نيويورك"رويترز": قال مصدران في الكونجرس مطلعان على معلومات مخابرات أمريكية إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جندت ما بين 10 آلاف و15 ألفا منذ بداية حربها مع إسرائيل.

وذكر المصدران أن معلومات المخابرات تشير إلى مقتل عدد مماثل من مقاتلي حماس منذ بداية الحرب. وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه التقديرات الرسمية.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ الأحد الماضي بعد صراع دام 15 شهرا وأدى إلى تدمير القطاع الفلسطيني وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف المصدران المطلعان على معلومات المخابرات، التي وُضعت في سلسلة من التحديثات قدمتها وكالات مخابرات أمريكية في الأسابيع الأخيرة لإدارة الرئيس السابق جو بايدن، أن حماس نجحت في تجنيد أعضاء جدد،لكن عددا كبيرا منهم شبان غير مدربين ينفذون مهام أمنية بسيطة على حد ما جاء في التقرير.

وأحجم مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية عن التعليق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن في 14 يناير إن الولايات المتحدة تعتقد أن العدد الذي جندته حماس يماثل العدد الذي فقدته تقريبا في غزة، محذرا من أن ذلك "مؤشر على استمرار الحرب".

ولم يقدم بلينكن مزيدا من التفاصيل بشأن التقييم لكن بيانات إسرائيلية تقول إن إجمالي عدد القتلى المسلحين في غزة يصل إلى نحو 20 ألفا.

وقال بلينكن "في كل مرة تكمل فيها إسرائيل عملياتها العسكرية وتنسحب، يعيد مسلحو حماس تنظيم صفوفهم ويعاودون الظهور لأنه لا يوجد شيء آخر يملأ الفراغ".

وردا على طلب للتعليق، قال قيادي من حماس إنه يتحقق من الأمر مع الجهات المعنية في الحركة. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس في يوليو إن الحركة تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد.

وأظهرت حماس في الأيام التي تلت وقف إطلاق النار مدى ترسخها العميق في غزة على الرغم من توعد إسرائيل بتدميرها. وتحركت الإدارة التي تديرها حماس في القطاع بسرعة لإعادة فرض الأمن والبدء في استعادة الخدمات الأساسية إلى أجزاء من القطاع، الذي تحولت مناطق كثيرة فيه إلى أرض خراب بسبب الهجوم الإسرائيلي.

ولم يعلن المسؤولون الأمريكيون منذ بداية الحرب عن عدد المقاتلين الذين تعتقد واشنطن أن حماس فقدتهم، زاعمين فقط أن الحركة تدهورت قدراتها بشكل كبير وأنها فقدت الآلاف على الأرجح دون أدلة.

وأصدر مسؤولون أمريكيون تحذيرات مماثلة منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023

وخلال جلسة استماع بالكونجرس في مارس 2024، قالت مديرة المخابرات الوطنية في ذلك الوقت أفريل هينز إن الحرب في غزة سيكون لها "تأثير يمتد لأجيال" وإن الأزمة "حفزت المقاومة من قبل مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة حول العالم".

وجمع بيانات دقيقة عن حماس هو أمر صعب للغاية بسبب قلة معلومات المخابرات الموثوقة من داخل غزة ولأن جهود التجنيد والتدريب التي تبذلها الحركة متغيرة يصعب رصدها. لكن أرقاما رسمية أمريكية تظهر أنه قبل هجوم السابع من 2023، كان لدى حماس ما بين 20 ألفا إلى 25 ألف مقاتل.

وعند سؤاله يوم الأربعاء عن تصريحات بلينكن، أقر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بأن حماس تجند مقاتلين .

وقال دانون "نحن نعلم أن حماس تجند شبانا... لكنه لكنه قلل من أهمية هذا التجنيد زاعما ان حماس ليس لديهم أسلحة ولا مرافق تدريب..

وبدأت القوات الإسرائيلية في الانسحاب من بعض مواقعها داخل غزة في أعقاب وقف إطلاق النار. وقد تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار إلى نهاية القتال بصورة دائمة.

ولا تزال شروط تلك المرحلة بحاجة إلى التفاوض بشأنها.

وفي خطاب استقالته يوم الثلاثاء، اقر هرتسي هاليفي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس لم يتم القضاء عليها رغم محاولات الجيش الإسرائيلي تفكيك قدرات حماس.

وتتعلق إحدى القضايا الشائكة في مفاوضات المراحل المقبلة بالجهة التي ستدير غزة بعد الحرب. ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إنهم لن يقبلوا بقاء حماس في السلطة. لكن الحركة صامدة في مكانها .

وقال مايك والتس، مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد الماضي إن حماس لن تحكم غزة أبدا وإن واشنطن ستدعم إسرائيل "في القيام بما يجب عليها فعله" إذا تراجعت الحركة عن الاتفاق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار أن حماس حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

يجب حظر الحركة الإسلامية السودانية

بعض الأقلام النابهة والوازنة صاحبة القدر المعتبر من الموثوقية وعمق الرؤية، بذلت اطروحات الحلول المحتملة لوقف الحرب وإعادة بناء الوطن، فهادنت وتسامحت على المستوى النظري مع الحركة الإسلامية الحاملة لوزر إشعال الحرب، والمسؤول الأول عن إزكاء نار خطاب الكراهية وخطيئة قصم ظهر الوطن، بجعل ذهاب الجنوب الحبيب لخيار الانفصال ممكناً، إذ ما تزال تؤجج نار الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، هذا فضلاً عن سجلها الإجرامي الحافل بفظائع الإرهاب الدولي، وضلوعها في ارتكاب خطايا جنائية لا تعد ولا تحصى، لا تؤهلها لأن تكون جزءًا من المشهدين السياسي والأمني مستقبلاً، والمقارنة بينها وبين بيض جنوب افريقيا لا تجوز، لأن جرم نظام الفصل العنصري أقل بكثير من خطيئتها، فأنصار رئيس جنوب أفريقيا الأبيض "دي كليرك" سجنوا نلسون مانديلا ثلاثة عقود من الزمان، لكن لم يخرقوا رأسه بمسمار ولم يجلسوه على خازوق، ولم يقم الرجل الأبيض بتطهير عرقي ممنهج استخدم فيه الطائرات الحربية والقنابل المزوّدة بالمواد السامة تجاه السود، ولم يدفن آبار مياه الشرب وما دمر البنية التحتية، على العكس من ذلك، حينما كان الناشطون السود يتظاهرون ويقتلون بالسلاح (الخفيف) للبيض في الميادين، كان نفس هؤلاء البيض يبنون ويعمّرون، لذا بعد اكتمال مشروع التحرير الوطني قبل الزعيم الإفريقي بالحقيقة وصالح وصافح "دي كليرك".
إنّ الحركة الإسلامية السودانية يجب أن يكون مصيرها كمصير حزب البعث العراقي، الذي أحال العراق إلى ركام من الحجارة الأسمنتية والجماجم البشرية، فجاءت أنظمة حكم ما بعد الدمار وحظرته، وأمسى البعثيون في شوارع بغداد مثل كفار قريش بعد فتح مكة، نفس المآل يجب أن يلحق بهذه الشرذمة الغريبة الفكر، ولو كان هنالك دليل إدانة واحد يوجب حظرها، سيكون هو إشعالها للحرب التي قتلت مئات الآلاف من السودانيين، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح مع من حطم الوطن وأعدم المواطن، ورأينا الشعوب والحكومات الأمينة مع شعوبها من حولنا كيف حظرت التنظيمات الإرهابية، لعلمها التام بأنها جماعات تعمل من أجل التخريب ولا تؤمن بالوطن، فالبارحة صدر قرار حظر السلطات الأردنية لجماعة الإخوان المسلمين هناك، فالأجرب لا يُعاشر، ومن يهادن الأجرب يكتوي بالداء اللعين، على الكتاب والمفكرين السودانيين القيام بدورهم الغيور على الأرض والعرض، وأن لا يسمحوا لأقلامهم بأن تمنح أفراد هذا التنظيم المتطرف بارقة أمل العودة لمنصات الفعل السياسي، فسودان المستقبل يستحق ان يكون خالياً من كتائب داعش الناحرة لأعناق لناس، في المدن التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية، وعلى التحالفات السياسية والعسكرية – صمود وتأسيس – (استتابة) كادر الحركة الإسلامية المختبئ تحت لوائيهما، وإقعاده على الكنبة الخلفية لعلّه يفقه مبادئ الديمقراطية وأساسيات الحكم المدني.
بعد الحرب وفقدان العزيز والنفيس، لم يعد هنالك كبير في ميدان العمل العام، ولا توجد ضرورة لتكرار صناعة الاصنام القديمة – الصادق المهدي وحسن الترابي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد إبراهيم نقد، لأن غربال الحرب أسقط الكهنوت وآلهة العجوة، ورفع قدر كل أشعث أغبر أساء الظن به الحركيون الإسلاميون فصنّفوه خارجاً عن الملّة، إنّ صياغة دنيا السودان الجديد لن تتأتى إلّا بزوال الهدّامين من أفراد التنظيم الواجب حظره، والاعتماد على البنائين من قادة الحراك الوطني غير الملوثين بغلواء الحماس الديني، المبني على استثارة العواطف دون مخاطبة العقول، وليحذر الناشطون الأحرار من مغبة الوقوع في فخاخ هذه الحيّة الرقطاء، وأن يؤسسوا اطروحاتهم على الحقيقة لا المصالحة مع الشر المطلق المتمثل في الحركة الإسلامية، وليعتبروا بتجارب البلدان الافريقية والعربية وكفاحها ضد حركات الإسلام السياسي، مثل تونس ومصر والأردن وبعض الدول الخليجية، وكيف أوقفت هذه البلدان هذا الفكر التدميري، ومن خفة دم وزير خارجية إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، تعليقه على الخلية الإخوانية التي تم القبض عليها في بلاده قبل سنوات بقوله:(هل يعقل أن يُصدّر الدين الإسلامي إلينا من إفريقيا وجدنا هو من نشر الإسلام في إفريقيا)، فبعد هذا القول المفحم من سعادة الوزير، لا تعليق، وكما يقول المثل (العربي) اللبيب بالإشارة يفهم، وإذا لم يستوعب اللبيب الافريقي (الحركة الإسلامية السودانية)، عليه الاطّلاع على هجاء أبي الطيب المتنبئ لكافور الإخشيدي.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • جيش الاحتلال يقر بفشله في حماية مستوطنة نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • يجب حظر الحركة الإسلامية السودانية
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • تأسيس مكتبة الكونجرس الأمريكية.. أبرز 10 أحداث وقعت في 24 ابريل
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • مدينة رفح.. هكذا تعيد إسرائيل رسم خريطة غزة
  • توقعات بمغادرة وفد جديد إسرائيل لإجراء مفاوضات الهدنة
  • مسير في السودة بعمران دعماً لفلسطين وتأكيد الجهوزية لمواجهة العدوان