حسام بدراوي: التوجه الحزبي الواحد قد يؤدي إلى انحراف الفكر
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
كتب- حسن مرسي:
أكد المفكر السياسي حسام بدراوي على أهمية وجود أحزاب سياسية قوية ومستقلة في مصر، مشيراً إلى أن الحزب السياسي الحقيقي هو الذي يعتمد على دعم شعبي حقيقي ويتبنى أفكاراً وأيديولوجيات واضحة.
وفي حوار مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود ببرنامج "صالة التحرير"، انتقد بدراوي ما أسماه بـ"الأحزاب الصورية" التي لا تمثل سوى امتداداً للسلطة الحاكمة، ولا تسعى لتقديم بدائل سياسية حقيقية.
وأكد أن الحزب السياسي الناجح هو الذي يتمكن من كسب ثقة الناخبين من خلال تقديم برنامج واضح ورؤية مستقبلية للبلاد.
وشدد المفكر السياسي على ضرورة توفير بيئة سياسية حرة تسمح للأحزاب بممارسة نشاطها السياسي بحرية، بعيداً عن التضييق والرقابة.
وأشار إلى أن القوى المالية تلعب دوراً كبيراً في تمويل الأحزاب، مما يجعل الأحزاب الصغيرة والأحزاب التي لا تمتلك موارد مالية كبيرة تواجه صعوبات كبيرة في المنافسة.
وحذر بدراوي من خطورة التوجه الواحد والهيمنة الفكرية، مؤكداً على أهمية التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير، موضحًا: "التوجه الواحد الذي قد يؤدي إلى انحراف الفكر ويصل إلى التطرف للطرف الآخر".
ودعا المفكر السياسي حسام بدراوي، إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات والكفاءات الموجودة في المجتمع المصري لتطوير الحياة السياسية والاجتماعية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب صفقة غزة مسلسلات رمضان 2025 سعر الدولار تنصيب ترامب نظام البكالوريا الجديد أسعار الذهب سكن لكل المصريين الحرب على غزة سعر الفائدة أول أيام شهر رمضان 2025 حسام بدراوي أحزاب سياسية الإعلامية فاتن عبدالمعبود التعددية السياسية
إقرأ أيضاً:
الرقم واحد..!
بقلم: أ. د لعبيدي بوعبدالله
إن لدلالة «الرقم واحد» في الاستعمالات اللغوية، توظيفات تعكس البعد التداولي للغة، الذي يعزِّز مكانتها، ويحفظ حيويتها، ويؤكِّد ما خبره البلاغيّون في فهم أنماط التراكيب وانزياحات المعاني، وهو بعد يعكسُ إبداعيّة المتكلّم حين امتلاكه آليَّات التصرّف في دلالات الألفاظ والتراكيب، سعياً إلى الارتقاء بخطابه المنتج إلى ما يعبّر به عن أغراضه وأفكاره ومشاعره، ويعبر به إلى مرافئ المخاطَبين في مختلف الوضعيات التواصلية، وبكل ما تحمله تلك الخطابات من مطابقات أو مفارقات.
فالرقم واحد -بوصفه مبدأ الحساب الذي لا غنى عنه- يرتبط في الموروث الثقافي الشعبي بالجانب العقدي، الذي يدل على وحدانية الله، فهو الواحد، لدرجة أنهم اعتاضوا هذا الرقم -أثناء العدِّ- بالعبارة: (الواحد ربِّي، اثنان...)، وجعلوه وصفاً للمتفوِّق والمتميِّز، فقالوا: «الكاتب رقم واحد، والمنتج رقم واحد، والفريق رقم واحد...».
وقد وظّفه الفقهاء عند حديثهم عن صلاة الواحد وصلاة الجماعة، وتناوله رواة الحديث عندما اعتبروا خبر الواحد دون خبر الكافة. وبه أوّل المفسّرون لفظ «ضعيف» في قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً﴾ بقولهم: «إنما أنت واحد». وجعله النحاة أصلاً لمباني الكلمات، مثلما أشار إلى ذلك ابن جني في قوله: «والواحد هو الأصل».
وتوسّع الأدباء والشعراء في استخدام لفظ «الواحد» بوصفه المتقدِّمَ الذي لا نظير له، والفذّ من جنسه على الإطلاق، فراحوا يتفنّنون في نسج صورهم الشعرية، في مختلف الأغراض مدحاً وفخراً ووصفاً وحكمةً، مثلما جاء في المثل: «واحد كألف»، فقال أحدهم يمدح:
إذا عُدَّتْ رِجالُ العَصْرِ يَوْماً
فإنَّكَ واحِدٌ بِمقامِ أَلْفِ
وقال آخر يفخر:
قيلَ لي:
أَنْتَ واحِدُ النَّاسِ في كُل
كَلامٍ مِنَ المَقالِ بَديهِ
وقال آخر يصف ممدوحه:
إنَّما أَنْتَ واحِدٌ غَيْرَ أَنِّي
لَسْتُ أُعْطيكَ مَنْزِلَ الآحادِ
ومع ذلك كله، فإن لفظ «الواحد» وإن كان دالاً على الوحدة والضعف، أو على القلّة والنقص، فهو يبقى «واحداً»، مهما تعدّدت العشرات والمئات، وتضاعفت الآلاف، رمزاً للتفرّد والتفوّق، وعلامة مسجّلة في عالم التميّز والرّيادة.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية