لطيفة أبو حميد.. فلسطينية أفرج الاحتلال عن ثلاثة من أبنائها وأبعدهم (شاهد)
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
انتظرت لطيفة أبو حميد مع عائلتها بفارغ الصبر حلول يوم السبت، الذي شهد الإفراج عن ثلاثة من أبنائها المحكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل، كجزء من اتفاق الهدنة في قطاع غزة. ومع ذلك، لن تتمكن من رؤيتهم على الفور، حيث تم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وأُفرج عن نصر (50 عامًا)، وشريف (45 عامًا)، ومحمد (35 عامًا) أبو حميد، الذين كانوا محكومين بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، وتنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.
وعبّرت لطيفة أبو حميد (73 عامًا) عن فرحتها قائلة: "أنا سعيدة جدًا. الأولاد تكلموا معي من النقب وسمعت أصواتهم".
ويأتي الإفراج عن أبنائها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، والذي ينص على وقف العمليات القتالية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في غزة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة والمعتقلين الفلسطينيين.
وبدأت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد لستة أسابيع، الأحد الماضي، وتشمل الإفراج عن 33 أسيرة و1900 معتقل فلسطيني. وبحسب مصادر فلسطينية، فإن 217 معتقلًا من المقرر إبعادهم، معظمهم محكومون بعقوبات طويلة.
الأسرى الأشقاء شريف و نصر و محمد أبو حميد من مخيم الأمعري برام الله على موعد مع الحرية ضمن صفقة وفاء الأحرار 2
وهم أشقاء الشّهيد ناصر ابو حميدhttps://t.co/OuzpIMHAwn #الاسير_مش_رقم https://t.co/Lz1Q62MOcY — الأسير مش رقم (@Freethemall6) January 25, 2025
وكانت لطيفة أبو حميد قد قالت قبل أيام: "لا أنام الليل، رغم أنني فقدت ناصر، وإسلام سيبقى في السجن، لكن فرحتي لا توصف"، في إشارة إلى ابنها الذي توفي في المعتقل وآخر لا يزال رهن الاعتقال.
وأعربت عن استيائها من قرار الإبعاد، لكنها قالت: "على الأقل سألتقي بهم في الخارج. إبعاد إبعاد، الدنيا لن تبقى على حالها".
نطفة مهربة وحياة جديدة
في غرفة الضيوف بمنزلها، تحيط لطيفة أبو حميد نفسها بصور ستة من أبنائها العشرة، إلى جانب عشرات الدروع التقديرية التي قدمتها لها جهات سياسية مختلفة. وقد اعتقل أربعة من أبنائها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2004)، بينما اعتقل ابنها الخامس، إسلام، عام 2018 بتهمة قتل جندي إسرائيلي خلال حملة عسكرية في مخيم الأمعري.
وقبل ثلاث سنوات، توفي ابنها البكر ناصر، الذي كان محكومًا بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء لكتائب الأقصى واستهداف إسرائيليين، بعد مرض ألمّ به داخل السجن.
من جهتها، عبّرت آلاء، زوجة نصر أبو حميد، عن فرحتها بالإفراج عن زوجها، قائلة: "نفكّر كيف سيكون اللقاء، خصوصًا أننا لم نجتمع معًا منذ سنوات سوى في غرفة زيارة السجون".
وأشارت إلى أن زوجها أمضى "ما مجموعه 33 عامًا في المعتقل"، عشر منها قبل الانتفاضة. وعندما ارتبطت به، كانت في السادسة عشرة من عمرها، ولم تعش معه سوى عام وتسعة أشهر، أنجبت خلالهما ابنها رائد (22 عامًا)، الذي اعتقل بدوره قبل أربعة أشهر بتهمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي عام 2019، نجح نصر أبو حميد في تهريب نطفة منه إلى زوجته، مما أدى إلى ولادة ابنهما يمان (6 سنوات). وروت آلاء: "قررنا أن ننجب طفلاً جديدًا للحياة يحمل فرحة وبسمة وحرية"، مضيفة: "يرى نصر في يمان روحه التي في الخارج".
وتعد ممارسة تهريب النطف من معتقلين فلسطينيين محكومين لسنوات طويلة في السجون الإسرائيلية أمرًا شائعًا منذ سنوات، حيث يتم التهريب خلال الزيارات، ويشارك في نقلها وحفظها أطباء تمهيدًا لتخصيب الزوجات بها.
وقالت آلاء: "صحيح أن الإبعاد موجع، لكنه سيبقى أفضل بكثير من البقاء في السجون، لا سيما أن زوجي وصل إلى الخمسين من عمره".
45 عامًا من المعاناة
وتحدثت لطيفة أبو حميد عن معاناة عائلتها المتواصلة منذ 45 عامًا. ففي عام 1994، قتل ابنها عبد المنعم في عملية خاصة للقوات الإسرائيلية، وكان ناشطًا في حركة حماس. ومنذ عام 2000، هدم الجيش الإسرائيلي منزل العائلة في مخيم الأمعري قرب رام الله أربع مرات، بعد كل هجوم على إسرائيليين شارك فيه أحد أفراد العائلة.
وقالت العائلة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تكفّل في آخر مرة بشراء منزل آخر لها خارج المخيم.
واختتمت لطيفة أبو حميد حديثها قائلة: "فرحتي غير كاملة لأن هناك أسرى لا يزالون في السجن. حتى لو خرج إسلام، لن تكتمل إلا بخروج جميع الأسرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الفلسطينية الإبعاد اسرى فلسطين غزة إبعاد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أبنائها
إقرأ أيضاً:
في فرحة لا توصف : استقبال حافل في قطاع غزة لمعتقلين فلسطينيين أفرج عنهم من سجون إسرائيلية
خان يونس (الاراضي الفلسطينية) - تدفّق حشد من الفلسطينيين السبت الى خان يونس في جنوب قطاع غزة لاستقبال عدد من الحافلات والسيارات التي تقلّ 150 معتقلا أُفرج عنهم في إسرائيل في إطار اتفاق الهدنة بين حماس والدولة العبرية.
قرب المستشفى الأوروبي في المدينة المدمّرة على نطاق واسع نتيجة الحرب التي استمرّت أكثر من 15 شهرا، تجمّع العشرات، رجال في معظمهم، وحمل بعضهم سلاحا، وهم يطلقون هتافات الفرح.
من داخل الباصات التي وصلت من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، يخرج رجال يرتدون زي المعتقلين في السجون الإسرائيلية الرمادي الموحّد، رؤوسهم من النوافذ الضيقة ويبتسمون، أو يحيون الحشود.
ورفع أحدهم إشارة النصر من داخل باص يحمل شعار الصليب الأحمر، بينما كانت الدموع تنزل على وجنتيه، وأخرج آخر علم فلسطين من نافذة حافلة.
يتحدّث رجل لقناة "الجزيرة" بتأثر عن فرحته بالخروج من السجن، ويترحم على قتلى الحرب.
يمدّ آخر يده ويأخذ طفلا يُرفع إليه ويضمّه.
ويرسل آخر قبلة عبر زجاج الحافلة الى شخص ينتظره بين الحشود.
عندما يخرجون أخيرا، تهتف لهم الحشود "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، ثم "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وبين المستقبلين ترفرف أعلام فلسطينية ورايات حماس وحركتي فتح والجهاد الإسلامي.
ويتوجّه الواصلون الى المستشفى لإجراء فحوص طبية.
يبدو أحدهم منزعجا من أشعة الشمس فيغمض عينيه، بينما يبدو آخرون ضائعين وسط الضجيج، لكن علامات الفرح بادية على وجوه الجميع.
واعتقلت القوات الإسرائيلية معظم هؤلاء خلال أشهر الحرب الطويلة في قطاع غزة.
وشكّلت هذه الدفعة من المعتقلين جزءا من أكثر من 180 معتقلا فلسطينيا أفرج عنهم من سجون إسرائيلية السبت في إطار عملية التبادل الرابعة للرهائن المحتجزين في قطاع غزة والمعتقلين بموجب اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل.
- "فرحة لا توصف" -
وقال قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس "هذا يوم جديد للنصر لشعبنا"، مشيرا الى أن بين الذين افرج عنهم اليوم 111 معتقلا من قطاع غزة أُسروا بعد السابع من أكتوبر 2023، ولكن لا علاقة لهم ب(عملية) طوفان الأقصى (هجوم حماس على إسرائيل)، وفقا للاتفاق".
لكن غيرهم كان في السجن منذ سنوات، وكان يبحث بين الحشد عن وجوه مألوفة جاءت لملاقاته.
وقال ربيع الخروبي (40 عاما) "فرحة لا توصف وأنا استقبل الأسرى المحررين. نحن فخورون بهم"، مشيرا الى أنهم "تعرّضوا لتعذيب وإذلال من الاحتلال طوال فترة السجن. اعتقالهم كان ظلما، لأن هؤلاء لا علاقة لهم بالعمليات ضد الاحتلال".
وأضاف "رأيت في عيونهم الصدمة وهم يشاهدون رفح وخان يونس مدمرتين وأكوام ركام. لم تعد هناك أي منازل أو مبان سليمة".
Your browser does not support the video tag.