اعتبر الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التشكيك في معجزة الإسراء والمعراج، أمرًا غريبًا، بعد كل هذه السنوات من المعرفة، بالآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، التي تؤكد حدوث هذه المعجزة.

وقال الدكتور نظير عيّاد خلال لقاء تليفزيوني سابق على قناة صدى البلد،  إن التشكيك في الإسراء والمعراج أمر غريب نظرًا لوفرة الأدلة الشرعية والعلمية التي تثبت حدوثها، موضحًا أن الحديث عن معجزة الإسراء والمعراج ليس جديدًا، بل هو حديث قديم متجدد، يلاقي تأييدًا من البعض ومعارضة من آخرين.

مشددًا على أنه لا يوجد دليل يثبت صحة التشكيك في هذه الحادثة، بل يعتمد البعض على حملات التشكيك التي تهدف إلى زعزعة الثقة في الدين.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن القرآن الكريم تحدث صراحة عن الإسراء والمعراج في أكثر من موضع، وأشار إلى الآية الكريمة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىٰ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ}، وكذلك الآيات التي تحدثت عن المعراج في سورة النجم، التي وصفت الرحلة السماوية للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح، أن هناك من ينكر معجزة الإسراء والمعراج، استنادًا إلى الاستغراب العقلي، ولكن المعجزات في جوهرها تتجاوز حدود العقل البشري الذي لا يمكنه تفسير ما هو خارق للطبيعة، مؤكدًا أن المعجزات تُظهر قدرة الله، على التحكم في قوانين الطبيعة، ولا ينبغي أن تُقاس بالعقل البشري وحده.

وبيّن الدكتور نظير عيّاد، أن الإيمان بالغيب، لا يتطلب دليلًا ماديًا، بل يعتمد على الثقة بما جاء به القرآن والسنة، مضيفًا أن العقل له دور مهم في فهم الشريعة، لكنه لا يستطيع تفسير جميع الجوانب الغيبية في الدين، مثل معجزات الأنبياء، مؤكدًا أن العلاقة بين العقل والدين يجب أن تكون متكاملة، حيث يوجه العقل نحو فهم الدين بينما الدين يرفع حدود العقل في تفسير الغيبيات.

وأشار الدكتور عيّاد إلى أن بعض المشككين يبدأون بالهجوم على السُنّة النبوية لمحاولة إلغاء الكثير من معالم الدين، موضحًا أن السُنّة ليست مجرد روايات، بل هي تفسير وتوضيح للقرآن الكريم، ولا يمكن فهم الدين بشكل كامل دون الاستناد إلى الأحاديث النبوية.

وقال الدكتور نظير عيّاد، إن السنة تشرح وتوضح ما ورد في القرآن الكريم، مثل آيات الصلاة والزكاة وغيرها من الأحكام الشرعية التي لا يمكن تحديدها بدقة دون الرجوع إلى السنة، وأن التشكيك في السنة النبوية يؤدي إلى تقويض الدين بأسره، لأن السنة هي التي تفسر وتفصل ما جاء في القرآن.

وشدد مفتي الجمهورية على أهمية الإيمان بالمعجزات، كجزء من العقيدة الإسلامية، مؤكدًا أن الإسراء والمعراج هما جزء من المعجزات التي تؤكد قدرة الله اللا محدودة وأن أي محاولة لإنكارها تعتبر مخالفة للعقيدة الإسلامية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقل الإسراء والمعراج الغيبيات المعجزات معجزة الإسراء والمعراج التشكيك في الإسراء والمعراج المزيد الإسراء والمعراج مفتی الجمهوریة الدکتور نظیر التشکیک فی

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان جسرٌ للسلام ومصدرٌ لبناء الحضارات

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية جاءت لترسيخ المبادئ الإنسانية، وتثبيت القيم الأخلاقية العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون المجتمعات من عوامل التشتت والانهيار، مشددًا على أن الفهم الصحيح للدين هو ما يربط الإنسان بغيره على أساس من الرحمة والتعاون، لا على التنازع والإقصاء، موضحًا أن المشترك الإنساني بين الأديان يمثل مرتكزًا رئيسًا في تحقيق السلم الاجتماعي، وقاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.

