آلاف المستوطنين يرفضون العودة.. الشمال لم يعد كما كان
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
لن تكون عودة مستوطني الشمال في فلسطين المحتلة مهمة سهلة، حتى بعد مرور شهرين على انتهاء الحرب على لبنان، بل ستكون شاقة وطويلة.
اقرأ ايضاًبالفيديو.. لحظة تسليم المجندات الإسرائيليات الأسيرات الأربعة في ميدان فلسطينفعودة هؤلاء ستتطلب مجهوداً كبيراً من القيادتين الأمنية والسياسة الإسرائيلية من أجل استعادة ثقة المستوطن الشمالي وإقناعه بجدوى العودة، إثر حرب شهدت عملية تهجير غير مسبوقة في تاريخ الدولة العبرية، بحسب ما خلصت إليه دراسة أجراها «مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير».
وشملت الدراسة جوانب عدة من أزمة النزوح في شمال الأراضي المحتلة الناتجة عن الحرب مع حزب الله، أهمها حاجة إسرائيل والحركة الصهيونية للمستوطن الشمالي كراسم لـ«حدود الدولة» ومدافع عنها، وعلاقة هذا المستوطن بالدولة، التي يشوبها غياب الثقة لأسباب وُجدت أثناء الحرب وأخرى تسبقها. وليطرح أخيراً معدو هذه الدراسة تصورهم لحل (مستبعد) يعيد هؤلاء المستوطنين إلى منازلهم.
أزمة ثقة بين المستوطن والدولة
يسلط معدو الدراسة الضوء على غياب ثقة مستوطني الجليل بالحكومة الإسرائيلية، وشعورهم بالغبن عند مقارنة ما تقدمه دولتهم لهم بما تقدمه لباقي المدن والقرى في الأراضي المحتلة. ويتحدث التقرير عما وصفه بـ«نظرة دونية» يمتلكها الشماليون لأنفسهم بسبب ضعف هذه التقديمات.
ولشرح هذه الظاهرة، تعدد الدراسة الفوارق في كيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية مع أزمة التهجير في مستوطنات الجنوب على إثر عملية «طوفان الأقصى»، ومع تلك التي حصلت في الشمال. فعلى سبيل المثال، وبعد السابع من من أكتوبر، سارعت الحكومة إلى تشكيل لجنة معنية بإعادة تأهيل مستوطنات غلاف غزة، ما يؤشر إلى جدية بالتعاطي مع الملف، وهو عكس ما ناله مستوطنو الشمال الذين لم يتم تشكيل لجنة لمتابعة شؤونهم حتى بعد وقف إطلاق النار.
وفي السياق نفسه، ومع انتقال سكان الشمال إلى مجتمعات المركز (التي يرى معدو الدراسة أنها خطوة شكلت صدمة ستترك آثارها على المدى الطويل على مجتمع الشمال)، دخلوا في عملية مقارنة بين الخدمات التي يتلقاها سكان هذه المناطق من تعليم ومواصلات وطبابة... وما يتلقونه هم في الشمال، وهو فارق كبير لن تنفع بعده الوعود الرسمية بعمليات التأهيل في إقناع النازحين بالعودة. ومن تداعيات انتقالهم إلى المركز، اختيار بعض النازحين البقاء والاستقرار في هذه المناطق وترك الشمال لمعرفتهم بأن واقعهم فيه لن يتغير. ويبرر مستوطنو الشمال قرارهم بوعود الإنماء التي حصلوا عليها من الحكومات المتعاقبة على مرّ السنين، من دون أن يتحقق منها يصبون إليه.
شروط المستوطنين للعودة إلى الشمال
تكشف الدراسة أن أكثر من 13 ألف مستوطن شمالي لا يزالون في الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى التي تمولها الدولة، فيما عمد حوالى 50 ألفاً إلى الاستقرار في المجتمعات التي لجأوا إليها، ويستمرون بالحصول على بدل معيشة، ليصبح مجموع المستوطنين الرافضين العودة إلى الشمال حتى بعد شهرين تقريباً على انتهاء الحرب 63,935 مستوطناً.
