الأمم المتحدة تنقل مؤقتًا موظفيها غير الأساسيين من جوما شرق الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
أعلنت الأمم المتحدة عن نقل موظفيها غير الأساسيين مؤقتا من مدينة جوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، نظرا لـ التدهور السريع للوضع الأمني في المنطقة، ويتعلق هذا القرار على وجه الخصوص بالموظفين الإداريين والفئات الأخرى التي يمكنها مواصلة أنشطتها عن بعد، مع الحفاظ على الفرق الأساسية في الموقع للعمليات الإنسانية وحماية المدنيين.
وفقًا لبيان صحفي صادر عن الأمم المتحدة، فإن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان أمن موظفيها دون المساس بالعمليات الحيوية، وجاء في الوثيقة: "سيبقى الموظفون الأساسيون في الميدان لضمان استمرارية توزيع المساعدات الغذائية والمساعدات الطبية والمأوى وحماية السكان المعرضين للخطر".
وعلى الرغم من هذا الانتقال المؤقت، أكدت الأمم المتحدة من جديد "التزامها الثابت" تجاه شعب شمال كيفو، حيث تعمل المنظمة عن كثب مع شركائها في المجال الإنساني والسلطات الوطنية لضمان استمرار وصول المساعدات الحيوية إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً.
وسيتم إعادة تقييم عملية إعادة التوطين في ضوء تطورات الوضع الأمني، بهدف إعادة إنشاء وجود تشغيلي كامل بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، وفقًا لمصادر الأمم المتحدة ".
ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تشهد فيه منطقة ماسيسي معارك عنيفة، وخاصة على محوري مويسو وساكي، ومنذ صباح اليوم السبت، تم الإبلاغ عن تبادل لإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة والخفيفة فى المنطقة، ما تسبب في إثارة حالة من الذعر بين سكان مدينة جوما، تخوض القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، بدعم من ميليشيات وازاليندو المحلية وقوات حفظ السلام التابعة لبعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، معارك ضد متمردي حركة 23 مارس، المدعومين من الجيش الرواندي.
وفي مدينة مويسو التي تقع على بعد نحو ستين كيلومترا شمال جوما عاصمة شمال كيفو، أسفرت الاشتباكات أيضًا عن خسائر بشرية،حيث لقي مدنيان على الأقل مصرعهما، امرأة وطفل، متأثرين بجراحهما بعد تعرضهما لإطلاق نار خلال تبادل إطلاق النار.
ولا يزال الوضع الإنساني في المنطقة حرجًا، حيث يعيش أكثر من 800 ألف شخص في المخيمات حول جوما، وقد أدى التصعيد الأخير للعنف إلى مزيد من النزوح الجماعي إلى المناطق الحضرية، مما أدى إلى تفاقم الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أعرب ، في وقت سابق اليوم، عن قلقه العميق إزاء تجدد أعمال العنف.
وفي بيان رسمي، أدانت بروكسل استيلاء حركة 23 مارس" على مواقع استراتيجية مدينة جوما، ووصفت هذه الأعمال بأنها "انتهاك غير مقبول" لوقف إطلاق النار، كما حث الاتحاد الأوروبي أيضا رواندا على إنهاء دعمها للمتمردين، منددا بالهجوم على سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة كيفو الاتحاد الأوروبي بروكسل الکونغو الدیمقراطیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
اجتماع أممي بشأن الكونغو الديمقراطية وكينشاسا تستدعي دبلوماسييها من رواندا
يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد لبحث العنف الدائر شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي أعلنت استدعاء دبلوماسييها في رواندا، بعد تصاعد حدة المعارك بين الجيش الكونغولي ومسلحي حركة "إم 23" المدعومين من رواندا وجيشها.
وتم تقريب موعد اجتماع مجلس الأمن إلى الأحد بعدما كان مقرّرا غدا الاثنين، وفق مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن بينتو كيتا رئيسة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) ستقدّم إحاطة خلال الجلسة.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -الخميس الماضي- "قلقه" حيال تجدد العنف، محذرا من "خطر اندلاع حرب إقليمية".
من جانب آخر، استدعت وزارة الخارجية الكونغولية دبلوماسييها من رواندا، وطلبت من السلطات الرواندية وقف الأنشطة الدبلوماسية والقنصلية في العاصمة الكونغولية كينشاسا في غضون 48 ساعة.
وبعد فشل وساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا برعاية أنغولا، تمكّن مسلحو "إم 23" ونحو 4 آلاف جندي رواندي، بحسب الأمم المتحدة، من تحقيق تقدّم سريع في الأسابيع الأخيرة، وباتوا يطوّقون غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو البالغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، وتضم مثلهم على الأقل من النازحين.
وقال المتحدث باسم الجيش الكونغولي سيلفان إيكينجي إن "رواندا مصمّمة على الاستيلاء على مدينة غوما"، مؤكدا في المقابل تصميم القوات المسلّحة الكونغولية على "صد العدو".
إعلان قتلى القوات الإقليميةوأعلن مسؤولون بالأمم المتحدة اليوم أن 6 من القوات الإقليمية قتلوا في اشتباكات مع مسلحي "إم 23". وقتل اثنان من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية أول أمس الجمعة، بينما قتل جندي من قوات "الخوذ الزرقاء" من أوروغواي، بالإضافة إلى ذلك، قتل 3 من قوات حفظ السلام المالاوية شرقي الكونغو.
وانتشرت هذه القوات الإقليمية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ نهاية 2023 لمساندة حكومة كينشاسا، وتضم خصوصا 2900 جندي جنوب أفريقي.
ودعا الاتحاد الأفريقي أمس إلى "وقف فوري" للمعارك في المنطقة، حاضّا على "الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار الذي توافق عليه الأطراف".
بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي حركة "إم 23" بأن "توقف تقدمها" و"تنسحب فورا"، وحضّت ألمانيا أمس رعاياها على مغادرة إقليم شمال كيفو، وذلك غداة حض السفارتين الأميركية والفرنسية في الكونغو الديمقراطية وكذلك الخارجية البريطانية رعاياها على مغادرة غوما.
ويعد مسلحو "إم 23" من بين حوالي 100 مجموعة مسلحة تتنافس على موطئ قدم في شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن، على طول الحدود مع رواندا، وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاما في المنطقة. وسبق أن أُعلن التوصل إلى 6 اتفاقات وقف إطلاق نار وهدنة في المنطقة، لكنها ما لبثت أن انتُهِكَت. ووُقِّع آخر اتفاق لوقف النار نهاية يوليو/تموز الماضي.
وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من أن الوضع "يتزايد خطورة" بالنسبة إلى المدنيين في غوما، مشيرة إلى أن ثمة "احتياجات إنسانية هائلة" مع بلوغ عدد المهجرين بسبب القتال منذ بداية الشهر الحالي نحو 400 ألف، حسب الأمم المتحدة.