الجبهة المدنية بها أطراف من خارج تقدم مثل حركة عبد الواحد النور وعبد العزيز الحلو وحزب البعث والاتحادي الأصل جناح الحسن الميرغني، هذه الأطراف لا علاقة لها بالقضية الداخلية لـ”تقدم”

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

قطع رئيس التجمع الاتحادي بابكر فيصل بأن التباين حول الموقف من الحكومة المدنية سيتم حسمه تنظيميا، معربا عن تمنياته بأن لا تتحول قضية الاسم “تقدم” لمحل نزاع بين الطرفين.

دعنا نبدأ مما يحدث داخل تقدم من بوادر لانشقاقات بين مكونات تريد المشاركة في حكومة مدنية وأخرى رافضة، كيف ستتعاملون مع هذا الواقع؟

تقدم تحالف يضم عددا من التيارات؛ أحزاب سياسية وحركات مسلحة ونقابات ومهنيون ومجتمع مدني ولجان مقاومة، هو تيار عريض تواثق على أهداف متعلقة بإيقاف الحرب ورؤية ما بعد إيقافها، مع مرور الوقت وتطورات الحرب هناك مجموعة رأت الذهاب في اتجاه تشكيل الحكومة ترى فيها وسيلة ناجعة لمخاطبة المظالم التي يتعرض لها قطاع كبير من الشعب السوداني من عدم القدرة على الحصول على أوراق ثبوتية أو الجلوس لامتحانات الشهادة إلى جانب الإشكالات التي صنعها قرار استبدال العملة، ومن جهة ثانية ترى هذه المجموعة أنها وسيلة لنزع شرعية بورتسودان، فيما يرى تيار آخر ضرورة مواصلة النضال بذات الوسائل القديمة السياسية والدبلوماسية والتواصل مع الجماهير، وبالنسبة له شرعية بورتسودان منزوعة منذ الانقلاب العسكري، هذه القضية طفت على السطح، وصارت جندا للنقاش في مؤتمر الهيئة القيادية الذي عقد الشهر الماضي في كمبالا، لكن لم يتم التوصل فيه إلى نتيجة، فاحال القضية للآلية السياسية التي كونت لجان فرعية منها لجنة لمناقشة الحكومة لم تصل لنتيجة أيضا، فأعادت الموضوع للآلية السياسة مرة أخرى. الآن نحن موجودين في كينيا؛ اللجنة نفسها موجودة وكذلك الأطراف التي تمثل التيارين في مسعى لإيجاد حل، وأتوقع الوصول لنتيجة.

 هل نتوقع أن تمضي تقدم بمشاركة فصيل يدعو لتشكيل الحكومة؟

من الصعوبة بمكان وجود فصيل يدعو لتشكيل حكومة وآخر ضدها ضمن تحالف موحد بقنوات تنظيمية واحدة!

من الصعوبة بمكان وجود فصيل يدعو لتشكيل حكومة وآخر ضدها ضمن تحالف موحد بقنوات تنظيمية موحدة!

حدث من قبل اشتباه في اسم تحالف الحرية والتغيير بعد الانفصال في وقت توصم فيه الدعاية الكيزانية تقدم بأنها الجناح السياسي للدعم السريع، هل هناك مخاوف من حدوث اشتباه مماثل في اسم “تقدم”؟

في خاتمة المطاف هذا التباين لا بد من حسمه بشكل تنظيمي ومؤكد إذا تنظيميا تفاصلنا قضية الاسم ستكون قابلة للنقاش، نتمنى ألا يصبح الاسم مجالاً للنزاع، هو يعبر عن تيارات سياسية مواقفها ستضح للساحة العامة، مثلما حدث عندما أطلق المنقسمون من الحرية والتغيير على نفسهم “الكتلة الديمقراطية” وفي الحقيقة كانوا كتلة غير ديمقراطية انحازت للعسكر، الناس ميزت بين مواقفها والموقف الآخر، ليست لدينا مخاوف في الأسماء؛ في النهاية ذلك “الطرف الآخر” سيتهمها تحت أي اسم.

تجري حاليا اجتماعات لتوسيع الجبهة المدنية في وقت لم يُحْسَم خروج المجموعة التي ستذهب في اتجاه تشكيل حكومة!

لا أرى ترابطاً عضوياً بين الموضوعين؛ لأن الجبهة المدنية بها أطراف من خارج تقدم مثل حركة عبد الواحد النور وعبد العزيز الحلو وحزب البعث والاتحادي الأصل جناح الحسن الميرغني، هذه الأطراف لا علاقة لها بالقضية الداخلية لتقدم، ومهمة تكوين الجبهة المدنية هي قضية عاجلة مثل المهام الأخرى التي تمت إجازتها في تقدم، إلى جانب الجبهة المدنية لدينا مؤتمر المائدة المستديرة، وهذه هي الخطوات التي سنمضي فيها في كل الأحوال، كما أن المشكلة الداخلية شارفت على الانتهاء.

المائدة المستديرة ربما تضم أطرافًا من داخل المعسكر الذي يدعو لاستمرار الحرب في بورتسودان

ما هو الفرق بين الجبهة المدنية والمائدة المستديرة؟

الجبهة المدنية تجمع الأطراف المتقاربة في الرؤية، وتشترك في الأهداف الكبيرة المتعلقة بمستقبل البلاد ورؤية ما بعد الحرب، فيما تجمع المائدة المستديرة الأطراف المشتركة في هدف وقف الحرب فقط، وربما تكون فيها أطراف من داخل المعسكر الذي يدعو لاستمرار الحرب في بورتسودان.

هل نتوقع مشاركة واجهات من المؤتمر الوطني؟

لدينا في تقدم موقف واضح من المؤتمر الوطني وواجهاته، وأتوقع أن يكون هو موقف الجبهة المدنية العريضة أيضا، عدا هؤلاء أي طرف ينادي بوقف الحرب سيكون جزءا من المائدة المستديرة.

ما هو موقف تقدم من تكوين حكومة منفى؟

مهما قيل من مبررات حتى وإن كانت موضوعية لتشكيل حكومة؛ إلا أنه سيضع البلاد في طريق التقسيم. أما إذا كان الهدف هو نزع الشرعية من حكومة بورتسودان فنحن لا نعترف بشرعيتها، ونتحرك بشرعية ثورة ديسمبر ورئيس تقدم هو رئيس وزراء حكومة الثورة المنقلب عليه، وفي عضويتها كثير من أعضاء حكومته.

لذلك نحن متأكدون من عدم جدوى أي حكومة لجهة أنها ستفرض أجندة على الأرض فيها إضعاف للتيار المدني في شكله العام والكبير.

عندما طرحنا سؤال التقسيم في حوار سابق مع رئيس حزب الأمة كانت إجابته أن بورتسودان ذهبت في طريق التقسيم بالفعل.

صحيح! هناك أمثلة كثيرة حول اتخاذ قرار من طرف واحد بتغيير العملة، والامتحانات، منع الناس من الأوراق الثبوتية، جميعها خطوات في اتجاه التقسيم، لكن نحن نعلم أن حكومة بورتسودان تحركها أجندة الحركة الإسلامية التي تضع التقسيم كجند أساسي في برنامجها منذ مثلث حمدي وفصل الجنوب، فالاتجاه نحو التقسيم مفهوم من جانبهم، لكن القوة المدنية لا بد أن تسعى للحفاظ على وحدة السودان أرضه وشعبه.

حكومة بورتسودان تحركها أجندة الحركة الإسلامية التي تضع التقسيم كجند أساسي في برنامجها منذ مثلث حمدي وفصل الجنوب

ما هي خيارات الحلول وسط عدم إثمار حراك تقدم المستمر منذ اندلاع الحرب؟

مسؤولية إيقاف الحرب في المقام الأول تقع على عاتق الطرفين المتحاربين، ولا بد أن يصلوا للإرادة الكافية لإنهائها، لكن القوى المدنية في حالة الحروب تكون هي الأضعف؛ لأن جيشها المدني الذي كان يتحرك في شوارع الخرطوم، ويخرج في تظاهرات، ويقيم الندوات ويلتقي في دور الأحزاب صار موزعا بين الملاجئ والمنافي وأماكن النزوح، وتحول همه في السعي للحصول على الأكل والمشرب والبحث عن الأمان. لكن مع هذا الضعف تقوم بأدوار أساسية في غرف الطوارئ والعمل على إيصال المساعدات إلى جانب الدور السياسي المتعلق بالحركة والدبلوماسية في الإقليم والمجتمع الدولي ولها صوت يستمع إليه في كثير من المنابر، وتظل مطالبها الأساسية متعلقة بوقف الحرب وحماية المدنيين وإغاثة الناس.

