في تصعيد جديد للأحداث في الضفة الغربية، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوال مشدد على مخيم جنين صباح امس، وسط تهديدات مباشرة بإطلاق النار على أي شخص يخالف الأوامر العسكرية. 

هذه الإجراءات تأتي في سياق سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، ما يترك آثارًا إنسانية ونفسية كارثية على سكان المخيم والمناطق المحيطة.

الوضع الإنساني في المخيم

يعيش مخيم جنين حالة من الشلل الكامل، حيث أغلقت قوات الاحتلال مداخل المخيم ونشرت قناصة على أسطح المنازل. 

يُمنع السكان من الخروج لتلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. الأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المخيم، يعيشون في حالة من الخوف المستمر، مع سماع دوي إطلاق النار والمواجهات بين الحين والآخر.

جيش الاحتلال يعلن إصابة 3 جنود في مواجهات بجنين بالضفة الغربيةسيناريو غزة يتكرر.. تفاصيل العدوان الإسرائيلي على جنين خلال 5 أيام

وتحدث أحد سكان المخيم قائلاً: *"لا يمكننا حتى الخروج لشراء الحليب للأطفال. نعيش تحت تهديد السلاح وكلما حاول أحدنا كسر حظر التجوال، يتم استهدافه. الوضع كارثي، ولا نعلم كيف ستنتهي هذه المأساة."

وفيما يروي أحد العاملين في المجال الطبي: *"نعاني من صعوبة بالغة في الوصول إلى المرضى والمصابين. هناك مرضى بحاجة إلى غسيل كلى وآخرون في حالة حرجة، لكننا نُمنع من نقلهم إلى المستشفيات."*

التداعيات على استقرار الضفة الغربية

التصعيد في جنين ليس حدثًا معزولًا، بل يمثل جزءًا من سياسة إسرائيلية أوسع تُمارس في الضفة الغربية. 

الهجمات المستمرة والاعتقالات العشوائية تساهم في تأجيج الغضب الشعبي، مما يهدد بتصاعد العنف وانتقال المواجهات إلى مدن ومناطق أخرى. المحللون السياسيون يحذرون من أن هذه السياسات الإسرائيلية تقوّض فرص أي تسوية سلمية مستقبلية وتزيد من حالة عدم الاستقرار.

وتأتي هذه التطورات وسط انتقادات دولية خجولة، حيث أعربت بعض الدول عن "القلق"، لكنها لم تتخذ أي خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها. هذا الصمت الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة سياساته دون رادع.

مشهد يزداد تعقيدًا

مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، يتفاقم الوضع الإنساني في مخيم جنين وتتعالى دعوات الفصائل الفلسطينية للرد على هذه الانتهاكات. 

في الوقت نفسه، يبقى سكان المخيم في مواجهة يومية مع الاحتلال، محاصرين بين واقع الحصار وأمل في غد أفضل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حظر تجوال قوات الاحتلال مخيم جنين تهديدات مباشرة المزيد سکان المخیم

إقرأ أيضاً:

شبح المجاعة يغرس مخالبه في أجساد سكان غزة ويفتك بأطفالها

 

الثورة  / افتكار القاضي

مع استمرار الحصار الخانق على غزة، وإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتواصل حرب الإبادة الجماعية.. أخذ شبح المجاعة يطل بوجهه القبيح على سكان قطاع غزة المحاصر ويفتك بأطفاله، وبات الأهالي مقبلين على أيام حرجة بعد أن أغلقت المخابز أبوابها جراء نفاد الدقيق، وسط تحذيرات دولية متزايدة من أن المجاعة باتت واقعا يفتك بالسكان، لا سيما الأطفال الذين بدأت أجسادهم تذبل أمام أعين العالم.

ومع نفاد الدقيق وإغلاق كافة المخابز، واستنزاف برنامج الأغذية العالمي آخر ما تبقى لديه من إمدادات غذائية، أصبح نحو مليونَي فلسطيني في غزة مهددين بالموت البطيء جوعا وعطشا، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وتتعمق المأساة مع تسجيل أولى ضحايا الجوع، حيث وثقت الجهات الصحية 52 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجوع، بينهم 50 طفلا، في مؤشر مخيف على دخول غزة مرحلة المجاعة الكاملة.

