أقدم المخطوطات العمانية بمعرض الكتاب.. تضم مؤلفات في علوم الدين والدنيا
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
فى مكان منمق ومنظم بشكل يليق بضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى سلطنة عمان، مجموعة من نوادر الكتب والمخطوطات العريقة، التى تتحدث عن الطب والفلك والعلوم المختلفة، وبعض الرسائل القديمة وحكايات الرحلات، وريقات قديمة محفوظة داخل فاترينات زجاجية، تحفظ الباقى من أثر أصحابها.
«تيمورة العبرى»، أخصائية وثائق فهرسة وتحقيق مخطوطات، تحدثت لـ«الوطن» من داخل الجناح العمانى بالمعرض، عن حكاية كل مخطوطة بإيجاز، وقالت: «هذه المخطوطات الموجودة هنا من نوادر المخطوطات فى الطب والفلك والأدب، وغيرها من العلوم»، وأشارت إلى أن «مخطوطة السير والجوابات» هى أقدم مخطوطة فى سلطنة عمان، يتجاوز عمرها 900 سنة، وأضافت أن المخطوطة الثانية فى القرآن هى «مصحف القراءات السبع»، للشيخ عبدالله بن بشير الحضرمى، وأشارت إلى أن أهم ما يميز هذه المخطوطة هو طريقة الكتابة التقابلية التناظرية، بمعنى حرف الواو فى السطر الأول من الصفحة الأولى، يقابله فى آخر سطر من نفس الصفحة حرف الواو.
وبالنسبة للمخطوطة الثالثة فى الجناح العمانى بمعرض الكتاب، قالت «تيمورة» إن العمانيين مشهورون فى التجارة إلى مصر وأوروبا، كما معروف عنهم دراستهم للفلك، وكتبوا مخطوطات نادرة فى هذا المجال، منها «مخطوطة معجم الأسرار»، التى كتبها ناصر بن على بن ناصر الخضورى، وهذه المخطوطة مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو» منذ عام 2017، أما المخطوطة الرابعة، فهى «مخطوطة الطب»، لراشد بن عُميرة، الذى تعتبره «اليونيسكو» من المؤثرين فى عصره، حيث تتضمن المخطوطة شرحاً لأجزاء العين، كتبها بأبيات شعرية، دمج فيها الأدب مع الطب، مشيرةً إلى أنه كان ينتمى إلى ولاية «الرستاق»، وهى ولاية تراثية عريقة ثرية بالقلاع، وكان يخصص جزءاً من بيته لعلاج الفقراء والمساكين، كما كان كثير السفر للعراق بحثاً عن الدواء، وأضافت أن المخطوطة تتضمن شرحاً لأجزاء العين والدماغ.
وتتحدث المخطوطة الخامسة، التى توصف بأنها «معجم أسرار الفلك»، عن علم الأبراج، وتسمى «مخطوطة الأبراج الثابتة»، وتتضمن وصفاً لكل برج من الأبراج الفلكية، مثل «العقرب والسرطان»، وهذه المخطوطة تمت كتابتها قبل عام 995 هجرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب
إقرأ أيضاً:
«حوارات صحفية» جديد الزميل صابر رمضان بمعرض الكتاب
تحت عنوان «حوارات صحفية... حديث العقل والفكر والدين» صدر كتاب جديد للزميل الكاتب الصحفي صابر رمضان مدير تحرير جريدة الوفد عن دار «طفرة للنشر والتوزيع». جمع فيه المؤلف 45 شخصية من كبار رموز الفكر والدين والثقافة والسياسة، وقدم له المفكر الإسلامى الكبير الدكتور محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والمفكر السياسي الشهير الدكتور حسام بدراوى والمفكر الكبير الدكتور مصطفى النشار رئيس الجمعية الفلسفية المصرية. الكتاب يتوافر بجناح الدار المشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب صالة(1) جناح b66، ومن أبرز الشخصيات بالكتاب د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق ود. مفيد شهاب ود. شوقى علام المفتى السابق ود. نظير عياد المفتى الحالى، ود. أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ود. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وحلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق والسفير نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق ود. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والإذاعي الكبير فهمى عمرو الإعلامى جمال الشاعر ود. يحيي الرخاوى وعميد الإنشاد الدينى الشيخ ياسين التهامى والداعية د. نادية عمارة والشيخ رمضان عبدالرازق والكاتب الروائي إبراهيم عبدالمجيد ود. كارمة سامى رئس المركز القومى للترجمة.
يقول د. «الجليند» إن الكتاب الذى بين أيدينا أحسن فيه المؤلف صنعًا فى اختيار هذه الصفوة من جانبٍ واختيار القضايا التى جعلها موضوعات للحوار بينه وبين المتخصصين فى كل فنٍ من جانبٍ آخر.
