الجزيرة:
2025-01-27@04:05:36 GMT

كيف يؤثر طعامك اليومي على مصير كوكب الأرض؟

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

كيف يؤثر طعامك اليومي على مصير كوكب الأرض؟

اختياراتنا الغذائية ليست مجرد تفضيلات شخصية، بل لها تأثير مباشر وعميق على كوكب الأرض. قد يبدو الربط بين طبق الطعام وتغير المناخ أمرا غريبًا، لكن الحقيقة أن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤثر على ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية.

يساهم النظام الغذائي العالمي بحوالي 30% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، مما يجعله عنصرا أساسيا في الجهود الرامية للحد من آثار تغير المناخ.

لذلك، يمثل التحول نحو أنماط غذائية مستدامة خطوة ضرورية لحماية البيئة وتقليل تداعيات الاحتباس الحراري.

ما علاقة الغذاء بتغير المناخ؟

لا يقتصر تأثير الطعام الذي نستهلكه على صحتنا فحسب، بل يمتد ليشمل البيئة بشكل كبير. إنتاج الغذاء هو أحد أبرز مسببات انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية. تتركز النسبة الأكبر من هذه الانبعاثات في الزراعة واستخدام الأراضي، حيث تشمل الميثان الناتج عن هضم الماشية، وأكسيد النيتروجين الناتج عن استخدام الأسمدة، وثاني أكسيد الكربون الناتج عن إزالة الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية.

كما تشمل الانبعاثات الأخرى الناتجة عن إدارة السماد، وزراعة الأرز، وحرق المخلفات الزراعية. ولا تتوقف دورة الانبعاثات هنا، بل تمتد لتشمل المراحل اللاحقة مثل التبريد، النقل، التغليف، وإدارة النفايات الغذائية. هذا الترابط بين الغذاء والانبعاثات يجعل تعزيز النظم الغذائية المستدامة ضرورة ملحّة لتقليل البصمة الكربونية وضمان مستقبل صحي لكوكبنا.

الترابط بين الغذاء والانبعاثات يجعل تعزيز النظم الغذائية المستدامة ضرورة ملحّة لتقليل البصمة الكربونية (شترستوك) أطعمة لها أكبر الأثر على البيئة

الأطعمة الحيوانية تُعد من أكثر الأنظمة الغذائية تأثيرا سلبيا على البيئة، نظرًا لاستهلاكها الهائل للموارد الطبيعية، مثل المياه العذبة، الأراضي الزراعية، والطاقة. تسهم عمليات إنتاجها في إطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، مما يجعلها من بين العوامل الرئيسية المساهمة في تغير المناخ.

إعلان اللحوم الحمراء

تُعتبر لحوم الأبقار من أكثر الأطعمة تأثيرًا على البيئة. يتطلب إنتاجها كميات ضخمة من المياه والأعلاف، بالإضافة إلى انبعاث غاز الميثان أثناء عملية الهضم لدى الأبقار. يُعد الميثان من الغازات الدفيئة ذات التأثير الكبير في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي.

منتجات الألبان

مثل اللحوم، تحتاج منتجات الألبان إلى موارد طبيعية كبيرة وتؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية. تنتج هذه الانبعاثات خلال عمليات الإنتاج ونقل المنتجات إلى الأسواق، مما يزيد من تأثيرها البيئي.

الأطعمة المستوردة والمعبأة

تساهم الأغذية المستوردة في زيادة البصمة الكربونية بسبب عمليات النقل لمسافات طويلة، خاصة إذا كانت تُنقل جوا. كما أن التغليف والتعبئة يستهلكان كميات كبيرة من الطاقة والموارد، مما يؤدي إلى أعباء بيئية إضافية، سواء في الإنتاج، أو بعد التخلص منها.

لحوم الأبقار من أكثر الأطعمة تأثيرا على البيئة (الجزيرة) كيف تكافح تغير المناخ من خلال اختياراتك الغذائية؟

قد يبدو اختيارك تغيير نظامك الغذائي بمثابة إجراء بسيط، لكنه قد يحدث فرقًا كبيرًا. ووفقًا للباحثين، فإن التحول نحو نظام غذائي أكثر استدامة كفيل بتقليل البصمة الكربونية بنسبة قد تصل إلى 50%.

قلل البروتينات الحيوانية

لا يعني التحول إلى نمط غذائي مستدام التخلي تمامًا عن المنتجات الحيوانية، بل يمكن لتقليل استهلاك اللحوم واعتماد مكونات ذات مصادر مستدامة أن يُحدث فرقًا كبيرًا. البروتينات النباتية مثل الفاصوليا، العدس، الحمص، والتوفو، تُعد خيارات ممتازة؛ فهي تتطلب موارد أقل بكثير لإنتاجها مقارنة باللحوم، وتستخدم كميات أقل من المياه وتُنتج انبعاثات كربونية أقل، مما يجعلها خيارًا أكثر صداقة للبيئة.

إلى جانب فوائدها البيئية، تحمل البروتينات النباتية فوائد صحية هامة، إذ إنها غنية بالألياف، الفيتامينات، والمعادن، مما يساهم في تعزيز صحة القلب وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن لإضافة وجبة نباتية واحدة على الأقل أسبوعيًا، تعتمد على البروتينات النباتية بدلاً من الحيوانية، أن تكون خطوة بسيطة لكنها فعّالة في دعم الاستدامة البيئية وتحسين الصحة العامة

إعلان اختر الأغذية المحلية والموسمية

عندما تختار المنتجات المحلية، فإنك تقلل من الانبعاثات الناتجة عن الشحن والنقل لمسافات طويلة. إن الأغذية الموسمية والمحلية لا تدعم فقط الاقتصاد المحلي، ولكنها تقلل أيضًا من استهلاك الوقود الأحفوري المرتبط بنقل المواد الغذائية.

تفضيل المنتجات العضوية والمستدامة

تشير الدراسات إلى أن المنتجات العضوية المزروعة بأساليب مستدامة تحتوي على كميات أقل من المواد الكيميائية، مما يقلل من التأثيرات السلبية على التربة والمياه. فالزراعة المستدامة تعتمد على تقنيات تقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية التي تسبب تلوث المياه وانبعاث الغازات الدفيئة. وعلى الرغم من أن المنتجات العضوية قد تكون أغلى قليلا مقارنة بغيرها، إلا أنها تمثل استثمارًا طويل الأمد لصحتك ولحماية البيئة.

خيارات حياتية مستدامة لمكافحة تغير المناخ

لا يقتصر الأمر على تغيير نظامك الغذائي فقط، بل يتطلب إجراء تغييرات بسيطة في نمط حياتك. هذه التعديلات ليست معقدة، بل سهلة التنفيذ، وربما تمارس بعضها بالفعل دون أن تدرك تأثيرها. ومع ذلك، فإن تأثيرها كبير وقادر على إحداث فرق ملموس في حياتك، وصحتك، والبيئة من حولك.

الزراعة المنزلية

تُعد الزراعة المنزلية وسيلة فعالة لتقليل البصمة الكربونية للغذاء، حيث يمكنك زراعة الخضراوات والفواكه في حديقتك أو على سطح المنزل، مما يقلل اعتمادك على الأغذية المنتجة صناعيا. هذا الخيار يقلل من الحاجة إلى النقل والتعبئة، ويعزز الوعي بأهمية الإنتاج الغذائي المحلي. كما تمنحك الزراعة المنزلية القدرة على التحكم في جودة غذائك باستخدام أساليب صحية خالية من المواد الكيميائية. لتحقيق ذلك، يُفضل استخدام تقنيات طبيعية، مثل العلاجات العضوية لمكافحة الآفات والأسمدة الطبيعية لتغذية التربة. الزراعة المنزلية ليست فقط خيارا مستداما للبيئة، بل تجربة ممتعة تضمن غذاء عالي الجودة وصديقا للبيئة.

احذر النقانق الوردية جدًا (بيكسلز) تقليل هدر الطعام

يشكل هدر الطعام تحديًا بيئيًا كبيرًا، حيث يؤدي إلى انبعاث غازات دفيئة ضارة، مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، عند تحلله في مدافن النفايات. بالإضافة إلى ذلك، يُهدر معه الموارد المستخدمة في إنتاجه، بما في ذلك الطاقة والمياه والأراضي الزراعية.

للتقليل من هذا الهدر، يمكن اتباع خطوات بسيطة وفعّالة، مثل شراء كميات مناسبة من الطعام وتخزينه بطريقة صحيحة لإطالة فترة صلاحيته، إلى جانب الحرص على استهلاك كل ما يتم شراؤه. كما يمكن اختيار الفواكه والخضراوات ذات الشكل غير المثالي، لأنها تتمتع بنفس الجودة ولكنها غالبًا ما تُهمل دون مبرر.

إعلان

للمساهمة في تقليل التأثير البيئي للنفايات، يُمكن تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، مما يقلل من انبعاثات الغازات الضارة. هذه الممارسات لا تحمي البيئة فقط، بل توفر المال وتساعد في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

خفض استهلاك الأطعمة المصنعة والمعبأة

تتطلب الأطعمة المصنعة كميات هائلة من الموارد مثل الطاقة والمياه، كما تولّد انبعاثات كربونية كبيرة نتيجة عمليات الإنتاج الصناعي والنقل. إنتاج هذه الأطعمة المعالجة والمغلفة بشكل مفرط يؤدي أيضًا إلى تراكم النفايات غير الضرورية. وفقًا للتقارير. إن تقليل الاعتماد على الأطعمة المصنعة لا يحسن صحتك فقط، بل يساهم أيضًا في تقليل البصمة الكربونية بشكل ملحوظ. بدلاً من ذلك، يمكن اختيار الوجبات المصنوعة من مكونات طبيعية كاملة مثل الخضراوات الطازجة والفواكه، مما يجعلها خيارا أكثر صحة واستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تقلیل البصمة الکربونیة الزراعة المنزلیة الغازات الدفیئة تغیر المناخ على البیئة ا کبیر

إقرأ أيضاً:

مشروب طبيعي يمنحك نوما هادئا.. أدخله في روتينك اليومي

يعد احتساء كوب من الحليب مفتاح الحياة الصحية، فليس هناك شك أن إضافة رشة من جوزة الطيب أو الزعفران إليه، يمكن أن تزيد من فوائده، لأنها تساعد على تهدئة الأعصاب والحصول على نوم عميق، بالإضافة إلى أنها تقلل من التوتر وتحسن من جودة النوم، وفقا لموقع «timesofindia».

فوائد الزعفران

والزعفران أو جوزة الطيب أغلى أنواع التوابل في العالم لسبب مهم، فهو يعتبر إكسيرا صحيا للشباب، نظرا لخصائصه المضادة للأكسدة، وفيما يلي فوائد لتناول كوب من حليب جوزة الطيب في المساء، ويمكن تناولها على النحو التالي:

النوم بعمق

تناول الحليب بالزعفران مفيد لأولئك الذين يعانون من صعوبة في النوم ليلا، فهي تشجع على النوم السليم، وتساعد في علاج مشكلات الغدة الدرقية، ومقاومة الأنسولين والأرق والضعف، ومتلازمة تململ الساقين، وقد أظهرت الدراسات أن جوزة الطيب لها خصائص علاجية تساعد في استرخاء الأعصاب، فتناول كوب من الحليب مع قليل من جوزة الطيب يساعد على تحسين نوعية النوم.

الشعور بالسعادة

يساعد تناول الحليب المعزز بالزعفزان أو جوزة الطيب، لما له من خصائص معززة للمزاج، بالإضافة إلى احتوئه على التربتوفان والكالسيوم، في آليات الاسترخاء الطبيعية في الجسم، ما يزيد من الشعور بالسعادة.

من جانبه، قال الدكتور شادي عبدالعال، خبير التغذية العلاجية، إن الزعفران يعمل بالفعل على تعزيز المزاج، ويساعد على الاسترخاء، بالإضافة إلى عدد من المزايا الأخرى التي تجعله خيارا مثاليا للجسم، فهو يساعد على تعزيز الذاكرة وعلاج المشكلات كافة المتعلقة باضطرابات الدماغ، علاوة على دوره في علاج التهابات آلام المفاصل، ولا يقتصر هذا الأمر على هذا الحد فحسب، لكن الزعفران يعمل أيضا على علاج مشكلات التهاب اللثة والفم واللسان.

مقالات مشابهة

  • «صاحبة الجلالة».. كتاب يرصد مواقف في حياة كوكب الشرق أم كلثوم بمعرض الكتاب
  • يؤثر على صحة القلب.. مخاطر تصفح الموبايل قبل النوم
  • طرق تحويل الأموال من الخارج على إنستا باي.. والحد الأقصى للسحب اليومي
  • مشروب طبيعي يمنحك نوما هادئا.. أدخله في روتينك اليومي
  • الفئات الغذائية الثلاث الأكثر خطورة على الأمعاء
  • الأربعاء.. حفل توقيع كتاب «كوكب المؤثرين» بمعرض القاهرة للكتاب
  • البصمة الكربونية في القطاع الزراعي.. هل تساعد في التغيرات المناخية المستدامة؟
  • "البحوث الزراعية" ينظم ورشة عمل عن التغيرات المناخية.. الثلاثاء
  • بالأرقام.. معدلات الإنتاج اليومي في الحقول النفطية