعم أمريكي مباشر

الدعم الأمريكي المباشر للتنظيمات الإرهابية أكدته الصور التي نشرها الإعلام الحربي لجيشنا اليمني واللجان الشعبية في يوليو 2021م والتي أظهرت أسلحة عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في عملية “النصر المبين” بمرحلتها الثانية والّتي أدّت إلى تحرير مديريتي نعمان وناطع من عناصر جماعات ” داعش والقاعدة ” بمحافظة البيضاء .

إلى جانب الدعم المباشر، كان الأمريكيون يقدمون دعماً غير مباشر لهذه التنظيمات عن طريق عملائهم، حيث أظهرت الصور والوثائق- التي نُشرت في أغسطس 2020م بعد تطهير قوات الجيش واللجان الشعبية منطقة يكلا بالبيضاء من عناصر “القاعدة وداعش”- الدعم السعودي الذي كان يقدم لهذه العناصر ومنها منح حج مجانية من مركز الملك سلمان مقدمة لعناصر التنظيمات الإرهابية للعام 1439هـ ـ 2018م، بالإضافة إلى صور أخرى عن أموال سعودية وأجهزة تصوير واتصالات حديثة وجدت في مواقع عناصر “القاعدة وداعش”، إلى جانب مواد غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة التنظیمات الإرهابیة الکیان الإسرائیلی إلى قوائم الإرهاب تحالف العدوان حزب الله فی الیمن إلى جانب فی العام

إقرأ أيضاً:

جناح الأزهر بمعرض الكتاب يستعرض كتابا لكاتب فرنسي يهودي يفضح الكيان المحتل

عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الجمعة، ندوة في إطار سلسلة قراءة في كتاب، والتي تناولت كتاب "فلسطين شعب يأبى الموت"، بحضور الدكتور خالد السيد، المشرف العام على مركز الأزهر للترجمة، والدكتور أسامة نبيل، أستاذ اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، واللواء خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، وأدار الندوة الدكتور سامي مندور، أستاذ اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر.

قال الدكتور خالد السيد، إن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه بترجمة كتاب "فلسطين شعب يأبى الموت"، لأهميته في فضح جرائم الكيان المحتل، مؤكدا أن القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الأزهر، وهذا واضح في بيانات الأزهر منذ اندلاع العدوان الهمجي على قطاع غزة، فحمل الأزهر مسؤولية فضح انتهاكات هذا الكيان الغاشم بكل اللغات، مقدما كل الدعم لقطاع غزة من كلمة ومن قوافل طبية وإغاثية، ولم يترك مجالا داخل مصر أو خارجها إلا ونادى من خلاله بحق الفلسطينيين في وطن حر مستقل.

 

وأشاد اللواء خالد عكاشة، بدور الأزهر في دعم الشعب الفلسطيني وأنه احتضن قضية عادلة وإنسانية تخص شعبا تعرض لأكبر عدوان في القرن الحالي، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يحتاج لكل المنصفين حول العالم وترجمة كتب المنصفين، فهو من أكبر أنواع الدعم التي يمكن أن تقدم للشعب الفلسطيني، لأن هذه الأعمال تدون هذه الجرائم وتكون شاهدا عليهم للأجيال القادمة، موضحا أن الحرب على غزة غيّرت المشهد فهناك خسائر كبيرة، ولكن هناك مكاسب أيضا، حيث عرف العالم حقيقة هذا الكيان، مبينا أن الكيان المحتل يستغل مصطلح الإرهاب من أجل تقديم مزيد من القتل بدون رادع أو حساب ويمنع التعاطف مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، مشددا أن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين ولهم كل الحق في الدفاع عن أرضهم بكل الطرق، مشددا أن معاداة السامية زريعة اخترعها الصهاينة للفتك بالفلسطينيين وابتزاز السياسيين والمنظمات الدولية لمنعهم من الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.

وفي ذات السياق بيّن الدكتور أسامة نبيل، أن مؤلف كتاب "فلسطين شعب يأبى الموت" هو ألن جريش، وهو كاتب منصف فرنسي يهودي من أصل مصري حاول من خلال كتابه فضح انتهاكات الصهاينة، موضحا أن الكتاب يتكون من ستة فصول: الفصل الأول عوالم في الحرب ويتهم خلاله تواطأ العالم مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والفصل الثاني الاستخدام الجيد للإرهاب وأنهم استغلوا فزاعة الإرهاب لقتل الشعب الفلسطيني، بينما الفصل الثالث تحدث عن إمكانية ردع تنامي حركة حماس ومحاولة إرهاب الشعب الفلسطيني وقتله تحت مسمى ردع حركة حماس، في حين تناول الفصل الرابع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وأما الفصل الخامس الجيش الاسرائيلي في صالونك تهكم فيه من الإعلام الذي حاول تجميل صورة الكيان الصهيوني من خلال تضليل الرأي العام، وأما الفصل السادس والأخير والذي جاء تحت مسمى حيث نلاحظ إزدواجية في مفهوم معاداة السامية بيّن استغلالهم المصطلح في ظلم كل منصف يحاول أن يقف بجانب الشعب الفلسطيني.

وفي الختام أوضح الدكتور سامي مندور، أن هذا الكتاب أنصف الشعب الفلسطيني وقدم تحليلا دقيقا لحقيقة العدوان الغاشم للشعب الفلسطيني وفضح الكثير من أكاذيب الكيان المحتل، كما فضح تخاذل العالم وتناقضهم في دعمهم للمحتل المغتصب وتقديم كل المبررات في هذا العدوان، مسلطا الضوء على الوضع السياسي والوضع الصحي الكارثي  للشعب الفلسطيني ومحاولة الكيان تخريب كل البنية التحتية للشعب الفلسطيني مما يؤكد أن هذه الحرب هي حرب إبادة ولم تكن لرد العدوان كما زعم الكيان المحتل.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • العدوان الإسرائيلي سلب من أعمار سكان غزة 35 عاما
  • أمريكا آفة وأم الإرهاب وتصنيفها لليمن الكبير بالإرهاب خطأ فادح نتائجه وتداعياته خطيرة لها وعليها.. 
  • مكون الحراك الجنوبي يدين إدراج أنصار الله في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية
  • “الحراك الجنوبي” يدين إدراج أنصار الله في قائمة المنظمات الإرهابية
  • مكون الحراك الجنوبي يدين إدراج واشنطن لأنصار الله في قوائم الإرهاب
  • أمريكا آفة وأم الإرهاب وتصنيفها لليمن الكبير بالإرهاب خطأ فادح نتائجه وتداعياته خطير لها وعليها..
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يستعرض كتابا لكاتب فرنسي يهودي يفضح الكيان المحتل
  • مجلس النواب يُدين القرار الأمريكي بإدراج أنصار الله فيما تسمى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية
  • الشرطة تحتجز المحامي البريطاني الداعم لغزة أحمد يعقوب