لجريدة عمان:
2025-04-30@19:28:23 GMT

إذا كنت تريد .. فأنت تستطيع

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

قبل يومين وبعد أربع سنوات ويزيد قليلًا على خروجه إلى التقاعد، التقيته صُدفة في أحد مقاهي ولاية الحمراء وكان غير الشخص الذي حاورته ممتعضًا في عام ٢٠٢٠م بسبب ما أسماها يومئذ بـ«كارثة التقاعد» التي حلّت به ربما بسبب عدم استعداده المُسبق لها.

بدا الرجل الذي كان ممتلئًا يلهث من أقل خطوات يخطوها فيما مضى ..

بدا رشيقًا معافى تطفرُ السعادة من عينيه حد أنني شككت بأنه الشخص الذي كنت أعرف.. يبدو أنه والأسرة كانوا في جولة إلى «جبل شمس» وقد قضوا ليلتهم هناك ثم أبى إلا أن تكون القهوة المُغرم بها مُنذ سنوات آخر ما سيخرج به من «الحمراء».

«في مدخل الحمراء كان لقاؤنا.. ما أطيب الُلقيا بلا ميعادِ» قلت مرحبًا ثم سرقته سريعًا من أسرته إلى طاولة مجاورة فاتحًا معه دون إبطاء سجل ذكريات جميلة لن تسقط من الذاكرة وسيلًا من الأسئلة ما كنت لأشعر بالارتياح لو أنني صادرتها داخلي .. سألته وكُلي ثقة أنني سأحظى بما أريد: هاه كيف التقاعد؟ ليبدأ في سرد قصة طويلة أسكتتها ابنته الجميلة «إنتظار» عندما همست في أُذنه بأنهم تأخروا كثيرًا ويجب أن يعودوا إلى مسقط.

افتتح حديثه بالآية الكريمة باسمًا: «وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ» ثم استفاض في تذكر الأصدقاء والمواقف والمقالب التي رافقتنا طيلة سنوات العمل .. بعدها عدّد فخورًا ما أنجزه في مُدة قصيرة مدفوعًا بفكرة ضرورة الوقوف منتصبًا في وجه الريح يقول:

مكان العمل الأول يا صديقي أشبه بالقرية الصغيرة التي وُلد فيها الإنسان وتربى وعاش فهو يعرف بيوتاتها بيتًا بيتًا وسكانها فردًا فردًا، إن أُجبر على فراقها اكتربت نفسه وضاقت عليه الدنيا لأنه لم يكن ليتصور إمكانية العيش خارجها، لكن ما إن يقتنع أنه مُطالبُ بالحياة وأن أرض الله واسعة يبدأ في البحث عن أرض جديدة، فيجدها وتسكن جوارحه ويواصل الحياة التي سيصنعها حينئذٍ بيده هو.

كان لا بد لي من وضع تصور يتوافق والمستجدات يقوم على ضرورة تفّهُم الجميع للواقع الجديد غير المعتاد والعمل معًا على إعادة برمجة أسلوب حياتنا بعدم إضافة أعباء مالية .. بحثتُ عن مصدر دخل عوّض بنسبة معقولة ما تم اقتطاعه بسبب التقاعد .. اتبعنا كأسرة سياسة «ترشيد الإنفاق» من خلال شراء الضروريات .. سددت التزامي البنكي وقد حققت نجاحًا منقطع النظير في تطبيق هذه السياسة.

لا شك أن العمل على حلحلة تلك الأزمة كان يقتضي وجود إرادة حقيقية وإخلاص للنوايا والنظر إلى الأمام، فلا جدوى من العيش على الماضي والبكاء على اللبن المسكوب واتخاذ منصات التواصل ووسائل الاتصال وسيلة للتشكي وجلب التعاطف وبث السلبية وإثارة مشاعر العامة، فإذا كان الإنسان يريد فإنه يستطيع .. لا يوجد شيء أقوى من إرادة الإنسان.

الحياة يا صديقي تُحب من يُحبها وهي لن تتوقف لموت فلان أو تقاعد علان .. فإما أن تقف في الطابور مُتماسكًا وتمضي بعزيمة حتى تصل إلى رأس النبع، فتشرب وترتوي، وإما أن تسقط أرضًا فتُسحق تحت الأقدام.

النقطة الأخيرة..

يقول الروائي البرازيلي باولو كويلو: «إذا أردت شيئًا بحق، الكون يتآمر كله لمساعدتك على تحقيقه».

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن للولايات المتحدة وأوروبا وجهات نظر مختلفة جوهريا من التهديد الروسي وحماية الديمقراطية، وبالتالي إذا حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن إجبار أوكرانيا على القبول بهزيمة جزئية، فستنظر أوروبا إلى ذلك على أنه مكافأة منها للعدوان الروسي.

وأوضحت الصحيفة -في مقال للصحفي غدعون راشمان- أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قام عام 1949 بين الولايات المتحدة وكندا وبعض الحلفاء الأوروبيين بسبب الخوف من موسكو، وأن هذا الخوف نفسه الآن يهدد بتفكيك هذا الحلف.

ومع أن التحالف الأطلسي صمد في وجه العديد من الخلافات العميقة على مر الزمن، من أزمة السويس عام 1956 إلى حربي فيتنام والعراق، بفضل بقاء الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على الجانب نفسه، حسب الكاتب، فإن تحالفهم معرض الآن للخطر ما لم يستطيعوا الاتفاق على التهديد الذي يواجهونه، وكيفية التعامل معه.

وبالفعل أقيمت الشراكة الأميركية الأوروبية على أساس المصالح والقيم المشتركة، وكان الاهتمام طوال الحرب الباردة هو احتواء التهديد القادم من الاتحاد السوفياتي، والقيمة المشتركة هي الدفاع عن الديمقراطية، وحتى بعد انتهاء الحرب الباردة، كانت الحرب على الإرهاب وحماية الديمقراطيات الأوروبية الجديدة هدفا مشتركا، لكن هذا الفهم المشترك يتداعى الآن -حسب الكاتب- وأي نهاية كارثية للحرب في أوكرانيا سوف تنهيه تماما.

إعلان

وها هي الولايات المتحدة وأوروبا تقدمان خطط سلام مختلفة لأوكرانيا لأن مفهوم الأمن الدولي ومصدر التهديد القادم لم يعد متفقا عليهما، إذ يعتقد الأوروبيون أن مكافأة العدوان الروسي في أوكرانيا ستزيد من احتمال مهاجمة بوتين بقية أوروبا، في حين ترى إدارة ترامب أن الولايات المتحدة يجب ألا تنجر في النهاية إلى حرب مباشرة مع روسيا.

معركة وجود

والحقيقة -حسب راشمان- هي أن الخلاف في الرؤى الأمنية يتجاوز الآن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، لأن حلفاء أميركا يواجهون تهديدا مباشرا من ترامب بضم أراضي عضوين في الناتو، وذلك بتحويل كندا إلى الولاية الـ51 من بلده، واحتلال غرينلاند التي هي جزء يتمتع بحكم ذاتي من الدانمارك.

وإذا جمعنا هذه الغرائز الاستبدادية لدى ترامب -كما يقول الكاتب- وتهديداته لحلفاء الناتو، وتعاطفه الواضح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلن يكون هناك مجال للقول إن الناتو ما زال تحالفا قائما على قيم مشتركة لأن صراع القيم أصبح الآن جليا.

ومع أن الولايات المتحدة والأوروبيين يدعون أنهم يدافعون عن الديمقراطية، فإن كل طرف يعتقد أن الديمقراطية مهددة على الجانب الآخر، وقد اتهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، في خطاب شهير ألقاه في مؤتمر ميونخ للأمن، الأوروبيين بقمع حرية التعبير والخوف من شعوبهم، وهو ما قابلته أوروبا بغضب شديد، مع استحضار جهود ترامب لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 وهجماته على القضاء ووسائل الإعلام والجامعات.

وتبشر إدارة ترامب وأووربا الآن برؤيتين متضاربتين للقيم الغربية، رؤية ترامبية قومية عرقية، محافظة ثقافيا وغير ليبرالية، مقابل رؤية أوروبية أممية تستند إلى القانون والمؤسسات الليبرالية، وكلا الجانبين يعتقد أن هذه معركة وجودية من أجل البقاء السياسي.

وتريد إدارة ترامب العمل مع الشعبويين القوميين في أوروبا من أمثال فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيتسو في سلوفاكيا ونايجل فاراج في بريطانيا، كما تعقد أوروبا من جهتها الأمل على الحزب الديمقراطي في واشنطن، وهي الآن تحسب الأيام بفارغ الصبر في انتظار انتخابات التجديد النصفي الأميركية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ما الذي تفعله الأطعمة فائقة المعالجة بجسمك؟.. تأثيرات صادمة لاستهلاكها من أول يوم حتى عدة أشهر
  • زيادة الأجور/الحماية الإجتماعية/مراجعة الأنظمة الأساسية/التقاعد/ الحكومة تعلن حسم ملفات اجتماعية عالقة منذ سنوات عشية فاتح ماي
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • أبو العينين: الثروة المعدنية في مصر تستطيع المساهمة بـ 40% من الناتج المحلي
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين