الجوع يفاقم ظاهرة التسول في المحافظات المحتلة
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
الأوضاع الإنسانية الصعبة في عدن وتعز دفعت الآلاف من الأسر الفقيرة لامتهان التسول بحثا عن لقمة العيش انتشار عصابات مسلحة تجبر النساء والأطفال على التسول وتعاقب بالقتل من يخالف ذلك
انتشرت بشكل واسع ظاهرة التسول بين النساء والأطفال بصورة غير مسبوقة في مناطق سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي ولا سيما مدينة عدن، وذلك بالتزامن مع تفاقم حدة المجاعة والأوضاع الإنسانية الصعبة التي تفتك بالأهالي جراء الانهيار الاقتصادي المستمر.
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
وتسببت الأوضاع المعيشية الصعبة والمعاناة المتفاقمة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة الاحتلال بخروج الآلاف من النساء والأطفال لامتهان ظاهرة التسول للبحث عن لقمة العيش وتوفير قوت يومهم في مشهد مأساوي يكشف حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة الاحتلال وأدواته.
وتحولت شوارع وطرقات مدينتي عدن وتعز إلى ملاذ وملجأ للمئات من الأسر الفقيرة وجلهم من النساء والأطفال وكبار السن والذين بات عددهم يوازي عدد المواطنين -حسبما وصفه أحد الناشطين الذي علق على هذه الظاهرة متسائلا أين دور حكومة المرتزقة ومليشيات الاحتلال من هذه الكارثة التي باتت ترهق كاهل الناس وتضيق معيشتهم في الوقت الذي تصم حكومة المرتزقة آذانها عن أي مطالبات أو حلول لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.
أسباب وعوامل تبحث عن حلول
وتزداد معاناة المواطنين مع التدهور المستمر لسعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي لأكثر من 2185 ريالاً يمنياً، وعجز حكومة المرتزقة عن تقديم إصلاحات اقتصادية فعالة بعد استلامها المساعدات المالية التي تقدر بالمليارات من الدولارات، وآخرها 500 مليون دولار من السعودية نهاية ديسمبر الماضي.
ويرجع مراقبون أسباب وعوامل اتساع هذه الظاهرة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها المحافظات المحتلة، حيث زادت نسب البطالة والفقر والفساد وغياب الحلول الحكومية بتحسين الأوضاع الاقتصادية حيث تدفع هذه الظروف العديد من الأفراد، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والنساء خاصة، إلى اللجوء للتسول كوسيلة للحصول على الدخل.
قرارات ساخرة
وكان ناشطون قد تداولوا في وقت سابق قراراً لمليشيات الانتقالي بمنع ظاهرة التسول في محافظة عدن والذي قوبل بموجة من السخرية والاستهجان على هذا القرار الذي يفتقر لأدنى حد من المسؤولية والذي يفترض على تلك المليشيات المهيمنة على شتى مفاصل الحياة أن تقوم بواجباتها تجاه المواطن قبل أن تسلبه حقه وقوت يومه ومن ثم تمنعه من البحث عن فتات لقمة عيش يبحث عنها مجبرا في شوارع المدن .
وسخر ناشط جنوبي من قرار مليشيات المجلس الانتقالي التابعة للإمارات منع ظاهرة التسول في مدينة عدن، متهما إياها بمصادرة سبل العيش الكريم للمواطنين.
وقال الناشط أحمد علي القفيش ” تملكتني الدهشة وأنا أقرأ قرار منع التسول وكأنه عمل اختياري، وأن تلك السلطات وفرت للمواطنين فرص العمل التي تضمن لهم سبل العيش الكريم”.
وأكد أن ظاهرة التسول لا تحتاج إلى قرارات لمنعها، بل تحتاج لقرارات تمنع الجبايات والاتاوات غير قانونية التي فرضت على كل الأنشطة والمهن والسلع الغذائية والاستهلاكية من قبل قيادات الانتقالي الذين يقاسمون المواطن لقمة قوته بعرق جبينه بنسبة تزيد10 % من دخله ومثلها في نفقاته.
وأوضح أن نسبة 80 % من المواطنين أصبحوا متسولين لطالما وجشع المتنفذين يحاصرهم من كل مكان ويأخذ من دخلهم ومن إنفاقهم دون حسيب ولا رقيب، ودون توريدها إلى خزينة الحكومة، أو خضوعها للرقابة والمحاسبة، حد قوله.
شبكة عصابات تستغل الأطفال والنساء
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة، عن وجود عصابات منظمة تجبر الأطفال والنساء في المحافظات المحتلة على التسول في شوارع عدن وبعض المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف تحت تهديد السلاح .
