الجزيرة:
2025-05-01@06:40:28 GMT

ترامب لا ينوي حقًا إنهاء الحروب في العالم

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

ترامب لا ينوي حقًا إنهاء الحروب في العالم

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى أنه "سينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب".

قد يشعر المتابع بشيء من الاستغراب عند مراجعة تصريحات ترامب قبل وبعد تنصيبه، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه "الإطراء" إلى شخصية بوتين باعتباره رجلًا ذكيًا، ومن خلال تأكيده أن حرب أوكرانيا ما كانت لتكون، وأنه سيعمل على حلّها في أسرع وقت ممكن.

ولكنّ تصريحاته هذه لا تنسجم مع ممارساته، فهي تحمل الكثير من التعالي والفوقية في طياتها، الأمر الذي يستفز به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويزيد عقدة على تعقيدات هذه الأزمة، لا سيما أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قد وقع على مرسوم يحظر فيه على الطرف الأوكراني إجراء أي مفاوضات مع موسكو عندما كان في ولايته الشرعية، فلماذا ينقل ترامب المشكلة إلى الجانب الروسي؟

تشعر روسيا بأن ترامب ينصب لها فخًا لأخذها إلى الاستسلام، لا سيما بعد حديثه عن مفعولية عقوبات بلاده على روسيا وإنهاكها للاقتصاد الروسي، وأنه مستعد لمدّ كييف بالسلاح، رغم وصف أهم داعمي ترامب، إيلون ماسك، زيلينسكي بـ "سارق القرن".

إعلان

ليس صحيحًا أن ترامب يريد أن ينهي الحروب في العالم، فهو ليس برجل سلام، هذا ما تؤكده مقولته أنه "سيفرض السلام بالقوة". ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: أي سلام يريد ترامب فرضه على العالم؟ وهل يعني بالقوة استخدام السلاح؟

قد يكون السلام الأوكراني مجرد تمنيات عند الرجل، لأن الحرب في أوكرانيا معقّدة ومتداخلة. وقد تكون نظريته "الانفتاحية" تجاه الصين، مجرد "بالونات" إعلامية، رغم الاتصال الذي حصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي تناول فيه التعاون لتحقيق التنمية العالمية.

لكنّ العداوة بين البلدين مبنية على قاعدة "فخ ثيوسيديدس" المؤرخ اليوناني، الذي يفرض حتمية "الصدام" بين قوتين: إحداهما صاعدة "الصين اليوم"، والثانية فارضة "الولايات المتحدة".

لا سلام مع بكين، وما زيادة نسبة الضرائب إلى 10% التي اقترحها ترامب على الواردات الصينية إلا دليل. وما يؤكد ذلك، طلب ترامب الاستحواذ على 50% من منصة "تيك توك" الصينية، إن أرادت الاستمرار في البث في السوق الأميركي، بعدما صدر قرار قضائي أميركي يحظرها من البث.

واضح أن ما يطلبه ترامب هو جزء من الاستمرارية الأميركية في الهيمنة على النظام العالمي، عبر كافة وسائلها وتحديدًا وسائل التواصل الاجتماعي.

إن الشعار الترامبي "أميركا أولًا"، لا يعني وضع حدود للتدخل الأميركي في العالم، والتركيز فقط على حل القضايا الداخلية كقضية التحول الجنسي الذي خصص له هجومًا مركزًا في خطاب القسَم.

ولا يعني أيضًا الالتزام فقط بتطبيق "عقيدة مونرو"، حيث من الواضح أننا سنرى في عهده تجسيدًا لهذا المبدأ ساري المفعول في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1823. ذلك المبدأ الذي يفرض على الشق الغربي من الكرة الأرضية عدم السماح لأي دولة أجنبية بالتدخل في شؤون القارتين الأميركيتين؛ الشمالية، والجنوبية.

إعلان

لهذا يفترض من إدارة ترامب الاهتمام أكثر بالشأن الفنزويلي الغني بالنفط، والعمل على تغيير نظام نيكولاس مادورو ليكون مصيره شبيهًا بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب انغماسه الكلي مع محور الصين وروسيا وتحديدًا إيران.

كما يريد ترامب فرملة "الطحشة" للمنافسين الجيوسياسيين لبلاده، الروسي والصيني، من خلال وضع اليد على جزيرة غرينلاند التي يجد فيها "موقع المواجهة" مع روسيا في منطقة القطب الشمالي. وأيضًا وضع اليد على قناة بنما، لاعتباره أن الشركات الصينية بات لها حضور استثماري من خلال إدارتها ميناءين على هذه القناة، ما يفرض صعوبات على الحركة البحرية الأميركية.

لم يكتفِ ترامب بفتح النار على هذه الدول، بل ذهب بعيدًا مع توقيعه قرارًا تنفيذيًا أعاد بمقتضاه إدراج كوبا ضمن القائمة الأميركية للدول "الراعية للإرهاب"، ملغيًا بذلك الإعفاء الذي أصدره سلفه الرئيس جو بايدن قبل نهاية ولايته الرئاسية.

عين ترامب على "مونرو"، كيف لا والأزمات الداخلية باتت تشكل عبئًا على أي إدارة أميركية تصل البيت الأبيض. لهذا قد يشكك البعض في أن تخاذل الديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، ليس بسبب ضعف شخصية مرشحتهم كامالا هاريس، بل لأنّ المرحلة القادمة تحتاج إلى رجل جريء في اتخاذ القرار لدرجة "الجنون".

