اختتام الدورة الصيفية الإثرائية المكثفة للتحفيظ بالحرمين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
البلاد- مكة المكرمة
اختتمت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الدورة الصَّيفية الإثرائية المكثفة لحلقاتِ المسجد الحرام للسنة الثانية على التوالي، وامتدَّ البرنامج على مدى (35) يومًا وعلى مدار الساعة دونَ انقطاع، وتهدف الدورة إلى نشرِ وتأصيلِ وتعليمِ الطُّرقِ الصَّحيحةِ لحفظِ القرآنِ الكريم ومراجعتِه، عبر عدد من المساراتِ، بمرونةٍ وتيسير، وتوفير بيئةٍ تعليميَّة فريدة.
واستضافت الدورة المقامة بين أروقة المسجد الحرام أكثر من (3) آلاف مشارك ومشاركة في عددٍ من المسارات والبرامج المتنوعة، أشرف على نجاحها (130) من صفوة المعلمين والمعلمات.
وذكر رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، أن الدورات الصيفية المكثفة في الحرمين الشريفين والمسجدين المنيفين، يُشارك فيها المشاركون،ليتنافسوا في تلاوة كتاب الله الكريم، ويتسابقوا في حفظه، وسماع تلاواتهم، ورؤية جلالهم وجمال تنافسهم وعظيم همَّتهم وشرف ما هم فيه، فلله الحمد كثيرا، على أن نالت المملكة العربية السعودية هذا الفضل الذي لا يدانيه فضل، في أن يرتبط أبناء العالم الإسلامي في هدفٍ واحد، وكتاب واحد، يعبدون ربًّا واحداً، ويتبعون ديناً واحداً، في أشرف مكان على الإطلاق: الحرمان الشريفان.
من جهته أوضح مدير الإدارة العامة للحلقات والمقرأة الإلكترونية بالمسجد الحرام الشيخ غازي بن فهد الذبياني، أن هذه الدورة تأتي لتحقيق عدد من الأهداف السامية منها إبراز دور وجهود رئاسة الشؤون الدينية في العناية بتعليم القرآن الكريم، وتفعيل دور المسجد الحرام في خدمة تعليم القرآن الكريم، وتعلم وتعليم كتاب الله وتدارسه وإقراؤه على منهج السلف من أهل القرآن لكافة أفراد المجتمع، وصحبة كتاب الله تلاوةً وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، وتأهيل الطلاب والطالبات وإلحاقهم في حلقات القرآن الدائمة، وتبادل الخبرات في طرق الحفظ والمراجعة وتثبيت الحفظ، واستثمار أوقات الفراغ لدى الطلاب فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
وبين الذبياني بأن الدورة الصيفية الإثرائية المكثفة كانت على مدار الساعة حضوريا في جنبات المسجد الحرام بما يتماشى مع رسالة الحرمين الشريفين لنشر الدين الاسلامي ومبادئ الوسطية والاعتدال، ويأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وبمتابعة مستمرة من قِبل فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ عبدالله بن حمد الصولي، سعياً في بذل المزيد من الجهود في تقديم أرقى الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام وتحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله -.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدورة الصيفية الإثرائية المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: اللسان ترجمان الأفكار والقلوب.. ويجب حفظه عن الغيبة والنميمة
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالله الجهني، إن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا- كان أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظًا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدًا ولطفًا إلهيًا ، وعناية ربانية ، ورعاية روحانية، ولم يكن فاحشًا متفحشًا ولا لعانًا ولا طعانًا.
ترجمان الأفكار والقلوبوقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: إن اللسان رعاكم الله عضو من أهم أعضاء الجسد، وهو من نعم الله تبارك وتعالى العظيمة على عباده امتن به عليهم فهو ترجمان الأفكار والقلوب، وبه يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبه وعَقلُه ونَفسه من الخَير أو الشَّرّ، ومِن الإيمان والكُفرِ، وغَيرِ ذلك من دواخل الإنسانِ، وقد أُمِرنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوء والشَّرّ".
وتابع: وكَفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله، ومن ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه، وما لم يستخدم العاقل لسانه فيما يرضاه الله تعالى من الكلام كان وبالًا وحسرة على صاحبه يوم القيامة.
وأكد الشيخ عبد الله الجهني، أن من أبلغ الوصايا وأقيمها وأجلها وأنفعها، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول : اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا».
وبين أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا الكلام الذي تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه قال صلى عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».
وشدد على أن من أعظم آفات اللسان العظيمة القول على الله بغير علم والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقذف المحصنات الغافلات، فزلة من زلات هذا العضو الصغير قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والعطب، فليحذر العاقل مما يجري به لسانه ، من انتهاك حرمات المسلمين ، وإساءة الظن، والطعن بالنيات ، والخوض بالباطل فيهم، وعليه التعود على حفظ لسانه من الوقوع في القيل والقال، حينئذ سيعتاد عليه ويستقيم أمره، ويسهل عليه التحكم في لسانه وينجو من شرّه ولو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئًا أفضل من الصمت ورحم الله امرأ حفظ عن اللغو لسانه، وعن النظر المحرم أجفانه، وعن سماع الملاهي آذانه، وعمر أوقاته بالطاعات وساعاته بكتب الحسنات وتدارك بالتوبة النصوح ما فات، قبل أن يصبح وجوده عدمًا، وصحته سقمًا، وعظامه رفاتًا وحياته مماتًا في برزخ لا يبرح من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله ، فحينئذ زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها، وجوزيت الخلائق بأعمالها ، ووفيت جزاء كسبها وأفعالها ، فطوبى لعبد قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن الشر فسلم.
وختم أن من محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه ابتعاده عما لا يخصه ولا يهمه ولا يفيده وما لا يفيده من الأقوال والأفعال، وعدم تدخله في شؤون غيره، وعليه الحذر من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالعباد مجزيون بأعمالهم، ومحاسبون على أقوالهم وأفعالهم وكفى بالله محصيًا أعمال عباده ومجازيًا لهم عليها .