لائحة طويلة من الشروط يضعها النازحون من أجل العودة، وتحقيقها ليس باليسير على الحكومة الإسرائيلية، إذ إن الكلام أسهل من التنفيذ. وأهم هذه الشروط هي:
على الصعيد الأمني: الحاجة إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان وإنشاء نقاط استراتيجية فيه حتى يتمكنوا من العودة بأمان، وشن عملية عسكرية غير متكافئة في حال خرق اتفاق وقف إطلاق النار من الجانب اللبناني، بالإضافة إلى سدّ الثغرات الأمنية وبناء أرضية حماية جديدة من الملاجئ المتطورة.
على الصعيد الاجتماعي - الاقتصادي: يطالب المستوطنون بخطة تنموية شاملة مع أولوية للزراعة والصناعة، وعدم تأجيل التعويضات ومَنح مساعدات مالية فورية للمتضررين، بالإضافة إلى دعم وتطوير القطاع الصحي وإعادة ضخ الميزانيات لتشغيل مراكز «الصمود» في الشمال. كما يطالبون بالقيام بمبادرات لإنشاء مراكز وأطر توظيف للشباب وزيادة حجم الاستثمارات، وأخيراً وضع خطة ديموغرافية لإعادة استيطان الجليل.
الأثر بعيد المدى على الشمال
تعتبر الدراسة أن الشمال مرّ خلال الحرب بتغيرات بنيونة شاملة، سيكون لها تداعيات بعيدة المدى تمثّل تحديات استراتيجية، أبرزها: تحول تدريجي في هوية الشمال من خط دفاع استراتيجي عن العمق ومعقل للروح الصهيونية الاستيطانية، إلى مساحة استجمام ووجهة ترفيهية مؤقتة للعائلات. كذلك، قد يتحول الشمال إلى عبء اقتصادي على ميزانية الدولة على خلفية المنح والميزانيات الضخمة التي وعد بها السكان أنفسهم، وعبء إضافي على الجيش لضرورة تواجده شمالاً ضمن خطة دفاع يقظة. وفي نفس الإطار، وفي حال عدم موافقة السكان على العودة إلى الحدود المتاخمة للبنان، فقد يؤدي هذا الأمر إلى كشف خط الحدود أمام حزب الله وخلق ثغرات أمنية جغرافية ومساحات فارغة تشكل خواصر أمنية رخوة.
وتخلص الدراسة إلى أن إعادة المستوطن الشمالي إلى مستوطنته يعدّ أمراً حيوياً وبالغ الأهمية لأمن إسرائيل القومي والخارجي. إذ إن إفراغ الشمال على المدى الطويل سيكون له من دون شك تداعيات خطيرة، بدءاً من انكشاف الحدود الشمالية في حال حصول أي حرب مستقبلية، وصولاً إلى الأثر الاقتصادي لفقدان عنصر الشباب. وفي حين تلفت الدراسة إلى أن سكان الشمال أصبحوا أشدّ حساسية وأقلّ تفهماً خلال الحرب، لأكثر من سبب منها تبدّل أولويات القيم الصهيونية. فقد صارت الغلبة للأمن الفردي على حساب المصالح القومية العليا. ولا يبدو حتى الآن أن الحكومة الإسرائيلية تملك جواباً واضحاً لهذه المعضلة.
Via SyndiGate.info
� Al-Akhbar. All rights reserved
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند آلاف المستوطنين يرفضون العودة.. الشمال لم يعد كما كان أسيرة إسرائيلية محررة: شكرا لكتائب القسام على "المعاملة الكويسة" ليلة انقضاء مهلة الـ60 يوما.. الجيش الإسرائيلي لن ينسحب ويحذرأهل القرى وصول حافلات أسرى فلسطينيين مفرج عنهم إلى رام الله (فيديو) ميتا تعتزم استثمار 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال 2025 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
قالت صحيفة "الغارديان" تقريرا إن أنظار العالم ظلت متركزة على الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن وحشية الحرب تنتشر في أماكن أخرى من العالم.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" أن الشعور المنتشر هذه الأيام هو أن العالم أصبح مكانا خطيرا، لكن هل هذا صحيح؟ لا تساعد المقارنات التاريخية للإجابة على هذا السؤال، بحسب التقرير.
