أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن تفسير بعض الجماعات المتطرفة للنصوص الدينية يشوه الفهم الصحيح للإسلام، مشيرًا إلى مثال على ذلك تفسيرهم لآية اطلقوا عليها "السيف" في سورة التوبة، حيث يروجون لفكرة أن هذه الآية "نسخت" جميع الآيات التي تدعو إلى الرحمة، معتبرين أن الإسلام قد أصبح محصورًا فقط في جانب العنف والقتال.

 

وأكد مفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريح اليوم السبت، أن هذا التفسير يتنافى مع الفهم الصحيح للنصوص، موضحًا أن هذه الجماعات تدعي أن الآية التي تقول: "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ"، قد نسخت جميع الآيات التي تدعو إلى الرحمة، مما يحرف جوهر الإسلام الذي يعتمد على التسامح والرحمة.

وأشار إلى أن هذا التفسير المغلوط يتجاهل قواعد اللغة العربية والسياق التاريخي الذي نزلت فيه الآية، فالسياق الزماني والمكاني يُظهر أن الآية تتحدث عن المشركين المعتدين في حالة الحرب، وليس عن قتل أي شخص مشرك في أي مكان، لافتا  إلى أن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بعد هذه الآية يوضح أنه إذا استجار أحد المشركين، يجب أن يُمنح الأمان، مما ينسف التفسير الذي يقصر الآية على القتل.

وأكّد أن هذا النوع من الفهم المشوّه يؤدي إلى التلاعب بالنصوص الشرعية لخدمة أهداف تلك الجماعات المتطرفة، مشددا على ضرورة فهم القرآن والسنة في إطارها الكامل من خلال ربط الآيات ببعضها البعض، مع مراعاة السياق الزماني والمكاني، والابتعاد عن التفسيرات التي تهدف إلى تأجيج العنف والتطرف.

وتابع: "إذا تم التعامل مع النصوص بهذا الشكل المجتزأ والبعيد عن الفهم الصحيح، فإننا نكون قد فقدنا جوهر الإسلام الذي يقوم على الرحمة واللين".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شوقي علام الجماعات المتطرفة اللغة العربية الرحمة الفهم الصحيح للإسلام المزيد

إقرأ أيضاً:

ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح

بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق المقصود بقول الله تعالى:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.

ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة؟

وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن كلمة كتب في لغة القرآن أي فرض فهو سبحانه وتعالى قد فرض الرحمة، وليس أحدٌ يتألى على الله، ولا يفرض على الله، ولا يوجب على الله شيئًا لأنه سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده، ولأنه سبحانه وتعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ولأنه سبحانه وتعالى هو ملك ومالك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهما.

دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟هل الدعاء يُزيد الرزق؟.. انسى الفقر نهائيًا بـ3 أعمال وآية

وأكمل: ولذلك فلا يفرض أحدٌ شيئًا على الله سبحانه وتعالى، لكن الله من رحمته، ومن واسع فضله ومَنِّه على العباد {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ولذلك لا يخلف ذلك أبدا، ولا يرجع في حكمه أبدا؛ فالله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة، وهو أوفى من وفَّى بالعهود سبحانه وتعالى، هذه العبارة طمأنت الخلق فهى تشبه البداية التي خاطب بها الله الناس في وحيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جمالٌ في جمال، يعني ليس هناك إلا الجمال إذا ما كانت المقابلة مع الله سبحانه وتعالى في ظل الإيمان كتب على نفسه الرحمة، لم يقل إنه كتب على نفسه الرحمة والعقاب أيضًا حتى يعني كتب على نفسه الرحمة والعقاب، بل إنه كتب على نفسه الرحمة فقط، ولذلك قالوا: هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة فهو في الدنيا يرحم الكافر والمؤمن والعاصي والطائع، ويرحم كل شيء من الكائنات فهو رحمن الدنيا، وهو أيضًا رحيم الآخرة فالعفو مقدمٌ عنده على المؤاخذة.

وشدد علي جمعة أنه لذلك في الدعاء نقول: (اللهم إنا في حاجةٍ إلى رحمتك ولست في حاجةٍ إلى مؤاخذتنا فاعف عنا على ما كان من عمل) لأنه لا يضره شيء إلا أننا عندما نلتجئ إليه سبحانه وتعالى، ونطلب منه الرحمة فقد طلبناها من عفوٍ غفور، من رحمنٍ رحيم فهو أهلٌ لأن يستجيب لنا، وأن يعفو عنا تقصيرنا وذنوبنا وخطايانا وأخطاءنا، وأنه سبحانه وتعالى أهلٌ لذلك حيث إنه قد كتب على نفسه الرحمة .

حب النبي ركن الإيمان

وقال علي جمعة إن سيدنا النبي ﷺ حبه ركن الإيمان، ولا إيمان إلا بحبه، وهو بابنا إلى الله، وإذا لم يكن هناك إلا هذا الباب فقد نجوت، وإذا جعلت معه بابًا آخر فقد هلكت، ولذلك نقدمه على أنفسنا، وآبائنا، وإخواننا، وكل ما نحب، النبي ﷺ هو الإنسان الكامل الذي كمَّله الله، واصطفاه، وجعله أسوةً حسنة، وأمرنا بطاعته ، فَمَنْ أراد ربه وطريقه، فَلْيُصَلِّ على الحبيب المصطفى ﷺ ، وليتمثل بخلقه الكريم في عمله، وفي حياته، وفي علاقاته، وفي قراراته، وفي تصرفاته.

مقالات مشابهة

  • الحصادي: تيتيه لم تتواصل بالشكل الصحيح مع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية
  • رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب لـ(أ ش أ): نقوم بإنتاج أعمال قيمة بعيدا عن الإسفاف
  • لافروف: أميركا وروسيا "تسيران في الاتجاه الصحيح"
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • علماء: أدوات اللغة تسهّل الفهم والاستنباط
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • بعيدا عن الألم والفقد.. حافظوا على قلوبكم من التوقف!
  • المفتي من جامعة الزقازيق: العلم والدين جناحا التقدم والتكامل بينهما ضرورة عقلية وشرعية
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • طهران: المحادثات النووية مع واشنطن في الاتجاه الصحيح لكن تحتاج إلى وقت أطول