ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
سلط الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الضوء على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية، خاصة فيما يتعلق بضم الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أن هذا التوجه يؤجج التوتر في المنطقة وينذر بعواقب وخيمة.
وقال الكاتب في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي، إن أولئك الذين يتصورون أن ترامب هو الرئيس الذي سيوقف الحرب في الشرق الأوسط، عليهم أن يلقوا نظرة على ما يجري حاليا في الضفة الغربية.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي الذي أذهله مشهد المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسيارات الجيب الفارهة تحيط بسيارة الصليب الأحمر خلال عملية الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في الدفعة الأولى، يصب الآن جام غضبه على جنين في أعقاب 15 شهرا من الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
أساطيركما اعتبر الكاتب أن صور إطلاق سراح الأسيرات في غزة صدمت الرأي العام الإسرائيلي الذي تغذى على أساطير "النصر الساحق".
ويرى الكاتب أن الهجوم البري الواسع النطاق على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية كان مخططا له مسبقا، لكن التوقيت كان مناسبا لإقناع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني والقنصل العام الفعلي للضفة الغربية -حسب تعبير الكاتب- بالبقاء في الحكومة بعد أن هدد بالاستقالة بسبب وقف إطلاق النار في غزة.
إعلانوبحسب هيرست، يبدو كل شيء مهيأ لتكرار سيناريو "علاقة الأحلام" بين ترامب وإسرائيل مثلما حدث خلال ولايته الأولى، حيث عيّن حاليا أسماء في مناصب مهمة منحازة بشكل تام لإسرائيل، مثل سفيره الجديد في إسرائيل مايك هاكابي، ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
ووجّه الكاتب انتقادات لاذعة للرئيس ترامب، وقال إن مواقفه بشأن القضية الفلسطينية غير مبشرة، وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيراهن على ترامب لإجهاض الدولة الفلسطينية قبل أن تولد.
أعباء الحربوأوضح أن الإسرائيليين مرهقون من الحرب بسبب التكلفة التي دفعوها من أرواح الجنود، والتكلفة التي تكبدها الاقتصاد، والضرر الذي أحدثته الحرب على نمط حياتهم، وقد أصبحت الحرب حسب تعبير المحلل السياسي الإسرائيلي ميرون رابوبورت "عبئا ثقيلا على الحكومة والجيش والمجتمع ككل".
وحسب الكاتب، فإن المجتمع الإسرائيلي منقسم أكثر من أي وقت سابق، وقد أدت المظاهرات الأسبوعية التي تقوم بها عائلات الرهائن إلى زيادة الضغط على الحكومة التي زعمت أن العمل العسكري وحده هو الذي يمكن أن يعيد الأسرى أحياء.
وأضاف أن وقف إطلاق النار في لبنان لم يخفف الضغط على نتنياهو بل زاده، مما جعله يستنتج أنه سيسخّر الانتخابات المقبلة إذا استمر على موقفه بمواصلة الحرب.
لكن هناك سؤالا آخر يفرض نفسه وفقا للكاتب، فإذا كانت إسرائيل قد أنهكتها الحرب كما تشير استطلاعات الرأي، فلماذا تشن حربا أخرى في الضفة الغربية؟ ولماذا احتلت مناطق في سوريا أكبر مما تحتله حاليا في غزة؟
الضم الجزئييرى الكاتب أن نتنياهو كان ذكيا للغاية في تحليله لما ستسمح به واشنطن، حيث يظن أن إصرار ترامب على وقف الحرب على غزة يتعلق فقط بالأسرى الإسرائيليين، وبمجرد عودتهم يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد في غزة أو الضفة الغربية.
وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو يدرك أن عمليته في جنين لن تؤدي إلى هدم المدينة فحسب، بل إلى هدم السلطة الفلسطينية التي تحتضر بالفعل، وبالتالي لن تستطيع أن تواصل مساعدة الآلة العسكرية الإسرائيلية في هدم جنين وطولكرم ونابلس وجميع مناطق المقاومة الأخرى.
إعلانوحسب الكاتب، من المتوقع أن تؤدي العملية الحالية في جنين إلى مزيد من الانشقاقات في قوات الأمن الوقائي كما حدث في الانتفاضة الثانية، وهذا ما يعرفه نتنياهو جيدا.