إنَّ هذه النماذج المختارة تمثل كمًا كبيرًا من صفوة الصفوة التى اعتلى بعضها المنابر التى يصدر عنها القرارات التنفيذية، وبعضها اشتغل بالسياسة الحزبية فشارك فى صنع القرار وتنفيذه، وكذلك كانت أسئلة المحاور شاملة للقضايا الكبرى التى شغلت المفكرين والنقاد والأدباء.
ومن هنا فقد جاء الكتاب مرآة عاكسة لقضايا الساعة وهموم المجتمع سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا، إنَّه نمط جديد من كتابة التاريخ يختلف فى منهجه عن كتب الطبقات التى تهتم بالتأريخ لطبقةٍ معينةٍ من العلماء مثل طبقات النحاة، أو طبقات الحكماء، أو طبقات المفسرين، كما يختلف عن كتب الحوليات التى تتخذ من العام الواحد وعاءً زمنيًا يسرد المؤرخ خلاله كل الأحداث التى وقعت فيه مثل البداية والنهاية لابن كثير، إنه نمط مختلف عن ذلك كله ومنهج جديد فى التأريخ «بالهمزة» لمرحلةٍ تاريخيةٍ تمتد زمانيًا لتشمل القرن العشرين بكامله ثم تمتد إلى مطلع القرن الواحد والعشرين.
فقد رسم المؤلف بهذه الحوارات المتعددة الجوانب صورة شاملة للوضع السياسى والثقافى والاجتماعى لمصر خاصة وللعالم العربى عامة، تعتبر هذه الصورة وثيقة تاريخية لمصر وللمنطقة العربية تحمل مصداقيتها فى الحوار القائم بين السائل والمجيب. لأنَّ المجيب هنا هو المفكر والسياسى والمسئول التنفيذى.
ويضيف «الجليند» إن الأسئلة التى يطرحها المحاور فى هذه الوثيقة تدل على أمرين: الأول أنَّ هذا المؤلف يعيش نبض المجتمع ويشعر بهمومه وإحساساته ويعرف القضايا المهمة التى تشغل عقول المفكرين والنقاد والأدباء.
الأمر الثانى: مستوى الحرفية التى تناول بها المؤلف القضايا المطروحة فى الحوار ومنهجه فى استخراج الأسرار التى لم تسمح الظروف بالإفصاح عنها فيضع المفكر أو المسئول فى مواجهة مباشرة أمام نفسه، فيصرح بأمور ويبوح بأسرار، ما كان لها أن تعرف إلا فى مثل هذا الحوار الذى اتسم بالصراحة والوضوح والمكاشفة.
ومن هنا تأتى أهمية هذا السفر للمؤرخ السياسى، لأنه يجد فيه آراء وأفكارًا سياسية كانت تمثل الرأى الآخر فى وقتها. مع قابليتها للتنفيذ ونفعها للحاضر والمستقبل. ويجد المؤرخ للحركة الثقافية بغيته في استجلاء الآراء التى أدلى بها النقاد والرواة فى حوارهم. وكذلك رجل الدين ودعاة التجديد الدينى والثقافى قد صرحوا بآراء وأفكار لها أهميتها فى التجديد ومراعاة الظروف الاجتماعية والثقافية، فى تجديد الفتوى والحفاظ على الثوابت والأصول.
كما أنَّ دعاة التنوير الذى بهرهم الغرب بدعوى الحداثة والتحديث سوف يجدون منهجًا جيدًا للتنوير المنضبط بالأصول التى تشكل هوية الأمة ولا ينفصل عن العصر ومقومات النهضة.
إنَّ هذا العمل يسد فراغًا فى التاريخ للحركة الثقافية والسياسية لهذه المرحلة التاريخية بمقدار مصداقيته فى كل معلومة رواها صاحبها أو رأى أدلى به المفكر، لأنه جاء بلا واسطة من الرواة.
ويقول الدكتور حسام بدراوى: هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من الحوارات الصحفية، بل هو مرآة تعكس تعقيدات العالم الذي نعيش فيه، وتُظهر كيف يمكن للحوار الصادق والذكي أن يكون جسراً نحوفهم أعمق للإنسانية.
وما يميز هذا الكتاب ليس فقط تنوع الشخصيات، بل الطريقة التي نجح بها كاتبه في استنباط الأفكار والتوجهات منهم، وصياغة حوارات حيَّة تعكس مهاراته العالية في التحليل والاستقصاء.
فى الختام فإن قيمة هذه الحوارات أنها قدمت تجربة حيَّة وفريدة عبر الدخول إلى أعماق فكر هذه الشخصيات وآرائهم في العديد من القضايا المثارة على الساحة.