يشير التقرير إلى أن القراءة الأخيرة لـ"ساعة القيامة"، والتي تقدم إجراءات رمزية لاقتراب الكوارث الدولية وفق مجموعة من علماء الذرة الدوليين، أن الساعة الآن هي عند 89 ثانية قبل منتصف الليل، مشيرة إلى التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي. حيث تقدمت ساعة القيامة مرة أخرى أقرب إلى منتصف الليل وسط تلك التهديدات.
وكانت الساعة تشير إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل خلال العامين الماضيين.
وقال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في "مجموعة القيامة" التي أسسها ألبرت أينشتاين ويوليوس روبرت أوبنهايمر وعلماء مشروع مانهاتن في شيكاغو عام 1947: "عندما تكون على هذه الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام".
والمهم من تحذيرات العلماء هي أن التهديدات هذه لم تعد تدار بطريقة جيدة. وعززت الكوارث الطبيعية والصحية، مثل حرائق لوس أنجلوس، والجفاف بمنطقة الساحل، واندلاع مرض إيبولا، من مفاهيم أن العالم يخرج عن السيطرة.
ويقول تيسدال إن التصرفات التخريبية للدول والحكومات هي عامل مهم في زعزعة استقرار العالم، من خلال ميلها المتزايد إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والحدود الدولية وحقوق الإنسان الأساسية والمحكمة الجنائية الدولية.
فعندما يهدد الرئيس الأمريكي الذي يعد تقليديا الحارس الرئيسي للنظام القائم على القواعد والذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، بمهاجمة حليف في أوروبا الغربية عسكريا للاستيلاء على أراضيها ذات السيادة، فلا عجب أن يشعر الجميع بمزيد من غياب الأمن. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يفعله دونالد ترمب في محاولته ترهيب الدنمارك لتسليم غرينلاند.
ويواجه جيران ترمب في بنما والمكسيك وكولومبيا وكندا ترهيبا مماثلا.
وقامت المنظمة غير الربحية "أماكن النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث" المعروفة باسها المختصر "أكليد" بإعداد معلومات وتحليلات للمساعدة في تتبع العنف والتخفيف منه.
وتشير التقديرات إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن حوادث العنف السياسي في عام 2024 زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وأن واحداً من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب.
وبهذه المقاييس، فإن الاعتقاد بأن العالم أصبح أكثر خطورة مبرر تماماً.
وفي حين تحظى بعض الحروب، مثل الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية، باهتمام إعلامي ضخم، فإنها تشكل استثناءات.
فمعظم الصراعات الحالية، سواء كانت تنطوي على حروب وغزوات في السودان والكونغو، أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتيبت، أو حرب العصابات في هاييتي وكولومبيا، أو المجاعة الجماعية في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، لا تحظى بالتغطية الكافية أو يتم نسيانها أو تجاهلها.
وتحتاج الحروب المتطورة كتلك بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة- إسرائيل وإيران إلى اهتمام قريب. وكل هذه النزاعات تقدم صورة رهيبة عن عالم أصبح مدمنا على الحرب.
الكونغو- رواندا
ولو ألقينا نظرة خاطفة على حالة العالم الحالية والحروب المندلعة فيه فإننا نرى أن الحرب قد اندلعت وتطورت بشكل كبير بين رواندا والكونغو.
فالحرب المستمرة على الحدود بين البلدين أصبحت في مركز الأخبار عندما دخلت القوات الرواندية ومجموعات المتمردين المعروفة باسم "أم23" مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اتهمت الأمم المتحدة الرئيس الرواندي بول كاغامي بتوجيه ودعم "أم 23" وإرسال قواته إلى داخل الأراضي الكونغولية.
وفي قلب النزاع صراع على المصادر الطبيعية في منطقة فقيرة من الكونغو، فهي غنية بخام كولتان المطلوب بشدة في الغرب.
ففي الوقت الذي أدى الهجوم الأخير إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، شجبت فيها فرنسا وبريطانيا رواندا ودعمت الولايات المتحدة سيادة الكونغو على أراضيها، وأعلنت ألمانيا دعمها لرواندا، إلا أن الخطوات هذه متأخرة، وبخاصة أن الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية استراتيجية للمعادن مع نظام كيغالي. كما يأتي شجب بريطانيا فارغا، فقد اعتبرت الحكومة السابقة في لندن نظام كاغامي بأنه نموذج يمكن نقل طالبي اللجوء السياسي في بريطانيا إليه. وأكثر من هذا فالنزاع في الكونغو مستمر منذ عقود.
ميانمار
وهناك النزاع في ميانمار، فقد شهد العام الماضي مقاومة مسلحة للمجلس العسكري الذي أطاح بحكومة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوكي عام 2021.
ورد الجنرالات بما أسمته منظمة هيومان رايتس ووتش بأساليب "الأرض المحروقة". وتشمل هذه الضربات الجوية العشوائية ضد المدنيين والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد "التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار في" سقوط مستمر" حيث سيحتاج 20 مليون شخص إلى المساعدة في عام 2025.
وتم فرض التجنيد الإجباري على الشباب والأطفال باستخدام عمليات الاختطاف والاحتجاز.
ولا تزال أونغ سان سوكي قيد الاعتقال، وهي واحدة من 21 ألف سجين سياسي. ولا يزال المدنيون من أقلية الروهينغا المسلمة مستهدفين في ولاية راكين.
ويظل السياق الأوسع للنزاع في ميانمار هو فشل مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" للرد على هذا الكابوس وتسامح الصين مع النظام العسكري، فيما تورد روسيا السلاح للنظام العسكري.
هاييتي
وفي هاييتي، التي توصف بأنها أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، ولديها سمعة بأنها غير محكومة، حيث فشلت سلسلة من التدخلات الخارجية قادتها أمريكا بتحقيق الاستقرار.
واحتلت امريكا البلد فعليا ما بين 1915 و 1934. وفي آخر تدخل أمريكي أرسل بيل كلينتون في عام 1994 20 ألف جندي لفرض النظام، ولم يستمر ذلك إلا لفترة مؤقتة، وجاءت قوات الأمم المتحدة وخرجت.
ودخلت هاييتي في الفوضى بعد مقتل الرئيس جوفينل مويس عام 2021 وسيطرت العصابات المسلحة على البلد. وآخر مساعدة خارجية جاءت من كينيا. وقتل في الفوضى الحالية أكثر من 5,300 شخص وشرد 700 ألف شخص.
إثيوبيا- الصومال
أما النزاع الصومالي- الإثيوبي، فقد تعرضت صورة إثيوبيا كنموذج للمساعدات الدولية وجهود التنمية لإعادة مراجعة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتزامنا مع صعود رئيس وزرائها، آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018.
ولم يتم حتى الآن تقديم محاسبة كاملة وعلنية للحملة العسكرية المدمرة التي شنها آبي أحمد في إقليم تيغراي الشمالي والتي انتهت بهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
وقد ساءت سمعة إثيوبيا والقوات الإريترية المتحالفة مع متمردي التيغراي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة.
وتتواصل هذه في ظل آبي أحمد إلى جانب تراجع الديمقراطية وقمع حرية التعبير ومنع الإنترنت إلى جانب النزاع مع الصومال بشأن الوصول إلى مياه البحر.
كما يزداد القلق بشأن منطقة أمهرة الإثيوبية، حيث تتصاعد أعمال القمع والاعتقالات واسعة النطاق لمعارضي الحكومة وسط صراع مستمر مع الجماعات المسلحة.
إيران
في إيران فإن نظام الحكم عانى من ضربات موجعة في عام 2024، وخسر عددا من حلفائه في لبنان وسوريا. ويواجه النظام عددا من التحديات المحلية، وليس أقلها السكان وغالبيتهم من الشباب الغاضبين بشكل متزايد على الفساد والعنف والقمع ومن العجز الحكومي. وشهدت إيران خلال الـ 15 عاما الماضية ثلاث انتفاضات واسعة، عام 2009 و2019 و 2022.
تركيا- سوريا
وعلى الحدود التركية- السورية هناك تغيرات كبيرة، فقد استطاعت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع الإطاحة بالرئيس بشار الاسد، حليف إيران وسوريا. ورغم ترحيب الغرب ودول الخليج بالتغيير إلا أن الخطوات تجاه إعادة تأهيل النظام الجديد بطيئة. ولكن الوضع الأمني لا يزال هشا في البلد وبخاصة المواجهات بين جماعات الأكراد المدعومة من أمريكا وتلك التي تدعمها تركيا.
السودان
وفي السودان، عادة ما يشير المعلقون الصحفيون إلى الوضع الأمني والكارثة الإنسانية هناك بأنه "النزاع المنسي"، والحقيقة هو أنه أسوأ، فهو ليس منسيا لكن تم تجاهله منذ الفوضى في عام 2023.
نزح الملايين من مدنهم ومجتمعاتهم وانتشرت المجاعة نتيجة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تتهم الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية بدارفور واستخدام العنف الجنسي كوسيلة حرب هناك.
وربما انتهى التجاهل الدولي للسودان في عام 2025، ويقول مدعى الجنائية الدولية، كريم خان إنه سيسعى إلى اعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وفظائع أخرى في دارفور على افتراض أنه يمكن القبض عليهم.
وبمعنى ما، يعيد التاريخ نفسه. في عام 2003، أصبحت دارفور مرادفة للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع. مع أن وقف الحرب الأوسع في جميع أنحاء السودان أكثر تحديا.
باكستان- أفغانستان
وعلى جبهة باكستان وأفغانستان، فقد كان تخلي المجتمع الدولي عن أفغانستان لصالح طالبان في عام 2021 مخزيا ومكلفا سياسيا. وخسرت النساء والفتيات الأفغانيات، اللائي تعرضن مرة أخرى لمنعهن مرة من الحريات الشخصية والحق في التعليم وتولي الوظائف.
وفي الأسبوع الماضي، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لمعالجة هذه الانتهاكات، حيث أعلنت أنها ستسعى إلى اعتقال كبار قادة طالبان مثل هيبة الله أخوندزاده وعبد الحكيم حقاني بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس الجنس، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
ويظل منظور الاستقرار في أفغانستان عام 2025 موضع شك، حيث تعاني الدولة من الفقر.
كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير بعد عام من الاضطرابات السياسية التي تركت رئيس الوزراء السابق الشعبي عمران خان في السجن وسياسي مدعوم من الجيش، شهباز شريف، في السلطة.
اليمن
في اليمن، وصف البلد بأنه أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا يزال كذلك، على الرغم من الأهوال المتزايدة في السودان.
ولكن منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدا عن الأزمة المحلية في اليمن إلى الحوثيين. لقد أثارت هجماتهم الصاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر، وعلى "إسرائيل"، دعما لشعب غزة، أعمالا انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين. وبعد وقف إطلاق النار في غزة، توقفت هجمات الحوثيين ضد السفن، لكن الحرب الأهلية الأوسع مستمرة.
الولايات المتحدة- المكسيك
وأخيرا هناك النزاع الأمريكي- المكسيكي، وكأن المكسيك بحاجة للمزيد من المشاكل فوق ما تعاني. فعسكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ.
وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي من أن "استخدام ترامب الأساليب العقابية للهجرة سيثقل كاهل دولة المكسيك بمزيد من الأعباء ويعرقل النمو الاقتصادي الإقليمي ويثري العصابات الإجرامية"، مما يجعل البلدين أقل أمانا وأقل ثراء. كما أن سياسة ترامب القائمة على "البقاء في المكسيك" للمهاجرين قد تزعزع استقرار البلد في وقت تعهدت فيه الرئيسة الجديدة كلوديا شينباوم ببداية جديدة.