«الخطاب الثقافي ومتغير العصر» ندوة بمعرض الكتاب حول التطورات الرقمية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
شهدت القاعة الدولية، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انعقاد ندوة بعنوان «الخطاب الثقافي: ومتغير العصر».
شارك في الندوة الباحث العُماني عبدالرحمن العسكري بالمحور الأول «سوسيولوجيا التلقي وإنتاج خطاب المجلات الثقافية»، والدكتور أحمد الشافعي بالمحور الثاني «لغة الخطاب الثقافي الراهن: التحولات والمآلات»، وحسام نايل بالمحور الثالث «السميولاكرا: من السينما إلى الرواية الرقمية».
وأدارت الندوة الإعلامية والروائية هدى حمد، وفي كلمتها، أشارت الإعلامية والروائية هدى حمد إلى كتاب «السطحيون» لنيكولاس كار الذي تناول قصة نيتشه، وكيف أثرت آلة الكتابة التي اقتناها على أسلوبه النثري ليصبح أكثر اقتضابًا وقوة.
الأدوات التقنية على طريقة التفكيروأوضحت أن هذا المثال يعكس تأثير الأدوات التقنية على طريقة التفكير والإبداع، مشيرة إلى أن التطور التقني المتسارع أدى إلى اختراق صوت «الفرد» لنسيج خطاب النُخب، ما قوَّض سلطة إنتاج الخطاب وجعلها في متناول العامة، وأكدت أن هذا التغيير العميق يُبرز تداخلًا بين المرسل والمستقبل، حيث باتت الحدود بينهما تتلاشى.
كسر عزلة الخطاب الثقافيوأضافت حمد أن العصر الحديث، على الرغم من إرباكه للمفاهيم التقليدية، كسر عزلة الخطاب الثقافي وجعله أكثر انفتاحًا على أشكال وعي متباينة.
وأوضحت أن الوسائط المتعددة والبدائل التقنية قد منحت حتى «الأُمي» فرصة ليصبح متلقيًا فاعلًا، بل وناقدًا أحيانًا، وأثارت تساؤلات حول كيفية حفاظ الخطاب الثقافي على جوهريته وسط فيض البيانات الإلكترونية، وكيف يمكن تكييفه ليكون أكثر قربًا من المتلقي دون السقوط في فخ التسطيح أو التعقيد.
وأشارت إلى ضرورة كسر تصلب الخطاب الثقافي ليتماشى مع تحولات العصر، مؤكدة أن النأي عن مواكبة التغيرات التقنية يُدخل الخطاب في حالة اغتراب مزمنة.
وذكرت أن التخلي عن الانخراط في التحولات الرقمية لم يعد خيارًا في ظل الواقع الجديد، حيث يصبح الانقطاع عن التيار التقني عائقًا أمام تواصل فعال مع الجمهور.
وفي المحور الأول للندوة، تناول الباحث العُماني عبدالرحمن العسكري مفهوم «سوسيولوجيا التلقي» ودورها في تشكيل خطاب المجلات الثقافية.
وأوضح أن الثورة الرقمية أسهمت في تقويض سلطة المؤسسات الثقافية التقليدية، ما أدى إلى تحول مسار تدفق المعرفة إلى صيغة تفاعلية تشاركية.
وأكد أن المجلات الثقافية لم تتراجع، بل تغيَّرت أشكالها لتتوافق مع متطلبات العصر الرقمي، حيث تظهر منصات رقمية جديدة تقدم محتوى يتفاوض مع توقعات المتلقين ويحقق انتشارًا واسعًا.
وأضاف العسكري أن المجلات الثقافية أصبحت فضاءً يجمع أصوات منتجي الخطاب مع المتلقين، ما يعكس تأثير سوسيولوجيا التلقي في إعادة صياغة الخطاب الثقافي.
المجلات الثقافية الرقميةودعا إلى تطوير مقاربة بحثية لقياس تأثير تفاعل الجمهور مع المجلات الثقافية الرقمية على توجهاتها التحريرية والفنية، أما في المحور الثاني، فتحدث الدكتور أحمد الشافعي عن لغة الخطاب الثقافي الراهن، مبينًا أنها تعكس هوية المجتمع وتفاعله مع التحديات الفكرية والاجتماعية.