كيف ترى الواقع في البلاد بعد تكوين هذه الحكومة المتوقعة في مناطق سيطرة الدعم السريع؟

ستذهب الأوضاع في شكل أكثر تعقيدا؛ لأن تشكيل حكومات يفرض واقعا مختلفا تحدث فيه ديناميكيات متباينة، وتترتب عليه مصالح مجموعات، وستفرض هذه الحكومات التي تحمل السلاح أمرا واقعا تسمح فيه بدخول الإغاثة أو رفضها، وقد يضطر المجتمع الدولي للتفاهم معها، عليه وجود حكومتين في الأرض سيفرض حالة من الأمر الواقع التي لا يمكن تجاوزها. ومع وجود عوامل أخرى متمثلة في خطاب الكراهية والانقسام الاجتماعي ستذهب البلاد في اتجاه التمزق والتفتت.

العقوبات على “البرهان” و”حميدتي” مقصود بها ممارسة ضغوط على جميع الأطراف للذهاب لطاولة التفاوض

كيف ترى تأثير العقوبات التي فرضت على قائدي الجيش والدعم السريع على الساحة العسكرية؟

موقفنا المبدئي مع عدم الإفلات من العقاب وإنصاف الضحايا، لكن رؤيتنا أن يتم ذلك عبر القنوات القانونية لذلك أيدنا تقرير بعثة تقصي الحقائق وتوصيتها المتعلقة بإنشاء آلية دولية مستقلة للنظر في الانتهاكات، وذهبنا أبعد من ذلك، وطالبنا بتوسيع ولاية محكمة الجنايات الدولية لتشمل كل السودان، ولا تقتصر فقط على دارفور.

ندعو في هذا الإطار الدول التي ألقت بعقوبات على الجيش والدعم السريع وقيادات الحركة الإسلامية أن تقدم الأدلة التي تمتلكها للآلية المستقلة والجهات القانونية لتعضيد الأدلة؛ وبالتالي البعد عن أي شبهات سياسية، وأن تكون المحاسبة قانونية.

هذه القرارات لا شك لديها جانب سياسي مقصود به ممارسة الضغوط على جميع الأطراف لتذهب لطاولة التفاوض، والعقوبات بدأت متدرجة حتى وصلت لقيادة الطرفين، “برهان” و”حميدتي” ما يعني رغبتهم في إرسال إشارات واضحة وممارسة ضغوط أكبر وتأكيد أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الأوضاع في السودان.

كل من يحرص على الجيش يجب أن يدعو لوقف الحرب

هناك مخاوف من تكرار تجربة “البشير” الذي دفعته قرارات الجنائية للتمسك أكثر بالسلطة؛ هل ترى أن هذا الأمر يمكن أن يتكرر في حالة “البرهان”؟

في مستوى العقوبات الحالي ما زالت هناك فرصة جيدة لجلوس الأطراف للتفاوض، لكن تطاول أمد الحرب قد يجعل الأمر يتحول لقضايا جنائية، وتتدخل محكمة الجنايات، ويحدث مثلما حدث في زمن “البشير” مواجهتهم بإجراءات قانونية وجنائية لا يمكن “للبرهان” أو “حميدتي” التهرب منها.

الأمر يتطلب نظرة واعية من الناس الذين صدرت ضدهم عقوبات للذهاب للتفاوض وهو أمر دون شك تتحكم فيها حسابات السيطرة العسكرية على الأرض، وكل طرف يريد أن يوسع مناطق سيطرته لذلك نشاهد حاليا المعارك المحتدمة في الخرطوم والفاشر، ربما تكون معارك تستبق محاولة الدخول في حوار جديد، وربما كل طرف يريد الذهاب وهو في وضع أفضل.