ومن أفضل من الرئيس ترامب لتحمل تلك المسؤولية، وأخذ القرارات التي قد تصل إلى صدام مباشر مع أعداء الولايات المتحدة، بدءًا بقرار ضرب إيران؟ هذا القرار الذي على ما يبدو قد "نضج" عند مصادر القرار الأميركي كما الإسرائيلي، وما يحتاج إلا إلى تحديد ساعة الصفر.

لا نستطيع أن نقول إن أميركا زمن ترامب ستنسحب من القرارات الدولية، ويجب ألا يتخيل المتابع أن واشنطن ستترك للصين أي فرصة للدخول إلى مركز القيادة العالمية. فما أعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية ليس دليلًا، بل مراوغة أميركية، عن أنها ستدعم منظمة الصحة العالمية في مهامها على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة بقرار من الرئيس دونالد ترامب الذي قال الاثنين 20 يناير/ كانون الثاني: "هذه المنظمة تخدعنا".

إعلان

لا يريد ترامب أن يسحب بلاده من القيادة العالمية، ولا أن يدمر النظام العالمي الليبرالي الذي هو صنيعة بلاده، بل جلّ ما يهدف إليه هو إزالة التهديدات الخارجية والداخلية التي قد تعصف بالولايات المتحدة. كيف لا، والرجل وصل إلى السلطة في زمن باتت كل من روسيا والصين تشعران أنهما قريبتان جدًا من إحداث التغيير في النظام العالمي، فهل سيقف متفرجًا؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

WSJ: ترامب منح الرئيس الصيني هدية ثمينة من خلال الرسوم الجمركية

أكد صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قرارات الرئيس دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية على الصين، تمثل "هدية ثمينة" للرئيس الصيني شي جين بينغ.

وأوضحت الصحيفة أن "الرسوم الجمركية الأمريكية أتاحت للرئيس الصيني الفرصة لجذب حلفاء واشنطن، بعد تراجع ثقتهم بمصداقية الولايات المتحدة".

ولفتت إلى أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن الأضرار الناجمة عن الرسوم تقتصر على الداخل الأمريكي، فالهجوم القسري على الأصدقاء والخصوم على حد سواء، قد زعزع الثقة العالمية في مصداقية الولايات المتحدة".

وتابعت: "واشنطن بتفريطها في قيادتها للاقتصاد العالمي، تتيح للصين استغلال الموقف، وجذب حلفاء واشنطن عبر تقديم نفسها كخيار أكثر موثوقية كسوق ضخم"، مبينة أن "رسوم ترامب ضد الحلفاء أصبحت بمثابة هدية ثمينة لشي جين بينغ".



وأوضحت الصحيفة أن ما وصفته بـ"الصدمة الجمركية" التي تسبب بها ترامب "قد تقوض مساعيه للنجاح خلال ولايتة الرئاسية الثانية"، مضيفة أن الناخبين الأمريكيين "منحوه ثقتهم جزئيا بفضل الأداء الاقتصادي الجيد خلال فترته الأولى، إلا أن فترته الثانية اتسمت بإطلاقه العنان لهوسه في السياسات التجارية والخارجية، والذي بدأت نتائجه السلبية في الظهور".

وخلصت الصحيفة إلى القول: "سيفشل ترامب إذا لم يصغِ إلى التحذيرات".

وكان ترامب قد فرض رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34%، وأضيفت الرسوم الجديدة إلى رسوم بنسبة 20% كانت قد فرضت سابقا، فيما دفع ذلك الصين للرد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بالنسبة نفسها وهي 34%، لترد الولايات المتحدة بفرض رسوم بنسبة 50% أخرى (الإجمالي أصبح 104%) على السلع الصينية.

وقابلت الصين الخطوة بزيادة الرسوم من 34% إلى 84% على السلع الأمريكية المستوردة، لتعاود الولايات المتحدة رفع الرسوم إلى 125% على البضائع الصينية.

وعقب ذلك أعلن البيت الأبيض أن إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بلغ 145% عند تضمين الرسوم المفروضة تعريفة جمركية أخرى بنسبة 20%، والتي تم فرضها على خلفية اتهامات بعدم مكافحة المخدرات الاصطناعية (مخدر الفنتانيل) بشكل كاف.

وأعلن الرئيس الأمريكي في وقت سابق أن بلاده ستخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، لكنها لن تصل إلى الصفر بأي حال من الأحوال.

وانتقدت بكين السياسات الأمريكية المتعلقة بالرسوم الجمركية، ووصفها المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة تشين شو إياها بـ"الأنانية ولا تليق بدولة عظمى".

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: اقتصادنا يجب أن يتكيف مع التغيرات الخارجية
  • الصين تسخر من ترامب: نمر على الورق فقط
  • الصين تهاجم ترامب بفيديو جديد
  • مساعد الرئيس الروسي: محاولات لـ الناتو لتوسيع فرض الحصار البحري على روسيا
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • ترامب: العالم يتهافت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية
  • WSJ: ترامب منح الرئيس الصيني هدية ثمينة من خلال الرسوم الجمركية
  • ترامب: في ولايتي الثانية أنا أقود الولايات المتحدة والعالم
  • أول مائة يوم من حكم ترامب.. الرئيس الأمريكي يدمر السياسات العالمية
  • ما الذي كان ينوي النائب عوني الزعبي الحديث عنه ومنعه الصفدي؟