حمدين صباحي يعتذر عن أخطائه في ثورة يناير.. لخصها في 5 نقاط
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قال السياسي المصري الناصري٬ حمدين صباحي٬ في مقال حول ذكرى ثورة ٢٥ يناير٬ عنونه " نصيبي من الخطأ| مساهمة في النقد الذاتي": " أكتب هذه الرسالة لأقول لهم: أشهد أنني أخطأت، وأقدم لكم اعتذاري. اعتذار لا يقتصر على من أحبوني، وإنما يمتد إلى كل من أحببتهم، وقد أحببت كل من شاركوا في 'جنة التحرير'، سواء اتفقوا معي أو اختلفوا، من الشهداء والجرحى والمعتصمين والمتظاهرين، إلى الذين لم يدخلوا الميدان لكنهم استحضروه في قلوبهم، إلى كل من دعا أن ينصر الله الثورة ويحمي الثوار.
وأضاف: "كل امتناني لمن يشاء أن يتكرم بقبول اعتذاري. لكنني أرجو ما هو خيرٌ وأبقى: أن نتشارك التعلم من أخطائنا، كي لا تنكسر ثورةٌ أخرى."
لقراءة الحلقات كاملة لمراجعات حمدين صباحيhttps://t.co/CGvZ1JZfzj — المنصة (@Almanassa_AR) January 25, 2025
وتابع صباحي: "أبدأ بنفسي. انكسرت ثورة يناير، وكما تقول الحكمة الشعبية البسيطة والعميقة: 'اللي انكسر يتصلّح'، وهي حكمة تُلهم أصحاب الحلم في مواجهة مقولة 'اللي انكسر عمره ما يتصلح' التي يتسلح بها مروجو اليأس."
وأوضح أن ثورات الشعوب ليست طريقًا ممهدًا ولا خطًا مستقيمًا، مشيرًا إلى أن العديد من الثورات العظيمة تعرضت لانتكاسات وهزائم مؤقتة، وخاضت جولات من الصراع حتى تحقق لها النصر في النهاية. وأكد أن هذه إحدى سنن التاريخ، وأن ثورة 25 يناير ليست استثناءً من هذه القاعدة.
وأشار إلى أن انتصار ما انتكس وإصلاح ما انكسر يتطلب توافر ظروف مواتية ومقومات كافية، أهمها وجود بديل منظم وكفء يحظى بتأييد شعبي واسع. ووصف هذا بأنه الواجب الأول والأهم الذي يتطلب اجتهادًا فكريًا وعملًا دؤوبًا.
واختتم صباحي بالقول: "إنه واجب الوقت، وكل وقت. والذين ينهضون بهذا الواجب سيكونون أقرب للنجاح كلما حرصوا على تجديد الإيمان بضرورة الثورة وإمكانيتها، وعلى نقد مسيرة الثورة بصدق. فكل نقد من موقع الولاء للثورة هو تحصين لأصحاب الحلم من تكرار أخطائهم، وتمكين لهم من إصلاح ما انكسر."
وأضاف: "لم يكن الإنسان ليتمكن من بناء حضارته وتجديدها عبر التاريخ لولا قدرته على اكتشاف أخطائه والتعلم منها. وهذا هو جوهر النقد ومقصده، ثم تأهيل النفس للتصحيح وامتلاك مقومات تمكين الصواب. حتى يمكن القول إن التاريخ هو تجلي اجتهاد الإنسان في تصويب الخطأ وإصلاح ما انكسر."
وتابع: "وكم ترافق النقد مع مراحل التطور والتجديد والازدهار، قدر ما تلازم التواطؤ والإنكار مع فترات الركود والتخلف والانحدار. وهذه سُنَّة أخرى من سُنن الاجتماع البشري، تدعو للقول بأن ممارسة النقد فريضة واجبة على كل عاقل يريد حياة أفضل للإنسان، أو فضيلة يليق بكل راشد حر أن يتحلى بها."
وختم صباحي بالقول: "لهذا أبدأ بنفسي. لكنني لا أطمئن للقيام بواجب النقد ما لم أسبقه بالنقد الذاتي، فنقدي لنفسي واعترافي بأخطائي في مسيرة الثورة يسبق نقدي لسواي. هذا أوجب وأليق، وهو أزكى للنفس."
وقال صباحي٬ يتحدد مضمون هذا النص في عرض "نصيبي من الخطأ" دون الخوض في التفاصيل، إذ لا أهدف إلى تأريخ الثورة، بل إلى التركيز على أخطائي خلال مسيرتها، والتي ألخصها في خمس نقاط:
1. الفشل في تشكيل مجلس رئاسي مدني يتولى السلطة في المرحلة الانتقالية.
2. التراخي في التوافق على مرشح يمثل الثورة في انتخابات 2012.
3. العجز في مواجهة بوادر الردة بعد 3 يوليو 2013.
4. ترشحي لانتخابات الرئاسة 2014.
5. التقصير في بناء التنظيم.
نشطاء منصات التواصل يعلقون
وأثار الاعتذار والنقد الذاتي الذي قدمه صباحي جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي٬ حيث رحب البعض بهذا الاعتذار بينما قال البعض الاخر بأن هذا الاعتذار جاء متأخرا.
فوصف الحقوقي المصري المعارض بالخارج هيثم أبو خليل٬ اعتذار الصباحي٬ "شجاعة".
بينما انقد البعض هذا الاعتذار متسائلين عن سبل تنفيذ بعض البنود مثل "المجلس الرئاسي المدني". كما حمله البعض مسؤولية فشل الثورة عن طريق جبهة الإنقاذ التي سلمت البلاد للعسكر.
اعتذار حمدين صباحي اليوم
عن خمسة أخطاء وقع فيها
خاصةً ترشحه في انتخابات 2014
"شجاعة" — Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) January 25, 2025
مجلس رئاسى مدنى تانى يا حمدين صباحى !!
طب بذمتك كان هيمشى ازاى !! — Zeinobia ????️???????????? (@Zeinobia) January 25, 2025
ثورة ٢٥ يناير افسدتها جبهة الإنقاذ وسلم هل للعسكر ، البرادعى ، حمدين صباحى ، خالد داوود الدكتور ابو الغار ، وإخوانهم المجرمين pic.twitter.com/YdDhiO1jco — yaseen (@YaseenFarghaly) January 25, 2025
حمدين صباحي يقدم اعتذار عن اخطاؤه
عبر مقال بموقع المنصة — Omda Mahdy???????? (@MahdyOmda) January 25, 2025
فى ذكرى #25يناير موقع #المنصة هينشر لقاءات مع #حمدين_صباحى يتكلم فيه عن المراجعات والأخطاء اللى وقع فيها بعد الثورة .. لحد كدة تمام ، طب و بالنسبة لدعم السفاح بشار الأسد ياعم بتاع يوم التلات .. وضعك معاه ايه فى مراجعاتك؟! @HamdeenSabahy @Almanassa_AR — ™ كابتن ساڤو (@Moustafa_7akam) January 24, 2025
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصري صباحي اعتذاري ثورة يناير مصر اعتذار ثورة يناير صباحي ربيع مصر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حمدین صباحی
إقرأ أيضاً:
الحلم الديمقراطي في مصر بعد 14 عاما من الثورة
المؤكد أن قدرا كبيرا من التفاؤل عاد ليكسو وجوه أبناء ثورة 25 يناير، بعد شعور بالانكسار على مدى السنوات الماضية، مبعث هذا التفاؤل بشكل رئيس هو انتصار الثورة السورية الذي هو أشبه بمعجزة، هو كذلك لأن تلك الثورة والتي انطلقت بعد شهرين من انطلاق شقيقتها المصرية، وبزخم مماثل لها، واجهت مبكرا جيشا مدججا بالسلاح، لم يتورع عن استخدام الذخيرة الحية بكثافة ضد المتظاهرين السلميين، وأجبر بعض قطاعات الثورة على استخدام السلاح دفاعا عن نفسها، فطالت الثورة وطالت المواجهات لما يقارب 14عاما، دفعت خلالها أكثر من نصف مليون شهيد، و12 مليون مهجر ونازح.
وهي بذلك أطول وأصعب ثورة عبر التاريخ المكتوب، تليها من حيث المدة الثورة الفرنسية التي استمرت عشر سنوات (1789-1799)، ثم الثورة الإيرانية التي استمرت 13 شهرا (كانون الثاني/ يناير 1978 حتى شباط / فبراير 1979)، واستغرقت الثورة الشيوعية الروسية عشرة أشهر فقط (كانون الثاني/ يناير حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2017)، وهي بالتأكيد أطول وأصعب الثورات العربية التي لم تستمر في معظمها في الميادين إلا لأيام أو أسابيع قليلة! (وإن كان من المهم الإشارة إلى النضالات التي سبقتها وأسست لها).
في مواجهة ارتفاع منسوب الأمل لدى المنتمين لثورة يناير، فإن منسوب القلق ارتفع لدى النظام الحاكم والقوى المناهضة لثورة يناير، فرغم كل جهودهم لتشويه الثورة طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية، وإلصاق كل مشاكل مصر بها، إلا أن ذلك لم يفلح في وأد مطالب التغيير التي تصاعدت مؤخرا، من داخل الوطن ومن خارجه
ساد الإحباط بشكل عام قطاعات واسعة من السوريين، وفقدوا الأمل في إسقاط نظام بشار، لكن قطاعات أخرى ظلت متمسكة بالأمل، وضحّت من أجله، حتى حدثت "المعجزة"، لتنقشع الغمامة السوداء التي غطت سماء الشام، ومعها مصر ودول أخرى، وبحدوث تلك المعجزة عاد الأمل يرفرف على ضفاف النيل، رغم سنوات القمع والدم والقهر، وعاد التمسك بأهداف وأهداب يناير كسفينة نجاة لمصر؛ هي الوحيدة القادرة على إنقاذها، والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وديمقراطيا، كيف لا وقد فتحت الثورة الطريق إلى ذلك بالفعل في سنتي انتصارها، كانت خلالهما مصر وجهة سياسية واقتصادية لقادة العالم، كانت لا تزال بعدُ في مرحلة استكشاف للفرص الاستثمارية بعد تحولها إلى عصر الشفافية والقانون؛ وهما أهم عنصرين يبحث عنها المستثمرون بعد الاطمئنان إلى وجود الفرص الاستثمارية.
ظهرت طاقة الأمل في كتابات وحوارات أبناء يناير وحتى من لم يشاركوا فيها لأنهم كانوا صغارا وقت حدوثها، وظهر تمسكهم بتحقيق المبادئ والمطالب التي نادت بها الثورة (عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية)، وهي الضرورات الأربع لتحقيق الاستقرار والازدهار في مصر.
في مواجهة ارتفاع منسوب الأمل لدى المنتمين لثورة يناير، فإن منسوب القلق ارتفع لدى النظام الحاكم والقوى المناهضة لثورة يناير، فرغم كل جهودهم لتشويه الثورة طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية، وإلصاق كل مشاكل مصر بها، إلا أن ذلك لم يفلح في وأد مطالب التغيير التي تصاعدت مؤخرا، من داخل الوطن ومن خارجه، وهي المطالب ذاتها التي نادت بها الثورة من قبل.
مظاهر قلق النظام وداعميه تنوعت بين حملات أمنية استباقية لما توقعته من تحركات شعبية (لم يدع إليها أحد)، وحملات إعلامية مسعورة للطعن في ثورة يناير، وفي دعاوى التغيير، وكل من يطالب به؛ لا يعني ذلك أن الثورة ستندلع مجددا خلال أيام قليلة، فالشعب المصري الغاضب والمحتقن من تدهور أوضاعه المعيشية، وانسداد أفق الإصلاح، لا يزال ينتظر بديلا مقنعا، وقيادة مقنعة. الخيار الآمن هو التغيير السلمي، والذي يستند إلى الضغوط الشعبية والمدنية، لدفع مؤسسات الدولة، والقوى الداعمة لها للقبول بمطالب الشعب. ويمكن أن تكون الخطوة العملية لذلك هي إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية تحت إشراف قضائي كامل، ورقابة محلية ودولية (كما حدث بعد ثورة يناير)، مع إطلاق حرية الإعلام، وحرية التنظيم السياسي، والعمل الأهليواللوم هنا يقع أساسا على قوى التغيير والإصلاح التي لم تستطع تكوين هذا البديل وهذه القيادة، وظلت أسيرة الماضي القريب باستقطاباته، ونزاعاته الضيقة، وهو ما وفّر فرصة لبقاء واستمرار النظام لفترة أطول رغم كل كوارثه بحق الشعب.
لتغيير أي حكم استبدادي فإن هناك خيرات متنوعة، منها العسكري الدموي، ومنها المدني السلمي، والعسكري ينقسم بدوره إلى عسكري مليشياوي، عبر تشكل مجموعات مسلحة تدخل في مواجهة عسكرية مع النظام بقواه العسكرية المختلفة، وهذا أمر غير مقبول، وغير ممكن في مصر التي تتمتع بجيش قوي، غير طائفي. والشكل الثاني وهو الانقلاب العسكري سواء كان أبيض أو حتى دمويا، وهو بدوره مرفوض لأنه سيكون تغييرا لجنرال بجنرال، ولن يفتح الباب للديمقراطية كما يتوهم البعض. أما الخيارات المدنية فهي تتنوع بين موجة ثورية منظمة، لا تبدو متاحة في الأفق، أو حراك شعبي غير منظم، وهو ما يمكن حال حدوثه أن ينتج فوضى عامة، تلحق أضرارها بالجميع، ولن تنتج حكما صالحا، ولا استقرارا، ولا تنمية.
ويبقى الخيار الآمن هو التغيير السلمي، والذي يستند إلى الضغوط الشعبية والمدنية، لدفع مؤسسات الدولة، والقوى الداعمة لها للقبول بمطالب الشعب. ويمكن أن تكون الخطوة العملية لذلك هي إجراء انتخابات تنافسية حقيقية رئاسية وبرلمانية تحت إشراف قضائي كامل، ورقابة محلية ودولية (كما حدث بعد ثورة يناير)، مع إطلاق حرية الإعلام، وحرية التنظيم السياسي، والعمل الأهلي، والجامعي، وتعزيز دور الجيش لأداء مهامه العسكرية والأمنية، مع ابتعاده التام عن الشئون المدنية (سياسية أو اقتصادية، أو ثقافية.. الخ).
من أراد تجنب الفوضى المحتملة والتي يمكن أن تندلع لأتفه الأسباب بعد أن فاض الكيل، عليه احترام رغبة الشعب في التغيير، والانتقال السلمي بمصر إلى دولة مدنية ديمقراطية دستورية حديثة، تكون ملكا لكل أبنائها دون إقصاء أو تهميش، أما استمرار التكبر والعناد والقمع فلن يحقق استقرارا، ولا تنمية، وسيفتح الباب لما لا تحمد عقباه.
x.com/kotbelaraby