أكد روائيون عمانيون أن الإبداع الأدبي في سلطنة عمان يحمل زخمًا متزايدًا في مختلف الأجناس الأدبية، وعلى رأسها السرد. جاء ذلك في ندوة حوارية اليوم السبت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حملت عنوان "السرد العُماني .. الحضور المتصاعد"، بمشاركة أربعة من أبرز المبدعين العُمانيين لإلقاء الضوء على تجاربهم الأدبية المتنوعة والحديث عن واقع السرد في عمان وتحدياته وآفاقه المستقبلية.

ووجه الإعلامي العُماني سليمان المعمري، الذي أدار الجلسة ، الشكر لإدارة معرض القاهرة الدولي الكتاب على الاحتفاء بوفد سلطنة عمان ، وقال إن معرض القاهرة للكتاب يعد منصة أدبية وجسرا للتلاقي الحضاري والثقافي بين الشعوب.

ونوه الى أن المعرض وضع نفسه في قائمة معارض الكتاب العربية والدولية ، وأوجد لنفسه مساحة كبيرة لدى الأدباء والكتاب من شتى أنحاء العالم.

من جهتها ، استعرضت الروائية العمانية بشرى خلفان مشروعها الأدبي الذي يتمحور حول مدينة مسقط ، باعتبارها مركز الطفولة والذاكرة ، وأشارت إلى أن انتماءها للمكان يشكل ركنًا جوهريًا في كتابتها، مؤكدة أن مشروعها يتبلور مع استمرارها في الكتابة.

وعن روايتها الأبرز (دلشاد)، التي انتهت نهاية مفتوحة، كشفت خلفان أن الجزء الثاني منها أو من أي عمل روائي يعتمد على مدى الحاجة إلى تطوير الشخصيات واستكمال الأحداث، مؤكدة أن الكتابة عملية تتطلب الصبر والتأمل.

من ناحيته ، تطرق الروائي والشاعر العماني زهران القاسمي، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) ، إلى الحديث عن روايته (تغريبة القافر) ، وعن رهبة الكتابة التي لازمته في بداياته، وكيف دفعه هذا الشعور إلى الغوص في الذاكرة الشعبية العُمانية واستلهام حكاياتها.

وأكد القاسمي أن لكل رواية جانبا بحثيا دقيقا، مشيرًا إلى تجاربه مع رواياته، مثل (القناص) التي استلهمها من حوارات مع صيادي الوعول، و (جوع العسل) التي استفاد فيها من خبرته في تربية النحل، و (تغريبة القافر) التي تطلبت بحثًا معمقًا في نظام الأفلاج العُماني.

وفي السياق ذاته ، نوه الأديب العماني عبدالله حبيب بتجربته الشخصية في الكتابة بوصفها وسيلة لاستكشاف جوهر الذات، مشيرًا إلى أن اختياراته للأشكال الأدبية المختلفة تأتي نتيجة لرغبته في التعبير عن ذاته بطرق متنوعة.

وأشار إلى أنه لم يكتب الرواية رغم اعتزازه بالشكل الروائي، موضحًا أن الرواية تتطلب ثقافة موسوعية وحنكة كبيرة، وهو ما يعتبره معيارًا صعبًا للالتزام به.

على صعيد متصل ، تحدث الكاتب والصحفي العماني محمد بن سيف الرحبي عن تجربته المتنوعة التي تجمع بين الصحافة والأدب والمسرح ، وأشار إلى أن خلفيته الصحفية أثرت على أسلوبه في الكتابة، مما مكنه من التنقل بين الأشكال الأدبية المختلفة، مثل أدب الرحلات والسيرة الذاتية.

وركز الرحبي على أن الرواية هي التي تختار مسارها، موضحًا أن تحويل الواقع إلى شكل فني عملية شاقة، لكنها ممتعة ومليئة بالمغامرة.

واختتم الرحبي الندوة الحوارية بالتأكيد على استحقاق الرواية العمانية للاحتفاء بسبب استحقاقها لذلك وليس فقط بسبب فوزها بالجوائز، لا سيما وأن هناك العديد من التجارب الأدبية العمانية التي استطاعت أن تثبت أقدامها بالآونة الأخيرة.

يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 يقام هذا العام تحت شعار "اقرأ .. في البدء كان الكلمة"، يجمع بين دور نشر محلية ودولية تقدم مجموعة متنوعة من الكتب في شتى المجالات، بما في ذلك الأدب، التاريخ، التنمية الذاتية، والعلوم، كما يتميز بتنظيم أنشطة ثقافية وورش عمل تناسب كافة الأعمار، ما جذب العائلات والطلاب على حد سواء.

وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتشهد الدورة الـ 56 فعاليات ثقافية وفنية ، يشارك فيها نخبة من الكتاب والمثقفين المصريين والعرب والأجانب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عمان سلطنة عمان معرض القاهرة الدولی إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تنظم حفل استقبال بالقاهرة بمناسبة اختيارها ضيف شرف القاهرة الدولي للكتاب

أقامت وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية بالتنسيق مع سفارة سلطنة عُمان في القاهرة، حفل استقبال مميز احتفاءً باختيار السلطنة ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56. 

حضر الحفل عدد من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، يتقدمهم د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب و ممثلون عن وزارتي الثقافة والخارجية المصرية، إلى جانب سفراء عرب وأجانب معتمدين في القاهرة، وممثلين عن الدول المشاركة في فعاليات المعرض بحضور د. عبدالله الحراصي وزير الإعلام العماني وسعيد بن سلطان وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافية والسفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية و مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية

كما شهد الحفل حضور نخبة من رؤساء  مجالس  الصحف المصرية و تحرير الصحف المصرية، والإعلاميين، والكتاب، والمثقفين، وأعضاء البعثة الدبلوماسية العُمانية في القاهرة، ما عكس أهمية الحدث والزخم الثقافي الذي يصاحبه.

الجدير بالذكر أن البرنامج الثقافي لسلطنة عُمان خلال أيام المعرض يشهد نشاطًا مكثفًا يتنوع بين الندوات، والأمسيات الثقافية، والحوارات التي تعكس عمق العلاقات العُمانية المصرية، وتبرز الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين.

وتشارك السلطنة بجناح رسمي مميز يُبرز نماذج غنية من مفردات الثقافة العُمانية، سواء التاريخية منها أو الحديثة، ليعكس ثراء الثقافة العُمانية وعمقها الحضاري وعراقتها، ويتيح للزوار فرصة لاستكشاف هذا الإرث الثقافي العريق الذي يجمع بين الأصالة والتجديد.

مقالات مشابهة

  • أهمية المعرفة والثقافة.. سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب.. منصة ثقافية عالمية تحتفي بالتنوع الأدبي
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب.. منصة ثقافية عالمية تحتفي بالتنوع الأدبي (فيديو)
  • الرحبي: اختيار عمان ضيف شرف لمعرض الكتاب الدولي يُعد تكريما للدور الثقافي لعمان
  • سلطنة عمان تنظم حفل استقبال بالقاهرة بمناسبة اختيارها ضيف شرف القاهرة الدولي للكتاب
  • سفير عمان عن اختيار بلده ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب: يعكس عمق العلاقات
  • سفير عمان عن اختيار بلده ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب: يعكس العمق في العلاقات
  • سلطنة عمان ضيف الشرف.. انطلاق فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب