الناطق باسم "حماس": مشاهد تسليم الأسيرات تبعث برسائل استراتيجية عميقة لحكومة الاحتلال الفاشية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أكد الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع أن مشاهد وتفاصيل تسليم المقاومة للأسيرات المجندات الأربع اليوم، تحكي عن إبداعَ المقاومة وتروي قصةَ بطولة وترسخ نموذج عِزة وكبرياء.
وأضاف القانوع: "هذه المشاهد تبعث برسائل عميقة ذات دلالات استراتيجية لحكومة الاحتلال الفاشية وجيشها المجرم وداعميهم في عدوانهم ضد شعبنا، عليهم أن يلتقطوها، ليقفوا عند حقيقة شعبنا العظيم ومقاومتنا الباسلة".
وشدد على أن "احتشاد جماهير شعبنا لمواكبة عملية التسليم بقيادة المقاومة هو تجسيد للتلاحم الشعبي معها، وتأكيد للالتفاف حولها، واحتضانها على امتداد 471 يوما من الحرب".
وأشار الناطق باسم "حماس" قائلا: "ننتظر انسحاب الاحتلال وفق بنود الاتفاق، وبدء عودة النازحين إلى أراضيهم وبيوتهم".
وأضاف: "نقف مع شعبنا العظيم في هذه اللحظات التاريخية، وندعو إلى حشد كل الإمكانيات، عربيا وإسلاميا ودوليا، لإغاثة أهلنا وتضميد جراحهم والانتصار لحقوقهم".
هذا وسلمت الفصائل الفلسطينية قبل ظهر اليوم السبت، 4 أسيرات مجندات إسرائيليات إلى طواقم الصليب الأحمر، في إطار "الدفعة الثانية"، من عملية تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.
وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 200 أسير فلسطيني من سجونها وجرى نقلهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنهم من سيواجه التهجير القسري من فلسطين إلى مصر أولًا حيث يتم تحديد الوجهة اللاحقة.
وبموجب الاتفاق، من المفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي "الانسحاب الكامل" اليوم من "محور نتساريم" وسط القطاع، (أي من شارع الرشيد الساحلي إلى شرق شارع صلاح الدين)، وأن يُتاح للأهالي العودة إلى شمال القطاع، اعتبارا من الأسبوع المقبل.
ووفق مسودة الاتفاق، يفترض أن يفكك الجيش الإسرائيلي مواقعه ومنشآته العسكرية بمنطقة "محور نتساريم" في عملية "قد تستمر لساعات"، وفق مصدر في "حماس".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التهجير القسري الضفة الغربية وقطاع غزة الضفة الغربية الفصائل الفلسطينية الناطق باسم حماس
إقرأ أيضاً:
ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
البلاد – رام الله
يمضي الاحتلال الإسرائيلي في خطواته لابتلاع مزيد من أراضي قطاع غزة، إذ كشفت مصادر عبرية أن جيش الاحتلال يستعد لتحويل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها إلى منطقة عازلة يُمنع السكان من العودة إليها، مع تسوية المباني بالأرض بالكامل، ما يعني فعليًا محو المدينة الفلسطينية من الوجود.
وتقع المنطقة التي تبلغ مساحتها 75 كيلومترًا مربعًا بين محوري فيلادلفيا وموراج، وكانت قبل الحرب موطنًا لحوالي 200 ألف فلسطيني. لكن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، خاصة بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأخير، دفعت ما تبقى من السكان إلى النزوح قسرًا، بعد تلقيهم إنذارات بالإخلاء نحو مناطق تُوصف بـ “الإنسانية” في خان يونس والمواصي. وتشير شهادات ميدانية إلى أن القوات الإسرائيلية دمّرت خلال الأسابيع الماضية أعدادًا كبيرة من المنازل والبنى التحتية، ما يجعل العودة شبه مستحيلة.
اللافت أن هذه هي المرة الأولى التي يتجه فيها الجيش الإسرائيلي إلى ضم مدينة فلسطينية كاملة إلى “المنطقة العازلة” التي بدأت تتشكل على طول حدود غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن القرار يستند إلى توجيهات سياسية عليا باستمرار الحرب، وتعزيز السيطرة على “مناطق واسعة” من القطاع، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح الاحتلال ويقلّص قدرة الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس على إعادة تنظيم صفوفها.
وبحسب تقارير استخباراتية أوردتها “هآرتس”، يعمل جيش الاحتلال على توسيع محور موراج وتدمير المباني المحيطة به، ليصل عرض المنطقة العازلة في بعض المواقع إلى أكثر من كيلومتر واحد. ويجري النظر في إبقاء رفح بأكملها منطقة محظورة على المدنيين، أو تدميرها بالكامل، في سيناريو يعكس ما جرى في مناطق واسعة من شمال القطاع.
ومع بداية الحرب في أكتوبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نيته إنشاء منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة من شأنها إبعاد التهديدات عن المستوطنات المحيطة إلى مسافة تتراوح بين 800 متر إلى 1.5 كيلومتر. هذه منطقة تبلغ مساحتها نحو 60 كيلومترا مربعا، أي أكثر من 16% من أراضي قطاع غزة، والتي كان يعيش فيها نحو ربع مليون غزي حتى السابع من أكتوبر. وكشف تقرير لمركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، نُشر في أبريل من العام الماضي، أن نحو 90% من المباني في المنطقة العازلة قد دمرت أو تضررت.
هذا التوسع في رقعة المناطق العازلة يحمل تداعيات خطيرة، ليس فقط لكونه يبتلع نحو خمس مساحة القطاع عبر رفح وحدها، بل لأنه، مضافًا إلى المناطق المحيطة بمحوري موراج وفيلادلفيا، والمنطقة الشرقية القريبة من مستوطنات الغلاف، يضع إسرائيل فعليًا في موقع السيطرة على أكثر من نصف أراضي غزة.
النتيجة المباشرة لهذا المخطط هي تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وتحويل القطاع إلى جزر معزولة أو “كنتونات” لا يمكن العيش فيها بكرامة. كما أن إغلاق رفح، بوصفها المعبر البري الوحيد مع مصر، يرسّخ خنق القطاع وحرمانه من أي أفق للتنفس.
في ظل صمت دولي مريب، تتواصل عملية محو رفح وتهجير سكانها، في خطوة يرى فيها محللون تصعيدًا غير مسبوق، يهدد مستقبل القطاع بكامله، ويقوّض أي إمكانية لحل سياسي عادل في الأفق.