وتقول الأونروا: إن أكثر من مليون شخص يعاني في جميع أنحاء قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

انهيار كامل

في مواجهة هذا الانهيار الإنساني، أطلق عدد من كبار مسؤولي الإغاثة نداءات عاجلة لفتح المعابر فورًا، محذرين من أن غزة مقبلة على “كارثة غير مسبوقة”.

وقال جوناثان ويتال – رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأمم المتحدة، إن “الأيام المقبلة ستكون حرجة للغاية”، محذرًا من أن “من لا يُقتل بالقنابل سيموت ببطء بسبب الجوع والحصار”.

وما يحدث في غزة اليوم ليس كارثة طبيعية، بل جريمة متعمدة صُنعت بإحكام تحت مرآى وسمع العالم فالتجويع، حسب تقارير الأمم المتحدة، أصبح “سلاحا” تستخدمه إسرائيل لإخضاع أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل تجاهل دولي مستمر، وغياب أي مساءلة حقيقية.

ومع دخول الأزمة مرحلة الانهيار الكامل، يبدو أن قطاع غزة يعيش واحدة من أحلك لحظات تاريخه، حيث الموت لم يعد ينتظر قذيفة أو رصاصة.. بل صار يتسلل ببطء عبر بطون خاوية وأجساد واهنة، في مشهد إنساني لا يليق حتى بالعصور المظلمة.

ويتعمد جيش الاحتلال إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بأمر مباشر من رئيس وزراء الكيان المجرم بنيامين نتنياهو، ومنع دخول آلاف شاحنات المساعدات التي تنتظر العبور، وإمعانا في الإبادة استهدف جيش الاحتلال المخابز ومستودعات الطعام ليقتلهم جوعا، بعد أن استهدف من قبل محطات تحلية المياه ليميتهم عطشا.

موت جماعي

وسط سياسة التجويع والقتل الممنهج التي يتبعها كيان الاحتلال، جاء تحذير حكومة غزة يوم الجمعة الماضي من أن فلسطينيي القطاع “على شفا موت جماعي” بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، وطالبت بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من مليوني إنساء في القطاع.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بشكل متسارع ومخيف مع استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ نحو شهرين.

فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى موقف دولي لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية، وقالت إن إعلان البرنامج العالمي عن استنفاد كل مخزوناته الغذائية في قطاع غزة “يعبّر عن المستوى الخطير الذي بلغته الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال الفاشي، مؤكدا دخول أهالي القطاع مرحلة المجاعة الكاملة .

تحذيرات أممية

هذه الكارثة المقبلة على القطاع، الذي يعاني أصلا من كوارث متراكمة، باتت تقلق المنظمات الإنسانية الدولية، فقد كشفت دراسة جديدة أن سكان غزة فقدوا ما معدله 18 كيلوغراما بسبب سياسة التجويع الممنهجة واضطر الناجون إلى أكل أعلاف الحيوانات وغيرها من البدائل مما تسبب في أمراض وأضرار صحية كبيرة.

وحذر برنامج الأغذية العالمي مؤخرا من أنه استنفد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة جراء الحصار، وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي، كما لفت إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليبي لازاريني، قال بدوره إن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعا بسبب سياسة التجويع المتعمدة التي تنتهجها إسرائيل من خلال استمرار إغلاق معابر القطاع ومنع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى منذ الثاني من مارس الماضي، مؤكدا أن ما يحصل هو “تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية”.

مقالات مشابهة

  • ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟
  • عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها يدخل يومه الـ100
  • شبح المجاعة يغرس مخالبه في أجساد سكان غزة ويفتك بأطفالها
  • هيومن رايتس ووتش تتهم الحكومة الأردنية بتهجير سكان مخيم المحطة
  • سموتريتش: لا وقف للحرب قبل تهجير سكان غزة وتفكيك سوريا (شاهد)
  • قصف إسرائيلي على تجمع للفلسطينيين شرق مخيم جباليا شمال غزة
  • الاحتلال يعتقل الصحفي علي السمودي بعد مداهمة منزله
  • رايتس ووتش تتهم الأردن بتهجير سكان مخيم لاجئين فلسطينيين
  • الخارجية الفلسطينية تدين استخدام الاحتلال التجويع سلاحًا ضد سكان غزة
  • قوات الاحتلال تهدم 5 منازل غرب الخليل.. وتقتحم مخيم العين في نابلس (شاهد)