لم يكن الشهيد أمين الشرطة عمر منازع مجرد شاب عادي؛ بل كان بطلاً في قلبه منذ نعومة أظافره، محبوباً من الجميع، يحمل في عينيه شجاعة تجسد معاني التضحية، وكان دائمًا في الصفوف الأمامية لمواجهة الأعداء.

كان يعمل بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، ثم تم انتدابه إلى شمال سيناء، حيث انضم إلى كتيبة الأبطال التي تدافع عن الأرض والعرض، ويواجهون الإرهاب ببسالة.

قبل استشهاده، كان عمر يتحدث عن زملائه الذين سبقوه إلى الجنة، مؤكداً أن دماءهم لن تذهب هدراً، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون من بين أولئك الذين سيلحقون بهم، ويحققون شرف الشهادة.

في تلك الأرض الطاهرة، حيث تصطدم الأرواح بالأقدار، قدم عمر روحه فداء للوطن، ليتنقل من عالمنا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، ويصبح مثالًا حياً للبطولة والتضحية.

جنازته كانت مهيبة، حيث ودعه أهالي قريته "شطورة" في شمال سوهاج، ليطووا صفحة بطل عاش هادئًا، بسيطًا، محبًا لكل من حوله، كان صاحب وجه بشوش، وروح نقية، دائم الخدمة للآخرين، دون أن يتوقع في يومٍ أن يكون اسمه مُدرجًا في قوائم الشرف.

اليوم، ما زالت ذكراه حية في قلوب الجميع، فبينما رحل عن الدنيا، ظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، ويظل بطلًا في الذاكرة، تجسيدًا للوفاء والشجاعة التي لا تموت.

في 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التي سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يومٌ وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.

اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصري الذي قاوم وصمد ولم يركع، نحن في عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء في معركة الكرامة.

رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هي منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.

نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.

كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحي من أجله.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الشهيد شهداء الشرطة 25 يناير الحماية المدنية عيد الشرطة 73 مديرية أمن سوهاج

إقرأ أيضاً:

“حرَّاس الوطن” .. جسامة الواجب .. وضئالة الراتب ..!!

شمسان بوست / أبين | نظير كندح

يباتون الليالي ساهرين على حماية الوطن في النقاط والمواقع يؤدون واجبهم في حراسة الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة أهاليه ..

لكن لا أحد يسأل عن ظروفهم وأحوالهم في ظل موجة الغلاء بسبب إرتفاع سعر الصرف وتقاضي المجلس الرئاسي عن التحرك لوضع حد لتدهور العملة المريع ..!!

هذا التدهور انعكس سلباً على الحياة العامة وصار المواطن ضحيته الرئيسية وأصاب حراس الوطن في مقتل ..!!

حيث أن الرواتب تضاءلت قيمتها النقدية بعد إرتفاع سعر الصرف فصارت رواتب الجنود لا تواكب متطلبات الحياة المعيشية لأسرهم، ناهيك عن الخصومات غير القانونية من رواتبهم ..!!

*فلماذا لا يتم دعمهم عبر بدائل أخرى للتخفيف من معاناتهم المعيشية وهناك بدائل متعددة ومتوفرة إذا أنصفت الجهات المعنية ..؟!*

*حفظ الله أبين من كل مكروه*

مقالات مشابهة

  • “حرَّاس الوطن” .. جسامة الواجب .. وضئالة الراتب ..!!
  • مازالت التضحيات مستمرة
  • رجال الشرطة يوزعون الزهور والحلوى بمعبد إسنا.. صور
  • في عيدهم الـ73.. محافظ الغربية يوزع الزهور على رجال الشرطة ويشيد بتضحياتهم في يوم الوفاء
  • الإصلاح والنهضة: عيد الشرطة المصرية يجسد معاني الشجاعة والتضحية من أجل الوطن
  • محافظ الغربية لأفراد الشرطة: أنتم درع الوطن وأبطال الأمان
  • في عيدهم الـ73.. محافظ الغربية يوزع الزهور على رجال الشرطة ويشيد بتضحياتهم
  • فى عيد الشرطة 73.. عاطف الإسلامبولى شهيد الواجب وبطل لا يُنسى
  • برلماني: عيد الشرطة رمز للصمود والتضحية للحفاظ على الوطن واستقراره