تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الدول الأفريقية بين نارين: الإرهاب وحركات التمرد.. فى جمهورية الكونغو الديمقراطية

حققت الجماعة المسلحة، المدعومة من رواندا المجاورة، تقدماً كبيراً وهى الآن تطوق المدينة الكبيرة فى شرق.


يعيش سكان جوما فى جمهورية الكونغو الديمقراطية محاطين بأصوات الأسلحة التى تدوى من حولهم،  يوم الخميس الماضى، اقترب القتال بشكل خطير من العاصمة الإقليمية شمال كيفو، الواقعة على الحدود الشرقية للكونغو.

 

ولم يسبق لهم أن هددوا هذه المدينة بهذا القدر منذ عودة تمرد إم٢٣، فى نوفمبر ٢٠٢١، بدعم من الجيش الرواندي.

 ومساء اليوم نفسه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فى بيان صحفى إنه "منزعج" من استئناف القتال وحذر من “خطر نشوب حرب إقليمية”، وحركة إم٢٣ هى جماعة مسلحة متمردة يقودها التوتسى الكونغوليون. 

تنشط فى المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص فى مقاطعة كيفو الشمالية التى تحد كل من أوغندا ورواندا، وخلص تقرير صادر من الأمم المتحدة إلى دولة رواندا هى من أنشأت وقامت بتمويل وقيادة الحركة.
وسقطت مدينة ساكي، الواقعة على بعد ٢٥ كيلومترا فقط غرب جوما، فى أيدى حركة إم٢٣ الخميس، وفقاً لعدة مصادر أمنية وإنسانية أجنبية متمركزة فى جوما. 

يقول توفر، أحد سكان المدينة: "سمعنا صوت أسلحة ثقيلة من بعيد حتى منتصف بعد الظهر، يضيف: "لقد فاجأنا جميعًا الهجوم على ساكي". 

وأكد مصدر تم الاتصال به هاتفياً عند حلول الليل أن “المتمردين يحتلون جزءاً كبيراً من ساكي”، ومن المرجح أن يتم دعم هذه العناصر من قبل عناصر من قوات الدفاع الرواندية. 
وفى جوما لم تكن هناك مشاهد فوضى، لكن المدارس أغلقت كإجراء أمني، واضطرت منظمة أطباء بلا حدود، وهى إحدى الجهات الفاعلة الإنسانية الرئيسية فى شمال كيفو، إلى تعليق بعض أنشطتها مؤقتاً فى ضواحى جوما، بعد عدة أيام من القصف المدفعى المكثف بالقرب من مخيمات النازحين المتاخمة للمدينة. 

ويعيش فى هذه المخيمات مئات الآلاف من الأشخاص ويقدر عددهم بأكثر من مليون شخص وفقاً لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
انسحاب الجنود
فى ذلك الجزء من شمال كيفو، وهى أرض التلال البركانية المرتفعة، كانت حركة التمرد وحلفاؤها قد سيطرت بالفعل على مرتفعات ساكى منذ هجومهم على المدينة فى فبراير ٢٠٢٣. 

وقد أنشأت القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية مواقع مدفعية معززة دون أن تكون آمنة تمامًا من نيران قذائف الهاون المعادية.

 وأوضح مصدر أمنى محلى مؤخراً أن "القوات الخاصة الرواندية نشرت أيضاً أجهزة تشويش للطائرات بدون طيار وصواريخ أرض جو فى التلال، مما أدى إلى عرقلة قدرات الاستخبارات الكونغولية". 

ويقول أحد الصحفيين المحليين متأسفًا، "لقد شن المتمردون الهجوم يوم الخميس، مرة أخرى، وانسحب جنودنا، بعد هزيمة كاملة"، فى إشارة إلى نقاط الضعف المزمنة فى جيشه.
وقبل ذلك، فى الأسابيع الأخيرة، "طبق العدو [حركة إم ٢٣ ورواندا] تكتيكات بقع النفط بشكل مثالي"، حسبما يوضح مصدر أمنى من جوما. 

ومن الناحية التكتيكية، تجاوز المتمردون تجمعات القوات المتمركزة فى ساكى والمناطق المحيطة بها، وهى القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والميليشيات المحلية المساعدة لها “وازاليندو”، وفى المجمل، وسعت حركة التمرد الأراضى التى احتلتها بنسبة ٣٠٪ بين أبريل ونوفمبر ٢٠٢٤.
وكانت مدينة ساكى الواقعة عند تقاطع طريق مهم غرب جوما، معرضة للتهديد لعدة أشهر، وقد ضعفت وظيفتها كحاجز أمنى يمنع الوصول إلى عاصمة المحافظة. 

