السودان يئن تحت التصعيد العسكري والشائعات.. ما علاقة أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
في تطوّرات فاقمت المخاوف، توسّع نطاق التصعيد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتصل المعارك إلى مدينتين كبيرتين هما الفاشر والفولة.
تصعيد اتخذ من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مقرًا له، أنهى هدوءاً استمرّ شهرين في المدينة المكتظة بالسكّان والتي كانت ملاذاً لهم من القصف الذي شهدته أجزاء أخرى من دارفور.
إلا أن ذلك التصعيد، شق طريقه إلى العاصمة السودانية، بحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبدالله، الذي قال في موجز للعمليات العسكرية، إن مدن العاصمة المركزية الثلاث، شهدت نشاطا لفرق تابعة للجيش السوداني.
وبحسب متحدث الجيش السوداني، فإن القوات المسلحة، “تمكنت من قتل 45 من قوات الدعم السريع في منطقة الشقلة العسكرية، بالإضافة إلى تدمير عربات مدنية تستخدمها تلك العناصر”، على حد قوله.
وإلى منطقة شمال بحري التي شهدت هي الأخرى، تصعيدًا بين الجيش والدعم السريع، أفضى بحسب بيان متحدث الجيش إلى تدمير 5 عربات مسلحة تابعة لقوات الدعم السريع.
وأشار إلى أن قوات العمل الخاص بسلاح المهندسين تمكنت من تمشيط منطقة الفتيحاب والشقلة وسوق البابور، وكبدت قوات الدعم السريع “خسائر فادحة في العتاد والأرواح”.
ما علاقة أوكرانيا؟
تصعيد ميداني تزامن مع إطلاق “شائعات” استهدفت الجيش السوداني، نفاها الأخير في الموجز العملياتي الذي نشره اليوم الأحد، عبر حسابه بـ”فيسبوك”.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نبيل عبدالله، إنه لا صحة لما أثارته قنوات بشأن وصول خبراء أوكرانيين إلى السودان، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم استهداف الجيش “بأخبار كاذبة”.
وطالب متحدث الجيش السوداني، بضرورة “التروي والتثبت من الأخبار التي تتعلق بالقوات المسلحة والسودان”.
وكانت تقارير تحدثت عن وصول وفد من أوكرانيا إلى السودان، للعمل على صيانة مقاتلات سلاح الجو السوداني، في قاعدة وادي سيدنا التابعة للجيش السوداني، في مدينة أم درمان.
ماذا قالت قوات الدعم السريع؟
في بيانها الذي اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بـ”نهب” بنك السودان المركزي بولاية دارفور.
وفيما لم تقدم قوات الدعم السريع، دليلا على اتهاماتها، زعمت أن قوات الجيش، “قصفت بشكل عشوائي المناطق المأهولة بالسكان، ما أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف”.
وفي تطور آخر، قد يشير إلى تصعيد مرتقب للوضع الميداني، لم يستبعد المستشار السياسي لقوات الدعم السريع، مهاجمة الولايات التي أعلنت استنفار الشباب للقتال مع الجيش السوداني ومساندته.
وأوضح المستشار السياسي للدعم السريع يوسف عزت الماهري، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه “حال استمرار الحرب، فإن قوات الدعم السريع ربما سيغير استراتيجتها، لمهاجمة الولايات الآمنة التي يأتي منها المستنفرون لدعم الجيش مثل الشمالية ونهر النيل والجزيرة وولايات شرق البلاد”.
وكانت بعض الولايات السودانية، أعلنت استنفارها لدعم قوات الجيش السوداني، ضد الدعم السريع، في الأزمة التي بدأت رحاها في 15 أبريل/نيسان الماضي.
واتهم الماهري، من أسماهم بـ”الفلول بالوقوف وراء عمليات الاستنفار، مشيرًا إلى أنه “لذلك تحاربهم قوات الدعم السريع منذ البداية”.
من جهة أخرى، نشر مستشار “الدعم السريع” عمران عبدالله، بيانًا نفى فيه صحة الخبر الذي نشرته وسائل إعلام محلية، يفيد باتفاق وشيك يفضي إلى خروج القوات المتقاتلة من الخرطوم، مؤكدًا أن كل ما نشر محض تزوير وعارٍ تماماً عن الصحة”.
واتهم مستشار الدعم السريع عمران عبدالله، من وصفهم بـ”فلول النظام السابق”، بإنشاء صفحات مزورة باسمه في محاولة لطمس الحقائق وتضليل الرأي العام.
العربي الجديد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
جدل في موريتانيا بعد زيارة غير رسمية لمستشار قائد الدعم السريع.. ما القصة؟
أثارت زيارة غير رسمية يؤديها، محمد المختار النور، المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات "الدعم السريع" في السودان محمد حمدان دقلو، إلى نواكشوط، جدلا في موريتانيا.
وظهر المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات "الدعم السريع" في السودان، في أمسية مساء الجمعة بقرية النمجاط، جنوب العاصمة الموريتانية نواكشوط.
ولم يكشف رسميا عن زيارة المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات الدعم السريع إلى موريتانيا، وما إذا كان يجري لقاءات رسمية أو للزيارة طابع سياسي أم لا.
