جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-27@04:11:21 GMT

قُل من أنت؟

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

قُل من أنت؟

 

 

د. خلود أحمد العبيدانية **

الإنسان هو نتاج مجموعة معقدة من المشاعر والأحاسيس التي تتشكل من خلال التجارب الحياتية والفطرة، وبعض المشاعر تتكون نتيجة لتجارب مُعينة، مثل الخوف الذي قد ينشأ من تجربة سلبية، بينما تكون بعض الأحاسيس فطرية، مثل الحب والرغبة في الانتماء. تعزيز هذه المشاعر والأحاسيس يمكن أن يأتي من البيئة المحيطة بنا، سواء من خلال الدعم العائلي أو الاجتماعي أو من خلال التجارب الشخصية التي نمر بها.

فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعدنا في تطوير الذات وتحقيق النمو الشخصي.

تجربة الطفل ألبرت، التي أجراها جون واتسون وروزاليندا راينر في عام 1920، تهدف إلى دراسة كيفية تكوين الخوف لدى الأطفال من خلال التعلم الشرطي. في البداية، لم يكن ألبرت يخاف من الفئران البيضاء أو الأرانب أو الكلاب. ولكن بعد أن بدأ الباحثان في إحداث صوت عالٍ ومزعج كلما لمس ألبرت الفأر الأبيض، بدأ ألبرت في الربط بين الفأر والصوت المزعج. نتيجة لذلك، أصبح يخاف من الفأر الأبيض وحتى من الأشياء المُشابهة له. هذه التجربة أظهرت كيف يمكن تكوين الخوف من خلال التجارب السلبية، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة بسبب القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام طفل صغير في مثل هذه التجارب دون مُوافقة واضحة من والديه، وعدم محاولة إزالة الخوف الذي تم تكوينه لدى ألبرت بعد انتهاء التجربة.

توضح لنا هذه التجربة كيف يمكن تكوين الخوف من خلال التعلم الشرطي، وهو ما يمكن رؤيته في حياتنا اليومية. على سبيل المثال، قد يتطور الخوف من الامتحانات لدى الطلاب بسبب تجارب سابقة سلبية. أو الخوف من الأماكن المرتفعة بسبب تجربة سقوط سابقة، أو الخوف من الكلاب بعد التعرض لعضة. وكذلك تعريض الأطفال لمجموعة من المخاوف بقصد تأديبهم يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحتهم النفسية والعاطفية. بدلًا من استخدام الخوف، يُفضل اتباع أساليب تربوية إيجابية تعزز الثقة بالنفس والشعور بالأمان لدى الأطفال. استخدم التعزيز الإيجابي لمكافأة السلوك الجيِّد، وتواصل بصدق وشفافية حول السلوكيات ونتائجها، قدم التوجيه والإرشاد بدلًا من العقاب، وساعدهم على فهم الخطأ وكيفية تصحيحه بطرق بناءة. تذكر أن الأطفال يحتاجون إلى الحب والدعم ليشعروا بالأمان والثقة، واستخدام الخوف كوسيلة للتأديب يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات ومشاكل في السلوك.

وللتغلب على المخاوف يمكن تطبيق أفكار التغلب على المخاوف وتطوير الذات في الحياة اليومية من خلال عدة استراتيجيات:

أولًا: يمكن استخدام التعرض التدريجي للمواقف المخيفة، مثل مواجهة الخوف من الأماكن المرتفعة عن طريق البدء بالصعود إلى أماكن منخفضة وزيادة الارتفاع تدريجيًا.

ثانيًا: يمكن التحدث مع الآخرين حول المخاوف للحصول على الدعم والنصائح، مما يُساعد في تقليل القلق.

ثالثًا: يمكن وضع خطط قابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف، مثل تحديد خطوات صغيرة ومحددة لتحقيق هدف كبير، مما يعزز الثقة بالنفس. وإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التأمل واليقظة لتحسين التركيز وتقليل التوتر. ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد تحسين حياتهم اليومية والتغلب على المخاوف بفعالية، مما يُسهم في تطوير الذات والنمو الشخصي.

في الختام.. حياة الإنسان مليئة بالتجارب الإيجابية والسلبية التي تتراكم منذ الصغر وتستمر عبر مراحل العمر المختلفة. فهم كيفية تأثير هذه التجارب على احتياجاتنا وسلوكياتنا، يُمكن أن يساعدنا في تطوير الذات والتغلب على المخاوف بطرق بناءة. من خلال تلبية احتياجاتنا الأساسية، واستخدام استراتيجيات فعَّالة للتغلب على المخاوف، والتركيز على التعزيز الإيجابي والتوجيه البنّاء، يُمكننا بناء حياة مليئة بالثقة والأمان وتحقيق أهدافنا الشخصية والمهنية بفعالية.

** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، عضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فان نيستلروي يبدد المخاوف بشأن مستقبله مع ليستر سيتي

بدد المدرب الهولندي لنادي ليستر سيتي الانجليزي لكرة القدم رود فان نيستلروي المخاوف بشأن مستقبله، مؤكدا أنه لا يخشى الإقالة رغم سلسلة من سبع هزائم تواليا أدت إلى تراجع فريقه إلى المركز التاسع عشر ما قبل الأخير في الدوري الممتاز.

وحقق المهاجم الدولي السابق فان نيستلروي (48 عاما) بداية مشجعة مع ليستر بعدما نجح في حصد أربع نقاط من مباراتيه الأوليين عقب حلوله بدلا من ستيف كوبر في ملعب "كينغ باور" في بداية ديسمبر الماضي.

لكن فترة شهر العسل انتهت بسرعة، حيث يحتل ليستر وصافة القاع برصيد 14 نقطة متأخرا بفارق نقطتين عن منطقة الأمان قبل مباراته أمام مضيفه توتنهام في المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الأحد.

وقال المهاجم السابق لمانشستر يونايتد وريال مدريد الإسباني: أركز على إخراج هذا الفريق من الموقف الذي نحن فيه وهذا هو اهتمامي الوحيد.

وأضاف: أتواجد مع اللاعبين يوميا، وأعمل مع كل من شارك في ليستر لاستخراج أفضل ما في هذا الفريق.

وتابع: في الأوقات الصعبة، في الأوقات القاسية، تحتاج إلى أن تكون قويا، وتحتاج إلى إظهار الشخصية، والعمل، والمثابرة والالتزام.

وأردف قائلا: أشعر أننا متحدون وملتزمون كمجموعة، هذه هي الروح. يمكنك أن ترى ذلك أيضا على أرض الملعب. حسنا، لقد تعرضنا لسلسلة من الهزائم ولكن يمكنني أن أرى فريقا يتمتع بالروح والقتال وسنستمر، وستنتهي هذه السلسلة.

وأكد فان نيستلروي الذي أمضى فترة قصيرة كمدرب موقت لفريقه السابق يونايتد هذا الموسم بعدما شغل منصب المدرب المساعد لمواطنه إريك تن هاج المقال بسبب النتائج المخيبة، أن ليستر لا يزال يبحث عن طرق لتطوير الفريق.

وختم: أؤمن باللاعبين الذين لديّ الآن ونحن نبحث عن إمكانات لتعزيز الفريق. من الواضح ما هي الإمكانات المتاحة أمامنا وغير المتاحة... في هذه اللحظة لا توجد أخبار جديدة.

مقالات مشابهة

  • الخوف من اكتساب الوزن الزائد.. ماذا تعرف عن الدهونوفوبيا؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: 21 شيئًا ستندم عليها لاحقًا !!
  • خلال ندوة بالإسكندرية الإعلامية اسما إبراهيم: لا يمكن استبدال المذيع البشري بالذكاء الاصطناعي فهو بلا روح
  • كيف يمكن تتبع جنود الاحتلال المشاركين بحرب غزة وملاحقتهم دوليا؟
  • السعودية.. تصريح طريف من مدرب القادسية عن مواجهة الهلال
  • فان نيستلروي يبدد المخاوف بشأن مستقبله مع ليستر سيتي
  • تيك توك.. المعركة الجيوسياسية بين واشنطن وبكين
  • الخوف الذي لا ينتهي إلا بالرحيل!
  • خريجات "إثراء": البرنامج يمكن الكوادر الوطنية الشابة في المجال المصرفي