ما هي توقعاتك لإدارة “ترامب”؛ هل تعتقد أنها ستذهب في ذات الاتجاه؟

استمعت لخطاب التنصيب؛ وكان لافتا فيه طرح ترامب لنفسه رجل سلام عالمي وقال إنه يريد عمل تسوية لكافة الحروب الموجودة في العالم، وهذا الموقف عززه الوصول لاتفاق غزة الذي مارس فيه ترامب ضغوطا كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل وصوله للبيت الأبيض، واللافت للأمر أن الاتفاق تم بوساطة بين الإدارات الأمريكية القديمة والجديدة.

أعتقد أن السودان سيكون في الدرجة الأدنى من الأهمية مقابل الحرب الأوكرانية مثلا التي سيكون لها الأولوية، لكن إن جاز لي التوقع وفق المعطيات الموجودة أرى أنه سيكون هناك تحرك من إدارة ترامب للضغط على الأطراف عبر السعي مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لتوصيل الطرفين لطاولة مفاوضات لجهة أن الحرب السودانية خلقت توترا في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

مع ذكر التوترات الإقليمية؛ كيف تعلق على ما حدث في جوبا للمواطنين السودانيين وما قبله أحداث الجزيرة؟

ما حدث أمر مؤسف للغاية! ردة الفعل التي حدثت مغايرة للموقف الرسمي والشعبي الذي كان في جوبا إبان اندلاع الحرب، وجنوب السودان من الدول القلائل التي سمحت للسودانيين بدخول أراضيها حتى بدون وثائق رسمية، كما سمحت للأطباء بالعمل وفق شروط مسهلة عكس الدول الأخرى، وشاهدنا تفاعل الجماهير الجنوبية مع الفريق القومي السوداني وفريق الهلال، لكن مع الأسف أحداث مدني نكأت جراح قديمة وذاكرة أليمة لدى الجنوبيين مرتبطة بسنوات الحروب الطويلة والانتهاكات التي صاحبتها لذلك جاء رد الفعل قاسيا راح ضحيته مواطنين عزل أبرياء لا علاقة لهم بأحداث مدني!

لكن تحرك السلطات الرسمية في جوبا كان حاسما وكذلك كافة البيانات التي صدرت تجاه التهدئة كانت حكيمة. لكن أتوقع أنه في حال استمرار الحرب لن يقف الموضوع على جنوب السودان فقط لجهة أن الحرب السودانية لها تقاطعات بين عدد من الشعوب في تشاد وإثيوبيا ومصر وغيرها والتطورات الداخلية لا شك سيكون لها انعكاسات، وشاهدنا بيان أديس أبابا في هذه الأحداث، ووصفها لها بأنها غير مقبولة.

هل تتوقع تحركات إقليمية خاصة من دول الجوار ربما تشمل الدول التي تدعم أحد طرفي الحرب تجاه الدفع بوقفها؟

نعم هذا ما نتوقعه، لأن تأثيرات الحرب لن تنحصر في السودان ومعظم هذه الدول لديها مشاكل داخلية ونزاعات قبلية واستمرار الحرب ستتضرر منه كل دول الجوار، وفي سعيها لحماية مصالحها ستتحرك في اتجاه وقف الحرب لكن كما ذكرت، فإن الموضوع مرتبط بالأطراف المتصارعة وموازنات القوة الميدانية والضغط الخارجي المطلوب في الفترة المقبلة.

معروف عنك أنك من القلائل في الحرية والتغيير لديك تواصل مع العسكر؛ هل ما زال موجودا أم انقطع؟

تقريبا مجمد منذ فترة! طبعا بعد رفضهم لرؤيتنا ذهبوا في خطوات تصعيدية كبيرة، شخصيا صدر أمر قبض في مواجهتي ضمن قيادات تقدم، وأمر قبض ثاني ضمن أعضاء لجنة إزالة التمكين، هم ذهبوا في خياراتهم، لكن سيظل موقفنا الثابت الوقوف على مسافة واحدة من طرفي الصراع، وما يُرَوَّج له غير صحيح، نحن ليست لدينا مصلحة في تدمير الجيش ومصلحتنا الأولى في وقف الحرب ونعتقد أن الجيش نفسه مشاكله ستتفاقم مع استمرارها، وكل من يحرص على الجيش يجب أن يدعو لوقف الحرب.

 

الوسومبابكر فيصل تقدم حكومة الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: بابكر فيصل تقدم حكومة الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

رفض تشكيل حكومة موازية في السودان.. تفاصيل لقاء السيسي ورئيس أنجولا

اليوم السابع: تلبيةً لدعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قام الرئيس جواو مانويل جونسالفيش لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية استمرت 3 أيام، وذلك في الفترة من 28 إلى 30 أبريل 2025، تأتي هذه الزيارة الرسمية في إطار الروابط التاريخية العميقة من الأخوة والتضامن التي تجمع بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أنجولا، وهي روابط تعود جذورها إلى كفاح أنجولا من أجل الاستقلال. كما تهدف الزيارة إلى تعزيز الشراكة بين البلدين ودعم التعاون بين دول الجنوب.

ورافق الرئيس جواو مانويل جونسالفيش لورينسو وفد رفيع المستوى ضم عددًا من الوزراء وكبار المسؤولين في حكومة أنجولا.

وخلال الزيارة، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي و الرئيس جواو لورينسو مباحثات موسعة اتسمت بروح المودة والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، عكست عمق ومتانة وطبيعة العلاقة الاستراتيجية والثقة المتبادلة بين البلدين.

وأعرب الرئيس السيسي عن خالص تهانيه لحكومة وشعب أنجولا بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالهم الوطني في نوفمبر 2025، وكذلك لرئاسة الرئيس لورينسو للاتحاد الأفريقي. واستعرض الرئيسان سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة ويؤسس لأطر جديدة للشراكة الاستراتيجية.

وأكد الرئيسان على ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي، واتفقا على تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز الاستثمار والتجارة، لاسيما في القطاعات التي تسهم في تنويع الاقتصاد في كلا البلدين. ويساهم هذا التوجه المشترك في دعم أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز بناء القدرات المؤسسية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات تحقيقًا لمصلحة شعبيهما.

وفي هذا الإطار، جدّد الجانبان التأكيد على أهمية استمرار الحوار بين البلدين، واتفقا على عقد جولة المشاورات السياسية المقبلة في لواندا قبل نهاية العام الجاري.

وبصفتهما عضوين حاليين في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول القضايا الملحّة المتعلقة بالسلم والأمن في القارة الأفريقية، مع التركيز على الأوضاع السياسية والأمنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية السودان، وجنوب السودان، وجمهورية الصومال الفيدرالية. وأكد الرئيس لورينسو التزام أنجولا الراسخ، في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، بدعم التنمية المستدامة والسلام والاستقرار عبر تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 «أفريقيا التي نريدها» ومبادرة «إسكات البنادق».

وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، أعرب الزعيمان عن قلقهما البالغ إزاء الصراع المستمر وتبعاته الإنسانية، ودعيا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية واستئناف حوار وطني شامل يحفظ وحدة السودان وسيادته ويخفف من معاناة شعبه. كما أعربا عن دعمهما للمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة، مؤكدين أهمية دور الاتحاد الأفريقي في جهود حل النزاعات والوساطة. وعبّرا كذلك عن رفضهما لأية محاولات لتشكيل حكومة موازية في السودان.

بشأن جنوب السودان، أعرب الرئيسان عن قلقهما إزاء التطورات الأخيرة، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية والأمنية. وأكدا على ضرورة الحوار وبناء التوافق، والاستمرار في تنفيذ اتفاقية حل النزاع في جمهورية جنوب السودان المجددة (R-ARCSS).

فيما يتعلق بالصومال، جدّد الرئيسان تأكيدهما على دعم وحدة واستقرار وأمن الصومال، وأدانا تصاعد الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك محاولة الاغتيال الغاشمة التي استهدفت الرئيس الصومالي مؤخرًا.