 

جاء ذلك خلال كلمته، في الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية والتوعوية التي تهدف إلى ترسيخ القيم الدينية والإنسانية في نفوس طلاب المدارس.

وأضاف المفتي، أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى هذه القيم الجامعة التي تعلو فوق الانتماءات الضيقة، وتسمو على النزعات الفردية، والتي إن غابت ظهرت الفوضى وتفاقمت الأزمات، مبينًا أن الإسلام حين خاطب الإنسان خاطبه من حيث هو إنسان، لا من حيث جنسه أو لونه أو لغته أو عقيدته، وهو ما يدل على عظمة الرسالة وسمو الهدف.

 

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الأديان السماوية قد اتفقت جميعها في أصول العقيدة والشريعة والأخلاق، فجميع الرسل دعوا إلى التوحيد، وحثوا على مكارم الأخلاق، ونبذوا الفواحش والآثام، مؤكدًا أن هذه المشتركات ليست مجرد نظريات بل هي واقع يجب أن يُترجم إلى سلوك يومي يعزز من وحدة المجتمعات ويرتقي بالإنسانية جمعاء، موضحًا أن التحديات الفكرية والأخلاقية التي تمر بها المجتمعات المعاصرة تتطلب العودة الصادقة إلى هذه القيم النبيلة، مؤكدًا أن الدين لا يتحمل وزر من يسيء فهمه أو يحرّفه عن مقاصده السامية، وأن الرسالة الحقيقية للأديان قائمة على الرحمة والعدل وإعلاء الكرامة الإنسانية.

 

من جانبها، أكدت الدكتورة، إيمان محمد حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، أن هذه اللقاءات تسهم في بناء الشخصية المتزنة للطلاب، وغرس القيم العليا في نفوسهم، مشيدة بما يقدمه فضيلة المفتي من خطاب ديني رشيد، يحترم العقل ويهذب الوجدان، كما عبّر الأستاذ عبد الرحمن عبد اللطيف، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، عن شكره وتقديره لزيارة فضيلة المفتي، موضحًا أن الندوة تمثل إضافة نوعية في مسار العملية التعليمية والتربوية، وتعزز من جهود بناء وعي طلابي مستنير، كما حضر اللقاء  الشيخ، السيد الجنيدي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية، والدكتور خالد محمد عطية، مدير عام الإرشاد الديني بمديرية أوقاف الشرقية.

وتأتي هذه الندوة في إطار استراتيجية وطنية شاملة تتبناها دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بهدف نشر الوعي الديني الصحيح، وتحصين الطلاب من الانحرافات الفكرية، وتعزيز ثقافة التعايش والسلام في نفوس النشء.

مقالات مشابهة

  • الدكتور نور الدين أبو لحية: جرائم العدو تمحيص إلهي للأمة.. والنصر قادم لا محالة
  • مفتي الجمهورية مهنئًا بذكرى تحرير سيناء: رمز للفداء وعزيمة لا تُقهر
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
  • مفتي الجمهورية: العلاقة بين العلم والدين "علاقة تعاضد وتكامل "والتعارض بين العلم والوحي وهمٌ
  • مفتي الجمهورية: «الإسلام والعلم يحققان التكامل وليسا في صراع»
  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان جسرٌ للسلام ومصدرٌ لبناء الحضارات
  • جامعة الزقازيق تستضيف مفتي الجمهورية في ندوة توعوية حول العلاقة بين العلم والدين
  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضارات
  • مفتي الجمهورية يزور محافظة الشرقية ويلقي ثلاث محاضرات للطلاب
  • محافظ الشرقية يستقبل مفتي الجمهورية بمكتبه بالديوان العام