نقطة ضعفويطمح نتنياهو إلى أن تخضع الضفة الغربية للحكم العسكري الإسرائيلي، وهنا يكمن الاختلاف الرئيسي مقارنة بولاية ترامب الأولى، وفقا للكاتب.
واعتبر أن إسرائيل خسرت تعاطف جيل كامل من يهود الولايات المتحدة بسبب وحشيتها في غزة.
وأكد الكاتب أن خيار المضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية سيشعل المنطقة، ونقل عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تحذيره عدة مرات من عواقب مثل هذه الخطوة، وقال "الضفة الغربية على حدودنا والوضع خطير، وما يحدث هناك يمكن أن يزعزع أمن المنطقة".
وحسب الكاتب، فإن ترامب يجب ألا يتجاهل خطورة هذا الوضع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الضفة الغربیة الکاتب أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاستيطان يلتهم الضفة الغربية بالتزامن مع تدمير المخيمات
يواصل الاحتلال الإسرائيلي توسيع سياسة الاستيطان الممنهجة في الضفة الغربية التي تشهد عمليات عسكرية واسعة يتخللها فرض للحصار وتدمير للمنازل وتهجير لآلاف السكان.
وبالتزامن مع الذكرى الـ49 ليوم الأرض، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ سلطات الاحتلال سياسات ممنهجة لتوسيع عمليات الاستيطان بالتوازي مع العمليات العسكرية في مختلف مناطق الضفة.
ووفقا لتقرير أعدته أسماء علي للجزيرة، فقد مارس الاحتلال الكثير من الانتهاكات خلال الـ18 شهرا الماضية، حيث صادر أكثر من 24 ألف دونم من أراضي الضفة تحت مسمى "أراضي الدولة"، في أكبر عمليات مصادرة منذ أكثر من 3 عقود.
كما سيطرت إسرائيل على نحو 2382 كيلومترا مربعا، تعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وأخضعتها لإجراءات احتلالية.
عشرات البؤر والمخططات الاستيطانية
وقالت هيئة مقاومة الجدار، إن الموجة الاستيطانية استُكملت بإقامة الاحتلال 51 بؤرة استيطانية خلال العام الماضي بينها 8 بؤر أقيمت في مناطق "ب".
وأقامت قوات الاحتلال نحو 900 حاجز عسكري وبوابة تحاصر الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، كما تم تقديم 268 مخططا هيكليا لمستوطنات.
وتسارعت وتيرة الاستيطان بإصدار الاحتلال 13 أمرا عسكريا لإنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات بالضفة لمنع وصول الفلسطينيين لآلاف الدونمات وهذا يعني تمهيد علمية الاستيلاء عليها.
إعلانوأشار التقرير إلى استيلاء الاحتلال على 46 ألف دونم خلال 2024 تحت مسميات مختلفة، فضلا عن إقامة 60 بؤرة استيطانية جديدة منذ عام 2023.
وفي الوقت الراهن، يقيم 770 ألف مستوطن في 180 مستوطنة و356 بؤرة استيطانية بالضفة، ويسيطر الاحتلال على 136 بؤرة زراعية رعوية استيطانية تمتد على أكثر من 480 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، كما تم إصدار 939 إخطارا بالهدم ووقف البناء لمنازل ومنشآت فلسطينية.
تدمير المخيمات
ومنذ 70 يوما، يواصل الاحتلال عميلة عسكرية في مخيمات شمال الضفة شملت هدم أكثر من ألف منزل و60 محلا في جنين وطولكرم، وفق اللجنة الإعلامية للمخيمات.
وقالت مصادر للجزيرة إن الاحتلال أخلى المخيمات في جنين وطولكرم بشكل كامل تحت تهديد السلاح ليصل عدد المهجرين في شمالي الضفة إلى أكثر من 45 ألف فلسطيني، ودمرت الجرافات البنية التحتية وشقت طرقا جديدة على حساب منازل المواطنين.
وفي طولكرم أعلنت اللجنة الإعلامية أن أكثر من 20 ألفا نزحوا من منازلهم، كما أخلى الاحتلال ميخيمي طولكرم ونور شمس بشكل كامل قبل أن يبدأ بأعمال تدمير ما يزيد على 400 منزل داخل المخيمات.