فى الواقع، يحيط بها طريق من ثلاث جهات، مما يقطع طرق المرور إلى الشمال والغرب والشرق من المقاطعة. 

واعترف المتحدث باسم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بوجود "اختراق" للمتمردين فى مينوفا، جنوب ساكي، على ضفاف بحيرة كيفو.
حالة من الذعر
"لأول مرة، يمتد الصراع إلى مقاطعة جنوب كيفو المجاورة"، حسبما أشار المتحدث باسم البعثة الأممية نديى خادى لو، إن الوضع الإنسانى كارثى بالفعل، ويزداد سوءا. 

ويقول فرانسوا موريون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى جمهورية الكونغو الديمقراطية: "إننا نخشى حدوث نزوح جماعى للسكان". 

وفى مينوفا، قبل سقوط المدينة، ساعدت اللجنة الدولية حوالى ٦٠٠٠٠ من ضحايا القتال السابق، وقد أدت أعمال العنف فى شمال كيفو إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص إلى الطرق.
ومن ثم فإن أعمال العنف الأخيرة تزيد من الضغوط الإنسانية والاقتصادية على هذه المدينة المكتظة بالسكان والتى يبلغ عدد سكانها حوالى ٨٠٠ ألف نسمة. 

وأفاد موقع Actualité.cd  الكونغولى بانتشار حالة من الذعر بين النازحين و"موجات من السكان تتجه نحو أحياء معينة فى الجزء الغربى من جوما". 

ويقول دبلوماسى أوروبي: "ربما يكون أحد أهداف التمرد هو إبراز اختناق المدينة دون الاستيلاء عليها عسكريا".
وتقع جوما على حدود رواندا، ويتمركز بها موظفو الأمم المتحدة (المدنيون والعسكريون) والمؤسسات الدبلوماسية، وخاصةً الفرنسية. 

ويقول المصدر نفسه: "إن الضربة السياسية للهجوم فى حالة حدوث أضرار جانبية يمكن أن تكون ثقيلة بالنسبة لرواندا التى تنفي، ضد كل الأدلة، تورطها".
لأنه حتى الآن، لم تعترف رواندا إلا باتخاذ "تدابير دفاعية" لحماية نفسها مما يشكل، وفقاً لوزارة خارجيتها، "تهديدا خطيرا لأمنها القومي"، وفى نظره، فإن حركة إم٢٣ هى أحد أعراض المشكلة الكونغولية الرواندية. 

وأوضح رئيس الدبلوماسية الرواندية، أوليفييه ندوهونجيرهي، مؤخراً أن هذه المجموعة "تدافع بشكل شرعى عن حقوق مجتمع التوتسى الكونغولى ضد الاضطهاد والتمييز وخطاب الكراهية من قبل نظام فيليكس تشيسيكيدى [رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية]". 

وتستمر كيجالى فى إنكار وجود ما يقرب من "٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ جندى من جنودها فى الكونغو"، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من التقارير العديدة التى أصدرتها الأمم المتحدة، إلا أن رواندا تستفيد من قدر معين من اللامبالاة الدولية، رغم أن الاتحاد الأوروبى قال فى ٦ يناير "إنه مستعد للنظر فى اتخاذ تدابير تقييدية جديدة ضد المسئولين عن النزاع المسلح وعدم الاستقرار وانعدام الأمن فى جمهورية الكونغو الديمقراطية". 

وحذر أحد الدبلوماسيين المقيمين فى بروكسل قائلاً: "لكن سيكون من الصعب اصطفاف الدول السبعة والعشرين خلف مجموعة من العقوبات ضد رواندا".
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد تحطم وقف إطلاق النار الذى تمكنت من فرضه فى صيف عام ٢٠٢٤. فالحوار الذى دعموه بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تحت الوساطة الأنجولية، وصل إلى طريق مسدود. 

لا شيء يقول إن رئاسة ترامب ستكون على نفس خط رئاسة جو بايدن، ويقول أوليفييه ندوهونجيرهى "نتوقع نهجاً أكثر عدلا وواقعية من النهج الذى اتبعته الإدارة السابقة، وهو نهج يأخذ فى الاعتبار مصالحنا الأمنية بشكل أكبر".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكونغو الديمقراطية إم٢٣ الأمم المتحدة شمال کیفو

إقرأ أيضاً:

قمة طارئة لرئيسي الكونغو الديمقراطية ورواندا وواشنطن تدعو رعاياها للمغادرة

يحضر رئيسا الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي قمة مشتركة بعد أيام في تنزانيا لبحث الأزمة في شرق الكونغو، في حين دعت الولايات المتحدة رعاياها إلى مغادرة البلاد فورا.

وتغيّب تشيسيكيدي وكاغامي عن المحادثات السابقة التي كانت ترمي إلى التوسط في السلام بين الجانبين.

ومن المقرر أن تبدأ القمة المشتركة لمجموعة شرق أفريقيا والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي والتي تستمر يومين، في تنزانيا الجمعة باجتماعات وزارية.

ثم سيجتمع الرئيسان السبت مع عدد من القادة الإقليميين، وفقا لبيان صادر عن مكتب الرئيس الكيني وليام روتو.

وجاء في البيان "ستُعقد قمة مشتركة للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك) ومجموعة شرق أفريقيا (إياك) الجمعة والسبت حول النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في دار السلام بتنزانيا".

وأضاف البيان "يأتي ذلك عقب اتفاق بين رئيس سادك، رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، ورئيس كينيا وليام روتو الذي يرأس مجموعة شرق أفريقيا".

وتابع أن الرئيسين الرواندي والكونغولي "أكدا أنهما سيحضران القمة التي سيسبقها اجتماع وزاري الجمعة قبل أن يجتمع رئيسا الدولتين السبت".

نصيحة لرعايا أميركا

من جانب آخر، قلصت السفارة الأميركية في كينشاسا عدد الموظفين الأميركيين العاملين في السفارة. ونصحت السفارة "المواطنين الأميركيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بمغادرة البلاد فورا باستخدام الوسائل التجارية".

إعلان

وأوضحت السفارة -في بيان على موقعها الإلكتروني- أنها "لن تجري أي مقابلات للحصول على التأشيرات ولن تتمكن من تقديم الخدمات الروتينية للمواطنين الأميركيين، نظرا للوضع الأمني في كينشاسا".

وشهدت العاصمة كينشاسا احتجاجات واسعة النطاق ضد رواندا وحركة 23 مارس (إم 23) المتمردة، التي تتهم الأمم المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعمها، وهو ما تنفيه الأخيرة.

وأضرمت بعض مجموعات من المحتجين النار في سفارات رواندا، وفرنسا، وبلجيكا، وكينيا، بذريعة صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية.

وحركة 23 مارس هي جماعة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو الشمالية التي تحد كلا من أوغندا ورواندا.

ومنذ بداية العام الجاري، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين حركة "إم 23" وقوات الأمن في شرقي الكونغو الديمقراطية.

وبعد أن سيطرت على العديد من القرى والبلدات في المنطقة، فرضت حركة "إم 23" مؤخرا حصارا على مدينة غوما، شرق البلاد.

وحركة 23 مارس تعرف أيضا باسم "جيش الكونغو الثوري" وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس/آذار 2009، وغالبية أفرادها من قبيلة "التوتسي" التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي.

مقالات مشابهة

  • قمة طارئة لرئيسي الكونغو الديمقراطية ورواندا وواشنطن تدعو رعاياها للمغادرة
  • منذ يوم الجمعة..انتشال 900جثة في شرق الكونغو
  • وزير خارجية رواندا للجزيرة نت: الكونغو تجند أجانب وتعرقل جهود السلام
  • برتراند بيسيموا زعيم حركة إم 23 في الكونغو الديمقراطية
  • حركة"إم 23" تدعو حكومة الكونغو الديمقراطية للحوار المباشر
  • عودة 300 "مرتزق روماني" من الكونغو بعد مشاركتهم في دعم الجيش
  • تحذيرات دولية وإقليمية من تداعيات التمرد شرق الكونغو
  • أزمة الكونغو الديمقراطية.. حروب أهلية متجددة وصراعات عابرة للحدود
  • القتال في الكونغو الديمقراطية يثير «حالة طوارئ صحية»
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يدينون هجوم حركة 23 مارس في شرق الكونغو الديمقراطية