وأشار إلى أن هذا الخطاب يشهد تحولات جذرية بفعل العولمة الثقافية والتطورات الرقمية، ما يتطلب إعادة النظر في أساليبه وتعبيراته.
وفي المحور الثالث، تناول حسام نايل مفهوم «السميولاكرا»، مستعرضًا أفكار الفيلسوف الفرنسي جان بودريار حول العلاقة بين الصورة والواقع.
وأوضح نايل أن الصورة تمر بأربع مراحل: تبدأ بتمثيل مباشر للواقع، ثم تتحول إلى تمثيل محرّف، وصولًا إلى إخفاء غياب الأصل، وأخيرًا تصبح الصورة واقعًا مستقلًا بذاته.وقدم نايل، أمثلة من وسائل التواصل الاجتماعي والعملات الرقمية لتوضيح مفهوم «الواقع الفائق»، حيث يتم إنشاء واقع مصطنع يحل محل الواقع الحقيقي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد الشافعي التواصل الاجتماعي العصر الحديث العصر الرقمي تفاعل الجمهور فعاليات الدورة معرض القاهرة الدولي للكتاب وسائل التواصل الخطاب الثقافی
إقرأ أيضاً:
الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش التراث والثقافة بين السودان وموريتانيا
استضاف الصالون الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "ثقافتنا في السودان وموريتانيا"، تحت محور "أيام عربية".
تحدث في الندوة الدكتور إسماعيل الفحيل من السودان، والدكتور محمد ولد أحظانا من موريتانيا، وأدارتها الإعلامية منى الدالي.
وافتتحت منى الدالي الندوة بالترحيب بالحضور، مؤكدة أهمية موضوع النقاش الذي يجمع بين التراث والثقافة، مشيرة إلى أن الثقافة تعد وعاءً شاملاً تنبثق منه روافد عديدة، أبرزها التراث.
وتحدث الدكتور إسماعيل الفحيل عن التراث المشترك بين مصر والسودان، مؤكدًا عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، التي تعززها عوامل الجوار، والنسب، والمصاهرة.
وأشار إلى أن التواصل الثقافي يمتد منذ القدم بفضل القوافل التجارية، واستمر حتى اليوم عبر التفاعل اليومي بين الشعبين.
كما تناول أهمية اللغة كوسيلة للتثاقف، موضحًا أن اللهجة السودانية مفهومة لدى المصريين، والعكس صحيح، مما يعكس الترابط اللغوي والثقافي.
وأضاف أن كثيرًا من الأسر السودانية اختارت الإقامة في مصر بعد الحرب الأخيرة لسهولة التواصل والتفاهم.
وسلط الفحيل الضوء على التشابه بين العادات والتقاليد في البلدين، مثل الأطعمة المشتركة وتأثير نهر النيل على الأدب والتراث الثقافي.
وأشار إلى التعاون المشترك في تسجيل عنصر النخيل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كأحد الجوانب التراثية المشتركة.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد ولد أحظانا عن تطور الشعر الموريتاني، مشيرًا إلى خصوصية الشعر العربي مقارنة بنظيره العالمي، لما تتمتع به اللغة العربية من بنية إبداعية قابلة للتطوير.
واستعرض مراحل تطور التجربة الشعرية الموريتانية، بداية من العودة إلى الجذور الشعرية في العصر الجاهلي والإسلامي، مرورًا بدعوات التجديد والإبداع التي شهدت تحولات نحو الحداثة.
كما تناول بروز أشكال جديدة مثل شعر التفعيلة والشعر الحر، التي مزجت بين الأصالة والتجديد.
اختُتمت الندوة بتأكيد المتحدثين على أهمية التراث المشترك كجسر للتواصل الثقافي بين الشعوب، مشددين على ضرورة الحفاظ عليه وتعزيزه للأجيال القادمة.