وبخصوص الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، جدّد الرئيسان إدانتهما لكافة أعمال العنف التي تقوّض السلم والاستقرار. وأشاد الرئيس السيسي بالجهود التي بذلها الرئيس لورينسو لمعالجة الأزمة ضمن إطار عملية لواندا. وأكد الزعيمان التزامهما الراسخ بوحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وشددا على أهمية مواصلة الحوار بين جميع الأطراف المعنية للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة.

كما رحب الجانبان بتعيين الرئيس فاور إسوزيمنا جناسينجبي، رئيس جمهورية توجو، وسيطاً جديداً في عملية السلام، وأكدا الدور الأساسي للاتحاد الأفريقي في دعم المبادرات الإقليمية لتعزيز السلم والأمن.

ناقش الرئيسان قضية الأمن المائي والتعاون عبر الأنهار الدولية، لاسيما في ظل ندرة المياه، وأكدا على ضرورة إدارة الموارد المائية العابرة للحدود وفقاً للقانون الدولي بطريقة شاملة تحقق المنافع المشتركة، مع احترام مبدأ «عدم الإضرار»، وشدد الرئيسان على ضرورة الامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تثير النزاعات بين الدول المشاطئة.

كما أعرب الرئيسان عن قلقهما العميق إزاء تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وجددا التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني دون عوائق، ودعمهما للخطة العربية/ الإسلامية للتعافي وإعادة الإعمار. وأشاد الرئيس لورينسو بالدور البناء والرؤية الاستراتيجية لمصر في جهود إعادة إعمار غزة ومساعي الوساطة لتحقيق السلام والأمن المستدامين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين.

جدّد الرئيسان تأكيدهما على الدعم المتبادل لترشيحات البلدين في المحافل الدولية، واتفقا على مواصلة المشاورات الدورية بشأن الأجندة الإقليمية والقارية والدولية. وأكدا أهمية توحيد الصوت الأفريقي لتعزيز تمثيل القارة في مؤسسات الحوكمة العالمية. وفي هذا السياق، أعاد الرئيسان تأكيد التزامهما التام بقرارات الاتحاد الأفريقي لتأييد ترشيح الدكتور خالد العناني، مرشح مصر والاتحاد الأفريقي، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.

أبدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، دعمه لاستضافة أنجولا لقمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي السابعة في لواندا، وأبدى الرئيس «جواو مانويل جونسالفيش لورنسو»، رئيس جمهورية أنجولا، دعمه لاستضافة مصر لاجتماعات الدورة التاسعة والأربعين للمجلس التنفيذي والقمة التنسيقية الثامنة لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي في يوليو 2026.

وفي ختام الزيارة، أعاد الجانبان تأكيد التزامهما بتعزيز العمل متعدد الأطراف، وشددا على الحاجة الملحة لإصلاح المؤسسات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لضمان أن تكون أكثر شمولاً وتمثيلاً وديمقراطية، بما يتيح مشاركة أوسع للدول النامية في عملية صنع القرار العالمي.  

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير والبناء: على العدو البريطاني أن يحسب حساب ورطته وأن يترقب عواقب عدوانه (إنفوجرافيك)
  • حكومة التغيير للعدو البريطاني : عليكم ترقب عواقب عدوانكم
  • حكومة التغيير والبناء للعدو البريطاني : عليكم ترقب عواقب عدوانكم
  • أبرز ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية
  • رفض تشكيل حكومة موازية في السودان.. تفاصيل لقاء السيسي ورئيس أنجولا
  • البرهان يحسم أمر إدارة الاسلاميين للحرب .. المجد للبندقية
  • مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية
  • مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار وإبادة الاحتلال
  • الفورتية: حكومة الدبيبة لا تمثل مصراتة ولا فبراير وعليها مغادرة المشهد
  • ناطق حكومة التغيير: محاولات الأمريكي تضليل الرأي العام وحجب الحقيقة أو تزييفها ستبوء بالفشل