ونشرت الصفحة الرسمية لـ"الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا" على موقع "فيسبوك"، صورا للأمسية التي ظهر فيها المستشار السياسي والقانوني لحميدتي.
جدل بمواقع التواصل الاجتماعي
وأقامت "الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا"، مساء الجمعة، أمسية ثقافية قالت إنها على شرف سلطان دارفور أحمد علي دينار، لكن ظهور المستشار السياسي للدعم السريع في الأمسية أثار جدلا واسعا وسجالا على مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا.
وانتقد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الزيارة، مستغربين سماح السلطات الموريتانية للمسؤول في قوات الدعم السريع بزيارة البلد.
وتعليقا على الزيارة قال نائب رئيس نقيب الصحفيين الموريتانيين، عزيز ولد الصوفي، إن على السلطات الموريتانية أن توضح للرأي العام "بيعة الزيارة التي يقوم بها الآن المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات الدعم السريع بالسودان، خاصة أنه يتهم كثيرا بتجارة الذهب".
وأضاف في منشور على فيسبوك: "في دولة القانون والديمقراطية يجب أن تكون الأمور واضحة".
من جهته، الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي باب سيد أحمد سيداتي: "زيارة مستشار قائد ميليشيات القتل والترويع والتطبيع وتجارة الممنوعات وتهريب الذهب وغيره تستوجب التنديد والإدانة، فلا مرحبا بجزار الآمنين وقائد قوات الإبراهيمية في السودان الشقيق".
وأضاف في منشور عبر حسابه على فيسبوك: "يجب على الوطنيين وكل الحريصين على أمن البلد وتجنيبه الحروب والفتن والنهب الخارجي للثروات أن ينتبهوا لخطورة هذه الزيارة، وأن يعتبروا الاحتفاء به واحتضانه موجبا للمتابعة والتحقيق.
وتابع: "احذروا رؤوس الفتن وزراعها، احذروا من الاحتفال بالقتلة، فلا فرق بين قاتل شيخ آمن في أنواذيبو، وقاتل شيوخ واطفال ونساء آمنين في السودان الشقيق".
من جهته قال الناشط السياسي إسلكو محمد صالح: "أحمد علي دينار الواجهة المدنية لمشروع دموي تمزّق السودان تحت وطأته، وقد دخل موريتانيا بصفته رجل أعمال والحقيقة أنه ابعد ما يكون من ذلك، إنه الواجهة المدنية لمشروع دموي تمزّق السودان تحت وطأته".
وتابع في منشور عبر فيسبوك:" أحمد علي دينار لا يمثل تنمية ولا استثمارا بل ارتبط اسمه بتهريب الذهب وتبييض الأموال ودعم الجماعات المسلحة التي أوغلت في دماء السودانيين، من يفتح له الأبواب يغامر بأن يتحول وطنه إلى ساحة عبور لمشاريع الفوضى والدمار".
وفد موريتاني في الخرطوم
وكان وفد من البرلمان الموريتاني أدى قبل أيام زيارة للعاصمة السودانية الخرطوم، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
وقال وكيل الخارجية السودانية بالإنابة السفير إدريس إسماعيل في تصريح صحفي، إن زيارة الوفد الموريتاني "تأتي في إطار العلاقات الوطيدة بين الدولتين" مبينا أنه أول وفد برلماني عربي وإفريقي يزور السودان خلال هذه الفترة.
وأضاف الدبلوماسي السوداني أن الزيارة تأتي "للتضامن مع الشعب السوداني لمواجهة الأزمة الراهنة" مشيرا إلى أن الوفد الموريتاني أكد أن هذه الحرب حرب قامت بها فئة باغية حاولت الانقلاب على السلطة، ولكن بحكمة وحنكة قيادة القوات المسلحة تمكن السودان من إحباط هذه المؤامرة في مهدها.
من جهته، قال رئيس الوفد البرلماني الموريتاني مصطفى الداه صهيب، إن اللقاء تناول العلاقات التاريخية بين البلدين من منظور ثقافي، منوها بحيوية العلاقات السودانية الموريتانية.
وأكد البرلماني الموريتاني أن العلاقات الموريتانية السودانية عصية على التغيرات الداخلية والخارجية، منوها بأن رئيس المجلس السيادي شكر الشعب الموريتاني على وقوفه بجانب السودان واحتضانه للجالية السودانية بموريتانيا.
تساؤلات بشأن الزيارة
لكن تزامن زيارة الوفد البرلماني الموريتاني للخرطوم، مع زيارة مستشار قائد قوات الدعم السريع لنواكشوط، اثار تساؤلات لدى عدد من المتابعين بموريتانيا.
وفي هذا الإطار كتب الصحفي الموريتاني أحمد محمد المصطفى عبر حسابه على فيسبوك: "قبل أيام كان وفد برلماني موريتاني في السودان، حيث التقى عددا من قادة مجلس السيادة السوداني قبل أن يتوج لقاءاته بالاجتماع مع رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فهل كان من أهداف هذا الوفد التغطية المبكرة على زيارة وفد مليشيا حميتي لموريتانيا؟".
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ منتصف نيسان /أبريل عاما 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتعرضت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة لانتكاسات عسكرية كبيرة، حيث بدأت تتناقص مساحات سيطرتها في ولايات السودان، فيما تسارعت انتصارات الجيش في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.