إهانة لجيش الاحتلال .. سلاح تافور الإسرائيلي في يد عناصر حماس بمراسم تسليم المجندات | تقرير
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في مشهد لافت خلال مراسم تسليم المجندات الإسرائيليات الأربع بمدينة غزة، ظهر عناصر من حركة حماس يحملون بندقية "تافور"، المعروفة بأنها سلاح النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا لما نشره موقع "أكسبريس" الإسرائيلي، فإن ظهور هذا السلاح في يد عناصر حماس يُعد إهانة مباشرة لجيش الاحتلال، حيث تشير التقارير إلى أن الحركة استحوذت على كميات كبيرة من هذا السلاح خلال المواجهات الأخيرة، وخاصة يوم السابع من أكتوبر.
"تافور" هي بندقية هجومية تم إنتاجها عام 2005، وخضعت لتعديلات متقدمة في عام 2009 لزيادة فاعليتها.
وهي بندقية متعددة المهام، وسهلة الاستخدام لكل من المستخدمين باليد اليمنى واليسرى.
يستخدمها الجيش الإسرائيلي ومنها 9 نماذج من هذه البندقية بحوزته، ويعتمد على نوع متطور منها يُعرف بـ"Micro-Tavor" في وحدات النخبة وألوية المشاة، إلى جانب بعض الكتائب الاحتياطية.
إسرائيل: سيسمح بالعودة لشمال غزة إذا تم الإفراج عن أربيل يهود قبل السبت المقبل
حماس تكشف مصيرا جديدا لـ70 أسيرا تفرج عنهم إسرائيل.. اليوم
دخلت الخدمة رسميًا أثناء عملية "السور الواقي" التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية عام 2002.
طُورت بندقية التافور TAR-21 عام 1998، وتعددت إصداراتها لتشمل نماذج مختلفة مثل إصدار القناصين (STAR-21)، إصدار الكوماندوز (CTAR-21)، ونسخة "مايكرو تافور" (MTAR-21). رغم بداية دخولها الخدمة في أوائل الألفية، واجهت التافور تأخيرًا في إطلاق النار أدى إلى تجميد مشتريات جديدة عام 2007. لاحقًا، أُنتج إصدار تصحيحي (MARK-81)، واستؤنفت المشتريات ليتم استخدامها بفعالية خلال حرب غزة (2008-2009).
تدريجيًا، أصبحت التافور بندقية أساسية في العديد من الوحدات العسكرية الإسرائيلية، مثل ألوية "جفعاتي"، "جولاني"، و"ناحال". وشهدت تحسينات مستمرة، مثل إصدار "مايكرو تافور X-95" الذي اعتمدته وحدات المشاة والقوات الخاصة منذ عام 2010.
وفقًا لتقرير "إسرائيل هيوم"، يتوقع أن يكون الانتقال إلى بندقية "أم-4" تدريجيًا. لكن الجيش الإسرائيلي ردّ رسميًا على هذه الادعاءات، موضحًا أن التافور ما زالت تُستخدم بكفاءة عالية في الوحدات القتالية، ولا توجد نية للتخلي عنها في المستقبل القريب.
يُستخدم "مايكرو تافور X-95" من قبل العديد من الوحدات النظامية والخاصة، بينما تواصل وحدات أخرى استخدام بندقية "أم-4". وذكرت مصادر الجيش أن قرارات تسليح القوات تعتمد على عوامل اقتصادية وعملية، مع مراعاة التجانس بين الوحدات النظامية والاحتياطية.
وفي 5 سبتمبر، نشر موقع الجيش الإسرائيلي مقالًا يشير إلى أن الجيش سيطلب دفعة جديدة من بنادق التافور قريبًا. مما يدحض الشائعات ويؤكد استمرار الاعتماد على هذا السلاح الذي أثبت فعاليته في العمليات القتالية المختلفة.
ورغم التقارير التي أثارت الجدل حول مستقبل التافور في الجيش الإسرائيلي، فإن الردود الرسمية تؤكد أن البندقية ستظل جزءًا أساسيًا من تسليح الجيش. التخلي عنها، كما أُشيع، يبدو بعيدًا عن الواقع في ظل استمرار طلب دفعات جديدة منها.
شهدت ساحة مدينة غزة مشهدًا مليئًا بالرمزية، حيث قامت حماس بتسليم المجندات الإسرائيليات الأربع إلى الصليب الأحمر الدولي، بحضور آلاف الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية.
وارتدين المجندات الزي العسكري بلونه البني مع بطاقات تعريف تحمل علم فلسطين وأسماء كل واحدة منهن.
وفي مشهد غير مألوف، وقفت المجندات على المنصة أمام الحشد الفلسطيني، وقدمن التحية ووجهن إشارات النصر والإعجاب، فيما كن يبتسمن وبصحة جيدة.
وبعد انتهاء المراسم، انتقلت المجندات إلى سيارات الصليب الأحمر التي تولت إعادتهن إلى جيش الاحتلال وجهاز الشاباك.
يشير ظهور سلاح "تافور" في يد عناصر حماس إلى تحول جديد في موازين القوة الرمزية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مما يسلط الضوء على قدرة الفصائل الفلسطينية على الاستحواذ على معدات عسكرية إسرائيلية متطورة خلال المعارك. كما تعكس مراسم التبادل أبعادًا إنسانية وسياسية، وسط احتفاء شعبي فلسطيني ورسائل رمزية تم توجيهها للداخل والخارج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة غزة المجندات الإسرائيليات تسليم المجندات الإسرائيليات المزيد الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو يريد نزع سلاح حماس وحزب الله وفرض معادلة جديدة بالمنطقة
اتفق محللون سياسيون -في حديث لبرنامج "مسار الأحداث"- على أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان هدفه الضغط على الحكومة اللبنانية، من أجل نزع سلاح حزب الله، ومحاولة فرض معادلة جديدة على المنطقة بدعم وبغطاء أميركي.
وفي تصعيد إسرائيلي، استهدفت مقاتلات، اليوم الجمعة، ضاحية بيروت الجنوبية للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وربطت إسرائيل تلك الهجمات بإطلاق صواريخ من الجنوب نفى حزب الله أي علاقة له بها، وأكد تمسكه بوقف إطلاق النار.
ويرى الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة في لبنان، معتمدة في ذلك على تصورها بأنها المنتصرة في الحرب التي جرت بينها وبين حزب الله، ولذلك هي تريد أن تفرض شروطها مستفيدة من الدعم الأميركي.
ومن خلال التصعيد الذي تقوم به في لبنان، تسعى إسرائيل حاليا إلى نزع سلاح حزب الله بالقوة، واستهداف أي تهديد لها بغض النظر عن هوية هذا التهديد، ولذلك تقوم بقصف جنوب سوريا.
وقال الدكتور مصطفى إن فكرة نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة ونزع سلاح حزب الله باتت تهيمن على فكر الإسرائيليين، وفي تصورهم أنه بعد أن ينزعوا الأسلحة سيفرضون وجودهم في المنطقة، مشيرا إلى أنهم غيّروا فكرة الردع بفكرة الحضور أو التواجد.
إعلانوخلص الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على فرض نفسه كقوة إقليمية بدون دعم الأميركيين.
وحسب الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فإن هدف إسرائيل هو تصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى تصفية حزب الله في لبنان، وما تقوم به حاليا بلبنان هو الضغط على الحكومة لتتولى نزع سلاح حزب الله، وإلّا ستتولى هي الأمر بدعم أميركي.
ونصت بنود الاتفاق الذي تم بين إسرائيل ولبنان على أن تتولى الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، وهو أمر يقول مكي إنه يحتاج إلى نقاش اجتماعي ولا يمكن أن يتم بطريقة فورية.
وأشار مكي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس الضغوط على الحكومة اللبنانية لدفعها للتصادم مع حزب الله ونزع سلاحه بالقوة، واستبعد في السياق ذاته أن تستجيب الحكومة اللبنانية لهذا الأمر.
وفي اعتقاد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد، فإن إسرائيل تريد أن تظهر أن ما تسميه انتصارها سيتكرس لفترة طويلة، وليس فقط من خلال وقف إطلاق النار ومن خلال شروط فُرضت على لبنان، وهو ما ينطبق أيضا على توسيعها رقعة احتلالها في سوريا، وينطبق مع ما كان نتنياهو قد صرح به أكثر من مرة بأن خريطة جديدة للشرق الأوسط سيتم فرضها بغطاء أميركي طبعا.
وبالإضافة إلى التوسيع الجغرافي لنطاق الاعتداءات، تقوم إسرائيل بالضغط المباشر على الحكومة اللبنانية، بهدف إرباك السلطة الحديثة التشكيل في لبنان، والدفع باتجاه اشتباك سياسي داخلي، مستفيدة في ذلك من الصمت العربي، كما قال زياد.
خياراتوعن خيارات الحكومة اللبنانية، تحدث زياد عن خيارات صعبة، خيار السلوك الدبلوماسي التقليدي، أي مجموعة شكاوى لمجلس الأمن الدولي ومحاولات مع جامعة الدول العربية لتوحيد الموقف حول لبنان، والبحث مع الأوروبيين، مشيرا إلى أن هذه التحركات لا تكفي في ظل التعنت الإسرائيلي والغطاء الأميركي.
إعلانوأشار إلى أهمية الحوار العلني مع حزب الله للبحث في شكل الإستراتيجية الدفاعية، والتأكيد على حضور الجيش اللبناني بشكل واسع في الجنوب والكثير من المناطق، وقال إن لبنان بحاجة إلى إجراءات أمنية ولوجيستية واستخباراتية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من القيام باغتيالات.
وأعرب أستاذ العلوم السياسية بأن المرحلة شديدة الصعوبة على لبنان وعلى اللبنانيين، وهو ما سيؤثر على مسألة إعادة الإعمار والاستثمارات والمساعدات.
ويُذكر أن إسرائيل تنصلت من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا مع استمرار احتلالها 5 تلال لبنانية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وحسب زياد، فقد قتلت إسرائيل منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أكثر من 100 لبناني ولبنانية، وقصفت مئات المرات في الجنوب اللبناني وفي البقاع، واستهدفت للمرة الأولى ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 دخل حيز التنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين، بسبب إسناد حزب الله لجبهة غزة بعد عملية طوفان الأقصى.