مفتي الجمهورية يرد على المشككين في الإسراء والمعراج: جزء أصيل أثبتته الشرعية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أثار الجدل حول معجزة الإسراء والمعراج تساؤلات واسعة، خاصة مع إنكار البعض لهذه المعجزة التي تعد من ركائز العقيدة الإسلامية، وردّ الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على هذه التشكيكات مؤكدًا أن الحديث عن الإسراء والمعراج ليس بجديد، بل هو جزء أصيل من التراث الديني الذي أثبتته النصوص الشرعية.
أكد مفتي الجمهورية خلال لقائه ببرنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن القرآن الكريم تحدث بوضوح عن حادثة الإسراء والمعراج في مواضع متعددة، ومنها قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىٰ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ} [الإسراء: 1]، إلى جانب الآيات الواردة في سورة النجم التي تصف المعراج السماوي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار الدكتور عيّاد إلى أن هذه النصوص تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الرحلة حدثت بجسد النبي وروحه، مما يجعل التشكيك فيها بعيدًا عن الحقائق الشرعية.
الإيمان والمعجزاتأوضح الدكتور عيّاد أن التشكيك في معجزة الإسراء والمعراج يعكس خللًا في فهم العقيدة، مبينًا أن المعجزات هي دليل على قدرة الله اللامحدودة، ولا تخضع للمنطق البشري المحدود.
وأضاف: "المعجزات بطبيعتها خارقة للطبيعة البشرية، وهي إظهارٌ لقدرة الله التي تتجاوز قوانين الكون المعتادة"، كما أكد أن الإيمان بالغيب هو أساس العقيدة، مشيرًا إلى أن الإيمان بمعجزة الإسراء والمعراج لا يتطلب دليلًا ماديًا، بل يعتمد على تصديق ما ورد في القرآن والسنة.
السنة النبوية ودورها في تفسير الدينوفي ردٍ على محاولات البعض التشكيك في السنة النبوية، شدد مفتي الجمهورية على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي التي توضح وتفصل ما ورد في القرآن الكريم.
وأشار إلى أن إنكار السنة النبوية لا يؤدي فقط إلى التشكيك في معجزة الإسراء والمعراج، بل إلى تقويض الدين الإسلامي بأكمله، وأكد أن الأحاديث النبوية تتناول تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج وتوضح ما ورد في القرآن، مما يجعل السنة جزءًا لا يتجزأ من فهم الدين بشكل كامل.
رسالة تحذير ودعوة للإيماندعا الدكتور نظير عيّاد إلى الابتعاد عن إثارة الشبهات التي تهدف إلى زعزعة الإيمان وتشويه الدين، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات ليست جديدة، بل تتجدد في كل عصر بهدف تقويض العقيدة الإسلامية.
وختم مفتي الجمهورية بالتأكيد على أن الإسراء والمعراج ليست مجرد حادثة تاريخية، بل هي معجزة تحمل رسائل إيمانية ودروسًا عظيمة عن قدرة الله وحكمته، داعيًا الجميع إلى التركيز على المعاني العميقة التي تحملها هذه المعجزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسراء المعراج الإسراء والمعراج معجزة الإسراء والمعراج التشكيك الإيمان والمعجزات معجزة الإسراء والمعراج مفتی الجمهوریة التشکیک فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان جسرٌ للسلام ومصدرٌ لبناء الحضارات
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية جاءت لترسيخ المبادئ الإنسانية، وتثبيت القيم الأخلاقية العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون المجتمعات من عوامل التشتت والانهيار، مشددًا على أن الفهم الصحيح للدين هو ما يربط الإنسان بغيره على أساس من الرحمة والتعاون، لا على التنازع والإقصاء، موضحًا أن المشترك الإنساني بين الأديان يمثل مرتكزًا رئيسًا في تحقيق السلم الاجتماعي، وقاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.
جاء ذلك خلال كلمته، في الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية والتوعوية التي تهدف إلى ترسيخ القيم الدينية والإنسانية في نفوس طلاب المدارس.
وأضاف المفتي، أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى هذه القيم الجامعة التي تعلو فوق الانتماءات الضيقة، وتسمو على النزعات الفردية، والتي إن غابت ظهرت الفوضى وتفاقمت الأزمات، مبينًا أن الإسلام حين خاطب الإنسان خاطبه من حيث هو إنسان، لا من حيث جنسه أو لونه أو لغته أو عقيدته، وهو ما يدل على عظمة الرسالة وسمو الهدف.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الأديان السماوية قد اتفقت جميعها في أصول العقيدة والشريعة والأخلاق، فجميع الرسل دعوا إلى التوحيد، وحثوا على مكارم الأخلاق، ونبذوا الفواحش والآثام، مؤكدًا أن هذه المشتركات ليست مجرد نظريات بل هي واقع يجب أن يُترجم إلى سلوك يومي يعزز من وحدة المجتمعات ويرتقي بالإنسانية جمعاء، موضحًا أن التحديات الفكرية والأخلاقية التي تمر بها المجتمعات المعاصرة تتطلب العودة الصادقة إلى هذه القيم النبيلة، مؤكدًا أن الدين لا يتحمل وزر من يسيء فهمه أو يحرّفه عن مقاصده السامية، وأن الرسالة الحقيقية للأديان قائمة على الرحمة والعدل وإعلاء الكرامة الإنسانية.
من جانبها، أكدت الدكتورة، إيمان محمد حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، أن هذه اللقاءات تسهم في بناء الشخصية المتزنة للطلاب، وغرس القيم العليا في نفوسهم، مشيدة بما يقدمه فضيلة المفتي من خطاب ديني رشيد، يحترم العقل ويهذب الوجدان، كما عبّر الأستاذ عبد الرحمن عبد اللطيف، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، عن شكره وتقديره لزيارة فضيلة المفتي، موضحًا أن الندوة تمثل إضافة نوعية في مسار العملية التعليمية والتربوية، وتعزز من جهود بناء وعي طلابي مستنير، كما حضر اللقاء الشيخ، السيد الجنيدي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية، والدكتور خالد محمد عطية، مدير عام الإرشاد الديني بمديرية أوقاف الشرقية.
وتأتي هذه الندوة في إطار استراتيجية وطنية شاملة تتبناها دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بهدف نشر الوعي الديني الصحيح، وتحصين الطلاب من الانحرافات الفكرية، وتعزيز ثقافة التعايش والسلام في نفوس النشء.