الدكتور عبد الله دراز.. شخصية جناح معرض الكتاب 2025: مدرسة فكرية فريدة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
بعد الإعلان عن اختيار العالم والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عبد الله دراز شخصية جناح معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025، يعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أهم الملامح لسيرة العالم، وهذا التكريم يأتي تقديرًا لإسهاماته الفريدة في الفكر الإسلامي الوسطي ودوره البارز في نشر القيم الأخلاقية والإنسانية على المستويين المحلي والدولي.
اشتهر الدكتور محمد عبد الله دراز بتقديم مدرسة فكرية متفردة، تمتزج فيها عمق الأصالة الإسلامية مع دقة التحليل العقلي، ركزت أفكاره على الأخلاق باعتبارها جوهر الدين، ودعا إلى فهم الآخر وإيجاد القواسم المشتركة التي تقوم على الإنسانية والأخلاق، وكانت رؤيته تدعو إلى التعايش السلمي بين الثقافات والأديان، مما جعل أفكاره مرجعًا أساسيًا لدراسة القيم الإسلامية في العصر الحديث.
جهوده الدولية وتمثيله للأزهر
تميز الشيخ بحضوره المميز في المحافل العلمية والمؤتمرات الدولية، حيث كان صوتًا للأزهر في قضايا الأمة الإسلامية، متحدثًا بفكر وسطي معتدل يعكس صورة الإسلام الحقيقية.
ومن أبرز محطاته الدولية مشاركته في مؤتمر الأديان الكبير الذي عقد في لاهور بباكستان عام 1958، حيث وافاه الأجل أثناء أداء رسالته العلمية والإنسانية.
وظائفه وإسهاماته العلميةشغل الدكتور محمد عبد الله دراز العديد من المناصب العلمية والإدارية، فقد كان عضوًا في هيئة كبار علماء الأزهر، واللجنة العليا لسياسة التعليم، والمجلس الأعلى للإذاعة، كما عمل في اللجنة الاستشارية للثقافة بالأزهر، وانتُدب لتدريس عدد من المواد في جامعتي الأزهر والقاهرة.
إرثه الفكرييُعد الدكتور محمد عبد الله دراز من أبرز العلماء الذين تركوا بصمة خالدة في الفكر الإسلامي، أعماله وكتاباته لا تزال مرجعًا أساسيًا للباحثين، خاصة تلك التي تناولت الأخلاق كجوهر للدين، ومن خلال نشاطاته المتعددة، نجح في ترسيخ دعائم الفكر الوسطي ونشر قيم التسامح والإنسانية.
معرض الكتاب 2025 وتكريمهاختيار الدكتور محمد عبد الله دراز شخصية جناح معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 يُعد رسالة واضحة لتسليط الضوء على قيم الاعتدال والتسامح التي دعا إليها طوال حياته، هذا التكريم يبرز أهمية جهوده في تعزيز الأخلاق وإرساء أسس الحوار بين الأديان والثقافات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شخصية جناح معرض معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 عبد الله دراز
إقرأ أيضاً:
المرقد الشريف لشهيد الأُمَّــة والإنسانية.. قبلةٌ تهفو إليها أرواح المحبين
يمانيون../
كان الـ 23 من فبراير يومًا مشهودًا، وهو اليوم الذي ووري فيه الجثمان الطاهر لشهيد الأُمَّــة والإنسانية السيد حسن نصر الله، القائد الذي شغل المنطقة لعقودٍ من الزمن، وكان حضورُه كسياسي فذ ورجل دين مؤثرًا جِـدًّا، خَاصَّة خطاباته التي أسرت الكثيرين حول العالم.
وما الحضور المهيب لكل المحبين من مختلف الجنسيات والديانات والمذاهب والفرق والأحزاب، إلا شاهد حيٌّ على تحوّل هذا القائد من شخصيةٍ ورمزيةٍ وطنيةٍ وربما إقليمية؛ إلى رمزٍ جامعٍ لثقافات الشعوب ونضالات الأمم، بعد أن ظل متمسكًا بفلسطين القضية؛ حتى الرمق الأخير وارتقائه شهيدًا مدافعًا ورافضًا التخلي عنها.
رحيل السيد حسن يذكر بأن لكل إنسان نهاية، وأن الاختلاف والاتّفاق حول الشخصيات العامة من الأمور الطبيعية، لكن ورغم أن الكثيرين قدموا جهدًا ومالًا وصوتًا ومقاطعةً في دعم فلسطين والطوفان المجيد، إلا أن ما قدمه -رضوان الله عليه- يفوق الجميع؛ إذ لم يتباطأ، ولم يتوانَ بل أصدر قراره في أقلَّ من 24 ساعة، للانخراط في الطوفان.
ولأنه الفارس الأممي الذي كان له السبق في إشهار سيفه في مواجهة الأقربين والأبعدين، وتحدى أكبر القوى المهيمنة على العالم، التزامًا منه بالمضي على طريق القدس والأقصى المبارك، فداءً لغزة وأهل غزة، وبذل دمهُ على مذبح الحرية وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، لتصبح روحه قبلةً تلهم كُـلّ أحرار العالم، ويصيح قبرهُ مزارًا لكل التواقين المحبين للاختلاء بحضرة العشق الأممي.
في هذا الإطار؛ ومنذ ساعات الفجر الأولى -الاثنين- تقاطرت الجموع الشعبيّة والرسمية ممن شاركوا بالأمس، في مراسم التشييع المهيب المبارك، وغيرهم ممن حضر متأخرًا ولم يسعفه الحظ، وقد جاءوا من مختلف الجنسيات والخلفيات الدينية والثقافية والسياسية.
تقاطروا جميعًا، لزيارة مرقد شهيد الأُمَّــة والإنسانية، هذا القائد العظيم الذي منح الأُمَّــة جمعاء، زمنًا مليئًا بالانتصارات والعزة، بعد زمنٍ من الهزائم والنكسات، ما جعل القائمين على خدمة المرقد الشريف لسماحتهُ -وتحت ضغط جموع الزائرين المتدفقة- إلى أن يضعوا جداول تنظم سير الزيارة والإعلان عن الأنشطة والفعاليات التي ستقام في الأيّام المقبلة، وبمشاركة وسائل الإعلام المختلفة ببثٍ مباشر ومن داخل المرقد الشريف.
إلى ذلك؛ أعلن حزب الله عن تقبّل قيادته التعازي بمناسبة استشهاد شهيد الأُمَّــة والإنسانية السيد حسن نصر الله (رض) والأمين العام السابق الشهيد السيد هاشم صفي الدين (رض)، وذلك نهار الثلاثاء، والأربعاء، في “باحة عاشوراء” في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
المسيرة | عبد القوي السباعي