وبينت المصادر عن رصد عصابة منظمة في مديرية خور مكسر في مدينة عدن، تقوم يوميا عبر سيارة “هيلوكس” بإيصال مجموعة من النساء والأطفال إلى جولة “البلط” ومحيطها للتسول في الشوارع وتعود آخر اليوم لأخذهم مستخدمة أساليب عدوانية قد تصل للقتل ضد أي فرد من الأطفال أو النساء الرافضين للتسول تحت إدارتهم، كما يحدث في محافظة تعز التي شهدت حوادث مشابهة.
وذكرت المصادر، أنه رغم تفشي هذه الظاهرة المخيفة وعلى مرأى ومسمع من حكومة المرتزقة إلا أنها لم تقدم أي حلول أو معالجات لمواجهة العصابات رغم المعلومات عن شبكات منظمة تستغل الأطفال والنساء في هذه الظاهرة التي لها انعكاسات في الجانب الأمني والاجتماعي.
فيما حذر خبراء علم الاجتماع، من المخاطر الاجتماعية والأمنية لظاهرة التسول التي استفحلت بشكل كبير في عدن والتي يتم فيها استغلال الأطفال والنساء كأدوات من العصابات والمجرمين للسرقة والابتزاز والتحرش وبيع المخدرات وغيرها من الجرائم، داعين إلى ضرورة توفير الحماية خصوصاً للأطفال النازحين مع أسرهم من التسول وإيجاد معالجات تسهم في مكافحة وخفض هذه الظاهرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تمارين تخلصك من الجوع بشكل طبيعي
باتت الرشاقة وحلم إنقاص الوزن تشغل كثيرا من الناس في كافة أنحاء العالم، بدءا من اتباع حميات غذائية متنوعة انتهاء بحقن إنقاص الوزن، لكن دراسة حديثة كشفت البديل الطبيعي الآمن، حيث أكدت أن التمارين المكثفة القاسية تعتبر أكثر فاعلية من التمارين المعتدلة في التحكم بالوزن، لأن هرمون الغريلين أو "هرمون الجوع" يمكنه التحكم بالجوع من خلال التمارين المكثفة.
وبينت الدراسة التي نقلت نتائجها صحيفة "ديلي ميل" عن مجلة Journal of the Endocrine Society أن هذا الهرمون يتأثر بشدة التمرين، كما أنه يوجد في شكلين، الغريلين المؤكسد (AG)، الذي يحفز الجوع، والغريلين منزوع الأسيتيل (DAG)، الذي له تأثير محايد أو مثبط للشهية.
وعندما يمارس شخص ما الرياضة، قد تتقلب مستويات هرمون الغريلين، التي بدورها تؤثر في الجوع.
بالإضافة إلى التأثير في الجوع، يلعب الغريلين أيضًا أدوارًا مهمة في مناطق أخرى من الجسم، مثل: تنظيم الطاقة، وسكر الدم، والجهاز المناعي، والنوم، وحتى الذاكرة.
التمارين عالية الكثافةوأوضحت الدراسة أن التمارين عالية الكثافة تخفض مستويات الغريلين، وتعمل كمثبط طبيعي للشهية.
أجريت الدراسة على 14 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، وهم ليسوا من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام لكنهم يتمتعون بصحة جيدة. وطُلب من المشاركين الصيام طوال الليل وتجنب التمارين الشاقة والكحول والتبغ والكافيين لمدة 12 ساعة قبل كل اختبار.
وبعد ذلك، أكمل كل مشارك 3 جلسات تجريبية: الأولى كانت جلسة راحة بدون أي تمرين، وتضمنت الثانية ركوب الدراجات متوسطة الشدة، والثالثة ركوب دراجات عالية الشدة. ووُجهت الاختبارات بناء على زيادة التنفس لدى المشاركين والتي كانت تشير إلى بداية مستوى الجهد البدني الشاق.
وأظهرت النتائج أن التمارين عالية الشدة (مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة HIIT) كانت أكثر فعالية في تقليل مستويات هرمون "غريلين" مقارن بالتمارين متوسطة الشدة. وعند سؤالهم عن شعور الجوع بعد التمرين، أفاد المشاركون بأنهم شعروا بجوع أقل بعد التمرين عالي الشدة.
وأشار الباحثون إلى أنه رغم النتائج المثيرة التي توصلوا إليها، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد "الكمية" المثلى من التمارين الرياضية التي يمكن أن تساعد في التحكم في الشهية، خاصة في الفئات العمرية المختلفة.
وقد ذكروا أيضا أن التمارين التي تتجاوز "عتبة اللاكتات"، وهي النقطة التي يبدأ فيها الجسم في الشعور بالإجهاد بسرعة أثناء التمرين، قد تكون ضرورية لتقليل الشهية.
وتتزامن هذه الدراسة مع الارتفاع الكبير في استخدام الحقن التي تعدل هرمونات الجوع مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"مونجارو"، التي يستخدمها مئات الآلاف من الأشخاص لمساعدتهم في فقدان الوزن.