البلاد ــ وكالات
تعاني البريطانية إليز باينارد- 25 عامًا- حالة نادرة للغاية، تتمثل في تعذّر البلع، وهي حالة تؤثر على المريء، تضطر فيها إلى الوقوف أثناء تناول الطعام والشراب وإلا تعرضت لخطر الاختناق، وتأمل أن تساعدها الجراحة على الشعور بأنها «طبيعية» مرة أخرى.
وجعلت هذه الحالة من المستحيل عليها أن تأكل أو تشرب بشكل طبيعي، وتجد إليز نفسها تتقيأ الطعام ما يصل إلى 60 مرة في اليوم.
ووجدت نفسها تكافح من أجل بلع الأطعمة؛ مثل الخبز والمعكرونة، ثم بدأت حتى السوائل «تعود إلى الأعلى». وأحيلت إليز باينارد إلى طبيب أمراض الجهاز الهضمي عام 2021 لإجراء المزيد من الاختبارات. وتأمل أن تساعدها عملية جراحية متخصصة؛ تسمى قطع العضلة بالمنظار عن طريق الفم، تعمل على توسيع الجزء السفلي من المريء على تناول الطعام بشكل طبيعي مرة أخرى، لكنها تواجه «انتظارًا طويلًا» للحصول على إحالة من أخصائيها.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الجانديقة
مرت علينا قبل ايام آخر جمعة في رمضان و هي التي تسمي ( الجمعة اليتيمة )
كان اهلنا في السودان يحتفون بهذه الجمعة و يعدون فيها طعاما خاصا يسمونه ب (طعام الموتي ) و تحرص عليه الاسر التي يتوفي احد افرادها ذاك العام و يوزعون هذا الطعام علي الفقراء و المساكين و الأطفال و تلاميذ الخلاوي .
يسمي هذا الطعام الدال علي طلب الرحمة للموتي ب ( الرحمتات ) و تعني ان ( الرحمة ) قد ( اتت )
يتكون طعام الرحمتات من اللحم و اللقيمات و الفطائر و التمر .
للاطفال إحتفاء خاص بهذا اليوم المبهج لهم و من العادات ان يطوف عدد منهم بالبيوت و هم يحثون النساء علي اعداده و يطبخ في كنتوش و يوزع فيها ايضا و يقال للجمع منها ( كناتيش ) و يصنع من الفخار و يسمونه بطعام ( الحارة ) و ينشدون لهن .
( الحارة ما مرقت .
ست الدوكة ما وقعت .
قشاية قشاية .
ست الدوكة نساية .
ست الدوكة عفريتة .
كبريتة كبريتة .
ست الدوكة عفريتة .
ليمونة ليمونة .
ست الدوكة مجنونة )
و ست الدوكة هي من تقوم علي النار التي يطهي عليها هذا الطعام الخاص .
ثم يجوب الاطفال الحي يجمعون ما يجود به من اعد الرحمتات .
اكبر مستفيد من هذا اليوم و ما يقدم فيه هم طلاب الخلاوي إذ يطوفون و هم يحملون ( خرتاية ) و هي تقوم مقام الحقيبة و تصنع من القماش .
يجمع طلاب الخلاوي كل هذا الطعام المتنوع بعضه علي بعض و يحملونه نهاية طوافهم إلي الخلوي حيث يقومون بنزع العظام عن اللحم و النوي عن التمر و يرمونه في الخرتاية جميعه مع بعضه البعض .
يصنعون من هذا الخليط كتلة واحدة و يقسمونها إلي قطع صغيرة في شكل كرات ثم يضعونه في سقف الخلوة و تصبح كتلة قوية تصمد لايام طوال .
يسمون الواحدة من هذا الخليط من الطعام
ال ( جانديقة ) و عند الحاجة لها تؤخذ الكمية المطلوبة للوجبة من الخليط و توضع علي النار في حلة و يضاف لها بعض الماء و تصير وجبة متنوعة مغذية و مساعدة في سد الجوع لساعات الدراسة .
الفكي هو من يشرف علي أعداد الجانديقة و تحديد الكمية المطلوبة
و تشكل وجبة مشبعة و مغذية و معينة علي الحفظ و ساعات الدرس الطويلة .
الرحمتات و الجانديقة من الاعمال الشعبية العريقة المنتشرة في السودان و تعكس مدي إهتمام المجتمع بالاطفال و بالخلاوي و طلابها .
كادت الخلاوي و تقاليدها العريقة و تقاليد المجتمع في دعمها و مساعدتها و الإحتفاء بها ان تندثر .
للحرب فوائد و من فوائدها انها احيت تقليد الخلاوي حيث نشات في بعض المناطق التي امها النازحون من ديارهم و كانت عونا لهم في مواصلة تعليم الأطفال بما تيسر مع العجز عن مقابلة تكاليف إنشاء مدارس مؤقتة لهم .
الخلاوي منتج إجتماعي سوداني رفيع و نواصل بإذن الله في حلقة قادمة التعريف بالخلاوي و نظم التعليم فيها خاصة و انها تشكل نظاما تعليميا خسر السودان بتراجعه و يمكن ان يطور و يسهم في ترقية التعليم و النهضة التي نحتاجها بعد وقف الحرب .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب