استضافت القاعة الرئيسية في اليوم الثالث لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «ثوابت الشخصية المصرية» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.


حضر الندوة كل من الدكتور محمد سلامة، مستشار رئيس هيئة الرقابة الإدارية لشؤون الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والدكتور وسيم السيسي، الباحث في علم المصريات، والدكتور خالد حبيب، المتخصص في الموارد البشرية والتخطيط.

وأدار الندوة الدكتور سامي عبد العزيز.

بدأ الدكتور سامي عبد العزيز كلمته بالإشارة إلى التحولات الإيجابية التي طرأت على مفهوم هيئة الرقابة الإدارية ودورها.


وأوضح أن الهيئة كانت تُعرف سابقًا كجهة لضبط الفساد وردع الفاسدين، لكن مع مرور الوقت أظهرت الهيئة دورها في إعادة الأموال إلى الدولة والشعب المصري، مما يستدعي تغيير الصورة الذهنية عنها.


وأشار عبد العزيز إلى أهمية تسليط الضوء على الدور التثقيفي والتوعوي للهيئة، خاصة من خلال الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، التي أصبحت تمثل ذراعًا ثقافيًا يركز على معالجة جذور الفساد عبر تعزيز الثقافة والوعي لدى الأفراد والمجتمع.

وفي كلمته، أكد اللواء الدكتور محمد سلامة، وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية، أن الندوات التي تنظمها الهيئة في معرض الكتاب تهدف إلى تعزيز الوعي وليس فقط التركيز على الدور الأمني المعروف عنها. وأوضح أن الأكاديمية تعمل على معالجة الفساد من منبعه، عبر نشر التنوير والثقافة المجتمعية التي تقلل من ظهور الفساد وتحد من انتشاره بشكل استباقي.


وأضاف سلامة أن الهيئة أطلقت على مدار الدورات السابقة لمعرض الكتاب سلسلة من الندوات التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على دعم الشباب وتمكينهم. وشدد على أن الأكاديمية تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى بناء وعي شامل لدى الأفراد بأهمية التصدي للفساد ومواجهته بطرق عملية ومستدامة.

فيما تحدث الدكتور وسيم السيسي عن أبعاد الشخصية المصرية القديمة وتأثيرها الممتد حتى العصر الحالي، موضحًا ثلاثة أبعاد رئيسية: الجيني، والزماني، والمكاني.


وأشار إلى أن المصريين يحملون جينات أجدادهم العظماء، مما يعكس استمرارية التقاليد الحضارية والثقافية عبر الأجيال. ولفت إلى دراسات علمية تثبت أن الخبرات المكتسبة يمكن أن تنتقل وراثيًا، مشيرًا إلى تجربة علمية أجريت في السويد على الفئران لدعم هذا المفهوم.


كما تحدث السيسي عن دور نهر النيل في تشكيل الحضارة المصرية، مؤكدًا أنه كان أساسًا للوحدة الوطنية والتنمية عبر العصور. وأوضح أن النيل كان مصدرًا رئيسيًا للزراعة التي ساهمت في تطوير باقي القطاعات مثل الصناعة والدفاع.
وأشار إلى أن الطبيعة الجغرافية لمصر، التي تحيطها الصحراء، كانت عاملًا حاسمًا في احترام القانون والنظام. وأوضح أن الصحراء شكلت حاجزًا طبيعيًا، مما صعّب الهروب وشجع على الالتزام بالقوانين.


وقدم السيسي أمثلة تاريخية عن أهمية هذه الأبعاد، مثل قصة أومنحوتب وسنفرو، التي أبرزت دور النيل في القضاء على الفقر والجهل والمرض.

من ناحيته، ناقش الدكتور خالد حبيب الوضع الراهن للشخصية المصرية، مشيرًا إلى التحديات التي يفرضها العصر الحديث، بما في ذلك التأثير السلبي للسوشيال ميديا والإعلام على القيم والأخلاقيات.


وقال إن هذه التحديات تتطلب مواجهة جادة لتحقيق التغيير، مستعرضًا ستة دوافع للتغيير: مواجهة أزمات كبيرة مثل الفساد أو المشكلات المالية، العمل تحت ضغوط مستمرة لتحسين الأوضاع، الإحباط من الروتين اليومي والرغبة في تحسين الحياة، إدراك أن العالم المحيط يتطور بسرعة، التغيرات العالمية غير المتوقعة مثل جائحة كورونا أو الحروب، اكتساب معرفة جديدة تدفع الإنسان للتطور.
وأشار حبيب إلى أن التغيير يبدأ بمراحل تتضمن الإنكار، لوم الآخرين، ثم الوصول إلى الالتزام الحقيقي الذي يحقق التحول المطلوب.

فيما اختتم اللواء محمد سلامة الحديث بالتأكيد على أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تركز على تعزيز المهارات لدى الشباب ونشر القيم الإيجابية في المجتمع.
وأوضح أن الأكاديمية تنظم محاضرات تستعرض التاريخ المصري، مثل قصة الفلاح الفصيح في الأسرة التاسعة، بالإضافة إلى محاضرات متخصصة في الأمن القومي.


وأشار إلى أن الهيئة تعمل مع الجمعيات الأهلية والنقابات، مع التركيز على فئة الشباب وأصحاب القدرات الخاصة، سعيًا لتعزيز التعاون المجتمعي وزيادة الوعي بأهمية مكافحة الفساد.

وفي ختام الندوة، أكد الدكتور سامي عبد العزيز على أهمية الوعي المجتمعي والمهارات الفردية في بناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات، مُشددًا على أن النجاح يتطلب التواصل الفعّال والتفاوض الذكي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب القاعة الرئيسية الدكتور محمد سلامة المزيد الأکادیمیة الوطنیة لمکافحة الفساد أن الأکادیمیة عبد العزیز وأوضح أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

وفد ياباني يزور الأكاديمية المهنية للمعلمين للتعاون في تطوير الكوادر التعليمية المصرية

واصل الوفد الياباني رفيع المستوى ، القادم من مجلس التعليم بطوكيو سلسلة جولاته المختلفة للاطلاع على مختلف جوانب منظومة التعليم المصرية.

 حيث قام الوفد بزيارة الأكاديمية المهنية للمعلمين، وذلك بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال التنمية المهنية للمعلمين.

وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة في تطوير المنظومةوزير التعليم: ترقبوا مسابقة لمعلمي الحصة خلال الفترة المقبلةخبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع«وعي ولادنا هيزيد» | أولياء أمور مصر: نرحّب بدعوة الرئيس لاستخدام المساجد في التعليم

و شملت الزيارة جولة تفقدية داخل الأكاديمية المهنية للمعلمين ، حيث اطلع خلالها أعضاء الوفد الياباني على قاعات التدريب والاستوديو التعليمي، حيث تم عرض منظومة ترقية المعلمين والبرامج التدريبية التي تُمكّن المعلمين من تطوير مهاراتهم المهنية والحصول على الترقيات وفق معايير محددة تضمن جودة العملية التعليمية واستدامتها.

وخلال زيارة الأكاديمية المهنية للمعلمين ، عُقدت جلسة نقاش موسعة بين الجانبين المصري والياباني، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول أفضل الممارسات في نظم الترقي المهني للمعلمين، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مجال التدريب وتطوير الكوادر التعليمية في مصر، بما يحقق التميز في الأداء التربوي ويسهم في الارتقاء بمستوى التعليم.

كما قدم الجانب الياباني عرضًا تفصيليًا حول نظام الترقيات المتبع للمعلمين في اليابان، مستعرضين المبادئ الأساسية التي تضمن التحفيز المهني المستمر للمعلمين وتحقيق مخرجات تعليمية متميزة.

وقد استعرض الوفد الياباني جزءا من التدريبات في نظام التعليم الياباني المعنية بكيفية تواصل المعلمين اليابانيين مع أولياء الأمور فيما يخص بعض الظواهر السلبية كالتنمر في المدارس.

وأعرب وفد مجلس التعليم بمحافظة طوكيو عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا على أهمية الشراكات التعليمية بين البلدين بما يعزز جودة التعليم ويرتقي بمستوى المعلم.

وقد ضم الوفد الياباني كودو تاداهيتو مسئول التعاون الدولي، وأعضاء وفد مجلس التعليم بمحافظة طوكيو.

وحضر من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني كل من الدكتور أشرف بهجات مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، والدكتور حسن الجاويش نائب مدير الأكاديمية، والدكتور محمد جاد أمين عام الأكاديمية، والدكتورة هانم أحمد، مستشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني للتعاون الدولي، والأستاذة نيفين حمودة مستشار الوزير للعلاقات الاستراتيجية والمشرف على المدارس المصرية اليابانية.

مقالات مشابهة

  • رئيس المخابرات العراقي يلتقي الرئيس السوري لبحث مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الثنائي
  • مرجان تسلط الضوء على منتجاتها في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس
  • مركز البحوث الجنائية; برنامج لتعزيز القدرات في مجال مكافحة جرائم الفساد
  • تعزيز القدرات في مجال مكافحة جرائم الفساد
  • سامح قاسم يكتب | فتحي عبد السميع.. الكتابة من الجهة التي لا يلتفت إليها الضوء
  • توقيع اتفاق تعاون بين اللجنة الوطنية ومركز البيان لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي
  • أول تعاون بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما ومدرسة نجيب محفوظ
  • أمانة القبائل والعائلات بالجبهة الوطنية يناقش خطة عملها وتعزيز تواجدها بالشارع
  • وفد ياباني يزور الأكاديمية المهنية للمعلمين للتعاون في تطوير الكوادر التعليمية المصرية
  • فرصة تدريب منتهي بالتوظيف في الأكاديمية الوطنية للبناء