المسلة:
2025-04-26@15:27:31 GMT

ماهي مقومات نجاح المجتمع؟

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

ماهي مقومات نجاح المجتمع؟

26 يناير، 2025

بغداد/المسلة: كتب رياض الفرطوسي

النجاح ليس حدثاً معزولاً، بل سلسلة من المحاولات التي قد تحمل في طياتها إخفاقات عابرة. الفشل ليس النهاية ‘ بل قد يكون البداية التي تقود إلى الإنجاز الحقيقي. فكما قال توماس إديسون: “لم أفشل، بل وجدت 99 طريقة لا تعمل”. تلك المحاولات الفاشلة التي مر بها العلماء والمبدعون، ليست إلا خطوات تمهيدية للوصول إلى القمة .

النجاح يحتاج إلى رؤية واضحة وأهداف نبيلة ندافع عنها بكل ما أوتينا من عزم وإصرار. لكنه أيضاً يحتاج إلى التواضع وإعادة تقييم الأمور من زوايا مختلفة. فقد يكون الفشل الذي نمر به إنقاذاً من كارثة أكبر، مثلما قال أحدهم: “لو نجحت في ذلك الوقت، لكانت النتائج مدمرة”. الفشل ليس عدواً للنجاح؛ بل وجهه الآخر المخفي الذي يتطلب منا شجاعة متحررة من الخوف.

كيف نحقق النجاح ؟ الإيمان بالهدف: لا يمكن لأي شخص أن يحقق النجاح دون أن يؤمن بجدوى ما يسعى إليه. الهدف الواضح هو النور الذي يهدي خطواتنا وسط الظلام . التعلم من الأخطاء: كل فشل يحتوي على درس ثمين. علينا أن نبحث عن النجاح المخفي داخله، وأن نتجنب تكرار الأخطاء نفسها . الاستعداد للمستقبل: كما في رواية “الشيخ والبحر” لهمنغواي، فإن تجهيز الشباك لليوم التالي بعد الفشل هو دليل على قوة الإرادة والأمل . للانتقال بمجتمعنا إلى حال أفضل، نحتاج إلى تفكيك المفاهيم الخاطئة التي قيدتنا لعقود.

الخطوة الأولى تبدأ من إعادة بناء الإنسان من الداخل . التعليم النافع: ليس النجاح المدرسي وحده هو النجاح الحقيقي، بل التعليم الذي يغرس القيم، والإبداع، والمسؤولية . تعزيز قيم الشجاعة والإصرار: الشجاعة لا تعني غياب الخوف، بل التحرر منه. نحتاج إلى مجتمع يواجه العقبات بجرأة. التخطيط الطويل الأمد: لا يمكن بناء مجتمع قوي دون استراتيجيات واضحة تعالج أزمات الحاضر وتؤسس لمستقبل مزدهر . إصلاح المنظومة الاجتماعية والسياسية : الديمقراطية والعدالة لا تتحققان في اي مجتمع من دون ثقافة توعية رصينة تربي على التحدي والاكتشاف والمراجعة وهذه الامور تبدأ من الأسرة والمدرسة وتمتد إلى كل مؤسسات الدولة.

النجاح الحقيقي ليس تحقيق أهداف صغيرة مؤقتة، بل بناء مجتمع يستطيع مواجهة التحديات والتعلم من أخطائه. علينا أن نغير مفاهيمنا المسبقة، ونجهز شباكنا ليوم قادم أكثر إشراقاً، كما فعل الصياد في رواية همنغواي. الفشل البطولي هو ما يصنع النجاح المستدام، والبداية الجديدة هي دائماً خيار متاح، إذا امتلكنا الجرأة لاغتنامه.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

القابلية للارتزاق والابتزاز

القابلية للارتزاق والابتزاز

خالد فضل

يكثر إطلاق صفات التخوين والعمالة والارتزاق وسط السودانيين بصورة مَرَضِيّة، وبصورة كثيفة خلال هذه الحرب اللعينة، بما يجعل من الممكن وصف المجتمع السوداني في غالبيته مجتمع شبهات.

ولما كانت شؤون الحكم والإدارة العامة والسياسة والاقتصاد قد ظلت دولة بين بنادق العسكريين خلال 57 سنة من أصل 69 سنة على الاستقلال، يصبح من الضروري لأي نظر موضوعي لتلك الظاهرة أن يفترض وجود علاقة مباشرة بين المسار العسكري في التسلط والحكم وظاهرة نمو وتطور مجتمع الشبهات، وما إذا كان دوران هذه الصفات بكثافة ناجم عن حالة إسقاط، والإسقاط كما هو معلوم في علم النفس واحد من آليات الدفاع الذاتي  التلقائية، ولا تعتبر تلك الآليات ظاهرة خلل نفسي إلا في حالة الإكثار منها واستخدامها المستمر كسمة ملازمة لسلوك الأفراد والمجتمعات.

المتابع في أثناء هذه الحرب المدمرة لكثير من الكتابات والحوارات والتعليقات التي ترد على أي مقال رأي أو خبر منشور على لسان أحد رموز القوى المدنية الديمقراطية تحديداً، عدم ورود أي تعليق أو نقد أو تصويب لمعلومة حول المنشور بل يتجه كثير من المعلقين مباشرة إلى إطلاق العبوات الناسفة المعبأة سلفاً، بصفات التخوين العمالة والارتزاق، حتى لو كان المنشور قصيدة مما تجود به أحياناً قريحة الأستاذ ياسر عرمان..

هل تاريخ حكم العسكرية السودانية تعتوره سلوكيات الخيانة، العمالة والارتزاق، هل هناك شواهد على فرضية كهذه؟ ولذلك تتم حالة الإسقاط كآلية دفاع ذاتي تلقائية وتحولها بالتالي إلى خلل نفسي بكثرة الاستخدام؟.

في الواقع هذا الأمر يحتاج إلى بحث علمي في مجال علم النفس السياسي والعسكري والاجتماعي، فليت بعض الباحثين الشباب من ذوي الدربة والتأهيل يفترعون دراسات موثوقة في هذا الحقل حتى تدخل ضمن خطوات إعادة تأسيس وطن جديد معافى.

في الأمثال الشعبية السائدة- على الأقل في وسط السودان- قول (الفيك بدربو وود الناس احقربو) يمكن ترجمته (بادر بطرح حالتك وإسقاطها على الآخر، ثمّ احتقره بها) ومنها القول (أب سنينة إضحك على أب سنينتين) وقديما قال شاعر عربي: لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن..

تطرأ على الخاطر بعض الوقائع التي حدثت في تاريخ الحكم العسكري في السودان، تحمل في تقديري شكوكاً معقولة حول مسألة القابلية للخيانة والعمالة والابتزاز.. منها على سبيل المثال وليس الحصر، إغراق منطقة النوبة التاريخية في وادي حلفا، ترحيل اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل، الرضوخ لاقتطاع أجزاء من أرض السودان، الرضوخ لابتزاز وكالة الاستخبارات الأمريكية وطرد وتسليم بعض قادة الحركات الجهادية الإسلامية الذين استجاروا بإخوتهم في التنظيم، العمل على فصل الجنوب، تكوين المليشيات والتخلي عن مسؤولية احتكار السلاح الرسمي، قتل المتظاهرين السلميين وفض اعتصامهم السلمي، إرسال بعض الوحدات العسكرية النظامية للعمل كمرتزقة في حرب خارجية. تجنيد بعض أفراد المليشيات السودانية المسلحة كمرتزقة في حروب إقليمية، تهريب بعض الموارد الثمينة والإتجار بها في أسواق بعض الدول التي يكثر الضجيج حول عمالة بعض السودانيين لها. إشاعة وابل من الإفادات المتناقضة حول طبيعة ومجريات الحرب الراهنة، القيام بالانقلابات العسكرية والإطاحة بالحكومات المدنية المنتخبة أو الانتقالية، إشعال الحرب الراهنة التي تنحصر مسؤوليتها في ثلاث مكونات عسكرية هي القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية، فالمدنيون الديمقراطيون براء من اقتناء سلاح أو تكوين مليشيات مسلحة، اللهم إلا أنْ تكون البراءة من الجرم دليل إتهام كما في حالة الإسقاط، هذه بعض الوقائع تحتاج كما أسلفت إلى بحث وتقصٍّ علمي موثوق ليعلم السودانيون من الأجيال الحاضرة في أي واقع يعيشون وتتعلم الأجيال القادمة أي بلد يرومون.. وأي نمط في الحكم يستحقون والأهم من ذلك أي مجتمع إنساني ينشدون.. مجتمع الشبهات والخيانة والعمالة والارتزاق والدغمسة والغتغيت أم مجتمع الشفافية والمحاسبة والرقابة والتقدم صوب العيش في العصر الحديث.. عندها يصح إطلاق الصفات على الآخرين بسند قوي مشهود..

الوسومالابتزاز الارتزاق الاستقلال الحركة الإسلامية السودان العمالة المليشيات حكم العسكر خالد فضل

مقالات مشابهة

  • برلماني: بناء الإنسان يسهم فى نجاح الجهود التنموية بالدولة
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»
  • وزير قطاع الأعمال: مصر تمتلك مقومات تجعلها بيئة خصبة للنمو
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • وكيل تيك توك بالشرق الأوسط: هذه الأمور قد تُفقدك حسابك
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • القابلية للارتزاق والابتزاز
  • في رائعة شعرية عن رئيس الدولة.. حمدان بن محمد: صـوره تهز أعـداء الامّـه.. ماهي بْصـورة تَـرَف
  • تعليم جدة يبحث مقومات ترشيحها ضمن شبكة اليونسكو في ملتقى "مدن التعلم"
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا